زائر زائر
| موضوع: هل يُنادى أهل الجنة في الجنة بأسمائهم ، أم تُبدل أسماؤهم بأسماء أخرى ؟ الأحد مايو 25, 2014 6:22 pm | |
| هل يُنادى أهل الجنة في الجنة بأسمائهم ، أم تُبدل أسماؤهم بأسماء أخرى ؟
السؤال: إذا دخل المؤمن الجنة ، فهل يبقى بنفس الاسم الذي عُرف به في الدنيا أم يُعطى له اسم جديد ؟ فلقد سمعت أنه يعطى اسماً جديداً، فهل هذا صحيح ؟
الحمد لله
الناس يدعون يوم القيامة بأسمائهم ، وأسماء آبائهم ، وهذا في موقف الحشر والحساب .
القول بأن الناس يدعون يوم القيامة بأسماء أمهاتهم ، خطأ مخالف لما ثبت في السنة الصحيحة الدالة على أنهم ينسبون لآبائهم ، وقد بوب البخاري في
صحيحه : باب ما يُدعى الناس بآبائهم ، وساق تحته الحديث رقم (6177) عَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
( إِنَّ الْغَادِرَ يُرْفَعُ لَهُ لِوَاءٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُقَالُ هَذِهِ غَدْرَةُ فُلَانِ بْنِ فُلَانٍ ).
والحديث رواه مسلم أيضا برقم (1735).
وما ورد من أن الناس يدعون بأسماء أمهاتهم ، ضعيف .
قال ابن القيم رحمه الله في "تحفة المودود بأحكام المولود" ص (147) :
" الفصل العاشر في بيان أن الخلق يدعون يوم القيامة بآبائهم لا بأمهاتهم .
هذا الصواب الذي دلت عليه السنة الصحيحة الصريحة ، ونص عليه الأئمة كالبخاري وغيره فقال في صحيحه : باب يدعى الناس يوم القيامة بآبائهم
لا بأمهاتهم ، ثم ساق في الباب حديث ابن عمر قال قال رسول الله :
( إذا جمع الله الأولين والآخرين يوم القيامة يرفع الله لكل غادر لواء يوم القيامة فيقال هذه غدرة فلان بن فلان ).
وفي سنن أبي داود [4948] بإسناد جيد عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
( إِنَّكُمْ تُدْعَوْنَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِأَسْمَائِكُمْ وَأَسْمَاءِ آبَائِكُمْ فَأَحْسِنُوا أَسْمَاءَكُمْ ) .
فزعم بعض الناس أنهم يدعون بأمهاتهم ، واحتجوا في ذلك بحديث لا يصح ، وهو في معجم الطبراني من حديث أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه
وسلم : ( إذا مات أحد من إخوانكم فسويتم التراب على قبره فليقم أحدكم على رأس قبره ثم ليقل يا فلان بن فلانة فإنه يسمعه ولا يجيبه ثم يقول يا
فلان بن فلانة فإنه يقول أرشدنا يرحمك الله ) الحديث ،
وفيه : فقال رجل يا رسول الله فإن لم يعرف اسم أمه ؟ قال فلينسبه إلى أمه حواء يا فلان ابن حواء )
[ قال الهيثمي (3/163) : في إسناده جماعة لم أعرفهم . انتهى . وقال في كشف الخفاء (2/375) : وضعفه ابن الصلاح ثم النووي وابن القيم والعراقي والحافظ ابن حجر في بعض تصانيفه وآخرون ] قالوا : وأيضا فالرجل قد لا يكون نسبه ثابتا من أبيه كالمنفي باللعان وولد الزنى فكيف يدعى بأبيه ؟ والجواب : أما الحديث فضعيف باتفاق أهل العلم بالحديث ، وأما من انقطع نسبه من جهة أبيه فإنه يدعى بما يدعى به في الدنيا ، فالعبد يُدعى في
الآخرة بما يدعى به في الدنيا من أب أو أم والله أعلم " انتهى .
تنبيه : قد حمل بعضهم قول الله عز وجل : ( يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ ) الإسراء/ 71 على هذا القول الضعيف [ انظر القرطبي 10/257] . قال الزمخشري : " ومن بدع التفاسير : أن الإمام جمع أم ، وأن الناس يدعون يوم القيامة بأمهاتهم ، وأن الحكمة في الدعاء بالأمهات دون الآباء :
رعاية حق عيسى عليه السلام ، وإظهار شرف الحسن والحسين ، وأن لا يفتضح أولاد الزنا !! وليت شعري أيهما أبدع : أصحة لفظه ، أم بهاء
حكمته !!؟ " انتهى [ الكشاف 2/682]
وأما إذا دخل أهل الجنة الجنة ، وأهل النار النار ؛ فالظاهر أنهم يدعون أيضا بأسمائهم وأسماء آبائهم ، ولا دليل على هذا المذكور من أنهم يعطون اسما جديدًا ، بل ظاهر الأدلة ، أو صريحها : بخلاف ذلك .
روى الترمذي (2141) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ العَاصِ قَالَ : " خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفِي يَدِهِ كِتَابَانِ ، فَقَالَ:
( أَتَدْرُونَ مَا هَذَانِ الكِتَابَان ِ؟ ) ، فَقُلْنَا : لَا يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِلَّا أَنْ تُخْبِرَنَا ، فَقَالَ لِلَّذِي فِي يَدِهِ اليُمْنَى :
( هَذَا كِتَابٌ مِنْ رَبِّ العَالَمِينَ فِيهِ أَسْمَاءُ أَهْلِ الجَنَّةِ ، وَأَسْمَاءُ آبَائِهِمْ ، وَقَبَائِلِهِمْ ، ثُمَّ أُجْمِلَ عَلَى آخِرِهِمْ ، فَلَا يُزَادُ فِيهِمْ ، وَلَا يُنْقَصُ مِنْهُمْ أَبَدًا ) ، ثُمَّ قَالَ لِلَّذِي فِي شِمَالِهِ :
( هَذَا كِتَابٌ مِنْ رَبِّ العَالَمِينَ فِيهِ أَسْمَاءُ أَهْلِ النَّارِ وَأَسْمَاءُ آبَائِهِمْ وَقَبَائِلِهِمْ ، ثُمَّ أُجْمِلَ عَلَى آخِرِهِمْ فَلَا يُزَادُ فِيهِمْ وَلَا يُنْقَصُ مِنْهُمْ أَبَدًا ) ، وحسنه الألباني في "صحيح الترمذي" .
وروى البخاري (3242) ، ومسلم (2395) عن أبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَال َ: " بَيْنَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، إِذْ قَالَ :
( بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ رَأَيْتُنِي فِي الجَنَّةِ ، فَإِذَا امْرَأَةٌ تَتَوَضَّأُ إِلَى جَانِبِ قَصْرٍ فَقُلْتُ : لِمَنْ هَذَا القَصْرُ ؟ ، فَقَالُوا: لِعُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ فَذَكَرْتُ غَيْرَتَهُ فَوَلَّيْتُ مُدْبِرًا
) فَبَكَى عُمَرُ وَقَالَ: أَعَلَيْكَ أَغَارُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ " .
والله تعالى أعلم
|
|