أما بعد:
إخوة الإسلام: ومن الأمور التي اعتبرها الشارع شركا أصغر: الحلف بغير الله، كالحلف بالنبي – -، والحلف بالسيد،أو الولي، أو حياة فلان، أو رأسه، أو الحلف بالشرف والعرض، أو الحلف بالأمانة أو الذمة أو غير ذلك، أي أن يكون حلفا بغير الله، فهذا كله شرك أصغر. فإن اعتقد أن هذا المحلوف به غير الله أعظم من الله أو مساوٍ لله فهذا شرك أكبر والعياذ بالله.
يقول عليه الصلاة والسلام: ((من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك)). وقال عليه الصلاة والسلام: ((من كان حالفا فليحلف بالله أو ليصمت)). وأرشد الرسول – - من حلف بغير الله أن يقول عقبه: ((لا إله إلا الله، وينفث عن شماله ويستغفر)). فهذا كفارته. ومن أنواع الشرك الأصغر:
نسبة النعم إلى غيرالله كنسبتها إلى أسبابها كأن تنسب الشفاء إلى مهارة الطبيب، أو جودة الدواء، أو تنسب النجاة من الحادث إلى مهارة قائد السيارة، أو نسبة المطر إلى نجم كذا ونوء كذا، يقول الله تعالى: يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها، وأكثرهم الكافرون . فإنكارهم لها يكون بنسبتها إلى غيره والله يقول وما بكم من نعمة فمن الله ، وهذا لا ينافي شكر من كان سببا فيها ومكافأته والدعاء له. ومن أنواع الشرك الأصغر:
العطف على الله بالواو في الأفعال، ومن أمثلة ذلك: أنا داخل على الله وعليك. فهذا لا يجوز بل الصحيح أن تقول: أنا داخل على الله ثم عليك. وأحسن منها: أنا داخل على الله وحده. وأقبح شيء قول الرجل: أنا داخل عليك؛ لأن الدخول بمعنى العوذ والالتجاء.
وهناك بعض الألفاظ بجب تنزيه اللسان منها لأنها محرمة تنقص التوحيد أو تنافيه.
مثل: حرام يكون كذا. مثل: حرام يموت فلان. أو يصاب. فالله لا جابر له، ولا موجب عليه سبحانه.
ومثل: سب الأيام والليالي، أو سب الزمان.
ومثل: دعاء الصفات كأن تقول: يا وجه الله، فصفات الله لا تدعى، ولكن يتوسل بها فقط.
ومن الألفاظ المنهي عنها: قول بعضهم لبعض، تراني متوكل عليك، أو على الله وعليك.
فالتوكل عبادة خالصة لله، فلا تقول إلا توكلت على الله وحده، ثم وكلتك، أو أنبتك، والوكالة غير التوكل ربنا عليك توكلنا وإليك أنبنا وإليك المصير . اللهم طهر قلوبنا وألسنتنا من الشرك كله أكبره وأصغره