الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف المرسلين وبعد
لم يحرم الله تعالى شيئًا عن عبث، والطب يثبت دومًا توافر الصحة الجيدة عند البشر بالامتناع عن المحرمات ولا سيما الخمر والميسر والميتة والدم ولحم الخنزير وغيرها، ولكن العناد والكفر والفساد في الأرض من صنيع الإنسان هو سبب مصائبه دومًا، قال تعالى
وكلما أصيب البشر بوباء مميت يزدادوا هلعًا وجزعًا لخوفهم من مقابلة ربِّ العالمين يوم لا ينفع مال ولا بنون.. وهذا طبيعي: {لَوْ أَنَّ قُرْآَنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى بَلْ لِلَّهِ الأَمْرُ جَمِيعًا أَفَلَمْ يَيْئَسِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعًا وَلاَ يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيبًا مِنْ دَارِهِمْ حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُخْلِفُ الْمِيعَادَ} [الرعد:31].، ولكن ما نخاف منه نحن هو جشع أصحاب رءوس الأموال وشركات الدواء الأجنبية الذين يستغلون هذه المصائب والأمراض ليتسابقوا إلى تصنيع لقاحات وأدوية يزعمون أنها مفيدة وبأسعار باهظة جدًّا، وإلى أن نجربها ونعرف مدى صدقهم في فعاليتها تكون بنوكهم امتلأت، ولو كان الدواء غير فعّال لا يهمهم؛ لأنهم سيغيرون اسمه فيما بعد في حملة جائحات أخرى، ويستهزئون من الساذجين من البشر أو حديثي العهد بالطب.
وقد اعترف أصحاب جنون البقر بفعلتهم أنهم غيّروا طعام الأبقار الطبيعي من الأعشاب إلى علف صناعي لتسمينهم وزيادة إدرار الحليب منهم، فجنَّ جنون البقر، وإنفلونزا الطيور قتلت من البشر أقل مما قتلت الحروب، وصاحبها تهويل إعلامي كبير، والأرقام الموضوعة للخسائر البشرية والمادية كلها ظنون وتوقعات وقد لا تحدث أبدًا، وهذا له أسباب؛ إما سياسية لانشغال العالم عما يحدث من فظائع ترتكب بحق البشر وتقتلهم، أو اقتصادية لغزونا من جديد بأدوية باهظة الثمن على شكل لقاحات أو دواء غير مؤكد الفائدة.
ونحن كدول نامية لا نهتم بالبحث العلمي وتمويله، والأفضل لنا ريثما يتم ذلك أن نتبع سبل الوقاية منه المذكورة سابقًا، وعدم مخالطة جميع الحيوانات عن كثب؛ لأنها كلها قد تكون ناقلة للعدوى بإنفلونزا الطيور والخنازير وغيرها من الأمراض الخطيرة الأخرى, وإذا حدثت إصابات به الإسراع بالمعالجة والإشراف الطبي والراحة التامة في الفراش والتغذية الجيدة؛ لأن مناعة الجسم القوية تساهم كثيرًا في الشفاء في مثل هذه الإصابات الفيروسية.