زائر زائر
| موضوع: خلق السموات والأرض في ستة أيام الإثنين ديسمبر 09, 2013 5:38 am | |
| بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد: قال الله تعالى في كتابه العزيز: (إن ربكم الله الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش) (الأعراف:54) فما معنى خلق السموات والأرض في ستة أيام؟ ولقد قرأت في أحد كتب التفسير: أن الله سبحانه وتعالى خلق السموات والأرض في ستة أيام -أي في ست فترات- ونحن لا نعلم هل خلقها في ستة أيام أو في ست سنين، الذي لا شك فيه أن هذه الأيام الستة ليست من أيامنا هذه التي يقدر ليل اليوم ونهاره منها بأربع وعشرين ساعة من ساعاتنا المعروفة. فإن هذه الأيام إنما وجدت بعد خلق الأرض والشمس، وحدوث الليل والنهار. فكيف يكون أصل خلق الأرض في أيام منها؟ وقد جاء في سورة فصلت بيان وتفصيل لما خلق الله في هذه الأيام الستة فقال سبحانه: (قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض..) فصلت:9 الآيات. فلعل هذه الأيام عبارة عن ستة أزمنة، وآماد لا يعلم مداها إلا الله يتحدد كل يوم منها بما تم فيه من عمل، أو ست دورات فلكية لا نعلمها، غير أيامنا المرتبطة بالدورة الشمسية، أو ستة أطوار مرت على هذه المخلوقات. كل ذلك محتمل، واللغة تساعد عليه، والدين لا يمنع منه. فاليوم في لغة العرب هو الزمن الذي يمتاز بما تحصل فيه من غيره، فأيامنا هذه تتميز بما يحددها من طلوع الشمس ومغربها، وأيام العرب بما كان يقع فيها من الحروب والقتال، وقد قال تعالى: (وإن يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون) (الحج:47) وقال تعالى في وصف يوم القيامة: (في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة) (المعارج:4). ولماذا خلق الله السموات والأرض في ستة أيام، وكان قادرا على أن يخلقها في لحظة واحدة، فإن أمره بين الكاف والنون، كما قال تعالى: (إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له: كن، فيكون) (النحل:40). ولعل الحكمة في ذلك -والله أعلم- أن يتخذ عباده من هذا الخلق درسا في الأناة وترك العجلة وحسن التأتي للأمور، ولهذا قيل: الأناة من الرحمن، والعجلة من الشيطان. والله أعلم. |
|