-بداية متى يجب على الفتاة الصيام؟
يجب على الفتاة الصيام متى بلغت سن التكليف، وهو سن البلوغ بتمام خمسة عشر سنة أو بالحيض يجب عليها الصيام حتى وإن كانت في سن العاشرة لأن الفتاة إذا حاضت بلغت مبلغ النساء وأصبحت مكلفة.
-وما الحكم في صيام الحامل والمرضع؟
قال تعالى
فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر) أي أن الله تعالى أباح لصاحب العذر كالمرض أو السفر الفطر في رمضان على أن يتم القضاء.. وحيث إن المرأة الحامل أو المرضع عندها هذا الترخيص خاصة إذا كانت تخش على نفسها وجنينها مشقة الجوع والعطش، وأكد على ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أتته امرأة حامل وأخرى مرضع فأذن لكلا منهما بالإفطار، وقال صلى الله عليه وسلم “اذهبي فافطري فإن أطقت فصومي”. إذن هي رخصة لمن لا تجد عندها القدرة على الصيام ووجدت أن الصيام يسبب ضرراً عليها وعلى رضيعها أو جنينها.
فالحامل والمرضع إن خافتا على أنفسهما من الضرر أفطرتا وقضتا.
-هل يجوز للمرأة الصائمة الاستحمام في نهار رمضان وماحكم ذلك؟ ومتى يكون مناسباً؟
يجوز الاستحمام أو الاغتسال للصائم عند جمهور الفقهاء، كما يجوز له أن يصب الماء على بدنه أو رأسه أو أي عضو من أعضاء الجسم وذلك لفعله عليه الصلاة والسلام فقد “كان يصب على رأسه الماء وهو صائم من العطش أو من الحر”. رواه أبو داود في سننه، وصححه الألباني وغيره.
ولكن ينبغي على الصائم إذا أراد الاغتسال أن يحرص على عدم وصول الماء إلى أذنيه للحيلولة دون وصول الماء إلى دماغه أو لتجويف الأنف حتى لا يبطل صومه.
-تستعمل بعض النساء وسائل لمنع نزول الحيض خلال شهر رمضان؛ لإتمام صيام الشهر كاملاً وعدم الحاجة للقضاء فما حكم ذلك؟
أولاً ينبغي على المرأة أن تصبر وتحتسب إذا تعذر عليها الصوم والصلاة بسبب الحيض، وهى مأجورة على ذلك إن شاء الله ويمكنها مضاعفة القربات والطاعات أيام الحيض، من ذكر وصدقة واستغفار ودعاء والصلاة على النبي_ صلى الله عليه وسلم_ وقراءة الكتب النافعة والمساهمة في إفطار الصائمين والإعانة على الخير، وغير ذلك من أعمال البر.. ولكن إن رغبت المرأة في تناول دواء لمنع نزول الدم بقصد الصيام وكان ذلك لا يضر بصحتها وبعد استشارة الطبيب المختص فلا بأس بذلك.. بشرط الحصول على إذن الزوج إن كانت متزوجة، وإن كان من الأفضل الرضا بما قدره الله لها خاصة وأنه منع نزول الحيض بالعقاقير يسبب خللا في هرمونات الجسم ويضر بالمرأة.
-بعض النساء لا يتسحرن للصيام بحجة عدم القدرة على الاستيقاظ، خاصة إن كن عاملات يلزمهم الاستيقاظ المبكر للذهاب لعمل فما حكم الدين في ذلك؟
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “تسحروا فإن في السحور بركة” متفق عليه، والمقصود ببركة السحور أنه سبب لتقوية الصائم على تحمل مشقة الصيام وتنشيطه وتهوينه عليه، فلا يثقله الصيام على أداء الصلوات ولا عن الأذكار ونحو ذلك من الطاعات، وكما أن الله وملائكته يصلون على المتسحرين كما جاء في الحديث أن المتسحر يحظى برضوان الله تعالى ودعاء ملائكته.. وعليه وجب على المرأة الصائمة تناول طعام السحور لفوائده ولتكون قدوة لأولادها أيضا.
-إذا طهرت المرأة من الحيض مباشرة، هل تمسك وتصوم هذا اليوم ويعتبر يوما لها أم عليها قضاء ذلك اليوم؟
إذا انقطع الدم منها وقت طلوع الفجر أو قبله بقليل، صح صومها ونالت جزاءها عن الفرص، ولو لم تغتسل إلا بعد أن أصبح الصبح. أما إذا لم ينقطع إلا بعد تبين الصبح؛ فإنها تمسك ذلك اليوم ولا تجزى به وعليها قضائه بعد رمضان.
التجميل في رمضان:
-ما حكم زينة المرأة في رمضان وإلى أي حد يمكنها أن تتجمل؟
لا ضررعموما من أن تتجمل المرأة في الحدود التي لا تثير نظرة الغير إليها والزينة ليست محرمة؛ لأن الله تعالى قد جعل الزينة من طيبات الحياة الدينا قال تعالى: (قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق، قل هي للذين آمنوا في الحياة الدينا خالصة يوم القيامة) فالزينة ليست في قصدها حرام، وإنما الإسراف في الزينة بشكل يؤدى إلى التبرج فهذا هو الحرام.
-وهل استخدام الدهان المرطب للبشرة يضر بالصيام؟
استخدام الدهان المرطب للبشرة لا بأس به عند الحاجة إليه، ولا يؤثر في صحة الصيام ويراعى ألا يكون عازلاً لوصول الماء للبشرة حتى لا يؤثر في صحة الطهارة والله تعالى أعلم.
-تعانى بعض النساء من أمراض وتحتاج لتناول العلاج مثل بخاخ الربو أو قطرة العين والأنف والأذن فما صحة الصيام باستعمال هذه الأشياء؟
يجوز للصائم عموما استعمال بخاخ الربو، سواء استعمله في صيام رمضان أو صيام غير رمضان لأن رذاذ البخاخ لا يصل إلى المعدة، وإنما يصل للقصبة الهوائية لتتفتح فيساعد ذلك على التنفس بسهولة. أما استعمال الحقن فإن كانت في العضل مسكنة للآلام فلا حرج في ذلك. وأما إذا كانت تقوم مقام الطعام كالحقن المغذية؛ فإنها تفطر الصائم ومثلها في الحكم الحقن الشرجية أما قطرة الأذن والعين فمن الأفضل تأخيرها إلى الليل.
-هل يجوز للمرأة الحائض قراءة القرآن؟
قراءة الحائض للقرآن بدون مصحف للعلماء فيها ثلاثة أقوال، قول بالتحريم تحريماً مطلقاً، وقول بالجواز مطلقاً، وقول بالتفضيل، بمعنى إن احتاجت إليه مثل أن تكون معلمة تعلم الطالبات قراءة القرآن، أو متعلمة تحتاج لقراءته في الاختبارات فإنه لا بأس به. وإن كان لغير حاجة فلا ينبغي أن تقرأه. والأولى أن تنشغل بالذكر والتهليل والتكبير والصلاة على النبي والدعاء والاستماع للقرآن ويجوز لها القراءة في كتب التفسير الفقه والحديث وغيرها من الكتب النافعة.
-وهل يجوز للحائض دخول المسجد لسماع درس ديني ؟
لا يجوز ذلك، ولا يجب التهاون في هذا الشأن لأن الرسول صلى الله عليه وسلم حرم على الحائض والنفساء دخول المسجد، سواء للسماع أو لغيره قال صلى الله عليه وسلم “لا أحل المسجد لحائض أو جنب”رواه أبو داود، وضعفه بعض العلماء.
-ما حكم من تنوى القضاء بعد طلوع الفجر؟
اتفق الأئمة الأربعة على أن صوم القضاء يشترط فيه تبييت النية له، وأنه لا يصح بنية من النهار والمقصود هو أن تعزم على الصيام ليلا ما بين غروب الشمس إلى طلوع الفجر، ويكفى لتبييت النية أن تحدث المرأة نفسها بأنها سوف تصوم غدا إذا لم يكن لها عذر وبموافقة زوجها كما يكفى أيضا تناول طعام السحور ولا حاجة للتلفظ بها.
زكاة الفطر
-هل يجوز للمرأة المسلمة الموسرة أن تدفع زكاة الفطر عن نفسها من مالها الخاص؟
-الأصل أن الزوج أو الرجل هو الذي يقوم بدفع زكاة الفطر لكل من يعول وهو يعول زوجته وأولاده. وحتى خادمه وذلك لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم: “إن الله فرض علي كل حر ذكر أو أنثى الزكاة” . لكن المرأة لو كان لها مال فيجوز لها التصدق منه، بل يجوز لها أيضا أن تعطي لزوجها من زكاة مالها لو كان فقيراً ولأن زينب امرأة عبد الله بن مسعود كانت غنية وذهبت للرسول صلى الله عليه وسلم وقالت: “إني امرأة لي مال وأريد أن أتصدق من مالي وأن عبد الله بن مسعود يقول لي: إنه أحق بهذه الصدقة هو وأبناؤه، فقال لها الرسول صلى الله عليه وسلم: صدق عبد الله بن مسعود إنه أحق بهذه الصدقة هو وأبناؤه وذلك لأنه كان فقيرا” متفق عليه.
-وهل يجوز العكس .. بمعنى أن يتصدق الرجل الموسر على زوجته الفقيرة؟
لا يجوز للزوج الموسر أن يدفع لزوجته من زكاة ماله؛ لأنه مطالب بالإنفاق عليها أما الزوجة فليست مطالبة بالإنفاق علي زوجها فيجوز لها أن تعطيه من زكاة مالها لو كان محتاجا.
القضاء والفدية
-لو أتي شهر الصيام علي سيدة وفاتها أيام صيام من العام الماضي فهل تقضي فقط أم تقضى مع الفدية؟
تأخير القضاء إما أن يكون بعذر أو لغير عذر، والعذر مثلا كأن تكون المرأة حاملا ثم وضعت. أو بعد وضعها فأصبحت مرضعا. هنا أصبح لها الترخيص بتأجيل القضاء، وهنا لا يجب عليها إلا قضاء الأيام التي فاتتها فقط؛ ولأن تأخيرها للقضاء كان تأخير بعذر. أما إذا كان التأخير بغير عذر كالكسل أو التهاون في العبادة فتعددت المذاهب الفقهية في هذه المسألة. فالإمام أبو حنيفة يري القضاء فقط وغير أبى حنيفة يري القضاء مع الفدية جزاء للتأخير أو الفدية هي إطعام مسكين من أوسط ما تطعمون أهليكم، ومن الممكن إخراج قيمة الفدية بدلا من الإطعام وقيمة الفدية تختلف باختلاف المستوى الاجتماعي ومن تطوع خيراً فهو خير له . وأنا مع رأي أبي حنيفة لأنه يقوم على قول الله تعالي ” فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام آخر” فالنص لم يجعل الفدية زيادة مع الأيام الأخر فأبو حنيفة قال إن الزيادة علي النص نسخ .. فأكتفي بالنص وهذا الحكم يتفق مع الأصل في أحكام الشريعة وهى التيسير ورفع الحرج وفي آية الصوم بالذات جاءت مرتين (يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر).
صيام الستة البيض
-ما حكم في صيام ستة أيام من شهر شوال بنية القضاء مما علي المرأة من أيام إفطار، وأيضا بنية السنة والتطوع
هذه المشكلة تسأل فيها النساء كثيراً نظراً لحديث الرسول- صلى الله عليه وسلم “من صام رمضان ثم أتبعه ستاً من شوال كان كصيام الدهر ” أخرجه مسلم فى صحيحه. ومن قدم الست على القضاء لم يتبعها رمضان وإنما أتبعها بعض رمضان ولأن القضاء فرض وصيام الست تطوع والفرض أولى بالاهتمام والعناية.