ثروت Admin
عدد المساهمات : 1166 تاريخ التسجيل : 18/06/2014 الموقع : خى على الفلاح
| موضوع: نصائح لمن أراد الحج: الجمعة يوليو 27, 2018 2:51 pm | |
| الحمد لله الذي خلق فسوى، وقدر فهدى، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له لم يتخذ صاحبة ولا ولداً، وأشهد أن محمداً رسول الله، عبده ومصطفاه، أمينه على وحيه، ورسوله إلى خلقه، خاتم الأنبياء، أشهد أنه رسول الله حقاً، اللهم صل وسلم وبارك عليه، اللهم اجعلنا من أهل سنته، وارزقنا شفاعته، واجعلنا ممن يقتفي أثره يا رب العالمين، اللهم صل وسلم عليه وعلى آله وأزواجه وذريته الطيبين والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين. نصائح لمن أراد الحج:
عباد الله، يلزم إصلاح ما بيننا وبين الله، وكل من أراد هذه الفريضة فليستعن بالله، وليتحلل من الحقوق والودائع التي لديه، وليقض الديون، وليكتب الوصية، وليعدَّ النفقة من المال الحلال قبل أن يقال: لا لبيك، ولا سعديك، زادك حرام، وراحلتك حرام، وعملك مردود عليك، وليختر النفقة الطيبة والرفقة الصالحة؛ فإن ذلك والله من أسباب السعادة في الدنيا والآخرة، ونحن في زمن تفشت فيه المكاسب المحرمة، وكثرت فيه الأموال المشبوهة، ولذلك العبد يختار، ويتحرى، ويسعى؛ لأن التقرب إلى الله لا بد أن يكون بالشيء الطيب الذي يحبه عز وجل.
إن رفقة طيبة تعينك إذا ذكرت، وتذكرك إذا نسيت، وتقويك إذا ضعفت، وتعلِّمك إذا جهلت، وتأمرك بالمعروف، وتنهاك عن المنكر، وأما الفاسدة تعينك على الباطل، وتقودك إلى المعصية، وتزين لك الحرام، وتميت قلبك إذا ذكرت، وصحبة البطالين لا تعود بالنفع لا في الدنيا، ولا في الآخرة، وليتزود من كتب أهل العلم، ووسائط التعليم الكثيرة والمستجدة التي تيسر التعلم، وقد كثرت الوسائط الحديثة التي تحفظ المعلومات الضخمة، وإذا عزم المسلم، فإنه يوصي أهله بتقوى الله، ويبادر إلى التوبة النصوح، ويستغني عما في أيدي الناس ما استطاع، قال عليه الصلاة والسلام: (ومن يستغنِ يغنه الله)، ويتحرى الإخلاص، ويقصد وجه الله، والدار الآخرة، وينبغي له أن يكثر من الذكر والاستغفار، والتضرع وتلاوة القرآن. التعاون على البر في الحج:
وهذه عبادة للمسلمين عظيمة الآن وهم في شهر حرام -ذي القعدة-، يقبلون على شهر آخر حرام ذو الحجة، وفيه عبادات كثيرة، ونحن ما بين رمضان إلى الحج ننتقل من عبادة الصيام إلى عبادة الحج والأضحية، وعشرها العظيمة، ومن قال: لا أستطيع الحج إلا باستدانة، فلا يجب عليه، ولو استدان فيصح حجه، والأفضل أن يحج بماله، فإن حج بمال يوفر له، أو بمن يتبرع له، أو بمن يحمله مكفولاً حتى يعود، فحجه صحيح، ولو كان فريضة.
وكذلك فإنه لا بد من المحافظة على النساء، وكثير من النساء تقول: أطلب من محرمي الحج، فلا يجيبني، أتوسل إلى هذا، وأرجو هذا، وألح على الآخر، فلا أحد منهم يجيبني، ويقول بعض الناس: هذا الحج ربما لم يقم به من الناس إلا نسبة قليلة، فماذا على الباقين؟ نقول: على الباقي أن يعينوهم، أن يمكنوهم، أن يساندوهم، أن يحثوهم، أن يذكروهم، فهذا يضحي براحته لحج موليته، وهذه عبادة عظيمة، ولو كان هو قد قضى فرضه، لكن إعانة الحاج، إعانة العابد على العبادة هذا من أعمال الأنبياء: وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِسورة الحـج:26، هذه مهام الأنبياء إعانة العابدين على العبادة، تهيئة المساجد للعابدين، وكذلك أن يعين بالمال الذين يذهبون إلى الحج، أو يذهب محرماً مع امرأة لم تحج فرضها براً بها، وإعانة لها على العبادة، إعانة العابدين، هذه المسألة الكبيرة فيها أجر كبير، ومن أعطى شخصاً لم يحج نفقة الحج، فيرجى له أن يكون له مثل أجره، بناء على حديث: (من جهز غازياً فقد غزا)، مع أنه لم يغزُ، ولم يذهب، لكن أعان على العبادة، مكَّن منها، والإعانة عليها لها سبل كثيرة، وقد تكون إعانة نفسية، تشجيع ودعم.
بعض الآباء لديهم أبناء لم يحجوا الفريضة، وهذا الشاب لا تنقصه قدرة، وقد يغذيه أبوه بالمال، ومن المسائل التي ذكرها العلماء: أن الإنسان لا تلزمه الحجة بنفقة غيره يكون له فيها منة عليه، لا تلزم الإنسان حجة الفريضة بمنَّة من الغير، لكن الأب لو بذل المال للولد يجب على الولد أن يحج؛ لأن منة الأب موجودة أصلاً، وليست هذه المسألة من تلك، ولا تدخل فيها
بعض الآباء لديهم أبناء لم يحجوا الفريضة، وهذا الشاب لا تنقصه قدرة، وقد يغذيه أبوه بالمال، ومن المسائل التي ذكرها العلماء: أن الإنسان لا تلزمه الحجة بنفقة غيره يكون له فيها منة عليه، لا تلزم الإنسان حجة الفريضة بمنَّة من الغير، لكن الأب لو بذل المال للولد يجب على الولد أن يحج؛ لأن منة الأب موجودة أصلاً، وليست هذه المسألة من تلك، ولا تدخل فيها
، وهذا الشاب الذي لم يحج فرضه يحتاج إلى معالجة نفسية فبعضهم يقول: حتى أنضج أكثر، وأتعلم أكثر، وبين قوسين "وأذنب أكثر" لأكفِّر، فيا عبد الله، يا مسلم، لا تدري متى يأتيك الأجل، وإذا عملت بعدها ذنوباً، فحج مرة أخرى بعدها، ولذلك تأخير الحج لأجل مسح أكبر كمية من الذنوب بزعمهم حيلة شيطانية، ليزدادوا فساداً، وربما أعاقهم فقر، أو مرض، أو خطفهم الموت فلا يحجون.
عباد الله، إن هذه الإعانة بالمال أو بالتشجيع والتمكين، والسعي في إنهاء المعاملات، ونحو ذلك، إنها قضية كبيرة تهمنا جميعاً، لا شك أن هذه فرصة عظيمة للثواب، وربما ترعى امرأة أولاد امرأة أخرى تذهب للحج، فتنال برعايتها لأولادها أجراً عظيماً، وقد يحبس الإنسان نفسه رعاية لما يتركه الذاهب للحج من تركة، فتكون إعانة عظيمة لها أثر، والمرأة يجب أن تراعى في خروجها، وهذا المحرم الذي يذهب معها هي أمانة عنده، يأمرها بطاعة الله، وبالحجاب، ويأمرها بالابتعاد عما يغضب الله، ويراعي ضعفها في التحركات، فإن الحج فيه مشاق عظيمة، والرجل يطيق فيه ما لا تطيق المرأة، فيجب عليه أن يراعي ذلك الضعف: (إني أحرِّج عليكم حق الضعيفين: اليتيم والمرأة)، وكذلك الحق المالي، وأيضاً ما يكون من توابع الضعف من الأمور، أو ما يدخل في الضعف من الأمور البدنية، والمطلقة الرجعية زوجها محرم لها في العدة، ونفقة المحرم على المرأة إذا طلبت منه، وإذا كان الرضاع تركه يضر بالولد، فإن استبقاء نفسها للرضاع عذر في تأجيل الحج، وإذا تراضى الأبوان على الفطام، وكان لا يضر الولد ذهبت للحج، والتي حصل خلاف بينها وبين زوجها، فذهبت إلى بيت أهلها، فإن كان هو الذي طردها فلا يجب استئذانه، وإن كانت هي التي خرجت، وأخذها أهلها دون أهل الزوج، فهي ناشز لا تذهب للحج إلا باستئذانه، وحج الفرض مما لا يجب الاستئذان له إذا عاند الآخر، ولذلك فإن المرأة إذا لم تحج فرضها، ورفض زوجها أن يذهب معها، وتطوع محرم آخر لها، واستطاعت بالمال والبدن أن تذهب مع المحرم وجب عليها ولو لم يأذن لها زوجها؛ لأن طاعة الله مقدمة، ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، وكذلك الأولاد إذا رفض وليهم، فإنهم إذا بلغوا واستطاعوا وجب عليهم، وفيه درس عظيم في تقديم طاعة الله تعالى على طاعة كل أحد، ويطيب خاطر والديه مع ذلك، والموظف المستأجر لا يذهب في فترة العقد إلا بإذن من استأجره، فإذا انتهت فترة العقد فهو في حل، ولا يمنع الوالد ولده من الحج الواجب، ولا يملك أن يخرجه منه شرعاً.
والله رحيم لا يوجب على الناس ما يضرهم؛ ولذلك قال العلماء: لا يجب على الإنسان بيع حاجاته الأصلية كالسيارة مثلاً لأجل الحج، ولا بيع مسكنة لأجل الحج، إلا إذا كان هنالك ما يزيد عن حاجته، ومن قدر على الحج بنفسه لا يجوز أن يوكل، ومن كان له عذر يرجى زواله لو بعد حين لا يوكل، والحجة الواحدة لا يمكن أن تكون عن شخصين، وإذا فكَّر أن يحج عن غيره من أقاربه بعد أن حج الفريضة عن نفسه فيقدم الأم، وكذلك فإن المسلم إذا احتسب في الذهاب إلى بيت الله الحرام يلتزم بأحكام الشريعة، فإنه يصطحب من الرفقة ما يعينه، ومن ذلك هذه الحملات، التي يجب على القائمين عليها تقوى الله؛ لأنه عقد فيما بينهم وبين الحجاج، فلا استغلال القضية لرفع الأسعار، والمشقة على الناس، وأن يقولوا شيئاً، ثم يفعلوا شيئاً آخر، وأن يخلوا بما ورد في بنود العقد من الخدمات التي هي شرط عليهم يجب الوفاء بها، والشروط عظيمة عند الله، وقد قال تعالى: أَوْفُواْ بِالْعُقُودِسورة المائدة:1، وهذه شروط يجب الوفاء بها.
اللهم إنا نسألك أن تعيننا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، وأن تجعلنا سلماً لأوليائك، حرباً على أعدائك، اللهم اجعلنا آمنين مطمئنين، وبلادنا وبلاد المسلمين يا رب العالمين.
ولقد ساءنا -أيها الإخوة- ما يحصل في بلدنا من هذه الأعمال الإجرامية، فإطلاق النار على الحراس، وقتلهم جريمة -والله-، فلا يمكن أن تعتبر عملاً صحيحاً بأي وجه من الوجوه؛ لأن المسلم لا يجوز قتله، قتله حرام، بأي حق يسفك دمه، مسلم أياً كان لا يسفك دمه إلا بما جاء الشرع به من القصاص، ونحوه، ولذلك فإننا نسأل الله سبحانه وتعالى أن يعصم دماء المسلمين، وأن ينصر المظلومين على الظالمين، ونسأله أن يجعل بلادنا آمنة بشرعه وبلاد المسلمين، ونسأله أن ينصر المجاهدين بحق إنه هو القوي العزيز.
اللهم إنا نسألك أن تنصر الإسلام والمسلمين، اللهم أعز هذا الدين، وأعز شأن من اعتنقه يا رب العالمين، اللهم إنا نسألك أن تجعلنا بخير وعافية في ديننا ودنيانا، وأهلينا وأموالنا، اللهم استر عوراتنا، وآمن روعاتنا، واحفظنا من بين أيدينا ومن خلفنا، وعن أيماننا وعن شمائلنا، ومن فوقنا، ونعوذ بعظمتك أن نغتال من تحتنا.
سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.
| |
|