بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبي الهدى والرحمة أفضل من صام وقام وذكر الله تعالى صلى الله عليه وعلى آله وصحابته ومن اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين . وبعد :
فهذه جملة من الأخطاء التي يقع فيها بعض الصائمين والصائمات في شهر رمضان راجين من الله أن ينفع بها قارءها وجامعها ومن أعان على نشرها وطباعتها
1- من الأخطاء: استقبال بعض المسلمين لهذا الشهر الكريم بالمبالغة في شراء الأطعمة والمشروبات بكميات هائلة بدلا من الاستعداد للطاعة والاقتصاد ومشاركة الفقراء والمساكين
2- من الأخطاء: تعجيل السحور وهو مايقع من بعض الصائمين وهذا فيه تفريط أجر كثير لأن السنة في ذلك أن يؤخر المسلم سحوره ليظفر بالأجر المترتب على ذلك لاقتدائه بالنبي صلى الله عليه وسلم
3- ومن الأخطاء: أن بعض الصائمين لا يبيت النية للصيام فإذا علم الصائم بدخول شهر رمضان وجب عليه تبييت نيته بالصيام فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم : «من لم يبيت الصيام من الليل فلا صيام له )وقوله : ( من لم يبيت الصيام قبل طلوع الفجر فلا صيام له»، وعلى العكس من ذلك : البعض يتلفظ بالنية وهذا خطأ بل يكفي أن يبيت النية في نفسه قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله- : "والتكلم بالنية ليس واجبا بإجماع من المسلمين فعامة المسلمين إنما يصومون بالنية وصومهم صحيح
4- ومن الأخطاء: تعمد الشرب أثناء أذان الفجر وهذا بفعله قد أفسد صومه خاصا إذا كان المؤذن دقيقا في توقيت للأذان. قال الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - : " الأذان لصلاة الفجر إما أن يكون بعد طلوع الفجر أو قبله فإن كان بعد طلوع الفجر فإنه يجب على المسلم أن يمسك بمجرد سماع الأذان لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول : «إن بلالا يؤذن بليل فكلوا واشربوا حتى تسمعوا أذان ابن مكتوم فإنه لايؤذن حتى يطلع الفجر» فإن كنت تعلم أن هذا المؤذن لا يؤذن إلا إذا طلع الفجر فامسك بمجرد آذانه ".
5- ومن الأخطاء: عدم إمساك من لم يعلم بدخول شهر رمضان كأن يكون مسافرا أو نائما أو غير ذلك من الأسباب التي تحول بينه وبين معرفة دخول الشهر وهذا خطأ منه فينبغي على المسلم متى علم بدخول الشهر أن يمسك بقية يومه لما ورد عن سلمه بن الأكوع رضي الله عنه قال : إن النبي صلى الله عليه وسلم بعث رجلا ينادي في الناس يوم عاشوراء :" إن من أكل فليتم أو فليصم ومن لم يأكل فلا يأكل"
. 6- ومن الأخطاء: جهل البعض بفضل شهر رمضان فيستقبلونه كغيره من أشهر السنة وهذا خطأ لما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم : «إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار وصفدت الشياطين» وفي رواية «وسلست الشياطين» وهناك أحاديث كثيرة جدا في فضل هذا الشهر العظيم
7- ومن الأخطاء: أن بعض الناس إذا بلغه أن هذه الليلة هي أول ليلة في رمضان لا يصلي صلاة التراويح وهذا خطأ فإنه بمجرد رؤية الهلال يكون المسلم قد دخل في أول ليلة من ليالي رمضان فمن السنة أن يصلي التراويح مع جماعة المسلمين في المسجد تلك الليلة.
8- ومن الأخطاء: ما يفعله الناس من ترك الشارب أو الآكل في نهار رمضان ناسيا يأكل ويشرب حتى يفرغ حاجته. قال الشيخ ابن باز : " من رأى مسلما يشرب في نهار رمضان أو يأكل أو يتعاطى شيئا من المفطرات الأخرى وجب الإنكار عليه لأن إظهار ذلك في نهار الصوم منكر ولو كان صاحبه معذورا في نفس الأمر حتى لا يتجرأ الناس على إظهار محارم الله من المفطرات في نهار الصيام بدعوى النسيان
9- ومن الأخطاء: إنكار البعض على بناتهم إذا أردن الصيام بحجة أنهن صغيرات وقد تكون الفتاة ممن بلغت سن المحيض فتريد الصيام لأنها مكلفة فيمنعها أهلها من ذلك بحجة أنها صغيرة دون سؤلا عن مجئ الحيض. قال الشيخ ابن جبرين : " فإن الكثير من الإناث قد تحيض في العاشرة أو الحادية عشر من عمرها فيتساهل أهلها ويظنونها صغيرة فلا يلزموها بالصيام وهذا خطأ فإن الفتاة إذا حاضت فقد بلغت مبلغ النساء وجرى عليها حكم التكاليف ".
10- ومن الأخطاء: تحرج الناس إذا تذكر أنه أكل وشرب ناسيا في أثناء صيامه ويشك في صحة صيامه. قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «إذا نسى أحدكم فأكل وشرب فليتم صومه فإنما أطعمه الله وسقاه» .
11- ومن الأخطاء: تحرج بعض النساء من وضع الحناء في أثناء الصيام قال الشيخ ابن عثيمين: " إن وضع الحناء أثناء الصيام لا يفطر ولا يؤثر على الصيام شيئا كالكحل وقطرة الأذن وكالقطرة في العين فإن ذلك كله لايضر الصائم ولا يفطره
12- ومن الأخطاء: تحرج بعض النساء من تذوق الطعام خشية إفساد الصوم قال شيخ ابن جبرين: " لا بأس بتذوق الطعام للحاجة بأن يجعله على طرف اللسان ليعرف حلاوته وملوحته وضدها ولكن لا يبتلع منه شيئا بل يمجه أو يخرجه من فيه ولا يفسد بذلك صومه
13- ومن الأخطاء: جهل بعض الناس بمفطرات ومفسدات الصوم مما يقع فيه البعض خاصة مع بداية رمضان وهذا خطأ عظيم فمن الواجب على الصائم أن يعرف قبيل رمضان مبطلات ومفسدات الصيام حتى يتحرز من الوقوع فيها
14- ومن الأخطاء: تحرج البعض من استعمال السواك في نهار رمضان وربما ظن أن استعمال السواك يفطر وهذا خطأ قال صلى الله عليه وسلم: «لو لا أشق أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة» . قال البخاري رحمه الله: " ولم يخص النبي صلى الله عليه وسلم الصائم من غيره ". وقال الشيخ ابن عثيمين: " ولا يفطر الصائم بالسواك بل هو له سنة ولغيره في كل وقت أول النهار وآخره
15- ومن الأخطاء: أن بعض المؤذنين لا يؤذن إلا بعد انتشار الظلام ولا يكتفي بغياب الشمس ويزعم أن ذلك أحوط للعبادة وهذا مخالف للسنة أن يؤذن حتى تغرب الشمس تماما ولا عبرة بغيرها. قال شيخ الإسلام ابن تيمية: " إذا غاب جميع القرص أفطر الصائم ولا عبرة بالحمرة الشديدة الباقية في الأفق
16- ومن الأخطاء: غفلة الصائمين عن الدعاء لمن قام بإفطارهم فمن السنة إذا أفطر الصائم عند قوم أن يدعو لهم بما دعا به الرسول صلى الله عليه وسلم حين يفطر عند قوم كأن يقول : (( أفطر عندكم الصائمون وأكل طعامكم الأبرار وتنزلت عليكم الملائكة )) (( اللهم أطعم من أطعمني واسق من سقاني )) أو يقول : (( اللهم بارك لهم فيما رزقتهم واغفرلهم وارحمهم ))
17- ومن الأخطاء: اعتقاد البعض تحريم معاشرة النساء في ليل رمضان وهذا خطأ فالتحريم يكون في النهار أما في الليل فحلال قال تعالى : {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَآئِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ} [البقرة :187].
18- ومن الأخطاء: امتناع بعض النساء عن الصيام إذا طهرت قبل الفجر ولن تتمكن من الغسل لضيق الوقت فإنها تمتنع عن الصيام بحجة أن الصبح أدركها وهي لم تغتسل من عادتها قال الشيخ ابن جبرين: " إذا انقطع الدم منها وقت طلوع الفجر أو قبله بقليل صح صومها وأجزأ عن الفرض ولو لم تغتسل حتى بعد أن أصبح الصبح
19- ومن الأخطاء: ما يسنع من بعض الناس من البكاء بصوت مرتفع ولكن البكاء عند قراءة القرآن يدل - إن شاء الله- على تأثر المصلي بما يسمع من كلام الله العظيم فهذا أمر محمود ولا شك فيه ولا ريب. لكن المشاهد والمسموع من بعض المصلين البكاء بصوت مرتفع بحيث يتسبب بإشغال جملة من المصلين الذين حوله أضف إلى ذلك الحركات المصاحبة للبكاء والعجب كله أن بعضهم يكون بكائه في أثناء القنوت دون القراءة للقرآن فمثل هذا يقال له : الأولى أن يكون البكاء عند سماع القرآن.
20- ومن الأخطاء: تحرج بعض الناس عندما يصبح جنبا فيظن أن صومه باطل وعليه القضاء وهذا خطأ والصحيح أن صومه صحيح وليس باطل وليس عليه القضاء فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يدركه الفجر وهو جنب من أهله ثم يغتسل ويصوم ويقول سماحة الشيخ ابن باز : " الاحتلام لا يبطل الصوم لأنه ليس باختيار الصائم وعليه أن يغتسل غسل الجنابة إذا رأى الماء
21- ومن الأخطاء: تطيب بعض النساء إذا خرجن لصلاة التراويح كذلك عدم التستر الكامل وما يحصل أيضا من رفع الأصوات في المساجد وهذا الجد ذاته فتنة فكيف إذا كان الزمان فاضلا و المكان فاضلا. فلذا لزاما على المرأة المسلمة أن تحرص على اجتناب ذلك لتسلم من الإثم المترتب على تلك الأفعال
22- ومن الأخطاء: تأخير بعض الصائمين صلاتي الظهر والعصر عن وقتيهما لغلبة النوم وهذا من أعظم الأخطاء قال تعالى: {الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ} [الماعون:5]. قال بعض أهل العلم : " هم الذين يؤخرونها عن وقتها ". وفي الصحيح عن ابن مسعود أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم : أي الصلاة خير ؟ قال صلى الله عليه وسلم : «الصلاة على وقتها» أو في «وقتها» وفي رواية : «على أول وقتها» .
23- ومن الأخطاء: تأخير الإفطار فمن السنة أن يعجل الصائم إفطاره متى تأكد من دخول الوقت لما ورد عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر» . وعن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بكروا بالإفطار وأخروا السحور
24- ومن الأخطاء: أن بعض الصائمين لا يفطر إلا بعد انتهاء المؤذن أذانه احتياطا وهذا خطأ فمتى تأكد من سماع المؤذن فعلى الصائم أن يفطر ومن تأخر حتى نهاية الأذان فقد تنطع وتكلف بما ليس مطالبا به بلمن السنة تعجيل الفطر وتأخير السحور.
25- ومن الأخطاء: غفلة بعض الصائمين عن الدعاء عند الإفطار فمن السنة الدعاء عند الإفطار لما في ذلك من الفضل العظيم والصائم من الذين لاترد دعوتهم فعن انس بن مالك رضي الله عنه قال : قال الرسول صلى الله عليه وسلم : «ثلاث دعوات لاترد : دعوة الوالد ودعوة الصائم ودعوة المسافر» ومن الأدعية الواردة الصحيحة ما كان النبي صلى الله عليه سلم يقوله عند الإفطار: «ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله».
26- ومن الأخطاء: انشغال بعض المسلمين في العشر الأواخر من رمضان في شراء الملابس والحلوى وتضييع أوقات فاضلة فيها ليلة القدر التي قال الله فيها : {خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ} ومما يتبع انشغالهم عن القيام والتهجد من السهر في الأسواق الساعات الطويلة في التجول والشراء وهذا أمر مؤسف يقع فيه الكثير من المسلمين والواجب عليهم اتباع سنة نبيهم صلى الله عليه وسلم أنه إذا دخل العشر الأواخر شد المأذر وأيقظ أهله وأحيي ليله هكذا كان دأب النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته رضي الله عنهم أجمعين.
27- ومن الأخطاء: تحرج بعض المرضى من الإفطار والإصرار مع وجود المشقة وهذا خطأ فالحق سبحانة وتعالى قد رفع الحرج عن الناس وقد رخص للمريض أن يفطر ويقضي بعد ذلك قال تعالى: {فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} [البقرة:185
28- ومن الأخطاء: تنشغال بعض الصائمين بالإفطار عن متابعة أذان المغرب وهذا خطأ فإنه يسن للصائم وغيره أن يتابع المؤذن ويقول مثل قوله فعن أبي سعيد الخدري رضي اله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «إذا سمعتم النداء فقولوا مثل مايقول المؤذن» ويكون متابعة المؤذن مع مواصلة الإفطار وعدم الانقطاع لعدم ورود النهي عن الأكل حال متابعة المؤذن وترديد الآذان والله أعلم .
29- ومن الأخطاء: عدم تعويد الصبيان والفتيات على الصيام لصغر سنهن والمستحب تعويدهم على الصيام قبل البلوغ فيؤمرون به للتمرين عليه خاصة إذا أطاقوه لما ورد عن الربيع بنت معوذ قالت : " فكنا نصوم صبياننا ونجعل لهم اللعبة من العهن فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناه ذاك يكون عند الإفطار ".
30- ومن الأخطاء: أن هناك من يعيب على المسافر الفطر وهذا خطأ فإن المسافر في رمضان الفطر أو الصوم وهذا على حسب حالته وحالة المسافر لا تخرج عن ثلاثة : 1- إذا لم يشق عليه الصيام فالصوم عليه أفضل من الفطر لعموم قوله تعالى : {وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ} [البقرة:145] 2- إن شق عليه الصوم وأعرض عن قبول الرخصة فالفطر في حقه أفضل من الصوم لعموم قوله تعالى: {لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا} [البقرة:286] ولقوله صلى اله عليه وسلم: «إن الله يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه». 3- إن لم يتحقق المشقة فإنه يخير بين الصوم وبين الفطر لما ورد عن حمزة بن عمرو الأسلمي قال للنبي صلى الله عليه وسلم : أأصوم في السفر؟ وكان كثير الصيام فقال صلى الله عليه وسلم : «إن شئت فصم وإن شئت فافطر» ولم يعب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بعضهم بعضا في الصوم والإفطار أي: حال السفر لما ورد عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : "كنا نسافر مع النبي صلى الله عليه وسلم فلم يعب الصائم على المفطر ولا المفطر على الصائم
".
31- من الأخطاء: سرعة الغضب والصخب والرفث في نهار رمضان وينبغي للصائم أن يتمثل بحديث النبي صلى الله عليه وسلم : «الصوم جنة فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا رفث ولا يصخب فإن سابه أحد أو شاتمه فليقل: إني صائم» . والصيام لا يكون عن الأكل والشرب فقط وإنما هو صيتم يشمل صيام الجوارح عن المعاصي وصيام اللسان عن الفحش ومساوئ الأخلاق
32- ومن الأخطاء: إهدار الأوقات الفاضلة من نهار رمضان في متابعة المسابقات الفضائية وما يصاحبه ذلم من الموسيقى والغناء والمسلسلات المائعة وهذا بلا شك يضعف الإيمان ويضيع على الصائم أجورا عظيمة يجب اغتنامها في هذا الشهر العظيم وكيف يستبدل المسلم ماهو أدى بما هو خير ؟ فالواجب على المسلم الحرص على استغلال كل وقته في رمضان في طاعة الله عز وجل وقراءة القرآن والذكر والدعاء وقراءة الكتب النافعة والمكوث في المسجد وحضور مجالس العلم حتى يحصد الأجر والثواب في هذا الشهر الفضيل
33- ومن الأخطاء: المسارعة في قراءة القرآن بلا تدبر أو ترتيل بهدف الانتهاء من استكمال قراءته معتقدا أن ما يفعله هو الصحيح ولكنه هو على خطر عظيم لأن القرآن نزل في هذا الشهر على رسول الله صلى اله علي وسلم وقال الله فيه : {وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً} [المزمل:4]، فالواجب: الترتيل في القراءة والتأني وتدبر معانية 34-من الأخطاء: تحرج بعض الصائمين من الإفطار في السفر وهذا خطأ فإن رخصه الإقطار في السفر قد دل قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه».
35- ومن الأخطاء: إضاعة سنة الاعتكاف مع القدرة عليها بالرغم من حصول الكثيرين على إجازة في ذلك الوقت إلا أنهم لا يطبقون سنة الاعتكاف في المسجد
36- ومن الأخطاء: تحرج بعض الصائمين من حلق الشعر أو قص الأظافر أو نتف الإبط أو حلق العانة في نهار رمضان بحجة أنه يفسد الصوم والصحيح: أن كل ذلك لا يفطر الصائم ولا يفسد صومه بل هو من السنن المحببة.
37- ومن الأخطاء: تحرج بعض الصائمين من بلع الريق في نهار رمضان وما يصاحب ذلك من كثرة البصق بحجة عدم إفساد صومه وتأذي المسلمين والصحيح: أنه لابأس من ابتلاع الريق ولو كثر ذلك وتتابع في المسجد وغيره ولكن إذا كان بلغما غليظا كاالنخامة فلا يبلعه بل يبصقه في منديل ونحوه ولا يكون ذلك بصوت يؤذي من حوله.
38- ومن الأخطاء: البالغة في التمضمض والاستنشاق في نهار رمضان بلا حاجة بحجة شدة الحر وتخفيف وطأة الحر عليه. قال الشيخ ابن عثيمين : " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «أسبغ الوضوء وخلل بين الأصابع وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائما» وهذا دليل أن الصائم لا يبالغ في الاستنشاق وكذلك لا يبالغ في المضمضة لأن ذلك يؤدي إلى نزول الماء إلى جوفه فيفسد صومه
39- ومن الأخطاء: تحرج بعض المرضى الربو من استعمال البخاخ خوفا من فساد صومه. وفي هذا يقول الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - : " استعمال هذا البخاخ جائز للصائم سواء كان صيامه في رمضان أم في غير رمضان وذلك لأن البخاخ لا يصل إلى المعدة وإنما يصل إلى القصبات الهوائية فتنفتح لما فيه من خاصية ويتنفس الإنسان تنفسا عاديا بعد ذلك فليس هو بمعنى الأكل والشرب
40- من الأخطاء: تحرج بعض الصائمين من وضع قطرة العين أو المرهم أو قطرة الأذن أو وضع الحناء على الراس أو الاكتحال. والصحيح : أن كل هذا لا يفطر به الصائم ومن المباحات أثناء الصيام في أصح قولي العلماء الذي لا يجوز هو قطرة الأنف لأنها منفذ إلى المعدة. وأخيرا فقد اجتهدنا في توضيح جملة من الأخطاء التي يقع فيها بعض الصائمين والصائمات. ونسأل الله أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال، وأن يتقبل منا الصيام والقيام وأن يبارك لنا في أعمالنا وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.