حافظ القرآن
عدد المساهمات : 65 تاريخ التسجيل : 23/02/2013
| موضوع: الصبر على البلاء الإثنين فبراير 25, 2013 10:40 am | |
| الصبر على البلاء زاد جميل لايمتلكه الا من احب الله واحسن الظن فيه
يعطى للجميع ولكن اين من يأخذ هذه العطيه
لا اطيل عليكم بكلماتي اترككم مع كتاب احياء علوم الدين
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْراً يُصِبْ مِنْهُ» ، وقال قال الله تعالى: «إذا وَجَّهْتُ إلَى عَبْدٍ مِنْ عَبِـيدِي مُصِيبَةً فِي بَدَنِهِ أَوْ مَالِهِ أَوْ وَلَدِهِ ثُمَّ اسْتَقْبَلَ ذٰلِكَ بِصَبْرٍ جَميلٍ اسْتَحْيَـيْتُ مِنْهُ يَوْمَ القِيَامَةِ أَنْ أَنْصُبَ لَهُ مِيزَاناً أَوْ أَنْشُرَ لَهُ دِيوَاناً» وقال عليه السلام: «ما مِنْ عَبْدٍ أُصِيبَ بِمُصِيبَةٍ فَقَالَ كَمَا أَمَرَهُ اللَّهُ تَعَالَى: {إنَّا لِلَّهِ وإنَّا إليهِ رَاجِعُونَ} اللَّهُمَّ أجُرْنِي فِي مُصِيبَتِي وَأَعْقِبْنِي خَيْراً مِنْهَا إلاَّ فَعَلَ اللَّهُ ذٰلِكَ بِهِ» ،
وقال قال الله تعالى: «مَنْ سَلَبَت كَرِيمَتَيْهِ فَجَزَاؤُهُ الخُلُودُ فِي دَارِي وَالنَّظَر إلَى وَجْهِي»
الكريمتين هما العينين
. وروي أن رجلاً قال يا رسول الله ذهب مالي وسقم جسمي فقال : «لا خَيْرَ فِي عَبْدٍ لا يَذْهَبُ مَالُهُ وَلاَ يَسْقَمُ جِسْمُهُ، إنَّ اللَّهَ إذا أحَبَّ عَبْداً ابْتَلاهُ وَإِذَا ابْتَلاَهُ صَبَّرَهُ» ، وقال رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم: «إنَّ الرَّجُلَ لَتَكُونُ لَهُ الدَّرَجَةُ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى لا يَبْلُغُها بِعَمَلٍ حَتَّى يُبْتَلَى بِبَلاءٍ فِي جِسْمِهِ فَيَبْلُغُها بِذَلِكَ» ، وعن خباب بن الأرت قال: أتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو متوسد بردائه في ظل الكعبة فشكونا إليه فقلنا: يا رسول الله، ألا تدعو الله تستنصره لنا؟ فجلس محمراً لونه ثم قال: «إنَّ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ لَيُؤْتَى بِالرَّجُلِ فَيُحْفَرُ لَهُ فِي الأرْضِ حَفِيرةٌ وَيُجَاءُ بِالمِنْشَارِ فَيُوْضَعُ عَلَى رَأْسِهِ فَيُجْعَلُ فِرْقَتَيْنِ ما يَصْرِفُهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ» ،
وعن علي رضي الله عنه قال: أيما رجل حبسه السلطان ظلماً فمات فهو شهيد، وإن ضربه فمات فهو شهيد، وقال رضي الله عنه : «مِنْ إجْلالِ اللَّهِ وَمَعْرِفَةِ حَقِّهِ أَنْ لا تَشْكُو وَجَعَكَ وَلا تَذْكُرَ مُصِيبَتَكَ» .
وقال أبو الدرداء رضي الله تعالى عنه: تولدون للموت وتعمرون للخراب وتحرصون على ما يفنى وتذرون ما يبقى، ألا حبذا المكروهات الثلاث: الفقر والمرض والموت. وعن أنس قال، قال رسول الله : «إذا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدٍ خَيْراً وَأَرَادَ أَنْ يُصَافِيَهُ صَبَّ عَلَيْهِ البَلاءَ صَبّاً وَثَجَّهُ عَلَيْهِ ثَجّاً، فَإذا دَعَاهُ قَالَتِ المَلائِكَةُ: صَوْتٌ مَعْرُوفٌ وَإنْ دَعَاهُ ثَانياً فَقَالَ يا رَبّ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: لَبَّـيْكَ عَبْدي وَسَعْدَيْكَ لا تَسْأَلُني شَيْئاً إلاَّ أعْطيتكَ أَوْ دَفَعْتُ عَنْكَ ما هُوَ خَيْرٌ وَادخَرْتَ لَكَ عِنْدِي ما هُوَ أَفْضَلُ مِنْهُ، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ القِيَامَةِ جِيءَ بِأَهْلِ الأَعْمَالِ فَوُفُّوا أَعْمَالَهُمْ بِالمِيزَانِ: أَهْلُ الصَّلاَةِ وَالصِّيَامِ وَالصَّدَقَةِ وَالحَجِّ، ثُمَّ يُؤْتَى بِأَهْلِ البَلاَءِ فَلاَ يُنْصَبُ لَهُمْ مِيزَانٌ وَلاَ يُنْشَرُ لَهُمْ دِيوانٌ، يُصَبُّ عَلَيْهُمْ الأَجْرَ صَبّاً كَمَا كان يُصَبُّ عَلَيْهِمْ البَلاَءُ صَبّاً فَيَوٍدُّ أَهْلُ العَافِيَةِ فِي الدُّنْيَا لَوْ أَنَّهُمْ كَانَتْ تُقْرَضُ أَجْسَادُهُمْ بِالمَقارِيضِ لِمَا يَرَوْنَ ما يَذْهَبُ بِهِ أَهْلُ البَلاءِ مِنَ الثَّوابِ» ، فذلك قوله تعالى: {إِِنَّمَا يُوَفَّى ٱلصَّـٰبِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍۢ} وعن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال: شكا نبـي من الأنبـياء عليهم السلام إلى ربه فقال: يا رب، العبد المؤمن يطيعك ويجتنب معاصيك تزوي عنه الدنيا وتعرض له البلاء، ويكون العبد الكافر لا يطيعك ويجترىء عليك وعلى معاصيك تزوي عنه البلاء وتبسط له الدنيا؛ فأوحى الله تعالى إليه: «إنّ العباد لي والبلاء لي وكل يسبح بحمدي، فيكون المؤمن عليه من الذنوب، فأزوي عنه الدنيا وأعرض له البلاء فيكون كفارة لذنوبه، حتى يلقاني فأجزيه بحسناته. ويكون الكافر له الحسنات فأبسط له في الرزق وأزوي عنه البلاء فأجزيه بحسناته في الدنيا، حتى يلقاني فأجزيه بسيئاته.
وروي أنه لما نزل قوله تعالى: {مَن يَعْمَلْ سُوٓءًۭا يُجْزَ بِهِۦ} قال أبو بكر الصديق رضي الله تعالى عنه كيف الفرح بعد هذه الآية؟ فقال رسول الله : «غَفَرَ اللَّهُ لَكَ يَا أَبَا بَكْرٍ أَلَسْتَ تَمْرَضُ؟ أَلَسْتَ يُصِيبُكَ الأَذَىَ؟ أَلَسْتَ تَحْزَنُ؟ فَهٰذَا مِمَّا تُجْزَوْنَ بِهِ» ، يعني أن جميع ما يصيبك يكون كفارة لذنوبك. وعن عقبة بن عامر عن النبـي أنه قال: «إِذَا رَأَيْتُمْ الرَّجُلَ يُعْطِيهِ اللَّهُ ما يُحِبُّ وَهُوَ مُقِيمٌ عَلَى مَعْصيَتِهِ فَاعْلَمُوا أَنّ ذٰلِكَ اسْتِدْرَاجٌ ثُمَّ قَرَأ قَوْلَهُ تَعَالَى: {لَمَّا نَسُوا۟ مَا ذُكِّرُوا۟ بِهِۦ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَٰبَ كُلِّ شَىْءٍ} يعني لما تركوا ما أمروا به فتحنا عليهم أبواب الخير {حََتَّىٰٓ إِذَا فَرِحُوا۟ بِمَآ أُوتُوٓا۟ أَخَذْنَـٰهُم بَغْتَةًۭ فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ } أي بما أعطوا من الخير أخذناهم بغتة.
وعن الحسن البصري رحمه الله: أن رجلاً من الصحابة رضي الله عنهم رأى امرأة كان يعرفها في الجاهلية، فكلمها ثم تركها، فجعل الرجل يلتفت إليها وهو يمشي فصدمه حائط فأثر في وجهه فأتى النبـي فأخبره، فقال : «إذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدٍ خَيْراً عَجَّلَ لَهُ عُقُوبَةَ ذَنْبِهِ فِي الدُّنْيَا» ،
وقال علي رضي الله عنه: ألا أخبركم بأرجى آية في القرآن؟ قالوا: بلى، فقرأ عليهم: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثيرٍ} فالمصائب في الدنيا بكسب الأوزار؛ فإذا عاقبه الله في الدنيا فالله أكرم من أن يعذبه ثانياً، وإن عفا عنه في الدنيا فالله أكرم من أن يعذبه يوم القيامة.
وعن أنس رضي الله تعالى عنه عن النبـي قال: «مَا تَجَرَّعَ عَبْدٌ قَطُّ جَرْعَتَيْنِ أَحَبَّ إلَى اللَّهِ مِنْ جَرْعَةِ غَيْظٍ رَدَّهَا بِحِلْمٍ، وَجَرْعَة مُصِيَبَةٍ يَصْبِرُ الرَّجُلُ لَهَا. وَلا قَطَرَتْ قَطْرَةٌ أَحَبَّ إِلَى اللَّهِ مِنْ قَطْرَةِ دَمٍ أهْرِيقَتْ فِي سَبِـيلِ اللَّهِ، أَوْ قَطْرَةِ دَمْعٍ فِي سَوَادِ اللَّيْلِ وَهُوَ سَاجِدٌ وَلا يَرَاهُ إلاَّ اللَّهُ. وَمَا خَطَا عبْدٌ خَطْوَتَيْنِ أَحَبَّ إلَى اللَّهِ تَعَالَى مِنْ خَطْوَةٍ إلَى صَلاَةِ الفَرِيضَةِ، وَخَطْوَةٍ إلَى صِلَةِ الرَّحمِ» .
.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما أنه نعي إليه ابنة له، فاسترجع وقال: عورة سترها الله تعالى، ومؤنة كفاها الله، وأجر قد ساقه الله، ثم نزل فصلى ركعتين ثم قال: قد صنعنا ما أمر الله تعالى:،قال تعالى: {واسْتَعِينُوا بالصَّبْرِ والصَّلاةِ} . . وقال بعض العلماء: إن الله ليبتلي العبد بالبلاء بعد البلاء حتى يمشي على الأرض وما له ذنب.
وقال أبو السعود البلخي: من أصيب بمصيبة فمزق ثوباً أو ضرب صدراً فكأنما أخذ رمحاً يريد أن يقاتل به ربه عز وجل. وقال لقمان رحمه الله لابنه: يا بني إن الذهب يجرّب بالنار والعبد الصالح يجرّب بالبلاء، فإذا أحب الله قوماً ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخظ فله السخط.
وقال الأحنف بن قيس: أصبحت يوماً أشتكي ضرسي، فقلت لعمي: ما نمت البارحة من وجع الضرس حتى قلتها ثلاثاً، فقال: لقد أكثرت من ضرسك في ليلة واحدة، وقد ذهبت عيني هذه منذ ثلاثين سنة ما علم بها أحد وأوحى الله تعالى إلى عزير عليه السلام: «إذا نزلت بك بلية فلا تشكني إلى خلقي واشك إلي كما لا أشكوك إلى ملائكتي إذا صعدت مساويك وفضائحك» نسأل الله من عظيم لطفه وكرمه ستره الجميل في الدنيا والآخرة.
بعد كل هذا اما آن لنا ان نصبر على البلاء | |
|