الباب الثاني
حكم الزيارة
إن زيارة الرسول صلى الله عليه وسلم مطلوبةبالكتاب والسنة وإجماع العلماء والقياس
الفصل الأول
الكتاب
قال الله تعالى :
{وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ
لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا}
(64) سورة النساء
وقال سبحانه :
{وَمَن يَخْرُجْ مِنبَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْوَقَعَ أَجْرُهُ عَلى اللّهِ } (100) سورة النساء
وزيارة الرسول صلى الله عليه وسلم هي هجرة إلى الله ورسوله ، ويستوي ذلك في حال حياته صلى الله عليه وسلم ،وبعد انتقاله إلى الرفيق الأعلى ، لأن الأنبياء أحياء في قبورهم ، قال صلى الله عليه وسلم :
( الأنبياء أحياء في قبورهم يصلّون )
[أبو يعلى والبيهقي وابن عدي ]
وقال صلى الله عليه وسلم :
(مررت بموسى ليلة أسري بي عند الكثيب الأحمر وهوقائم يصلي في قبره )
[ مسلم وعبد الرزاق ]
ومن الطبيعي أن الصلاة والصفاتالمذكورة للأنبياء في حادثة الإسراء تستدعي جسداً حياً يقوم ويركع ويسجد وينطق ،وصفة حياتهم لا تستدعي الحاجة للهواء والطعام والشراب ،وذلك خاص للأنبياء والصالحينو الشهداء ، أما الإدراكات كالعلم والسمع فهي ثابتة لهم و لسائر الموتى بقوله صلىالله عليه وسلم لأهل القليب يوم بدر : ( إنا وجدْنا ما وعدَنا ربُّنا حقاً فهلوجدْتم ما وعدَكم ربُّكم حقاً ) . قالوا _الصحابة_ يا رسول الله ، أتكلم أجسادا لاأرواح فيها ؟ فقال صلى الله عليه وسلم :
( واللهِ ما أنتم بأسمعَ لكلامي منهم )
[ البخاري ومسلم ] .
وقال تعالى : {فَإِذَا أَفَضْتُم مِّنْ عَرَفَاتٍفَاذْكُرُواْ اللّهَ عِندَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ }
(198) سورة البقرة
قالبعض العلماء : كل مأمور بتعظيمه من الحق تعالى فهو مِشعر .
وقال تعالى :
{وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ } (32) سورةالحـج .
وقال سبحانه في حق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم :
{لِتُؤْمِنُوابِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ ...} (9) سورة الفتح
ومعنى تعزّروه : تعظّموه وتفخّموه .
وكيف يكون صادقاً مَن لم يعظِّم مَنعَظَّمَه الله ، ولم يحترم مَن أمَر اللهُ باحترامه