ثروت Admin
عدد المساهمات : 1166 تاريخ التسجيل : 18/06/2014 الموقع : خى على الفلاح
| موضوع: لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن الإثنين أبريل 10, 2017 4:40 pm | |
| الحمد لله الذي جعل لنا منهجاً نتبعه, وصراطاً مستقيمًا نسلكه, وجعل رسولاً كريمًا إماماً لنا في سلوك هذا الصراط, وقدوة نئتسي به في السير على هذا المنهج, وأصلى وأسلم على نبينا محمد الذي جعله الله لنا قدوة, وجعل لنا في خُلقه وسلوكه وعبادته أسوة, وعلى أصحابه المهتدين بهدية, وعلى من سار على نهجه إلى يوم الدين.
أما بعد: الخطبة الأولى: قال الله تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} (21) سورة الأحزاب
إن من كرامة الله لنا أمة محمد صلى الله عليه وسلم أن جعل لنا أكمل خلقه وأحبهم إليه قدوة نقدتي به, وإماما نئتسي بطريقته, وهو نبينا محمد صلى الله عليه وسلم, فهو أكمل الخَلْق خُلقاً, وأعظمهم عبادة, و أعدلهم سلوكاً. فمن اقتدى بالعظماء صار عظيماً مثلهم واقتبس من عظمتهم, ونال من شرفهم, فإذا كان المسلم يقتدى بنبيه صلى الله عليه وسلم ويئتسي به ويسير على سنته في كل شيء فلا شك أنه سيكون عظيمًا في خلقه, عظيمًا في سلوكه, كريماً في نفسه كريماً عند ربه؛ لأنه اقتفى أثر سيد الخلق صلى الله عليه وسلم حبيب ربنا سبحانه وتعالى. و أعلموا عباد الله أنه لا يكمل ايمان عبد إلا بمحبته لرسولنا صلى الله عليه وسلم كما قال عليه أفضل الصلاة والسلام: (والذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب اليه من ماله وولده والناس أجمعين) رواه مسلم. ومن أعظم دلائل هد المحبة أن يكون الرسول صلى الله عليه وسلم أسوة لك في كل شيء تقتفي أثره وتسير على نهجه وتحرص على اتباع سنته عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم. و من أكمل الإتباع وحرص على الاقتداء كملت له محبة الله, كما قال سبحانه وتعالى: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } (31) سورة آل عمران فمن أراد أن تتحقق محبة الله له, ويضم إلى من أحبهم الله تعالى فليُكمل اتباعه للنبي صلى الله عليه وسلم في كل شيء وأعظم ذلك العبادة إذ لا تصح عبادة لا يقتدى فيها بالنبي صلى الله عليه وسلم, إذ قال عليه أفضل الصلاة والتسليم: (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد) متفق عليه. ومن صور أمره عليه أفضل الصلاة والسلام بالاقتداء به قوله صلى الله عليه وسلم: (صلوا كما رأيتموني أصلي) رواه البخاري, وتوضأ صلى الله عليه وسلم أمام بعض أصحابه ثم قال: ( من توضأ نحو وضوئي هذا ثم صلى ركعتين لا يحدث فيهما نفسه إلا غفر له ما تقدم من ذنبه) متفق عليه, وقال صلى الله عليه وسلم في الحج: (خذوا عني مناسككم) رواه مسلم. وقال تعالى في ذلك كله: { وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا } (7) سورة الحشر. لذلك لا تصح عبادة إلا بالاقتداء بالنبي الكريم صلى الله عليه وسلم. ومن الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم الاقتداء به في أخلاقه فقد كان صلى الله عليه وسلم على خلق عظيم كما قال تعالى: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ} (4) سورة القلم, فإذا أردت أيه المسلم أن تكون كريمًا في خلقك فكن مئتسياً بالنبي صلى الله عليه وسلم في خلقه فقد كان على خلق عظيم, ومن اقتدى بالعظيم صار عظيماً مثله. كذلك من الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم الاقتداء به في سلوكه في حياته اليومية سواء في تعامله مع زوجاته وأهل بيته, أو في تعامله مع أصحابه وجيرانه, أو في تعامله مع أعدائه ومخالفيه, بل كل سلوك كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم فهو سلوك حسن بل هو أكمل السلوك وأجمله, فمن اقتداء به وسار عليه فقد نال من هذا الكمال واكتسب من ذاك الجمال. واعلموا عباد الله أن الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم والسير على سنته في العبادة والأخلاق والسلوك يقطع على الشيطان طريقه لجعل المسلم يقتدي بغير النبي صلى الله عليه وسلم من مشهور أو مغمور أو صالح أو فاسق, لأن من اقتدى بالكريم صلى الله عليه وسلم وجد عنده كل شيء من صحة العبادة, و كمال السلوك وجمال الأخلاق, فماذا يبتغي بغيره قدوة له, وقد جعل أمام عينه اكمل الخلق قدوة وأسوة. فنسأل الله أن يجعل لنا في رسولنا صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة. أقول قولي هذا و استغفر الله العظيم لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية: الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله الطيبين وأصحابه أجمعين. وبعد: عباد الله إن من بركات الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم ان يكون أمام الإنسان مثالاً عظيماً كاملاً يقتدى به فيسوقه إلى كل خير وشرف في عبادة أو سلوك أو خلق, أو غيرها, ويقطع في المقابل على النفس طريق الاقتداء بكل ناقص أو ساقط, لأنه اغناها بالاقتداء بأكرم الناس واعظمهم وهو نبيناً صلى الله عليه وسلم. ومع الأسف انا أصبحنا نرى مظاهر فقد القدوة الحسنة في مجتمعنا وبعد الناس عن الاقتداء بالنبي الكريم صلى الله عليه وسلم, وخاصة في مجتمع الشباب هداهم الله, إذ اتخذوا لهم قدوات يتمثلونهم ويقلدونهم يظنون فيهم الرقي أو التميز, وهم مع الأسف من سقط المتاع من ممثل أو مهرج أو مغنى, فيقتدون بهم في زيهم وفي حركاتهم وفي مظهرهم العام حتى تشبهوا بهم في أشكال وجههم وقصات شعورهم, وهم ليسوا بشيء لا في أمر دنيا ولا دين بل هم من سقط المتاع الذي يترفع المسلم عن النظر اليهم فضلا عن أن يقتدي بهم أو يقلدهم. ولا شك أن من اسباب ظهور مثل هذه المظاهر افتقاد الشباب أن يروا أمامهم قدوات يتمثلونهم في سلوكهم وأخلاقهم, مع بُعدِهم عن تعلم سنة نبيهم صلى الله عليه وسلم وسيرته, وسيرة صحابته الكرام رضي الله عنهم, وسيرة من بعدهم من عظماء الإسلام. ولا شك أن أمة محمد صلى الله عليه وسلم هي خير أمة أخرجة للناس, ولها العزة والكرامة, ولكن متى ما تمسكت بدينها, وحافظت على ايمانها, واقتدت بنبيها صلى الله عليه وسلم, وسارة على سنته. فأمة محمد صلى الله عليه وسلم قد نالت العزة والخيرة على كل الأمم فماذا يبغي المسلم بعد ذلك أن ينظر إلى غيرها من الأمم في شرق أو غرب, ويجعل بعض أفرادها الساقطين قدوة له في مظهر أو سلوك أو خلق أو عمل والعياذ بالله. فإذا كانت لك الخيرية كما قال الله: {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ } (110) سورة آل عمران وكانت لك العزة بإيمانك كما قال الله: { وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ} ( سورة المنافقون فماذا يبغي المؤمن بعد الخيرية و العزة التي كتبها الله له أن ينظر إلى أمم قد غضب الله عليها وإلى أمم قد ضلوا وأضلوا كثيرا وضلوا عن سواء السبيل, أيستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير والعياذ بالله. لذلك عباد الله نحن بحاجة ماسة إلى تربية أنفسنا وتربية أبنائنا وتربية طلابنا على الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم, وأن يكون لهم فيه أسوة حسنة, فمن تشبه بالصالحين والعظماء نال من عظمتهم وصلاحهم, وفاز بما لهم من عزة وكرامة وخيرية, والعكس صحيح. فليختر المسلم لنفسه العزة وليكن اهلاً لنيل الخيرية التي كتبها الله لهذه الأمة شرفاً وكرامة. وليكن قدوته أعظم الخلق وأشرفهم عند الله وأكرمهم خُلقاً وأجملهم سلوكاً وهو رسولنا صلى الله عليه وسلم, ولا يلتف بعد ذلك يمينا ولا شمالاً وقد جعل الله له بين يديه شخصية عظيمة ورسولاً كريماً وجعل له فيه أسوة حسنة يقتدي به ويسير على نهجة. قال الله تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} (21) سورة الأحزاب الخاتمة: هذا وصلوا رحمكم الله على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه فقال سبحانه: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} (56) سورة الأحزاب فاللهم صل وسلم على أعظم قدوة وأسوة نبينا محمد وعلى آله الطيبين وأصحابه الذي كانوا بهديه مقتدين, ومن سار على نهجهم واقتدى بهم إلى يوم الدين. اللهم اجعل لنا في رسولنا صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة, واجعلنا بهديه مقتدين وعلى سنته سالكين, وبأخلاقه متخلقين. اللهم ربنا أتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار. سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
| |
|