[center]فوائد من قصة موسى عليه السلام مع السامر
( أَلَمْ يَرَوْا أَنَّهُ لاَ يُكَلِّمُهُمْ ) سورة الأعراف"148.
( أَفَلا يَرَوْنَ أَلاَّ يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلا وَلا يَمْلِكُ لَهُمْ ضَرًّا وَلا نَفْعًا ) سورة طه89
الفائدة منهما(حُبك الشيء يعمِ ويصم).
(فَقَالُوا هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى فَنَسِيَ )
2أ)نسي موسى عليه السلام ربه هاهنا وذهب يطلبه عند الجبل.
ب) نسي موسى عليه السلام أن يذكر لكم أن هذا إلهكم .
ج) قيل أن الذي نسي هو السامري,أي ترك ما كان عليه من الإسلام ورجع إلى ما كان عليه قومه من عبادة البقر.
الفائدة من ذلك:. الطبيعة الملتوية لبني آسرائيل.
إن الاستعباد يهدم النفوس ويجعلها تنقاد بسهولة لأي ناعق مخرق,والاستعباد من أشنع الأشياء,استعباد الشعوب وتربية الناس تربية العبيد, ولكن هذا النوع من التربية يجعل الناس أذلاء صاغرين خائفين,ممكن يغرر عليهم أي شخص ويقودهم ,نتيجة الإذلال والكبت والضغط والتخويف وهذه الأشياء يمارسها الطواغيت مع الناس لإذلالهم.وإذا فقه الدعاة هذه النقطة عرفوا كيف يربون الناس تربية القادة وتربية الأحرار لا تربية العبيد .
3/ كيف واجه موسى هذا الموقف؟غضب ,ألقى الألواح وذهب يقرع قومه ويوبخهم ثم حاصر مصدر الفتنة مباشرة واتجه إلى السامري ثم أخذ العجل وحرقه ونسفه في اليم نسفا بحيث لا يعود أبدا كما كان,فموسى عليه السلام تعامل مع الفتنة تعاملا عجيبا فيه حزم وسرعة 1/تحقيق مع قومه2/ وتحقيق مع السامري 3/ومحاصرة السامري,وجعله بمعزل عن الناس فهذا مبتدع هذا رأس بدعة ,أضل الناس فلابد من عزله عن الناس,هكذا يعامل المبتدع لا يكلمه أحد ولا يكلمأحد,قال أحد المبتدعة لأيوب رحمه الله(أريد أن أكلمك كلمه قال ولا نصف كلمة).
5/ من الدروس العظيمة أنه ليس كل شخص يأتي بخارقة من الخوارق تبعناه,لأنه أرانا شيء عجيب مارأينا مثله.
ومن قواعد أهل السنة والجماعة في الفرق بين الكرامة والخارقةالتي تكون من مشعوذ أو ساحر :.كيف نفرق بين رجل يمشي في الماء ويطير في الهواء,وبين عبد من عباد الله مشى على الماء أو مثل الغلام الذي في قصة أصحاب الأخدود وعندما أمرهم الملك أن يرموا الغلام في البحر فغرقوا وجاء هو يمشي؟
الفرق:.لابد أن نبحث عن حال الشخص فإن كان أنسانا على منهج السلف وعقيدة السلف يكون طائعا لله قائما بالواجبات منتهي عن المحرمات ملتزم بالدين لا يقول أنا ولي لأنه من صفات الأولياء أنه لا يقول أنا ولي,ومن عقيدة أهل السنة والجماعة إثبات الكرامة للأولياء .
المعتزلة:نفوها بالكلية,الأشاعرة:قالوا كل ما كان معجزة لنبي حاز أن يكون كرامة لولي,وهذه قاعدة باطلة عند الأشاعرة,وأهل السنة والجماعةفي الوسط يقولون بثبات كرامات الأنبياء وكرامة الأولياء التي نفاها المعتزلة,ولكن الكرامة مهما كانت لولي لا يمكن أن ترقى لمعجزة نبي كما يقول الأشاعرة .
6/الحذر من شخصات,كشخصيات السامري لأن عنده بهرجه وإغراء في القول وخداع للناس وصنع الأشياء التي تذهب بالقلوب.
7/ الداعية إلى الله يجب أن لا يصاب بخيبة الأمل عندما يرى انتكاس خطير قد حصل في قومه.ولو استمر معهم فترة طويلة مثل قصة الرسول صلى الله عليه وسلم عندما أخرجوه من مكة وأذاه أهل الطائف .
8/ وجوب عدم التعلق الشخصي بشخصية الداعية وإنما يكون التعلق بمنهج الداعية ويجب أن نربط الناس بالكتاب والسنة وليس بزيد وعمرو,حتى إذا غاب الداعية بقي المنهج حيا موجودا في قلب المدعو.
9/ مراعاة أدنى المفسدتين ,بقاء هارون عليه السلام في قومه على الشرك الذي حصل منهم مفسدة وكذلك خروجه منهم مفسدة أخرى فالحل أنه يبقى مراعاة للمفسدة الأعظم .
10/ لابد للمربي أن لا يغيب عن من يربيهم ولا ينبغي للداعي أن يغيب عن من يدعوهم فإن الغياب في هذه الحالة يؤدي بالقوم إلى الوقوع في هذه الانتكاسات ,ومهما حاول أن لا يربطهم بشخصية لكن وجوده مهما لأنه مصدر الخير بالنسبة لهؤلاء القوم.
11/ لابد أن يكون هناك بدائل إذا غاب عنهم,لابد أن يكون ورآه من يقوم بأمرهم ,ولذلك استخلف موسى عليه السلام هارون عليه السلام .ومن ابسط الأمور أن يجعل الإمام في المسجد.
12/ طريقة موسى عليه السلام في عتابه لهارون عليه السلام كان موسى عليه السلام فيه غضب وشدة لله,ولكن لما اعتذر هارون عليه السلام قبل موسى عليه السلام عذره,وقال (قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلأَخِي ) ولم يقل له أنت السبب.
13/ عدم الخلط بين المسؤوليات والعاطفة ,عند المحاسبة لم يقل موسى هذا أخي لن أحاسبه بل حاسبه حسابا شديدا وحاصره بالأسئلة .
14/ بقاء السامري معذب ليكون عبرة حتى لا تسول لأي شخص أن يعمل عملا مثل هذا وهو يرى السامري منبوذ مقبوح لا أحد يقترب منه.
15/ فضل الله على هذه الأمة بأن جعل توبتها كلمات وتوبة بني إسرائيل القتل,وهذا نظرا لشدة انحرافهم,أما توبتنا فهي كما يقول صلى الله عليه وسلم ( من حلف باللات والعزة فليقل لا إله إلا الله,ومن قال لأخيه تعال تعال أقامرك فليتصدق).
16/ ليس الخبر كالمعاينة وهذا حديث صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم.
17/ ينبغي تقبل الوصية ولو كان فيها شدة فموسى عليه السلام قال لهارون عليه السلام "وَأَصْلِحْ وَلاَ تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ )
18/ خطورة أصحاب الموروثات السابقة عند انضمامهم للصف,فهذا السامري كان من عباد العجل وبشكل عام لابد من التخلص من موروثات الجاهلية.
19/ إن وجود سلبية المربي لا يمنع التلقي عنه والتأثر به .
20/ إن الإنسان عليه أن لا يتحمس وينفعل جدا ويزيد في التخطئة والهجوم لأنه لو اكتشف أن رأيه خاطئ سيكون عليه الانسحاب صعب.
21/ إن بعض الناس يتحرج الإنسان من الشيء الذي ليس فيه حرج ويقع في الشيء الطامة والشيء العظيم,قالوا هذه حليه ,خفنا أن تكون ليست حلالا علينا فنبذناها ثم عبدوا العجل,هؤلاء الذين قال فيهم ابن عمر رضي الله عنهما في قضية أهل العراق حينما ذبحوا الحسين بن علي رضي الله عنهما ثم جاءوا يسألونههل قتل البعوضة من محذورات الإحرام أم لا؟ .التورع في الأمور الصغيرة والوقوع في الأشياء العظيمة وهذا ديدن كثير من الناس لا يتورع عن أكل الأموال بالربا ثم يسأل عن شعرة سقطت منه في أيام عشر ذي الحجة.
22/ تغلغل الذهب في نفوس اليهود وأنهم فُتِنوا بالعجل المصنوع من الذهب وأن فتنتهم هي الذهب وهم الذين يملكون أكثر الذهب في العالم اليوم,ويتبين لنا فتنة هؤلاء القوم بالذهب في القديم والحديث .
نسأل الله أن يرينا الحق حقا ويرزقنا إتباعه ويرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه.