*** من الذنوب أن تعير أخاك بذنبه أو بتقصيره ***

من الذنوب أن تعير أخاك بذنبه أو بتقصيره
واعلم أن كل معصية عيرت بها أخاك فهى صائرة إليك ، ولا بد أن تعملها ، فقد روى الترمذى ( من عير أخاه بذنب لم يمت حتى يعمله ) " رواه الترمذى . كتاب صفة القيامة ( 2505 ) وهو حديث غريب
قال الإمام أحمد فى تفسير هذا الحديث أى من ذنب قد تاب منه ، وروى أيضا ( لا تظهر الشماتة لأخيك فيرحمه الله ويبتليك ) رواه الترمذى . كتاب صفة القيامة ( 2506 ) وهو حديث حسن غريب
فلعل تعييرك لأخيك بذنبه أعظم إثما من ذنبه وأشد من معصيته ، لأنك زكيت نفسك فأذنبت ، ولعله تاب وأناب . وأنك أن تبيت نائما وتصبح نادما خير من أن تبيت قائما وتصبح معجبا ، فإن المعجب لا يصعد له عمل وقد قال النبى " صلى الله عليه وسلم " ( إذا زنت أمة أحدكم فليقم عليها الحد ولا يثرب ) رواه البخارى
لا يثرب : أى لا يعير ، من قوله تعالى ( قال لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين ) سورة يوسف : 92
فاعلم أن الميزان بيد الله تعالى
والقصد إقامة الحد لا التعيير والتثريب ، والحكم لله ، ولا يأمن كرات القدر إلا أهل الجهل بالله ، وقد قال تعالى لأعلم الخلق به ، وأقربهم إليه وسيلة ( ولو لا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا ) سورة الإسراء : 74
وقال يوسف الصديق ( قال رب السجن أحب إلى مما يدعوننى إليه وإلا تصرف عنى كيدهن أصب إليهن وأكن من الجاهلين ) سورة يوسف :33
واعلم أن القلوب بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء .. وكان " صلى الله عليه وسلم " يقول ( يا مقلب القلوب ثبت قلبى على دينك ) رواه مسلم

مختصر مدارج السالكين للإمام ابن القيم

اللهم آمين
وجزاك الله خيرا