عنترAdmin Admin
عدد المساهمات : 201 تاريخ التسجيل : 27/10/2011
| موضوع: الصبر ضيــــــــاء الخميس مايو 01, 2014 5:11 am | |
| الحمد لله مُعينِ الصابرين، أحمده سبحانه يكشف الهم ويُزيل الغم عن المكروبين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، سيد الصابرين وإمام المتقين، اللهم صلّ وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد: أيها الناس / اتقوا اللهَ حَقَّ التّقوى، فتقوَى الله سَبيلُ الهدَى، والإعراضُ عنها طريقُ الشّقا((يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّإِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُون)) جواد لا يكبو وصارم لا ينبو وجند لا يهزم،وحصن لا يهدم. فالنصر معه ، والفرج نهايته ، وهو أنصر لصاحبه من الرجال بلا عدة ولا عدد ومحله من الظفر كمحل الرأس من الجسد . إنه الصبر الذي أمر الله به فقال (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ )) وقال ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ )) بل رتّب عليه خيري الدنيا والآخرة فقال ((وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُواْ بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُم بِهِ وَلَئِن صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِّلصَّابِرِينَ )) وأخبر عن مضاعفة أجره فقال ((أُولَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرهمْ مَرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا)) وقال ((إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ)) بل لاتنال الإمامة في الدين إلا بالصبر واليقين كما قال تعالى ((وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ)) وفوزهم بمعية الله لهم معية التأييد والنصرة : ((إنَّ اللهَ معَ الصَّابِرِينَ(( بل جمع الله لهم ثلاثة أمور لم تجمع لغيرهم ، المغفرة والرحمة والرشد إلى الصواب فقال (( أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ )) عباد الله / بالصبر والتقوى علق الله النصر على الأعداء وجعله وقاية من كيد كل ظالم فقال ((بَلَى إِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ وَيَأْتُوكُم مِّن فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُم بِخَمْسَةِ آلافٍ مِّنَ الْمَلائِكَةِ مُسَوِّمِينَ )) وقال ((وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ)) نعم عباد الله لقد أحب الله الصابرين فقال (( واللّهُ يُحِبُّ الصّابِرِيِنَ )) وجعل الملائكة تسلم عليهم في الجنة فقال ((وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ * جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آَبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ * سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ (( وأثنى الله على عليهم فقال في صبر أيوب ((إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ )) نعم عباد الله إنه الصبرعبادة الضراء، وعدة المسلم حين نزول البلاء، وزاد المؤمن حين وقوع الابتلاء، عن الطاقة المدخرة في السراء، والحبل المتين في الضراء ، الصبر تبدو مرارته ظاهرا، ويصعب الاستشفاء به عند الضعفاء، لكن مرارته تغدو حلاوة مستقبلا، ويأنس به رفيقا الأقوياء النبلاء قال صلى الله عليه وسلم ((عَجَبًا لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ؛ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ لَهُ خَيْرٌ؛ إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ، وَلَيْسَ ذَلِكَ لِأَحْدٍ غَيْرِ الْمُؤْمِنِ )) رواه مسلم . فاصبـر لكـل مصيبـة وتجـلـدِ واعلـم بـأن المرء غير مخلد واصبر كما صبــر الكرام فإنهـا نوبُ اليـوم تُكشَف فـي غدِ مـن لم يصب ممـن ترى بمصيبة؟ هذا سبيل لستَ عنه بأوحـد فإذا ذكـرت مصيبـة ومصـابهـا فاذكـر مصابـك بالنبي محمـد عباد الله / إننا نعيش في عصر الفتن والاضطرابات وكثرة المشاكل، والتي تجعل الحليم حيران، وقد تؤدي ببعض الناس إلى اليأس والقنوط؛ لعدم تحملهم لهذه الأحداث. واليأس والقنوط معناهما واحد، ولقد ذكرهما الله سبحانه وتعالى لينفر الناس منهما لأنهما من كبائر الذنوب، قال تعالى: ((إِنَّهُ لا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الكَافِرُونَ)) وروح الله رحمته ورجاء الفرج عنده. وقال في القنوط : (( قَالَ وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلاَّ الضَّالُّونَ)) فبين سبحانه بأن المؤمن لا يكون يائسًا قانطًا، بل يجب عليه أن يكون على الدوام مؤمّلاً راجيًا رحمة الله وعفوه، عاملاً بما أمره الله به، ويكافح في مقاومة الشدائد، ويصبر على مقدور الله، ولا يشتكي لأحد. ونحن اليوم كمسلمين في أمس الحاجة للصبر لكي نعيش سعداء مطمئنين في عصرنا هذا المزعج، والذي لا تسمع فيه إلا ما يُحزن، إلا القلوب المطمئنة بذكر الله فإنها تعيش في حال آخر، فلا بد من الصبر والتصبر؛ لأنه هو سلاح الشدائد والمحن، وكما قال صلى الله عليكم وسلم في الحديث الصحيح )) ما أعطي أحدٌ عطاءً خيرًا وأوسع من الصبر (( فاتقوا الله عباد الله، وارغبوا في الصبر وتعلموه، ودربوا النفس عليه، واعلموا أن السعيد السعيد من وفق إلى هذا الخُلُق العظيم، والمحروم من حُرمه، يقول صلى الله عليكم وسلم كما عند أبي داود من حديث المقداد: ((إن السعيد لمن جنب الفتن ولمن ابتلي فصبر))، هذا هو السعيد كما يعرفه رسول رب العالمين. أسأل الله أن يجعلني وإياكم من الصابرين ومن السعداء، أقول ما تسمعون، وأستغفر الله لي ولكم، إنه هو الغفور الرحيم.
| |
|