يريد الدخول في الاسلام من أجلي
السؤال:
السلام عليكم أنا فتاة مسلمة تعرفت على شاب مسيحي من خلال النت , أخبرني أنه يريد الدخول في الإسلام من أجل أن يستطيع الزواج بي ، وحينما علم والده بأنه يقرأ القران ويتردد على المشايخ غضب منه ، وطرده من المنزل ، وفصله من الجامعة وهو الآن لا مكان له . أخبرته أن من يريد الدخول في الاسلام يجب أن يكون من أجل اتباع الحق ، ومن أجل الله وليس لأجل احد ، لكنه مصر على الارتباط بي , لكني لا استطيع الارتباط به ، وأخشى إن قلت له ذلك أن يبتعد عن الإسلام ويكون علي إثم في ذلك ، وأكون أنا السبب في ذلك ، وفي الخلاف بينه وبين والده . أفتوني ماذا علي أن أفعل ؟
الجواب :
الحمد لله
أولاً :
لا يشك عاقل في حرمة العلاقة بين الجنسين ، وأنها باب من أبواب الفتنة والفساد ، وكم جرت تلك العلاقات من ويلات على أصحابها .
كيف تقيمين علاقة مع رجل أجنبي عنك ، ويكون نصرانيا ، وتقعين معه في الفاحشة ، ثم تريدين أن تختمي هذه الموبقات بالإجهاض ؟
والشرع لا يقر علاقة بين رجل وامرأة إلا في نطاق الزواج الشرعي ، وإذا كان الزنا من كبائر الذنوب ، ومن أسباب عذاب القبر ، ودخول النار ، فالزنا بغير المسلم أكبر ، وأشد قبحا ، ويدل على خلل عظيم في عقيدة المسلم التي تحرم عليه موالاة الكفار ومصادقتهم ، قال الله تعالى : (لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ) المجادلة/22، وقال الله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) المائدة/51 ، وقال تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنْ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِنْ كُنتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنتُمْ وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ) الممتحنة/1 .
وشروط التوبة :
1- الندم .
2- والإقلاع عن الذنب ، فيجب عليك قطع علاقتك بهذا الرجل وبغيره من الرجال الأجانب عنك .
3- العزم على عدم العودة إلى المعصية مرة أخرى .
فتوبة من غير استقامة وترك للمعصية ، لا معنى لها .
ومن كمال التوبة : أن يستقيم التائب ، ويجتهد في الطاعات ، ويكثر من الصدقة ، لعل الله تعالى يغفر له . قال الله تعالى : (وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى) طه/82.
وإننا لنجزم بأنك لو تبت فإن الله تعالى سيجعل لك مخرجا من كل هم نزل بك ، قال الله تعالى : (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا) الطلاق/2.
أما مع عدم التوبة ، فلا ينتظر العبد من الله تعالى أن ييسر له أموره ، ويفرج عنه كروبه ، بل ينتظر التضييق والهم والكرب ، قال الله تعالى : (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا) طه/82
ثانياً :
ما ذكرتيه عن ذلك الرجل أنه يريد الدخول في الإسلام والزواج منك ، وأنت لا تستطيعين الارتباط به حتى ولو أسلم ، فهذا مما يُحتم عليك قطع العلاقة التي بينكما ، ولا يضرك بعد ذلك ما يحصل له ؛ لأنه لو كان صادقاً في إرادة الإسلام ، فإنه سيسلم سواء استمرت تلك العلاقة أم انقطعت .
فبادري بترك المواقع التي يدخلها وتغيير كل وسيلة تمكّنه من الاتصال بك ، توبة إلى الله تعالى ، وحذراً من غضبه وعقابه ، واحمدي الله أن عافاك من التمادي إلى ما هو أعظم وأشنع .
نسأل الله أن يصرف عنك السوء ويجنبك الفتن .
والله أعلم