ينقل المؤرخون أنّ الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم)حينما أشرف على مشارف مكة المكرّمة بعث المخبرين كي يبشّروا بقدومه إلى مكة …
وبالفعل، فقد أخذ المبشّرون يبشّرون بقدومه(صلى الله عليه وآله وسلم)ويخبرون الناس عن عظيم تجارته ومدى موفّقيته في سفره، وكيف أنه(صلى الله عليه وآله وسلم)حاز على الكثير من البركات في هذه السفرة الشاقّة.
ولذا فإنّهم لمّا علموا بالخبر خرجوا مبادرين يسبقهم عبيد خديجة وجواريها، فكان النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)لا يمرّ على عبد من عبيد خديجة إلاّ يعقر ناقة فرحاً بقدومه.
ثم تفرّق الناس إلى منازلهم ونظرت السيّدة خديجة(عليها السلام) إلى جِمالها وقد أقبلت سالمة وكانت قد اعتادت أن يموت بعضها في كل سفرة ويجرّب البقية إلاّ في هذه السفرة، فإنّها لم تنقص منها شعرة، فوقف الناس متعجّبين من ذلك وأخذوا يتساءلون لمّا تمرّ بهم الجمال: لمن هذه؟
فيقال: هذا ما أفاده محمد(صلى الله عليه وآله وسلم)لخديجة من الشام.
فذهلت عقولهم.
ولمّا اجتمعت أموال السيّدة خديجة فكّوا رحالها وعرضوا الجميع عليها وكانت جالسة خلف الحجاب والنبي(صلى الله عليه وآله وسلم)جالس وسط الدار و(ميسرة) يعرض عليها الأمتعة شيئاً فشيئاً.
فدهشت من بركة النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)وبعثت إلى أبيها تخبره بذلك وترغّبه في النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)
فما هي إلاّ ساعة واحدة وإذا بخويلد قد أقبل ودخل منزل السيّدة خديجة وإذا بها تقوم لـه إجلالاً وتجلسه إلى جنبها وتبدأه بالترحيب به، ثم أخذت تعرض عليه البضائع وهي تقول: يا أبت هذا كلّه ببركة محمد(صلى الله عليه وآله وسلم)والله يا أبتاه إنه مبارك(40).