السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
طوبى لمن اهدى اليّ عيوبي
انصحني .●.●. ولاتفضحني ...
هنـــــــــاك حكمة تقـــــــول..
(طوبى لمن اهدى اليّ عيوبي )
و كثيراً ما يخطئ العبد ، فنحن لسنا بمعصومين من الخطأ ،
ليعلم الناصح أن الخطأ و النسيان شئ عادي مركوز في أصل الجبله ،
فلا يتعصب في نصيحته . يقول الشاعر :
من ذا الذي ما ســــــاء قط و من لـه الحســــنى فقط
و إن الإسرار بالنصيحه من هديه صلى الله عليه و سلم ،
فإن النصيحه على رؤوس الأشهاد فضيحه
يقول الشاعر :
تغمدني بنصحك في انفراد .●.●. و جنبني النصيحة في الجماعـــه
فإن النصح بين الناس نوعٌ .●.●. من التوبيخ لا أرضى استماعه
فإن خالفتني و عصيت أمري .●.●. فلا تجزع إذا لم تـلــق طاعـــه
و كان عمر – رضي الله عنه – يقول :
" رحم الله امرأً أهدى إليّ عيوبي ،
و كان يستمع للصحابه و هم ينصحونه " .
هناك اساليب يجب ان يلمّ بها من يقوم بنصح الآخرين..
بغية الوصول للهدف المنشود..
أهمهـــــــــا :
1- أن تكون خالصة لوجه الله وهدفها إرضاء الله و حده .
الناصح لا بد أن يكون مخلصا لله تعالى في النصح بحيث
لا يكون قصده الرياء ولا السمعة ولا لتحقيق غرض دنيوي
ولا لإظهار تميز الناصح.
فالنصيحة ثقيلة على القلوب ولن تتقبلها إلا إذا خرجت من قلب
طاهر نقي , لأن ما خرج من القلب يدخل مباشرة إلى القلب ,
والله تعالى لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصا له وحده .
2- لا تنصح بناء على شبهة أو ظن لم يتثبت منه .
المسلم يحسن الظن بإخوانه, ولا يأخذهم بالشبهة ,
قال تعالى : "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا
أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ
الحجرات6 ,
وأولهـــــــــــــــــا
:النصيــحــــــــة بالســــر
فالإنسان بطبعه يكره التشهير ويعتبر النصيحة أمام الناس فضيحة
لهذا يحاول الدفاع عن نفسه ، ولقد حث الشرع علي النصيحة بالسر "
المؤمن يستر والفاجر يهتك
" لأن الهدف من النصيحة أن يقلع الشخص عن الخطاء
..وليس الغرض إشاعة عيوبه أمام الأخرين
ثانيــــــــــــــــها
:إستـــخـدام أسلــوب الحــكمــة
" الشدة من غير عنف واللين من غير ضعف
قال تعالى: {ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي
هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم}.
[فصلت: 34].
ثالثـــــــــــــها
:إنتقــــــاء الإســــــلوب
الإسلوب الأمثل في العرض ومحاولة الترغيب والثناء الشرعي
بما فيه ،ومحاولة ضرب الأمثلة الماضية والحاضرة
عن أنس رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"يسروا ولا تعسروا، وبشروا ولا تنفروا "
متفق عليه.
رابعهــــا
:التلميح دون تصريح
أحياناً يكون التلميح بالنصيحة أفضل من التصريح
أي محاولة النصح بطريقة غير مباشرة
كما يفضل البعد عن النقد المباشر وأسلوب الأمر
فهذا أدعي للقبول
ذَلِكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَخَطَبَ فَحَمِدَ اللَّهَ
ثُمَّ قَالَ: 'مَا بَالُ أَقْوَامٍ يَتَنَزَّهُونَ عَن الشَّيْءِ أَصْنَعُهُ فَوَ اللَّهِ إِنِّي
لَأَعْلَمُهُمْ بِاللَّهِ وَأَشَدُّهُمْ لَهُ خَشْيَةً '
رواه البخاري ومسلم وأحمد
ويحكى أن الحسن والحسين مرَّا على شيخ يتوضأ ولا يحسن
الوضوء. فاتفقا على أن ينصحا الرجل ويعلماه كيف يتوضأ،
ووقفا بجواره، وقالا له: يا عم، انظر أَيُّنا حسن وضوءًا.
ثم توضأ كل منهما فإذا بالرجل يرى أنهما يحسنان الوضوء،
فعلم أنه هو الذي لا يحسنه،
فشكرهما على ما قدماه له من نُصح دون تجريح.
خامسهـــا
:الكــــلمة الطيبـــــة
للكلمة الطيبة والإبتسامة سر لقبول النصيحة
!...فكلمة لينة رقيقة وإبتسامة صادقة هادئة هي خير !...
وهناك آداباً خاصة بالمنصوح منها:
1- عدم التكبر في قبول النصيحة.
قالوا : تقبل النصيحة بأي وجه، وأدِّها على أحسن وجه.
قال له رجل لعمر بن الخطاب رضى الله عنه: اتق الله يا ابن الخطاب.
فضاق بعض الحاضرين بهذا، فقال عمر:
دعوه، والله لا خير فيكم إذا لم تقولوها، ولا خير فينا إذا لم نسمعها.
2 - عدم الإصرار على الباطل.
فالرجوع إلى الحق فضيلة والتمسك بالباطل رذيلة،
والمسلم يحذر أن يكون ممن قال الله -تعالى- فيهم:
{وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد}
البقرة: 206.
والرجوع إلى الحق خير من التمادي في الباطل .
3- أخذ النصح من المسلم العاقل.
إن من شيم العاقل عند النائبة تَنُوبه: أن يشاور عاقلاً ناصحاً
ذا رأي ثم يطيعه، وليعترف للحق عند المشورة،
ولا يتمادى في الباطل بل يقبل الحق ممن جاء به،
ولا يحقر الرأي الجليل إذا أتاه به الرجل الحقير،
لأن اللؤلؤة الخطيرة لا يشينها قلة خطر غائصها الذي استخرجها،
ثم ليستخر الله، وليمض فيما أشار عليه.
قال الشاعر :
وإن باب أمر عليك التوى * * * فشاور لبيبا ولا تعصه !
4- التطبيق العملي للنصيحة .
لا بد للمنصوح أن يأخذ بالنصيحة ويحولها إلى واقع عملي ,
وسلوك تطبيقي , ينعكس أثره في حياته وعلى تصرفاته .
عنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ ، قَالَ
: " الْعِلْمُ يَهْتِفُ بِالْعَمَلِ ، فَإِنْ أَجَابَهُ وَإِلَّا ارْتَحَلَ "
5- شكر الناصح.
حثنا النبي صلى الله عليه وسلم أن نقدم كلمة الشكر لمن
صنع إلينا معروفًا؛ فنقول له: جزاك الله خيرًا.
قال الله صلى الله عليه وسلم:
(من صُنِع إليه معروف، فقال لفاعله: جزاك الله خيرًا، فقد أَبْلَغَ في الثناء)
[الترمذي والنسائي].
فيجب على المنصوح أن يقدم الشكر لمن نصحه،
فمن لا يشكر الناس لا يشكر الله.