ثروت Admin
عدد المساهمات : 1166 تاريخ التسجيل : 18/06/2014 الموقع : خى على الفلاح
| موضوع: هل يتحدث أهل الجنة وهم فيها إلى أهل النار وهم فيها ؟ الجمعة فبراير 05, 2016 8:40 pm | |
| هل يتحدث أهل الجنة وهم فيها إلى أهل النار وهم فيها ؟
الذي أفهمه أن أصحاب الجنة يتحدثون مع بعضهم البعض ، كذلك أصحاب النار يتحدث بعضهم إلى بعض ، لكن السؤال هو : ماذا لو أن شخصاً من أهل الجنة أراد التحدث إلى قريب له أو صديق كافر من أهل النار ؛ فهل هذا ممكن ؟
الجواب : الحمد لله كما يتحدث أهل الجنة إلى بعضهم ، ويتحدث أهل النار إلى بعضهم ، كذلك يتحدث أهل الجنة إلى أهل النار ، وأهل النار إلى أهل الجنة ؛ فيزداد أهل الجنة فرحا بنعمة الله عليهم بدخولهم الجنة ونجاتهم من النار ، ويزداد أهل النار ندامة وحسرة ؛ لفوات الفضل وحصول العذاب . قال تعالى : ( وَنَادَى أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ أَنْ قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا فَهَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا قَالُوا نَعَمْ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ ) الأعراف / 44 وقال تعالى : ( وَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ ) الأعراف / 50 عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : " ينادي الرجلُ أخاه أو أباه ، فيقول : قد احترقت ، أفض عليَّ من الماء ! ، فيقال لهم : أجيبوهم ! فيقولون : ( إن الله حرمهما على الكافرين ) وقال سعيد بن جبير : " ينادي الرجل أخاه : يا أخي ، قد احترقتُ فأغثني ! فيقول : ( إن الله حرمهما على الكافرين ) . "تفسير الطبري" (12 / 473-474) وقال القرطبي رحمه الله : " قيل : إذا صار أهل الأعراف إلى الجنة طمع أهل النار ، فقالوا : يا ربنا إن لنا قرابات في الجنة ، فأْذَن لنا حتى نراهم ونكلمهم . وأهل الجنة لا يعرفونهم لسواد وجوههم ، فيقولون : ( أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ ) " "الجامع لأحكام القرآن" (7 / 215)
وقال تعالى : ( فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ . قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ . يَقُولُ أَئِنَّكَ لَمِنَ الْمُصَدِّقِينَ . أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَدِينُونَ . قَالَ هَلْ أَنْتُمْ مُطَّلِعُونَ . فَاطَّلَعَ فَرَآَهُ فِي سَوَاءِ الْجَحِيمِ . قَالَ تَاللَّهِ إِنْ كِدْتَ لَتُرْدِينِ . وَلَوْلَا نِعْمَةُ رَبِّي لَكُنْتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ . أَفَمَا نَحْنُ بِمَيِّتِينَ . إِلَّا مَوْتَتَنَا الْأُولَى وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ . إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ . لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ ) الصافات/ 50 – 61 . وروى أحمد في "الزهد" (ص 369) وابن المبارك في "الزهد" (64) وأبو نعيم في "الحلية" (4 / 312) بسند صحيح عن الشعبي قال : " يشرف أهل الجنة في الجنة على قوم في النار فيقولون : ما لكم في النار ؟ وإنما كنا نعمل بما تعلمونا ! فيقولون : إنا كنا نعلمكم ولا نعمل به " .
وهذا من تمام نعمة الله على أهل الجنة ، حيث يتعرفون على فضل الله العظيم عليهم ، وكرامته لهم ، بالفوز بالجنة وما فيها من النعيم المقيم ، والنجاة من النار وما فيها من العذاب الأليم . ومن تمام عذاب الكافرين وحسرتهم حيث يرون أهل الجنة يتنعمون ، وهم في العذاب مشتركون . فيقول أهل الجنة : ( الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ ) الزمر / 74 ( وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ * قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ * فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ ) الطور / 25 - 27 ويقول أهل النار : ( يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلَا نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ) الأنعام / 27] وروى الطبري عن ابن عباس رضي الله عنه قال : " نادى أصحاب الجنة أصحابَ النار أنْ قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقًّا فهل وجدتم ما وعد ربكم حقًّا ؟ قالوا : نعم . يقول : من الخزي والهوان والعذاب . قال أهل الجنة : فإنا قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقًّا من النعيم والكرامة " "تفسير الطبري" (12 / 446) وقال ابن عباس أيضا : " السور بين أهل الجنة والنار ، فيفتح لأهل الجنة أبواب ، فينظرون وهم على السُّرر إلى أهل النار كيف يعذّبون ، فيضحكون منهم ، ويكون ذلك مما أقرّ الله به أعينهم ، كيف ينتقم الله منهم " . "تفسير الطبري" (24 / 304) .
ولتعلم أن هذا لا يورث أهل الجنة حزنا على من كانوا أصدقاء وأقرباء لهم في الدنيا ، فكل الوصلات والعلاقات والصداقات تنقطع يوم القيامة ، ولا يبقى إلا وصلة التقوى والعمل الصالح . قال الله تعالى : ( الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ ) الزخرف/67 .
والله تعالى أعلم .
| |
|