زائر زائر
| موضوع: إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ السبت ديسمبر 21, 2013 7:57 am | |
| إنّ الحمد لله نحمده ونستغفره ونستعينه ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلّ له، ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا.
وأشهد أنْ لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمدا عبده ورسوله، من بعثه الله رحمة للعالمين، هاديا ومبشرا ونذيرا، بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة، فجزاه الله عنّا خير ما جزى نبيا من أنبيائه، صلوات الله وسلامه عليه وعلى كل رسول أرسله.
أما بعد عباد الله، أوصي نفسي وإياكم بتقوى الله العظيم، والثبات على النهج المحمدي القويم، والتزام سفينة النجاة، هذه السفينة من كان في ركبها، كان من الناجين الفائزين، ومن أعرض عنها، كان من الخائبين الخاسرين، يقول الله عز وجل في القرءان الكريم: }فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ{ ( سورة محمد/ ءاية19) ويقول الله عز وجل أيضا في القرءان الكريم: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ}( سورة الشورى /ءاية 11) أعلموا يا عباد الله، أن الله أعزنا بالإسلام، ومن كان تقيا عزيزا بالإسلام، فلن يقدر مخلوق أن يهينه.
إذا أكرم الرحمن عبدا بعزّه فلن يقدر المخلوق يوما يهينه
فتمسكوا بعقيدتكم واثبتوا عليها، هذه العقيدة التي عليها مئات الملايين من المسلمين اليوم، والتي كان عليها العلماء الكرام، والصحابة الأخيار، كان عليها الشافعي ومالك، وأحمد وأبو حنيفة، كان عليها الأوزاعي والدسوقيّ والجيلانيّ والرفاعيّ، كان عليها أصحاب الرسول عليه الصلاة والسلام، وكان على هذه العقيدة أيضا، رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكذلك كلّ الأنبياء الكرام، أن الله واحد ليس له شريك، وليس له مثيل، وليس له شبيه، لا يشبه شيئا ولا يُشبهه شىء، سبحانه ليس كمثله شىء، فلا يشبه الشمس ولا يشبه القمر، لا يشبه الإنسان ولا يشبه الحجر، لا يشبه النور ولا النار، ولا الروح ولا الريح، مهما تصورت ببالك فالله بخلاف ذلك، ليس له حجم كما يتوهم بعض الناس ليس له شكل لا كبير ولا وسط ولا صغير، منزّه عن الأشكال، منزه عن الأحجام، منزّه عن الشبيه والنظير فلا يأكل ولا يشرب ولا ينام، خلق كل شىء لا خالق سواه، خلق كل شىء ولا يحتاج إلى شىء، فالله لا يحتاج لأحد ويحتاج إليه كل أحد والله مستغن عن كل ما سواه مفتقر إليه كل ماعداه، خلق العرش ولا يحتاج إليه لا يجلس عليه وخلق السموات السبع ولا يحتاج إليها لا يحل فيها، موجود بلا مكان لا يحل في مكان لا يسكن في السماء ولا يجلس على العرش.
والله سبحانه وتعالى أزلي ليس له بداية أبدي ليس له نهاية، والعالم كله وما فيه مخلوق له بداية، خلقه الله تعالى.
هذه العقيدة الحقة يا عباد الله، هذه العقيدة الصحيحة التي كان عليها كل الأنبياء الكرام فالأنبياء كلهم كانوا على الإسلام من لدن ءادم عليه الصلاة والسلام إلى خاتمهم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، كلهم قالوا لا إله إلا الله ودعوا الناس إليها.
يقول الله عزّ وجلّ في القرءان الكريم.
}إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ{( سورة ءال عمران/ ءاية 19)، فالدين الحق المقبول الذي يرضاه الله هو الإسلام.
قال تعالى:} وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ{( سورة ءال عمران/ ءاية 85) ويقول النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم: "الأنبياء إخوة لعلات، دينهم واحد وأمهاتهم شتى".
ومرّة أتت جماعة من اليهود إلى النبيّ عليه الصلاة والسلام وقالوا له صف لنا ربك الذي تعبده؟! وكان سؤالهم هذا تعنتا، وليس حبا بالعلم، فما الذي حصل هنا، نزل الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم، نزلت عليه سورة قال مرّة فيها: "والذي نفسي بيده إنها لتعدل ثلث القرءان" نزلت عليه سورة قال لواحد من الصحابة عنها: "حبك لها أدخلك الجنّة"، نزلت عليه سورة الإخلاص، بسم الله الرحمن الرحيم، }قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَد}.
فقال عليه الصلاة والسلام لليهود "هذه صفة ربي عزّ وجلّ".
* "قل هو الله أحد" معناه الله ليس له شريك، ولا يقبل التعدد والكثرة
* "الله الصمد" معناه الله لا يحتاج إلى شىء مما خلق.
* "لم يلد ولم يولد" معناه الله ليس أبا وليس ابنا، فالله ليس أصلا لغيره وليس فرعا من غيره.
* "ولم يكن له كفوا أحد" معناه لا نظير له بوجه من الوجوه.
احفظوا هذه الآية يا عباد الله، "ولم يكن له كفوا أحد"، واحفظوا معناها وعلموها لأهلكم ولأحبابكم ولأولادكم، علموهم أن المعنى لهذه الآية، هو أن الله لا يشبه شيئا.
علموا أولادكم أن من أنكر ما ذكرناه من العقيدة أو أنكر شيئا منه فهو كافر، علموا هذا الخير للناس، وبينوا يا أحبابنا أن من كفر بالله، كأن سبّ الله أو نبيا من أنبيائه، أو سبّ القرءان أو ءاية منه فهو كافر، ولو سبّ الله عند الغضب هو كافر أيضا، ولا يرجع إلى الإسلام إلا أن يدخل في الإسلام من بابه، أن ينطق بالشهادتين، أشهد أنْ لا اله إلا الله وأشهد أنَّ محمدا رسول الله، ثم بعد الشهادتين إن شاء يستغفر الله ما شاء.
والحمد لله ربّ العالمين.
|
|