ثمرات السيرة العطرة لأم المؤمين السيدة خديجة رضى الله عنها

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين
أما بعد
نكمل سيرة أمنا الزكية الطاهرة الدينة الجليلة
أمنا خديجة رضي الله عنها
قطف ثمار الحلقات من سيرتها العطرة
1_ عدم تسلسل الأحداث وتتابعها مؤرخة أو التدقيق في تواريخ أو أعداد كأزواجها قبل النبس سواء عددهم أو ترتيبهم أو عدد الأبناء البنين فكما يقولون ضيق حفرتك وعمق حفرك لأن اعتمادنا كان على إبراز مواقف معينة من حياتها حتى نستنبط منها منهج لحياتنا على خطا أمنا السيدة خديجة رضي الله عنها ولذلك ما دام ذلك هو هدفي فلا حاجة إذن لتشتيت الجهد والوقت في ما لا يفيد هدفي
فمثلا بخصوص الأولاد البنين سواء الطاهر والطيب اسم لواحد أو لاثنين لا يفيدني معرفة العدد شيء
إنما ما يهمني هو كيف واجه الرسول والسيدة خديجة رضي الله عنها موقف وفاتهم
و أم عظيمة كأمنا خديجة علي أن اقتفي أثرها فيما فعلت
2_ كيف تعاملت في مالها فيما يرضى الله لكي نتخذها قدوة وأسوة وقد تناولناها بالتفصيل في تفريغ الحلقة السابقة
يمكن فقط أن نضيف عليها جزئية
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كثيرا ما كان يذكر أن السيدة خديجة رضي الله عنها واسته بمالها
ومعلوم أنها أنفقت من مالها في سبيل الدعوة
ما دام مجال الإنفاق حلال فلا بأس من الإقدام
وكون الرسول صلى الله عليه وسلم يقبل مالها ويستعين به
تعنى أن استخدام الرجل لمال امرأته لا يعتبر نقيصة ولا عيبا وإلا ما كان ليفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم
إنما هي أمور أحدثها الناس لما أخذتهم الدنيا وكانت مبلغ همهم
فعابوا على من يستعين بمال زوجته
أو ربما آثرت الزوجة نفسها واستأثرت بمالها و كان زوجها محتاجا
وفي الحديث الصحيح
خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في أضحى أو فطر إلى المصلى ، ثم انصرف ، فوعظ الناس وأمرهم بالصدقة ، فقال : أيها الناس ، تصدقوا . فمر على النساء فقال : يا معشر النساء تصدقن ، فإني رأيتكن أكثر أهل النار . فقلن : وبم ذلك يا رسول الله ؟ قال تكثرن اللعن ، وتكفرن العشير ، ما رأيت من ناقصات عقل ودين ، أذهب للب الرجل الحازم ، من إحداكن ، يا معشر النساء . ثم انصرف ، فلما صار إلى منزله ، جاءت زينب ، امرأة ابن مسعود ، تستأذن عليه ، فقيل : يا رسول الله ، هذه زينب ، فقال : أي الزيانب . فقيل : امرأة ابن مسعود ، قال : نعم ، ائذنوا لها . فإذن لها ، قالت : يا نبي الله ، إنك أمرت اليوم بالصدقة ، وكان عندي حلي لي ، فأردت أن أتصدق به ، فزعم ابن مسعود : أنه وولده أحق من تصدقت به عليهم ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : صدق ابن مسعود ، زوجك وولدك أحق من تصدقت به عليهم .
الراوي:أبو سعيد الخدري المحدث:البخاري - المصدر:صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 1462
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
فلننظر كيف بادر الزوج بالتوجيه وكيف صدق النبي صلى الله عليه وسلم ووجه الزوجة لمعاونة زوجها وكيف قبلت الزوجة ذلك كل ذلك بنفس راضية من الطرفين وذلك لأمر بسيط جدا أنهم علموا أن المال مال الله وليس لأحد فيه شيء فهو يدور في الأرض حيث الحاجة والمصلحة وليس لفرد أن يحتكره أويمنع الاستفادة منه
يقول تعالي
سورة النور - الجزء18 - الآية 33 - الصفحة 354
وَءَاتُوهُم مِّن مَّالِ ٱللَّهِ ٱلَّذِىٓ ءَاتَاٰكُمْ
فالمال مال الله يؤتيه من يشاء ولكن لنعلم أن حق الفقير كامن في مال الغني
كما يقول تعالي
{وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌلِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ} [المعارج: 24-25]
ويقول تعالي
وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ [الذاريات:19]
يقولون
ما جاع فقير إلا بتخمة غنى
فلما علموا أن المال مال الله وليس لأحد منعه أو احتكاره
أنفق صاحب المال بسخاوة نفس وقبل المُنفق عليه بعزة نفس
ولهذا أنفقت أمنا الطيبة وقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم وبارك الله لهم
وما علينا إلا الإتباع
لكن تسأل زوجة فتقول أن الزمن قد اختلف وذهبت المروءة وانتشرت الخسة
وربما ملكت المرأة مالا حفظته لتستعين به على نوائب الدهر لأن زوجها لا ينفق عليها ولو علم أنها تملك مالا سوف يجبرها على دفعه له جبرا دون رد أو تعويض
نقول أن المرأة عليها أن تتعامل بحكمة وما ذكرناه بالأعلى هو صورة من صور التضامن بين الزوجين إن كانا مؤمنين يتقيان الله
أما لو ابتليت الزوجة بزوج لا يتقي الله فلتأخذ حذرها وتحفظ مالها حتى إن تركها أو منعها وحرمها وجدت ما تسد به حاجتها وأولادها ولا تمد يديها لهذا وذاك تسأله حاجة عافانا الله جميعا
هذا ما كان من توجيه في مجال التصرف في المال اقتداءا بأمنا السيدة خديجة رضي الله عنها
*********************************
ننصرف إلى دورها


3_ كزوجة ومعينة وناصرة
تابعنا كيف كانت وزيرة صدق ومعينة لزوجها رضي الله عنها فقد كانت زوجة مثالية وقدوة للمؤمنات فقد جسدت آية المودة والرحمة وقدمت نموذج الزوجة المثالية
فالزمي مسلخ أمك الطاهرة يا كل امرأة
تراها بم استحقت هذه المكانة؟؟؟
إنما كان بمثل ما رأينا من مواقف
نظرت كيف كان صلى الله عليه وسلم يذهب فيتعبد في الغار الأيام ذوات العدد فذلك يعنى أنه كان يترك لها مسئوليات البيت والأبناء والمال
وكانت هي أهلا لذلك فقامت به على أكمل وجه
كانت رضي الله عنها لديها قناعة أن زوجها في طريقه لنيل مكانة مرموقة أو موقع اجتماعي عظيم كسيادة قومه
بالتأكيد لم تكن تتوقع أنها تكون رسالة ونبوة
ربما فكرت في أنه يكون قائدا أو زعيما أو حكيما في قومه ولذلك تركته يتفرغ لذلك وحملت عنه أعباء البيت ومسئولياته ووفرت له ما يعينه على الوصول لهذه المكانة
وبالتأكيد ما كان ذلك إلا لأنها تعلم عنه الحكمة والصدق والأمانة فليس تركه لها وللبيت والأولاد تخليا عن مسئولياته إنما لسبب عظيم هي تقدره وتتفهمه

ولهذا انتبهي يا كل زوجة وكوني لزوجك عونا في سبيل النجاح ولا تكوني معوقة له ومعول هدم في طريقه ولا تثبطى عزيمته ما دام يسير في طريق حلال
طريق فلاح ونجاح يرضى الله تعالى
ما دام يمضى في طريق علم وعزة
أو أي طريق فيه رضوان الله تعالى
فكوني له معينة وناصرة
احفظي نفسك وبيتك وأولادك
فرغي ذهنه من الانشغال بكم
فأنت شريكة له في أجر كل خير طرقه وسار إليه
احرصي على بث ثقته فيك في نفسه فتصبحين مستشارة صادقة وصدرا رحبا لبث مشاكله و احتياجاته عندك
فكما قال صلى الله عليه وسلم
الدنيا كلها متاع ، و خير متاع الدنيا المرأة الصالحة
الراوي:عبد الله بن عمرو بن العاص المحدث:الألباني - المصدر:صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 3413
خلاصة حكم المحدث: صحيح
وقال
خير النساء من تسرك إذا أبصرت ، و تطيعك إذا أمرت ، و تحفظ غيبتك في نفسها و مالك

الراوي:عبد الله بن سلام المحدث:الألباني - المصدر:صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 3299
خلاصة حكم المحدث: صحيح



وفى حديث صحيح الإسناد
قال صلى الله عليه وسلم: ألا أخبرك بخير ما يكتنز المرء؟ المرأة الصالحة؛ إذا نظر إليها سرته، وإذا أمرها أطاعته، وإذا غاب عنها حفظته. رواه أبو داود والحاكم وقال: حديث صحيح الإسناد.
ولا يعنى صحيح الإسناد انه صحيح ولكن معنى الحديث صحيح
وموافق للأحاديث السابقة الصحيحة
وأردت الاسترشاد به
من أجل هذه الجملة
وإذا غاب عنها حفظته
وهو ما فعلته أمنا السيدة خديجة وعلينا حسن الاقتداء بها
ربما تشكو أخت أن زوجها هو المعوق لها عن العبادة وعن الالتزام
نقول اعلمي أن الأمة لو اجتمعت لن تستطيع أن تفعل شيء أو تغير فيه شيء إلا أن يشاء الله
فاستعيني بالله أولا
لكننا نجد الأخت تشكو وتفضفض مع الأخوات
وتنسى اللجوء إلى الله
وربما لا تتحكم في الحديث فيخرج عن حد الفضفضة وتقع في محظور الغيبة أو إفشاء أسرار البيت
أو ربما أساءت اختيار من تشتكى إليه فلا يرضى الله فيها فيؤلب قلبها على زوجها فتزيد الفجوة والشقاق بينها وبين زوجها
فقط المطلوب اللجوء إلى الله
فربما ابتلانا الله تعالى ذلك لكي يسمعنا ندعوه ونبتهل ونتوسل إليه ونعلن الافتقار
فلتتوجهي لله مالك القلوب أن يميل قلبه للخير وأن يرده إليه ردا جميلا من دون بلاء ولا أذى
ثم اعلمي أخيتى أنه إن أصلحت ما بينك وبين الله أصلح ما بينك وبين العباد
وكذلك احتسبي الصبر على الأذى فإنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب
وتذكر أخري أن زوجها كثير الترك لها وأولادها ولكن من أجل السهر والسمر مع صحبته فقط
أقول
اصبري واحتسبي وانجى بنفسك وأولادك
لما تحدثنا عن معاونة الزوجة لزوجها وحفظها لنفسها وبيتها وأولادها في سبيل توفير المناخ المناسب للزوج لكي يتقدم ويرتقى
كنا نتحدث عن زوج مؤمن تقي
أما الآن فمجال الحديث عن زوج أخذته شهواته وملذات الدنيا عن الإتيان بحقوق أهله وولده
أولا ألفت النظر أنه ما كان ذلك إلا لسوء اختيار في المقام الأول
فلو أنا التزمنا بما شرطه رسول الله صلى الله عليه وسلم في اختيار الزوج والزوجة لسعد كلا الطرفين بحسن الاختيار
تقول أخت قد اختره مؤمنا مصليا تقيا ملتزما ولكنه انتكس بعد الزواج نسأل الله العفو والعافية
في كلتي الحالتين
نقول أولا الدعاء الدعاء الدعاء
عليك بالدعاء لنفسك بالثبات على الدين
لذلك كان صلى الله عليه وسلم يكثر من الدعاء
اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك كما في الحديث الصحيح
قلت لأم سلمة يا أم المؤمنين ما كان أكثر دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان عندك قالت كان أكثر دعائه يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك قالت فقلت يا رسول الله ما أكثر دعاءك يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك قال يا أم سلمة إنه ليس آدمي إلا وقلبه بين أصبعين من أصابع الله فمن شاء أقام ومن شاء أزاغ فتلا معاذ ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا

الراوي:شهر بن حوشبالمحدث:الألباني - المصدر:صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 3522
خلاصة حكم المحدث:صحيح
عافانا الله تعالى شر الضلال بعد الهدي
وثانيا الدعاء للزوج بأن يرده الله إليه ردا جميلا
من دون ابتلاء
ثم الزمي دعوته برفق ومودة وحب في الله وخوفا عليه من سوء الخاتمة وذكريه بما كان عليه من صلاح عسي الله أن يهدي قلبه ويرده إليه
وإياك أن تعيريه وتنفريه أكثر
إنما العاصي مريض يحتاج لطبيب شفيق يداوى
وهذا أيضا من تمام دورك كزوجة ومعينة وناصرة تعينيه على نفسه وتنصريه على ضلالتها
رضي الله عن أمنا أم المؤمنين السيدة خديجة رضي الله عنها وأرضاها
*******************************
ثم ننتقل إلى دور آخر من أدوارها العظيمة التي يجب أن نتأسى فيها بها رضي الله عنها
4_كأم وثباتها على الحق وتعليمها لأبنائها
السيدة خديجة هي الوحيدة من زوجات النبي صلى الله عليه وسلم هي التي رُزق منها الولد
توفى الذكور في سن صغير وبقيت البنات
السيدة زينب
السيدة رقية
السيدة أم كلثوم
السيدة فاطمة
رضي الله عنهن جميعا
فعندما نتحدث في هذه النقطة
نقطة الأم وثباتها على الحق
وتعليمها لأولادها كيفية الثبات على الحق
نقول أن الولد الصالح هو خير كنز يتركه المسلم من بعده، فهو نافع لأبويه في حياتهما وبعد موتهما؛ حتى بعد انقطاع عمله ولذلك يقول النبي[:
إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث ؛ صدقة جارية ، أو علم ينتفع به ، أو ولد صالح يدعو له
الراوي:أبو هريرة المحدث:الألباني - المصدر:صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 793
خلاصة حكم المحدث: صحيح
ومن البشري التي يبشر الله تعالى بها عباده الصالحين وذريتهم
بشارة جمع الشمل في الجنة
إن الذرية الصالحة يجمع شملها من آبائها الصالحين في الجنة:
يقول تعالي
{وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ} (الطور: 21)،
وكيف من طيب سيرتها نتعلم أن نحذو حذوها في اتباع الحق والثبات عليه
أول موقف
موقف وفاة الابن
نتعلم منها كيف الثبات عند التعرُض لمصيبة الموت
كما رأينا السيرة لم تترك شيء إلا وحدثت به
والنبي صلى الله عليه وسلم وبيته
هو الشخص الوحيد في هذه الدنيا التي رصدت له كل حركاته وسكناته
فلو أنه حدث أي أمر منه أو من زوجته رضي الله عنها وقت وفاة أبنيهما لكان قد وُصف لنا ورُصد
ومن هنا نتعلم كيف الثبات عن مصيبة الموت سواء لصغير أو كبير فما علينا إلا أن نقول
كما علمنا صلى الله عليه وسلم
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " ما من عبد تصيبه مصيبة فيقول : إنا لله وإنا إليه راجعون . اللهم ! أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيرا منها - إلا أجره الله في مصيبته . وأخلف له خيرا منها " . قالت : فلما توفي أبو سلمة قلت كما أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم . فأخلف الله لي خيرا منه . رسول الله صلى الله عليه وسلم .

الراوي:أم سلمة هند بنت أبي أميةالمحدث:مسلم - المصدر:صحيح مسلم -
الصفحة أو الرقم:918

خلاصة حكم المحدث:صحيح


فالثبات الثبات عند الملمات

ملحوظة هامة

ولتنتبه الأمهات

عندما كان ابني يدرس قصة السيدة خديجة رضي الله عنها

بالغ الكاتب في وصف ثبات السيدة خديجة عند وفاة ابنهما حتى أنه وصف النبي صلى الله عليه وسلم وأخبر أنه كان حزينا ومتأثرا وهى حدثته وواسته وصبرته
ولا حول ولا قوة إلا بالله
النبي صلى الله عليه وسلم المعلم معلم البشرية الصبر والثبات
من كان يدعو ويقول

اللهم يا مقلب القلوب ، ثبت قلبي على دينك
الراوي:أنس بن مالكالمحدث:الألباني - المصدر:صحيح الأدب المفرد - الصفحة أو الرقم: 527
خلاصة حكم المحدث:صحيح

والذي قال عند وفاة ابنه إبراهيم



تدمع العين ، و يحزن القلب ، و لا نقول ما يسخط الرب ، و لولا أنه وعد صادق ، وموعود جامع ؛ وأن الآخر منا يتبع الأول ، لوجدنا عليك يا إبراهيم وجدا أشد ما وجدنا و إنا بك يا إبراهيم لمحزونون
الراوي:Fأسماء بنت يزيدالمحدث:الألباني - المصدر:صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 2932
خلاصة حكم المحدث:حسن


فسبحان الله العظيم من الافتراء فمن اجل أن يخدم الكاتب هدفه في بيان نبل وإيمان السيدة خديجة يسيء إلى الرسول صلى الله عليه وسلم
وهو من علمها وعلم البشرية كلها كيف الإيمان والثبات
صلى الله عليه وسلم
فانتبهي يا كل أم لما يُدرس لأولادك تابعي موادهم الدراسية وصححي ما فيها مما يخالف الدين والعقيدة
هم للأسف مضطرين لمذاكرتها من أجل الامتحان فيها
إلا أنه لابد من تصويب الخطأ وتعليمهم الصحيح والإشارة إلى أن تعلم هذا الأمر بهذه الصورة فقط لأداء الامتحان ويُمحى بعدها من الذهن إنما الصواب هو ما يجب أن يبقى في أذهاننا بعد الامتحان وعلى الدوام.


فهذا هو هدى النبي وآل بيته عند حدوث المصائب والملمات فلا يبقى إلا الاهتداء به والاقتداء والاتباع علنا نلقاهم والله عنا راض

وعلى الأم كذلك أن تلحظ عوامل النبوغ في ولدها وجعله ولدا صالحا فاعلا

فانظري هذه نماذج لأمهات رائعات
فمعاوية بن أبي سفيان أريب العرب وألمعيها ورث عن هند بنت عتبة ما لم يرث عن أبي سفيان،
وسفيان الثوري، وما أدراك ما سفيان الثوري؟! إنه فقيه العرب ومحدثهم، وأحد أصحاب المذاهب الستة المتبوعة، إنه أمير المؤمنين في الحديث الذي قال فيه زائدة: «الثوري سيد المسلمين»، وقال الأوزاعي: «لم يبق من تجتمع عليه الأمة بالرضا إلا سفيان».
وما كان ذلك الإمام الجليل، والعلم الشامخ، إلا ثمرة أم صالحة، حفظ التاريخ لنا مآثرها وفضائلها ومكانتها. روى الإمام أبو عبد الله أحمد بن حنبل رحمه الله بسنده عن وكيع قال: «قالت أم سفيان لسفيان: يا بني، اطلب العلم وأنا أكفيك بمغزلي».
وأم سيدنا أنس لما كان يريد أن يتعلم الغناء عارضته ووجهته لتعلم العلم النافع
وكانت تعلمه أن يتعلم السمت الصالح والهدى الحسن للعلماء الصالحين
وكانت تقول له اذهب إلى ربيعة فتعلم من أدبه قبل علمه

والسيدة أسماء رضي الله عنها كان ابنها سيدنا عبد الله كبيرا ومع ذلك كان يرجع إليها في كل صغيرة وكبيرة
حتى في مواجهاته الأخيرة مع الحجاج لما أتاها قبل وفاته وأحست منه الحيرة ثبتته وقالت ألست على الحق فواجه خصمك وقالت جملتها لشهيرة تثبته بعد خوفه من التمثيل بجثته بعد موته فقالت
لا يضر الشاة سلخها بعد ذبحها
فذهب شجاعا فقاتل واستشهد رضي الله عنهم أجمعين

بالفعل هكذا تكون الأمهات

وذلك الدور كله تعلمناه من سيرة السيدة خديجة رضي الله عنها وأرضاها
من طريقة تعاملها مع النبي صلى الله عليه وسلم
وكيف كانت تحتويه وتعينه وتدفعه
فكما يقولون وراء كل عظيم امرأة
فكوني من وراء أبنائك وزوجك كذلك توجهي وتثبتي وتعلمي وتعيني
حتى يكونوا على ما يرضى الله فتتحقق الآية كما قال تعالى
{وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ} (الطور: 21)،


بقيت جزئية أخيرة وهى
الموقف الذي تعرضتا له ابنتا رسول الله صلى الله عليه وسلم
السيد رقية والسيدة أم كلثوم
كانتا مخطوبتين لأبنى أبى لهب

ونكاية من أبى لهب وزوجه أم جميل ورغبة منهما في إيذاء الرسول صلى الله عليه وسلم وأهله في بناته أمرا ابنيهما عتبة وعتيبة أن يتركا ويدعا زواجهما من ابنتي الرسول صلى الله عليه وسلم

هنا لم نر الأم العظيمة قد تخلت عن دينها وعقيدتها وثباتها من أجل مصلحة بناتها

بالتأكيد كان الأمر شاقا في المجتمع في ذلك الوقت

ومع ذلك قد ثبتت الأم
وكثيرا ما نجد في مجتمعاتنا أمهات تكون عائقا للزوج وللأبناء وتقف هي
بحكم مشاعر أمومة زائفة حرصا وخوفا على بناتها أو أبنائها
فنجدها تعطى الدنية في الدين من أجل مصلحة دنيوية لبنت فمثلا توافق وتدفع وتحث الابنة من الزواج من رجل غير متدين ولا يحمل مقومات الزوج التقي فقط من أجل أنه صاحب مال وسوف تحيا ابنتها معه حياة دنيوية كريمة متاحة لها كل الاحتياجات وملباة لها كل الرغبات ونسيت أن مقاييس اختيار الزوج هو التقي والدين والخلق الحسن

أما السيدة خديجة رضي الله عنها كأم ثبتت على الحق
حمدت الله أن نجا ابنتيها من براثن الكفار وحنثوا هم وعدهم
فلم تجزع ولم تخش على بناتها البوار
أو القيل والقال كما يحدث منا لبعض في مجتمعاتنا
تحسب حسابا للناس والمجتمع ولا تراعى شرعا

فلتتعلم كل أم كيف الثبات واليقين أن الرزق الحسن سوف يساق إلى من يتق الله وسوف يجعل الله تعالى له مخرجا

يقول تعالي

{‏‏وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُمِنْحَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَحَسْبُهُإِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍقَدْرًا‏} .
آية2- 3 سورة الطلاق

وبالفعل قد أبدلهما الله خيرا وتزوجتا تباعا من رابع الخلفاء الراشدين
رجل تستحي منه الملائكة منفذ جيش العسرة ومن العشرة المبشرين بالجنة
سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه
فمن يتقي الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب
فهم لم يجزعوا لم يفرقوا لم يأبهوا للمجتمع ونظرته
كان همهم أن الله تعالي نجاهما من الظالمين فحفظهما ورزقهما أفضل مما أخذ

فلا تخافين على بناتك أن يفوتهن رزق تحسبينه حسنا ما دمت تتقين الله ويتقينه اعلمي أن الله تعالى سيحسن إليهن ويرزقهن رزقا أفضل مما أخذ
أو سيعوض خيرا عما تأخر



رضي الله عن أمنا الطاهرة وأرضاها

ومما جادت به الأخوات من ثمرات


_ مع كبر السن لابد من استمرار العطاء
لوحظ ذلك مع حادث الحصار في الشعب
فمع كبر سنها لم تتواني عن مناصرة زوجها قد أنهكها الحصار ومع ذلك استمرت في المؤازرة والتثبيت والمعاونة حتى انتهت حياتها رضي الله عنها

وهو ما يعلمنا الاستمرار على العطاء حتى مع انقطاع العمر ودنو الأجل مصداقا لقوله صلى الله عليه وسلم

إن قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فإن استطاع أن لا تقوم حتى يغرسها فليغرسها

الراوي:أنس بن مالكالمحدث:الألباني - المصدر:صحيح الأدب المفرد - الصفحة أو الرقم: 371
خلاصة حكم المحدث:صحيح


حتى والمرء يعلم أن الدنيا إلى زوال وانقطاع فلا ينقطع هم عن العمل
فليتعلم وليجاهد وليثابر وليظل على طريق العلم والعمل والفلاح إلى أن يأتيه اليقين




_ قيمة المرأة في المجتمع ودورها الدعوى
كان واضح من دور أمنا الطاهر السيدة خديجة

يقول صلى الله عليه وسلم

لا تحقرن من المعروف شيئا ....

الراوي:أبو جري الهجيميالمحدث:الألباني - المصدر:صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم: 2687
خلاصة حكم المحدث:صحيح

ولا تقللين من قيمتك
فقيمة كل امرىء ما كان يحسنه
فما تحسنين فيه فأبدعي وقدمى وابذلي فيه ما دام فيه رضوان الله
أو ليس فيه ما يغضب الله
ثابري واصبري وصابري ورابطي على صراط الله تتعلمين وتُعلمين
وتبذلين وسعك في سبيل دينك
واعلمي أن كل منا على ثغر من ثغور الإسلام فاحذري أن يؤتى من قبلك
فأنت كأم على ثغر فالتزمي بمسئوليتك ولا تجعلي الدين يؤتى من جهتك بأن تقصرين في تربية أبنائك فتضرين بالدين والمجتمع
وهكذا في كل مجال أنت فيه على ثغر احفظي موقعك
كما فعلت أمنا أم المؤمنين السيدة خديجة رضي الله عنها
عملت وثابرت ورابطت وجاهدت إلى أن ماتت والله عنها راض
وقد بشرها بموضعها من الجنة


ومن أجمل ما جادت به الطيبات إشارة إلى ثمرات سيرتها العطرة

أن السيدة خديجة رضي الله عنها لم تر ثمرات الجهاد في سبيل الدعوة
عاشت فترة الاضطهاد والإيذاء من قِبَل المشركين للمسلمين
فقد توفيت قبل أن ترى دين الله يُمكن له في الأرض
وقبل أن تري انتصارات المسلمين وفتوحاتهم
وكثرة عددهم وإقبال القبائل ودخولها في الإسلام أفواجا

ومع ذلك ومع صعوبة ما كانوا يمرون به من اضطهاد وعدم بيان ثمرات الجهاد الذي قام به المسلمون الأوائل
لم تتوان عن العمل والجهاد والبذل
ذلك إنما لسبب واحد
أنها عملت ما عملته وجاهدت وبذلت وأعطت ومنحت ابتغاء وجه الله تعالى
فكانت ممن أسس لهذا الدين وعمق له الحفر ليبيت متينا ثابتا راسخا
وماتت قبل أن ترى الثمرات

فانهجي نهجها
لا يوقفنك عن البذل أن الأمر ما زال في بدايته ما زال ضئيلا
كل مشروع في بدايته يكون صغيرا ضعيفا بسيطا
ابذلي وقدمى أقصي ما بوسعك
ولا تنتظرين فقط أن تنعمين بنتائج ما قدمت
اجعلي عملك لوجه الله مصداقا لقوله تعالى فى سورة الليل
إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَىٰ

وسوف توافيك منحته تعالى فإنه يقول في الآية التي تليها

وَلَسَوْفَ يَرْضَى


فقد أرضى الله تعالي أمنا السيدة خديجة رضي الله عنها وبشرها ببيت في الجنة من قصب لا تعب فيه ولا نصب كما في الحديث

أتى جبريل النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ، هذه خديجة قد أتت ، معها إناء فيه إدام أو طعام أو شراب ، فإذا هي أتتك فاقرأ عليها السلام من ربها ومني ، وبشرها ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب .
الراوي:أبو هريرةالمحدث:البخاري - المصدر:صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 3820
خلاصة حكم المحدث:[صحيح

رضي الله عنها وأرضاها
لا صخب فيه ولا نصب أراها لا تدل إلا على مكافأة المولي عز وجل لها بالراحة والنعيم بعد ما لاقته من مشقة وتعب وإجهاد في هذه الدنيا مع زوجها وأهل دينها

وقد استحقت ذلك وأكثر رضي الله عنها وأرضاها ورفع ذكرها إلي يوم الدين ورزقنا حسن الاقتداء بها

فيا كل امرأة مسلمة جاهدي واعملي حسنا بإخلاص لله تعالي عساه يؤهلك لمكانة راقية في الدنيا والآخرة
كما استحقت أمنا العظيمة هذه المكانة العالية الزاكية بحسن سيرتها وحسن صنيعها وحكمتها رضي الله عنها

هذا ما كان من ثمار نضرة قطفناها من حسن سيرتها وهو ما وفقنا الله تعالى له
وأؤكد أنه من أرادت المزيد من الثمرات من طيب سيرتها ستجد فإنه معين لا ينضب

********************************

فما كان من توفيق فمن الله تعالي وحده وما كان من تقصير وزلل فمنى استغفر الله وأتوب إليه
اللهم تقبل منا واقبلنا عندك بقبول حسن وارزقنا حسن الاهتداء والاقتداء بخير خلقك بعد حبيبك ونبيك صلواتك ربي وسلامك عليه

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][/url]