السؤال:
لقد قمت بتحميل القرآن من بعض المواقع ، ثم قمت بتحميله على موقعي حتى يتمكن الناس من تحميله وقراءته . المشكلة الآن : أن الموقع الذي قمت بتحميل القرآن منه يطلب مني إزالة القرآن الكريم من على موقعي , وأنا متردد بهذا الشأن ؛ لأن ذلك قرآن وليس لديهم عليه أي حقوق للنسخ . أود أن أسألكم : كيف أتصرف في هذا الأمر لأنه يسبب لي توتراً شديداً حيث إني أريد أن أحتفظ بالقرآن على موقعي ولكنهم يطلبون مني إزالته . أود أيضا أن أضيف أنهم لم يقوموا بترجمة هذا القرآن بأنفسهم ولكنهم غالباً قاموا بتحميله أو نقله من موقع آخر . أنا فعلا بحاجة إلى نصيحتكم في هذا الشأن ، وأنا أيضاً أدعو الله أن يرشدني إلى الصواب لأني أود أن أحصل على ثواب هذا الفعل ولا أريده أن يضيع سدى . أنا حقّاً بحاجة إلى مساعدتكم ، وجزاكم الله خيراً .
الجواب :
الحمد لله
من حق أصحاب الكتب والبرامج التي بذلوا فيها جهداً لإنتاجها وإنشائها أن تكون حقوقهم محفوظة فيمنعون من نشرها أو طباعها أو إنتاجها إلا بإذنهم ، كما بينَّاه في أجوبة الأسئلة ( 95173 ) و ( 454 ) و ( 21899 ) و ( 26307 ) .
والمصحف هو كتاب الله تعالى ليس لأحد أن يستولي على حق نشره وطبعه وتوزيعه من حيث مادته إلا أن يكون قد بذل فيه جهداً يستحق معه أن يُحفظ حقه فيه ، كمن يطبع في هامشه تفسيراً أو معاني لكلماته ، أو كمن يخرجه في برنامج يبذل في برمجته وإنتاجه مالاً وجهداً ، فمثل هؤلاء تُحفظ لهم حقوقهم ، كما بيناه في جواب السؤال رقم ( 126897 ) .
فإذا كان المصحف الذي حمَّلتَه من ذاك الموقع ، قد قام أصحابه فعلا بجهد واضح في برمجته ، وإعداده على هيئة مخترعة لهم ، فلهم الحق في منعك من نشره إلا عن طريقهم ، ولهم الحق في الاحتفاظ بحقوق الملكية ، لا لذات الكتاب بل لجهدهم البرمجي المبذول فيه .
وأما إذا كان المصحف متوفرّاً في مواقع الإنترنت وقد تبين لك أنهم ليسوا أصحابه بالفعل ، وأن الجهد المبذول فيه ليس منهم وأن أصحابه قد بذلوه للناس بالمجان : فلا يلزمك الاستجابة لكلامهم لتحذفه من موقعك .
وإذا قدر أنك حذفت النسخة التي حملتها من عندهم ؛ فبإمكانك أن تحمل نسخة أخرى من النسخ المتاحة على الشبكة ، مما يغنيك عن تلك النسخة .
والله أعلم
الإسلام سؤال وجواب