بسم الله الرحمن الرحيم
نرى كثبر من رجالات الدين ومن المثقفين من يتحدثون بمصطلح : "الإسلام السياسي" وهم يجهلون هذا المصطلح الغاشم ، وكان لابد لى هنا أن أضع شيء من التنسيق ومزيد التوضيح،لذالك الامر لانه في ظاهر خطاب يعبر به عن : "حركات الإسلام السياسي"، مقابل : حركات العلمانية السياسية! لكن استعمالاته أخطر من ذلك ، إذ يقصد بترويجه إعلاميا : نفي السياسة في الإسلام ، وتقرير فصل الدين عن الحياة ومنها فصل الدين عند الدولة ..
" فمصطلح الإسلام السياسي "في لفظه و واقعه : تصنيف للإسلام ذاته لا للإسلاميين فحسب كما قد يقال، وهو تصنيف ينطلق من خلفية الفكر العلماني المناقض للإسلام عقيدة وشريعة ؛ ويُقصد من ترويجه وتطبيعه : دعم الخطاب العلماني المتطرف في إقصاء شريعة الإسلام، وتنفير الشعوب المسلمة منها ومن دعاة تطبيقها .
ومن أهم الفروق بين مصطلح "النظام السياسي الإسلامي" ، وبين مصطلح "الإسلام السياسي" :
أنَّ "النظام السياسي الإسلامي" مصطلح إسلامي سائغ، فهو يقرّر حقيقة شمول الإسلام وكماله ، وحكمه لجميع مجالات الحياة بما فيها المجال السياسي .
وأما "الإسلام السياسي" فمصطلح علماني ، ينكر حقيقة شمول الإسلام وكماله ، ويوحي لمتلقيه بأن الإسلام قاصر عن حكم السياسة، وأنه لا شأن له بها، وإنما أدخله الإسلاميون فيها! وهو جزء من المصطلحات التي تستخدم لتطبيع العلمانية بل والسعي لشرعنتها، تبعا لطريقة المستشرق الصهيوني الحاقد مرجليوث، الذي يزعم أن الإسلام دين لا يحكم السياسة، وأن السياسة دخيلة عليه!
لذا فالصحيح أن يقال : "النظام السياسي الإسلامي" أو "السياسة الإسلامية"، ونحو ذلك .. ولا يقال : "الإسلام السياسي"؛ لأنه مصطلح استشراقي علماني ولا ديني، متفرع عن فكرة العلمانية التي ترفض المرجعية الدينية في السياسة..
وممن نبه على بطلان مصطلح "الإسلام السياسي" ، أستاذنا أد. جعفر شيخ إدريس إذ يقول : عبارة : "الإسلام السياسي" : صناعة غربية، استوردها مستهلكوا قبائح الفكر الغربي إلى بلاد المسلمين ، وجعلوها حيلة لإنكارهم للدين والصد عنه .
وكذا الشيخ د. صالح بن عبدالله بن حميد ، رئيس مجلس الشورى ، ورئيس المجلس الأعلى للقضاء بالمملكة العربية السعودية سابقا ، وإمام الحرم المكي، إذ قال : الإسلام السياسي" : تسمية خاطئة ، ومصطلح لا وجود له في الإسلام البتة ؛ فالإسلام عقيدة وعبادة وسياسة واقتصاد واجتماع وثقافة إلخ ..
وقد تفرع عن المصطلح العلماني السابق عبارة إعلامية ، يرددها الإعلام المروج للعلمانية ، وهي عبارة : "قوى الإسلام السياسي" ؛ فهي عبارة مؤدلجة علمانيا، ابتدعها خصوم الإسلام ذاته، ممن يطمعون في حصره داخل إطار المسجد الرسمي؛ وإقصائه عن البرلمان، ومؤسسات إعداد الدساتير ، وإصدار القوانين .
والخلاصة : أن مصطلح "الإسلام السياسي": مصطلح علماني غربي المنشأ، ردده العلمانيون العرب ، وهو مناقض للمفاهيم الإسلامية المجمع عليها بين أهل الإسلام ، بل مناقض للمعلوم من دين الإسلام بالضرورة .
فـ"الإسلام السياسي " تصنيف باطل، ينطلق من الفكر العلماني المناقض للإسلام عقيدة وشريعة ؛ يُقصد منه تقرير إقصاء شريعة الإسلام، وتنفير الشعوب المسلمة منها.
ومن المؤسف أن بعض المتلقين لهذا المصطلح من المسلمين، يستخدم هذا المصطلح المؤدلج علمانيا دون وعي بخطورته ومناقضته لثوابت الإسلام، ويطلقه على العلماء والمصلحين الذين يقررون وجوب تحكيم الشريعة ..