ثروت Admin
عدد المساهمات : 1166 تاريخ التسجيل : 18/06/2014 الموقع : خى على الفلاح
| موضوع: الحذر من نقمة الله وسخطه الجمعة ديسمبر 11, 2015 2:05 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ذي العرش العلي ، والبطش القوي ، والعز الأبدي ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، شهادة نرجو بها النجاة يوم لا ينجو إلا التقي ، ولا يخسر إلا أهل الضلال والغي ، وأشهد أن نبينا وحبيبنا محمداً عبده ورسوله النبي الأمي ، من أطاعه فقد فاز ومن عصاه فهو الذليل الشقي ، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أولي الصراط السوي ، والطريق النقي ، وسلم تسليماً كثيراً ما دام ظل وفيء . . أما بعد :
فيا أيها المسلمون : اتقوا الله واخشوا نقمته ، وعقابه وسطوته ، وحاذروا سخطه وقوته ، فهو الحفيظ العليم ، الشهيد الرقيب ، القائم على كل نفس بما كسبت ، يعلم ما يعمل العاملون من خير وشر ، لا يغالبه غالب ، ولا يفوته هارب : { وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ وَقَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِمُ الْمَثُلاَتُ وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِّلنَّاسِ عَلَى ظُلْمِهِمْ وَإِنَّ رَبَّكَ لَشَدِيدُ الْعِقَابِ } . أيها المسلمون : لقد هالنا وأفزعنا تقرير الشفافية العالمي للعام الميلادي المنصرم ، والصادر عن منظمة الشفافية الدولية ، وإن مما يهول هو متوسط حجم الفساد في دول العالم الإسلامي ، والذي بلغ أوجه ، حتى تصدرت هذه الدول قائمة التقرير ، مما يعني أنها جميعها قد رسبت بجدارة في هذا التقرير ، مما يدل على فساد كثير من التعاملات الإسلامية ، والتي لا علاقة لها بالدين الإسلامي ، فإذا كان الناس يخشون من خطر إنفلونزا الخنازير ، فالحذر الأكبر من خطر إنفلونزا الفساد ، الذي عم الأمة المسلمة ولا حول ولا قوة إلا بالله ، إذ كيف يكون ذلك ، وقد كنا كما وصفنا ربنا سبحانه وتعالى ، خير أمة أخرجت للناس نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر ونؤمن بالله ، كيف يكون ذلك وقد بُعث نبينا صلى الله عليه وسلم ليتمم مكارم الأخلاق ، كيف يكون ذلك وقد كان الفساد المالي من أول المظاهر السلبية التي عالجها الإسلام حينما نهى عن الغش والاستغلال والسرقة والرشوة والربا وغيرها من المعاملات الفاسدة ، والعادات البائدة ، كيف يكون ذلك يا عباد الله ، وقد أمرنا الله عز وجل بالسعي لطلب الرزق الحلال في كثير من آيات القرآن الكريم ، { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُم مِّنَ الأَرْضِ } ، كما حثنا النبي صلى الله عليه على طلب الرزق الحلال فقال : " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لأَنْ يَأْخُذَ أَحَدُكُمْ حَبْلَهُ فَيَحْتَطِبَ عَلَى ظَهْرِهِ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَأْتِيَ رَجُلاً ، فَيَسْأَلَهُ ، أَعْطَاهُ أَوْ مَنَعَهُ " [
رواه البخاري ] ، كيف نكون من أفسد الدول ، وقد حرم الإسلام الرشوة ، ولَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الرَّاشِىَ وَالْمُرْتَشِىَ وَالرَّائِشَ " [ رواه أحمد والطبراني ] ، كيف يكون ذلك وقد حذرنا ربنا سبحانه وتعالى من أن نأكل الأموال بالباطل ، فقال سبحانه : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ } ، هل لهذه الدرجة غاب الوازع الديني ، لدى كثير من المسلمين ، حتى مرضت قلوبهم ، وفسدت ضمائرهم ، وغلبهم الهوى ، وابتعدوا عن الهدى ، فسَهُل عليهم أكل أموال الناس بالباطل ، وأصبح الموظف لا يؤدي عملاً إلا إذا أخذ الرشوة مقابل أدائه لهذا العمل ، الذي هو واجب في عنقه ، بل ويأخذ في مقابله راتباً وأجراً ، اللهم اغننا بحلالك عن حرامك ، وبفضلك عمن سواك ، وأغننا اللهم عمن أغنيته عنا ، واجعلنا أغنى خلقك بك ، وأفقر عبادك إليك ، وهب لنا غنى لا يطغينا ، وصحة لا تلهينا برحمتك يا أرحم الراحمين .
عباد الله : في حياتنا اليومية ، لا يكاد المشاهد والمستمع عندما يتابع برنامجاً أو أخباراً ، إلا وتصعقه الموسيقى الساقطة ، وتذهله الحفلات الغنائية الماجنة ، يلحقه من إثمها ووزرها وذنبها إذا أصغى لها ، وانساق وراءها ، قال صلى الله عليه وسلم : " ليكونن في هذه الأمة ، خسف وقذف ومسخ ، وذلك إذا شربوا الخمور ، واتخذوا القينات _ المغنيات _ وضربوا بالمعازف " [ رواه ابن أبي الدنيا وصححه الألباني رحمه الله في صحيح الجامع ] ، أيعقل أن تكون وسائل الإعلام بهذه المثابة من الخطورة اليوم ؟ نعم ، لأننا ابتلينا بمثل المتردية والنطيحة من بني علمان ، والذين يسوءهم أن يروا الناس متمسكين بدينهم ، فأدخلوا عليهم كل ما يفسد عليهم عقيدتهم ، وينغص حياتهم ، ويجلب عليهم الهم والغم والكرب ، ويهوي بهم إلى أودية الفساد والجريمة والفاحشة ، ولقد توعدهم الله قاتلهم الله بقوله سبحانه : { إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ } ، فالموسيقى والأغاني حرام ، حرمها الله ورسوله ، وحرمها علماء الأمة قاطبة ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رضي الله عنه ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ : " لاَ تَبيِعُوا الْقَيْنَاتِ وَلاَ تَشْتَرُوهُنَّ وَلاَ تُعَلِّمُوهُنَّ ، وَلاَ خَيْرَ فِي تِجَارَةٍ فِيهِنَّ ، وَثَمَنُهُنَّ حَرَامٌ " ، وفِي مِثْلِ ذَلِكَ أُنْزِلَتْ عَلَيْهِ هَذِهِ الآيَةُ : { وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُواً أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ } [ رواه الترمذي وحسنه الألباني ] ، فالموسيقى والأغاني تنبت في القلب النفاق ، ولا يفعلها إلا مجرمي الأمم والفساق ، هي بريد الزنا ، جالبة الجن والشياطين ، سبب العقوبات الإلهية ، كما قال مالك وأبو حنيفة وأحمد والشافعية ، وغيرهم من أولي القدر العلي ، والمقام الجلي ، من علماء الأمة المسلمة المتمسكة بدينها ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ الأَشْعَرِيِّ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : " لَيَشْرَبَنَّ نَاسٌ مِنْ أُمَّتِي الْخَمْرَ يُسَمُّونَهَا بِغَيْرِ اسْمِهَا ، يُعْزَفُ عَلَى رُءُوسِهِمْ بِالْمَعَازِفِ وَالْمُغَنِّيَاتِ ، يَخْسِفُ اللَّهُ بِهِمُ الأَرْضَ ، وَيَجْعَلُ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ " [ رواه ابن ماجة ] ، فاحذروا عباد الله من إدخال الموسيقى والأغاني في جوالاتكم وسياراتكم وبيوتكم ، فهذه نعم من الله عليكم ، يجب أن تشكر ، لا أن تفجر وتكفر : { وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ } . عباد الله : ما أعظم آثار الزنا والربا في الأمم ، فهي ذنوب عظيمة ، ومعاص أثيمة ، تتنزل بسببها العقوبات ، وتحل لأجلها المثلات ، وتحصل الكوارث والنكبات ، وهي من أعظم أسباب كفر النعم ، وحلول النقم ، ولقد حل عذاب الله بقوم لم يرعوا نعمه ولم يشكروها ، ولم يحفظوها ولم يحمدوها ، فقال سبحانه : { وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللّهِ فَأَذَاقَهَا اللّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ } ، وقال صلى الله عليه وسلم : " إذا ظهر الزنا والربا في قرية ، فقد أحلوا بأنفسهم عذاب الله " [ رواه الطبراني والحاكم وأبو يعلى وصححه الألباني رحمه الله ] ، فيا عباد الله . . أنتم اليوم في عيش رغيد ، وخير مديد ، ورزق مزيد ، فاحمدوا ربكم ومولاكم ، على ما أنعم به عليكم وأولاكم ، فكونوا من الحامدين الشاكرين ، ولا تكونوا كمن قال الله فيهم { وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ } . عباد الله : إذا أردتم النجاة ، والرحمة من الله ، فمروا بالمعروف وانهوا عن المنكر ، قال تعالى { وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ } ، يقول عمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى : " لا يزال الناس معصومين من العقوبات والنقمات ما قمع أهل الباطل واستخفي فيهم بالمحارم " ، ألا وإن الباطل والحرام اليوم ، قد عم وظهر ، وبان وانتشر ، دعوة سافرة حاقدة على الدين وأهله تدعو إلى تبرج النساء ، ونزع حجابهن ، واختلاطهن بالرجال ، في صور من العلو والاستكبار ، والتعالي الكبار ، تولى كبره كثير من الفجار . أيها الأخوة في الله : إنه ليس شيء أدعى إلى الحزن ، وأحق بالأسى ، مما نراه من ظهور المنكرات ، وتمكن القنوات ، التي تدعوا إلى الفجور ، وتهيج القلوب إلى الشر ، وتثير النفوس إلى الفسوق والجريمة ، وهانحن نرى آثارها المدمرة ، على الشباب والفتيات ، والعامة والخاصة ؛ فكم من فتاه كانت ناعمة البال ، قريرة العين ، رغيدة العيش ، متقلبة في أكنان الحشمة والستر والحياء ، مستورة في بيت أهلها ، ثم أصبحت ضحية للظهور والبروز في الأسواق ، وبيوت التجارة ، يدفعها التأثر بما يعرض في تلك القنوات ، وكم من شاب كان في حشمة ووقار وعزة ، سقط في الزنا والخمور والمخدرات ، وولج في المجون والفسوق ؛ فضعفت قوته ، وسقطت كرامته ، وتبددت صحته ، وشقي وأشقى أهله ومجتمعه ، ألا وإن مما يؤسف له ظهور المترجلات من النساء ، والمستخنثين من الرجال ، في أسواق المسلمين وميادينهم ، شباب يبالغ في التزين والتحلي والرعونة في الكلام ، والتميع في المشي ، والتسكع في الأسواق ، والتمايل في مجامع النساء ، وفتيات يمشين بتكسر وسفاهة ، أزياء منكره ، وملابس فاتنة ، وصور تفضي إلى الفاحشة والجريمة والبلاء العظيم ؛ فإنا لله وإنا إليه راجعون ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، فاتقوا الله أيها الأولياء ، وقوموا بما أوجب الله عليكم من رعاية أولادكم وصيانتهم وتربيتهم ، واحذروا القنوات الفضائية ، راقبوا أولادكم وبناتكم ، كونوا عليهم الرقابة اللصيقة ، المحفوفة بالحب والحنان ، والتوجيه والإرشاد ، وإلا فهؤلاء الشباب والشابات ، الذين تراهم يعبثون عبر الأسواق والطرقات ، أليس لهم آباء وأمهات ؟ فعلى الجميع واجب عظيم في رعاية النشء ، وصناعة الجيل ، ومنع ضياعه وسقوطه في سراديب الفاحشة ، وأوحال الرذيلة ، ومكامن الجريمة ، التي توجب حلول العقوبات ، ونزول النقمات ، وقانا الله وإياكم وذرياتنا شر الأشرار ، وكيد الفجار ، وشر طوارق الليل والنهار ، أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب وخطيئة ؛ فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم .
الحمد الله الرحيم الرحمن ، الملك المنان ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الواحد الديان ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صاحب الحجة والبيان ، صلى الله وسلم عليه ما تعاقب النيران ، وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان . . وبعد : عباد الله : إنما نراه اليوم من أحداث مريرة ، وأحوال جوية خطيرة ، وامراض مهلكة ، وعواصف مميتة ، ورياح مدمرة ، وفيضانات قاتلة ، ونقص في الأمطار ، وخوف ورعب في الديار ، وهلاك في الأعمار ، وقتل وجريمة ، وغلاء في المعيشة ، وظلم وهضم للحقوق ، وغير ذلك كثير ، ما هو إلا بسبب البعد عن منهج الله تعالى ، ومنهاج نبيه صلى الله عليه وسلم ، فابتلي البشر ، بكثير من الخطر والضرر ، وتكاثر الشرر ، وتأملوا عباد الله هذا الحديث الجامع لواقع الأمة المسلمة اليوم ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ : أَقْبَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ : " يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ ، خَمْسٌ إِذَا ابْتُلِيتُمْ بِهِنَّ ، وَأَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ تُدْرِكُوهُنَّ : لَمْ تَظْهَرِ الْفَاحِشَةُ فِي قَوْمٍ قَطُّ حَتَّى يُعْلِنُوا بِهَا ، إِلاَّ فَشَا فِيهِمُ الطَّاعُونُ وَالأَوْجَاعُ الَّتِي لَمْ تَكُنْ مَضَتْ فِي أَسْلاَفِهِمُ الِّذِينَ مَضَوْا ، وَلَمْ يَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ ، إِلاَّ أُخِذُوا بِالسِّنِينَ وَشِدَّةِ الْمَؤُنَةِ ، وَجَوْرِ السُّلْطَانِ عَلَيْهِمْ ، وَلَمْ يَمْنَعُوا زَكَاةَ أَمْوَالِهِمْ إِلاَّ مُنِعُوا الْقَطْرَ مِنَ السَّمَاءِ ، وَلَوْلاَ الْبَهَائِمُ لَمْ يُمْطَرُوا ، وَلَمْ يَنْقُضُوا عَهْدَ اللَّهِ وَعَهْدَ رَسُولِهِ إِلاَّ سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ غَيْرِهِمْ فَأَخَذُوا بَعْضَ مَا فِي أَيْدِيهِمْ ، وَمَا لَمْ تَحْكُمْ أَئِمَّتُهُمْ بِكِتَابِ اللَّهِ وَيَتَخَيَّرُوا مِمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ ، إِلاَّ جَعَلَ اللَّهُ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ " [ رواه ابن ماجة ] . عباد الله : ما هذه البلايا ، وتلك الرزايا ، إلا نتيجة حتمية لابد منها ، لواقع مأساوي ، سببه الرويبضة ، دعاة الشر والفساد ، الذين حذر منهم النبي المصطفى ، والحبيب المرتضى ، فَعَنْ حُذَيْفَةَ بْنَ الْيَمَانِ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : " يَكُونُ دُعَاةٌ عَلَى أَبْوَابِ جَهَنَّمَ ، مَنْ أَجَابَهُمْ إِلَيْهَا قَذَفُوهُ فِيهَا " قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ : صِفْهُمْ لَنَا ؟ قَالَ : " هُمْ قَوْمٌ مِنْ جِلْدَتِنَا ، يَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَتِنَا " ، قُلْتُ : فَمَا تَأْمُرُنِي إِنْ أَدْرَكَنِي ذَلِكَ ؟ قَالَ : " فَالْزَمْ جَمَاعَةَ الْمُسْلِمِينَ وَإِمَامَهُمْ ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ جَمَاعَةٌ وَلاَ إِمَامٌ ، فَاعْتَزِلْ تِلْكَ الْفِرَقَ كُلَّهَا ، وَلَوْ أَنْ تَعَضَّ بِأَصْلِ شَجَرَةٍ ، حَتَّى يُدْرِكَكَ الْمَوْتُ وَأَنْتَ كَذَلِكَ " [ متفق عليه ] ، فتمسكوا بدينكم ، واتبعوا كتاب ربكم وسنة نبيكم ، والتفوا حول علمائكم وولاة أمركم ، واحذروا الفويسقة الرويبضة ، سقط الناس وسفهاؤهم ، التوافه ، الذين يتكلمون في أمر العامة ، يحلون ويحرمون ، وينتقدون ويجرحون ، يسبون العلماء ، ويطعنون في دين ذي الآلاء ، ويتهكمون بسنة النبي صلى الله عليه وسلم ، عبر صحفهم وفضائياتهم ، وهاهو زمانهم قد حل ، وشرهم قد طل ، رؤوسهم قد أينعت وحان قطافها ، قَالَ فيهم رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : " إِنَّ أَمَامَ الدَّجَّالِ سِنِينَ خَدَّاعَةً ، يُكَذَّبُ فِيهَا الصَّادِقُ وَيُصَدَّقُ فِيهَا الْكَاذِبُ ، وَيُخَوَّنُ فِيهَا الأَمِينُ وَيُؤْتَمَنُ فِيهَا الْخَائِنُ ، وَيَتَكَلَّمُ فِيهَا الرُّوَيْبِضَةُ " ، قِيلَ : وَمَا الرُّوَيْبِضَةُ ؟ قَالَ : " الْفُوَيْسِقُ _ التافه _ يَتَكَلَّمُ فِي أَمْرِ الْعَامَّةِ " [ رواه ابن ماجة وغيره ] ، فاتقوا محارم الله عباد الله ، فالحرام مآله النار ، والتزموا بشرع الله وميثاقه ، تنجوا وتغنموا ، وتفلحوا وتُرحموا ، هذا وصلوا وسلموا ، على أفضل المرسلين ، وخاتم النبيين ، رسول رب العالمين ، محمد الصادق الأمين ، فقد ندبكم لذلك ربكم القوي المتين ، فقال في الذكر المبين : { إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً } ، اللهم صلي وسلم على نبينا محمد صلاة وسلام ممتدين دائمين إلى يوم الدين ، اللهم وزده ثناء وتعظيما وتشريفا وتكريما ، اللهم وارض عن آله الأطهار ، وصحابته الأبرار ، المهاجرين منهم والأنصار ، وعنا معهم بمنك وكرمك يا رحيم يا غفار ، اللهم أعز الإسلام والمسلمين ، وأذل الشرك والمشركين ، ودمر أعداء الدين ، واجعل هذا البلد آمنا مطمئنا سخاءً رخاءً وسائر بلاد المسلمين ، اللهم وفق ولي أمرنا لما تحب وترضى وخذ بناصيته للبر والتقوى ، وهيئ له البطانة الصالحة الناصحة التي تدله على الخير وتعينه عليه يارب العالمين ، اللهم وفق ولي أمرنا خادم الحرمين الشريفين لما تحب وترضى وخذ به للبر والتقوى ، اللهم وفقه وولي عهده ونائبه الثاني لما فيه صلاح البلاد والعباد ، اللهم احفظهم ووفقهم للصالحات وهيئ لهم البطانة الصالحة يا رب العالمين ، اللهم فرِّج هم المهمومين من المسلمين ، ونفِّس كرب المكروبين ، وفك أسر المأسورين ، واقض الدين عن المدينين ، واشف برحمتك مرضانا ومرضى المسلمين ، اللهم اغفر ذنوبنا ، واستر عيوبنا ، ويسر أمورنا ، وبلغ فيما يرضيك آمالنا يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والإكرام ، اللهم أصلح أحوال المسلمين ، وأرغد عيشهم ، وارفع بلاءهم ، وأصلح قادتهم ، واجمعهم على الكتاب والسنة يا رب العالمين ، اللهم انصر إخواننا في فلسطين على اليهود الغاصبين ، اللهم كن لإخواننا في غزة معيناً ونصيراً ، ومؤيداً وظهيراً ، اللهم أنزل عذابك ورجزك وسخطك على من حاصرهم وآذاهم ، يا قوي يا عزيز يا رب العالمين ، عباد الله { إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ } ، فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ، ولذكر الله أكبر ، والله يعلم ما تصنعون . | |
|