ثروت Admin
عدد المساهمات : 1166 تاريخ التسجيل : 18/06/2014 الموقع : خى على الفلاح
| موضوع: الصدقة برهان الجمعة يوليو 18, 2014 6:37 pm | |
| الصدقه الحمدُ للهِ ،قدَّمَمن شاءَ بفضلِهِ ، وأخرَّ من شاءَ بعدلِهِ ، هو المبدءُ المعيدُ ، الفَعَّالُ لمايُريدُ ، جلَّ عن أتخاذِ الصاحبةِ والولدِ ،
ولم يكنْ له كفواً أحدٌ ، أشهدُ أنلا إلهَ إلا هوَ ، وحدَهُ ولا شريكَ له ، وأشهدُ أن محمداً عبدُهُ ورسولُهُ صلىاللهُ عليه ، وعلى
آلِهِ وصحبِهِ وسلم تسليماً كثيراً :
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَآمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ )
(يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًاوَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي
تَسَاءلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّاللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا )
(يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوااللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا*يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْلَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاًعَظِيماً
) أمَّا بعد :
أيُّها الأحبةُ في اللهِ :مَالُ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ ، نِعمةٌ منهُ جلَّ وعلا ، زرعَ حُبَّها في نّفوسِكم ، وقد ذَكرَ ذلك جلَّ وعلا في ثنايا
قُرءانِهِ ، وبيّنَ عزَّ وجلَّ مصاعِبَ امتِحانِهِ ،فقالَ جلَّ من قائلٍ سُبحانِه (الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ
خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ أَمَلاً ) والمالُ في الدُّنْيَا نَعِيْمٌ ، وليس لكَ من مالِكَ إلاَّ ما أكلتَ فأفنيتَ ، أو لبستَفأبليتَ ، وفِي
الآخِرَةِ ، سُؤالٌ ومَوْقِفٌ طَوِيْلٌ ، تُسألُ عن كلِّ ما جمعتَ وأوعيت ، ورصدتَ وحويتَ ، يقولالمُصطفىeكما عندَ الطبراني
من حديثِ مُعاذِ بن جبلٍ رضي اللهُ عنه { لاَ تَزُولُقَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ أربَعِ خِصَال [وذكرَ منها] وَعَنْ مَالِهِ
مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُوَفِيمَا أَنْفَقَهُ } فَأَنفقُهُ فيما يَعود عليكَ بالنَّفعِ في الْحَالِ والمآلِ ، واحرِصْ على فعلِ الخيراتِ بهِ ، ونفعِ ذوي
القُرباتِ ، وإغاثةِ أهلِ الحاجاتِ ، يُبَارَكْ اللهُ لكَ بهِ ، ويَكُونُ منأسبابِ صلاحِ قَلبِكَ ، وأعمَالِكَ وأحوالِك ، إن أنفقَتَ مِنهُ
أُجِرَتَ عليهِ ، وإنتمتَّعَتَ به بُورِكَ لكَ فيهِ ، وإن تصدَّقَتَ به قُبِلَ مِنكَ وضُوعِفَ لك ، وإنْتَرَكَتهُ لوارثِكَ ، كان خيراً لك ، فنعمَ
المالُ الصالِحُ ، للرجلِ الصالحِ ، وذلكفضلُ اللهِ يؤتيهِ من يشاءُ ، فإذا دعاكَ داعِ الإِنفاقِ ، ووقَفَ المُحتاجُأمَامَك مِن إِملاقٍ ،
فقُلْ هذا مالُ اللهِ إليكَ ، وتَشكُرُ اللهَ على مَاأَنعَمَ عليَكَ ، بصلاحِ المالِ ، وصَلاحِكَ في المالِ ، فَيُزادُ فيعُمُرِكَ ، ويُمدُّ في
أَجَلِكَ ، حتّى إذا أكلَ الدّودُ لحمَكَ ، ونَخَرَ عظمَكَ ، لمتَزَلْ صحائِفُ الخَيرِ تُنَمَّى ، وحَسَنَاتُ البِرِ تُزادُ ولا تُنسى ، حتّى
إذاصِرتَ جُثّةً هامِدةً ، وجِيفَةً خامدةً ، لم يَزَلْ خَيُرُكَ يَمتَدُّ إلى فَقِيرٍمِسكِينٍ ، أو طِفلٍ يَتِيمٍ ، أو أرمَلَةٍ ليس لها مُعينٌ ، فإذا
أردتَّ ذلككُلَّهُ ، إذا أردتَ الباقيةَ ، فَعلَيكَ بصدقةٍ جاريةٍ ، لِيَكْتُبَ اللهُ لكَ بها، عُمراً آخرَ في الطاعةِ ، وتُزادَ خيراً وسعادةً ،ففي
صحيحِ مُسلِمٍ ، من حديثِحُذيفةَ رضي اللهُ عنهُ ، أن رسولَ الله صل الله عليه وسلم قال: { أُتِيَ الَّلهُبِعَبْدٍ ، مِنْ عِبَادِهِ أتَاهُ الَّلهُ
مَالاً فَقَالَ لَهُ : مَاذَا عَمِلتَفِي الدُّنْيَا ؟ قَالَ : وَلا يَكْتُمُونَ الَّلهَ حَديثاً ، قَالَ: يَا رَبِّآتَيْتَني مَالَكَ ، فَكُنْتُ أَبَايِعُ النَّاسَ ، وَكَانَ مِنْ
خُلُقِيالْجَوَازُ ، فَكُنْتُ أَتَيَسَّرُ عَلَى الْمُوسِرِ ، وَأُنْظِرُ الْمُعْسِرَ ،فَقَالَ الَّلهُ : أنَا أَحَقُّ بِذَا مِنْكَ ، تَجَاوَزُوا عَنُ عَبُدِي } أيها الأحبةُ
في اللهِ ، يجدُرُ بِنا ، أَنْ نَعرِفَ أحوالَ الصَّحابةِوقَائِدِهمeمَعَ المالِ ، لِنَتَشَبَّهَ بِهم ، إِنْالتَّشبُّهَ بالكرامِ فلاحُ ، لأنّهم رضي اللهُ عنهم
أخرجوا المالَ من قُلُوبِهم ،وخَرجُوا من الدُّنيا بِلا دُنيا ، فهذا سيّدُ ولدِ آدمَ ، رسولُاللهِ eتقولُ عائشةَ اُمُّ المؤمنين رضي الله
عنها { اشتدَّ عليهِالوجعُ ، وعنده سَبعةُ دنانيرَ أو تسعةٌ ، فقالَ رسولَ الله صل الله عليه وسلم { يا عائشةُ ما فعلتْ تلك
الذهبُ ؟ فَقلتُ : هي عندي ، قال : تَصَدَّقي بها ،قالتْ : فَشُغِلتُ به ، ثم قالَ : يا عائشةُ ما فعلتْ تلك الذهبُ ؟ فقلتْ : هي
عندي، فقال : ائتيني بها ، قالتْ : فجئتُ بها ، فوضعَها في كفِّهِ ثم قالَ : ما ظَنُّمُحَمدٍ ، أن لو لقيَ اللهَ وهذه عندَهُ ، ما ظنُّ
مُحمدٍ ، أن لو لقي اللهَ وهذهعندَهُ } أخرجه ابنُ حبَّانَ . توفي رسولُ الله صل الله عليه وسلم قال، وليس في بيتِهِ دينارٌ ولا
دِرهمٌ ولا مَتَاعٌ ، أمَّا سلمانُ الفارسيُفقد بكى في مَرضِهِ ، ظنَّاً منه أنه تجاوزَ وتعدَّى عهدَ رسولَ الله صل الله عليه وسلم
{ يَكْفِي أَحَدَكُمْ مِثْلُ زَادِالرَّاكِبِ } رواه ابنُ ماجه ، فَلَمَّا بَحَثُوا بَعدَ وَفَاتِهِ ، وإِذَا هُوَ لميتركْ إلاَّ بِضعةً وعشرين درهماً ، من
نَفَقَةٍ كانتْ عِندَهُ ، فالصحابةُ رضياللهُ عنهم ، سَخّروا المالَ ، عُنصُرَ قُوَةٍ وبناءٍ لأُمَّتِهِم ، ونُصرةٍلِرَسُولِهم ، وخِدمةٍ لدينِهم ،
أولُهم أبو بكرٍ رضيَ الله عنه ، صدَّقَ رسولَاللهِeحين كُذِّبَ ، وأعطاهُ مالَهُ حين مُنِعَ ،وَاشتَري ضُعفاءَ المسلمينَ وأَعتَقَهُم... ،
وعثمانُ رضي الله عنه ، يُجهِّزُ جيشاًبأكمَلِهِ ، في غَزوَةٍ من الغَزواتِ ، ويقولُ فيه رسولَ الله صل الله عليه وسلم
{ مَا ضَرَّ عُثْمَانَ مَا عَمِلَ بَعْدَ الْيَوْمِ }رواه الترمذي . فالصحابةُ ، سخروا المالَ عُنصُراً من عناصرِ التكافُلِ الإجتماعي ،
يَرى أنلأخيِهِ حقاًّ في مالِهِ ، لا يَظنُّ بشيءٍ منه ، كيف يَهنأُ لهُ بالٌ ، وَهُوَيَرى الجائعين والمساكينَ والمُحتاجين ، فعثمانُ
رضي الله عنه ، يشتري بِئرَ رُومَه ، ويجعَلُهاحُسبَةً للنَّاسِ ، ويُصيبُ النَّاسَ قَحْطٌ ، أ يّامَ أبي بكرٍالصديق رضي الله عنه،
ويَتَوقّعُ النّاسُ الهلاكَ ، فَجَاءتْ عِيرٌ من الشامِ ، لعثمانَ رضي الله عنه ،ألفُ بعيرٍ مسوقةً بُراً وزيتاً وزبيباً ، فَرَفَضَ أن يَبيعَهَا
للتُجَّارِ ، فجعلَها صدقةً على المسَاكِينِ وفُقراءِ المسلمين ، لقد سطَّرَ الصحابةُ رِضُوانُ اللهِعليهِم ، مواقفَ خالدةً ، قالُوا فيها :
إذا تعارضَ الدٍِّينُ والمالُ ، قُدِّمالدِّينُ دُونَ نَظَرٍ لأي اعتِبارٍ ، بَلْ قَدْ يَتنازلُ أحدُهم عن مالِهِ كُلِّهِ، فِرَاراً بدينِهِ ،فرضي الله عنهم
وأرضاهم أجمعين ...
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم،
| |
|