ثروت Admin
عدد المساهمات : 1166 تاريخ التسجيل : 18/06/2014 الموقع : خى على الفلاح
| موضوع: فضل الله علينا الجمعة فبراير 16, 2018 3:08 pm | |
| إنَّ الحَمدَ لله نحمدُهُ ونستعينُهُ ونستهديهِ ونشكرُهُ ونعوذُ بالله من شرورِ أنفسِنَا ومِن سيئاتِ أعمالِنا، مَن يهدِ الله فلا مُضِلَّ لهُ ومن يُضلِل فلا هاديَ له ، والصلاةُ والسلامُ على سيّدِنا محمّدِ ابنِ عبدِ الله وعلى ءالِهِ وصحبِهِ ومنْ والاهُ. أمّا بعدُ عبادَ الله، فإنّي أوصيكُمْ ونفسي بتقوَى الله العليّ العظيمِ، فليتَّقِ الله كلُّ واحدٍ منّا ولْيؤْثِرِ الآخرةَ ولْيُؤْثِرْ ما يبقَى على ما يفْنَى وليَكُنْ كما قالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: « كُنْ في الدنيا كأنَّكَ غريبٌ أو عابرُ سبيلٍ ». لا تُعَلّقْ قلبَكَ في مستقبلِكَ من حيثُ المعيشةُ والمالُ لأنَّ المستقبلَ عِلْمُهُ عندَ الله، فقَدْ يَسْتَقْبِلُ الرجلُ يومًا لا يَسْتَكمِلُهُ وقد يَسْتَقْبِلُ ليلةً لا يَستدْبِرُها، فالدنيا إلى الزَّوالِ. رُوِيَ أنَّ سيدنا عيسى ابنَ مريمَ عليهِ السلامُ قال له رجلٌ : يا نبيَّ الله أكونُ معَكَ، فانْطَلَقا فانْتَهَيَا إلى شَطّ نَهَرٍ فجَلَسَا يَتَغَدَّيانِ ومَعَهُمَا ثلاثةُ أَرْغِفَةٍ فأكلا رغيفَيْنِ وبَقِيَ رغيفٌ فقامَ عيسى عليهِ السلامُ إلى النَّهَرِ فشَرِبَ منهُ ثمَّ رجَعَ فلم يجِدِ الرغيفَ فقالَ للرجلِ: مَن أخذَ الرَّغِيفَ ؟ قالَ : لا أدرِي، فانطلقَ ومعَهُ الرجلُ فرأى ظَبْيَةً (غزالةً) ومعَهَا وَلَدَانِ لها فدَعا واحِدًا فأتاهُ فذَبَحَهُ واشْتَوَى منهُ فأكلَ هوَ وذلكَ الرجلُ ثمَّ خاطبَ عيسى عليهِ السلامُ الظبيَ بعدَ أنْ ذَبَحَهُ وأكلا منهُ وقالَ لهُ : قُمْ بإذنِ الله عزَّ وجَلَّ، فقامَ، فقالَ للرجلِ : أسألُكَ بالذي أراكَ هذهِ الآيةَ مَن أخذَ الرغيفَ ؟ قالَ : لا أدرِي، فانطلقا حتى انْتَهَيَا إلى مَفَازَةٍ (فلاة) فجَمَعَ عيسى صلى الله عليه وسلم تُرابًا وكَثِيبًا (أي رَملاً) ثمَّ قالَ لهُ : كُنْ ذَهَبًا بإذنِ الله عزَّ وجلَّ، فصارَ ذَهَبًا، فَقَسَّمَهُ ثلاثةَ أقسام فقالَ: ثُلُثٌ لي وثُلُثٌ لكَ وثُلُثٌ للذِي أخَذَ الرغيفَ، فقالَ: أنا الذي أخَذْتُ الرغيفَ، فقالَ لهُ سيدُنا عيسى عليهِ السلامُ : كلُّهُ لكَ، وفَارَقَهُ. فانتهى لهذا الرجلِ الذي أخذَ الذهبَ رَجُلانِ أرادا أنْ يأخُذَا منهُ الذهبَ ويَقْتُلاهُ فقالَ لهما : هوَ بَيْنَنَا أَثْلاثًا، فقَبِلا ذلكَ فقالَ: يذهَبُ واحدٌ إلى القريةِ حتى يشتريَ لنا طعامًا فذهَبَ واحدٌ واشترى طعامًا وقالَ في نفسِهِ : لأيّ شىءٍ أُقَاسِمُهُمَا في هذا المالِ ؟ أنا أجعَلُ في هذا الطعامِ سُمًّا فَأَقْتُلُهُمَا وءاخُذُ هذا المالَ جميعَهُ. فجعلَ في الطعامِ سُمًّا، وقالا فيمَا بينهما : لأيّ شىءٍ نجعَلُ لهُ الثلثَ ؟ إذا رجَعَ إلينا قتلناهُ واقْتَسَمْنَا المالَ نِصْفَيْنِ، فلما رجَعَ إليهما قَتَلاهُ ثمَّ أكلا الطعامَ المَسْمُومَ فماتا، فبقِيَ ذلكَ المالُ، بقيَ الذهبُ في المفازةِ (الفلاة) وأولئكَ الثلاثةُ قَتْلَى عندَهُ، فمَرَّ عليهِم عيسَى عليهِ الصلاةُ والسلامُ وهُمْ على تلكَ الحالِ، فقالَ لأصحابِه : هذهِ الدنيا فاحْذَرُوها ». اللهمَّ جَنّبْنَا الحرامَ وارْزُقْنا التُّقَى والغِنى والعَفافَ والعِفَّةَ والتَّعَفُّفَ يا أَرْحَمَ الراحمينَ.
واعلَموا أنَّ الله أمرَكُمْ بأمْرٍ عظيمٍ ، أمرَكُمْ بالصلاةِ والسلامِ على نبيِهِ الكريمِ فقالَ : ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا *﴾ اللّهُمَّ صَلّ على سيّدِنا محمَّدٍ وعلى ءالِ سيّدِنا محمَّدٍ كمَا صلّيتَ على سيّدِنا إبراهيمَ وعلى ءالِ سيّدِنا إبراهيم، وبارِكْ على سيّدِنا محمَّدٍ وعلى ءالِ سيّدِنا محمَّدٍ كمَا بارَكْتَ على سيّدِنا إبراهيمَ وعلى ءالِ سيّدِنا إبراهيمَ، إنّكَ حميدٌ مجيدٌ. يقول الله تعالى : ﴿يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ *يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ *﴾ . اللّهُمَّ إنَّا دعَوْناكَ فاستجبْ لنا دعاءَنا، فاغفرِ اللّهُمَّ لنا ذنوبَنا وإسرافَنا في أمرِنا ، اللّهُمَّ اغفِرْ للمؤمنينَ والمؤمناتِ الأحياءِ منهُمْ والأمواتِ، ربَّنا ءاتِنا في الدنيا حسَنةً وفي الآخِرَةِ حسنةً وقِنا عذابَ النارِ، اللّهُمَّ اجعلْنا هُداةً مُهتدينَ غيرَ ضالّينَ ولا مُضِلينَ ، اللّهُمَّ استرْ عَوراتِنا وءامِنْ روعاتِنا واكفِنا مَا أَهمَّنا وَقِنا شَرَّ ما نتخوَّفُ. عبادَ الله، إنَّ الله يأمرُ بالعَدْلِ والإحسانِ وإيتاءِ ذِي القربى وينهى عَنِ الفحشاءِ والمنكرِ والبَغي ، يعظُكُمْ لعلَّكُمْ تذَكَّرون. اذكُروا الله العظيمَ يذكرْكُمْ، واشكُروهُ يزِدْكُمْ، واستغفروه يغفِرْ لكُمْ، واتّقوهُ يجعلْ لكُمْ مِنْ أمرِكُمْ مخرَجًا، وَأَقِمِ الصلاةَ.
| |
|