فاللهم نسأل الحلال الطيب والعمل الصالح وان يتجاوز ربنا جل وعلا عن الخطأ والزلل
***************
وفى سير أعلام النبلاء
قَالَ الشَّيْخُ عِزُّ الدِّيْنِ بنُ الأَثِيْرِ: خَدِيْجَةُ أَوَّلُ خَلْقِ اللهِ أَسْلَمَ، بِإِجْمَاعِ المُسْلِمِيْنَ.
وهو ما يؤيده الحديث السابق من صلاتها وسيدنا على رضي الله عنهما فقط معالنبي
_ وكذلك حديث بدء الوحي
حتى دخل على خديجة ، فقال : ( زملوني زملوني ) . فزملوه حتى ذهب عنه الروع . قال لخديجة : ( أي خديجة ، ما لي ، لقد خشيت على نفسي ) . فأخبرها الخبر ، قالت خديجة : كلا ، أبشر ، فوالله لا يخزيك الله أبدا
_ يقتضى أحقية أنها أول من علمت وأول من آمنت رضي الله عنها
_ وَمِنْ كَرَامَتِهَا عَلَيْهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهَا لَمْ يَتَزَوَّجِ امْرَأَةً قَبْلَهَا، وَجَاءهُ مِنْهَا عِدَّةُ أَوْلاَدٍ، وَلَمْ يَتَزَوَّجْ عَلَيْهَا قَطُّ، وَلاَ تَسَرَّى إِلَى أَنْ قَضَتْ نَحْبَهَا، فَوَجَدَ لِفَقْدِهَا، فَإِنَّهَا كَانَتْ نِعْمَ القَرِيْنِ.
وَكَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُثْنِي عَلَيْهَا، وَيُفَضِّلُهَا عَلَى سَائِرِ أُمَّهَاتِ المُؤْمِنِيْنَ، وَيُبَالِغُ فِي تَعْظِيْمِهَا،....
الراوي: أنس بن مالك المحدث:السيوطي- المصدر:الجامع الصغير - الصفحة أو الرقم: 4088
خلاصة حكم المحدث: صحيح
في سير أعلام النبلاء
وَجَدَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَى خديجة حَتَّى خُشِيَ عَلَيْهِ، حَتَّى تَزَوَّجَ عَائِشَةَ.
وفى الأربعين في مناقب أمهات المؤمنين
وهي أمُّ أولادِه كلِّهم سِوى إبراهيم بنِ مارِيَةَ القِبطِيّة.
فولدَت له القاسمُ وبه كان يُكنَى، وعبدُ الله وهو الطّاهرُ والطّيبُ، سُمّي بذلك لأنّه وُلدَ في الإسلام. وقيلَ إنّ الطّاهرَ والطّيّبَ اسمانِ لابنينِ، وَولَدت له منَ النّساءِ زَينبَ ورُقيّةَ وأمَّ كُلثُوم وفاطمةَ رضي الله عنهم أجمعين.
وقال
وعن السيدة عائشة رضي الله عنها تقول
ما غرت على أحد من نساء النبي صلى الله عليه وسلم ما غرت على خديجة ، وما رأيتها ، ولكن كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر ذكرها ، وربما ذبح الشاة ، ثم يقطعها أعضاء ، ثم يبعثها في صدائق خديجة ، فربما قلت له : كأنه لم يكن في الدنيا امرأة إلا خديجة ، فيقول : ( إنها كانت ، وكانت ، وكان لي منها ولد ) .
الراوي
: عائشة المحدث:البخاري- المصدر:صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 3818
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
رضي الله عنها وأرضاها
من مناقبها أيضا
انه صلى الله عليه وسلم قال عنها
وَهِيَ من خير نساء الأرض والسماء
فقد كَانَتْ عَاقِلَةً، جَلِيْلَةً، دَيِّنَةً، مَصُوْنَةً، كَرِيْمَةً، مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ،
قال عنها صلى الله عليه وسلم
خير نسائها مريم بنت عمران . وخير نسائها خديجة بنت خويلد
الراوي
: علي بن أبي طالب المحدث:مسلم- المصدر:صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2430
خلاصة حكم المحدث: صحيح
خير نساء العالمين أربع : مريم بنت عمران ، و خديجة بنت خويلد ، و فاطمة بنت محمد ، و آسية امرأة فرعون
الراوي:أنس بن مالك المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 3328
خلاصة حكم المحدث: صحيح
ومن فضلها ومكانتها وقدرها العالي
َقَدْ أَمَرَهُ اللهُ أَنْ يُبَشِّرَهَا بِبَيْتٍ فِي الجَنَّةِ مِنْ قَصَبٍ، لاَ صَخَبَ فِيْهِ وَلاَ نَصَبَ.
ففي الحديث الصحيح
أتى جبريل النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ، هذه خديجة قد أتت ، معها إناء فيه إدام أو طعام أو شراب ، فإذا هي أتتك فاقرأ عليها السلام من ربها ومني ، وبشرها ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب .
الراوي
: أبو هريرة المحدث:البخاري- المصدر:صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 3820
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
وهذا الخبر لا يخبره إلا عن النبي صلى الله عليه وسلم لأنه إخبار جبريل ولا يعلمه إلا من جهة النبي صلى الله عليه وسلم وهذا كحديث عائشة رضي الله عنها في بدء الوحي
رضي الله عنك أمنا وأرضاك
وفى كتاب الأربعين يقول ابن عساكر
وأما قوله من قصب القصب في هذا الحديث اللؤلؤ المجوف واسع كالقصر المنيف وكل عظم أجوف فيه مخ فهو قصبة هكذا قاله أهل اللغة وقال شريك بن عبدا لله في تفسير هذا الحديث إنه من ذهب فيحتمل أنه أراد أنه بناء مجوف من الذهب كالقصر
وقوله لا صخب وقد روى بالسين أيضا ولا نصب الصخب بالسين والصاد اختلاط الأصوات وارتفاعها وقيل ليس فيه ما يؤذي ساكنه والنصب التعب أي لا يلحقها تعب فيه
وفى سير أعلامالنبلاء
تقول السيدة عائشة رضي الله عنها
وَقَالَ مَرْوَانُ بنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ وَائِلِ بنِ دَاوُدَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ البَهِيِّ، قَالَ:
قَالَتْ عَائِشَةُ: كَانَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذَا ذَكَرَ خديجة ، لَمْ يَكَدْ يَسْأَمُ مِنْ ثَنَاءٍ عَلَيْهَا، وَاسْتِغْفَارٍ لَهَا.
فَذَكَرَهَا يَوْماً، فَحَمَلَتْنِي الغَيْرَةُ، فَقُلْتُ: لَقَدْ عَوَّضَكَ اللهُ مِنْ كَبِيْرَةِ السِّنِّ!
قَالَ: فَرَأَيْتُهُ غَضِبَ غَضَباً، أُسْقِطْتُ فِي خَلَدَي، وَقُلْتُ فِي نَفْسِي:
اللَّهُمَّ إِنْ أَذْهَبْتَ غَضَبَ رَسُوْلِكَ عَنِّي، لَمْ أَعُدْ أَذْكُرُهَا بِسُوْءٍ.
فَلَمَّا رَأَى النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَا لَقِيْتُ، قَالَ: (كَيْفَ قُلْتِ؟ وَاللهِ لَقَدْ آمَنَتْ بِي إِذْ كَذَّبَنِي النَّاسُ، وَآوَتْنِي إِذْ رَفَضَنَي النَّاسُ، وَرُزِقْتُ مِنْهَا الوَلَدَ، وَحُرِمْتُمُوْهُ مِنِّي).
قَالَتْ: فَغَدَا وَرَاحَ عَلَيَّ بِهَا شَهْراً.
صلى الله عليه وسلم ورضي الله عن أمهاتنا أمهات المؤمنين
*******************
التعليق
الأخذ من هذا المعين لا ينضب
ولكن نكتفي هذه الحلقة بما ذكرنا وان شاء الله قطف ثمار السيرة الذكية لأمنا خديجة يكون في حلقة الختام لسيرتها
لكن لا مانع أن نقوم الآن بنظم بعض الفوائد مما ذكرنا خلال الحلقة :
1 _ لاحظنا معا أنى لم اتبع السيرة كأحداث تسرد ومتسلسلة إنما أوردتها مواقف ليست حتى مرتبة زمنيا أو بأي نوع من الترتيب
وهذا الأمر مقصود
ما دمنا لسنا بصدد تحقيق تأريخي لحادثة ما يقفعليها حكم ما في أمر
فلا نحتاج لأن نقف عند الأحداث والتواريخ أو حتىالتسلسل
لأن الشاهد في الحدث ومايهمنا هو العبرة
والدرس الذي يجب أن نخرج به من المقال
فلا توقفنا التواريخ تعطل مسيرة البحث فىالفوائد
وهو ما اتضح أيضا في وقوفنا عند بعض الأحداث فلم نتحقق من عدد فيها أوزمن
مثل
عدد أزواجها قبل النبي صلىالله عليه وسلم أو ترتيبهم
أو عدد الأبناء الذكور من النبي صلى الله عليهوسلم
لأن الأمر فيه بعض الاختلافبين الروايات
وما دام بحثنا ليس بصدد البحث في العدد أو الترتيب فلا يجب أن يستوقفنا ونبذل عنده وقت أو جهد يفتت الهمةويشتت الذهن ويصرفه عن المطلوب
وهو التعرف على الفوائد التي يجب أن نتعلمها من طيب سيرتها رضى اللهعنها
هذا الأمر بمثابة خط عام لطالب العلم لابد ان يلتزمه فى نهج بحثه في علم ماوهو
ألا يقف عند نقاط ليس بحاجة لها في بحثه تضيع وقته وجهده وتشتت العمل والذهن فتبعده عنهدفه
إلا أن تكون محاولات لكسب معلومات ثانوية بعيدا عن سياق الموضوع أو البحث الذي يجريه من باب اتساع الأفق
وهذا يعلم طالب العلم أن يرتبأولوياته
في طلبالعلم
وفى منهجالبحث
وفى استنباط النتائج والفوائد وترتيبها
2_ لاحظنا انه عندما بدأ الوحي وكان الرسول صلى الله عليه وسلم فى حالة من القلق والاضطراب ونود ان نلفت النظر أن هذا ليس عيبا فى رسولنا صلى الله عليه وسلم
ولا قدحا فى شجاعته ورباطة جأشه انما لابد ان ننظر
له برؤية سليمة
فالرسول صلى الله عليه وسلم لم يكن قد بُعث بعد فلم يكن نبيا ولا رسولا حتى يتحصل على ما يطمأن قلبه من خلال ثقة فى الله ووعده اومن خلال وحي ينفث له الخبر
فانعدمت أسبابه التي تودي للاطمئنان
فلجأ إلى اقرب الناس إليه
زوجه وأنيسة طريقه ورفيقة كفاحه وناصرته رضى اللهعنها
وذلك لحكمة من المولى عزوجل
اننا كلنا كزوجات او أمهات او أخوات لسنا على علاقة بنبي
يعنى ازواجنا وإخواننا وأبناءنا ليسوابأنبياء
إنما بشر كما كان النبي صلى الله عليه وسلم فى هذه اللحظة بشر ( لم يكن نبيا بعد ولا رسولا وإن كان أهلا وكفؤا ومؤهلا لها )
فوجهنا إلى حاجة الشخص فيهذه اللحظة
اى لحظة تتطلب أن تكونالمرأة على مختلف صفتها
أم , زوجة , أخت
على قدر المسئولية فلتتصرفنفس التصرف
هذا على مستوي من تثق فيدينه وورعه وحسن علاقته بالله
ولنا إن شاء الله في ذلك وقفة
ثم رأينا كيف أن السيدة خديجة رضي الله عنها لم تكتف بأن تطمأن الرسول صلي الله عليه وسلم بالقول وتذكره بفضائل أعماله مع سائرالخلق ليطمأن
إنما قامت بمحاولات عملية تثبت له فيها ان من يأتيه ملكا وليسشيطانا
وما كان ذلك إلا من رأفتها وحرصها وحسن علاقتها بزوجها ورغبتها الشديدة في استقرار أمره وأمنه وسلامة حياتهوقلبه
وهو ما يجب أن تكون عليه كلامرأة
أن تكون عونا ومعينا لمنتدفع من رجال ولمن تصنع من عظماء
تقف تعين وتطمأن وتبث روح الشجاعة والإقدام ولكن انتبهي فيما يرضي الله وفى طريقالحق
فكوني معولا في الحق والبناء ولا تكوني معولا في الفساد والهدم
رضي الله عنك أمنا ورزقنا أن نقتدي ونهتدي بحلو سيرتك
3_ سبحان الله وجدنا كل سيرتها رضي الله عنها تفوح فخرا
والإنسان فعلا
سيرة
ولا شكَّ أنَّ السيرةَ الحسنةَ شئٌ هامٌ في حياةِ الإنسان، ولا تحسُنُ سيرتُه إلا بحسنِ خُلُقِه
فها هو سيدُنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم كان يلقبُ بالصادقِ الأمينِ لما عهدَهُ الناسُ من صدقهِ وأمانتِه، ولذلك اختارته السيدة خديجة ليتاجر لها فى مالِها، ثم اختارته بعد ذلك ليكون لها زوجاً، فالسيرةُ الحسنة تفتحُ للإنسان أبوابَ الخيرِ والنجاح.
فى الدنياوالآخرة
لأن صاحب السيرة الحسنة هوقدوة فى موقعه
دعوةبسلوكه
داع ٍ وإن لم ينطق بكلمةدعوية
فاحرصي أن تكوني حسنة السلوك وحسنة السيرة لتنالي شرف الدعوة بدون كلام
إن شاء الله تعالى إن وقفنا نحلل ونستنبط من المواقف مآثر وفضائل لابد أن نحيا بها ونتعلمها لن ننتهي ولذلك اترك المجال للحبيبات للإضافة بما فتح الله لهن من فهم واستنباط فوائد يمكن أن ننتفع بها معا فيما يخص هذه الجزئية
*********************
وفي الختام احمد الله تعالى على ما كان من توفيق و استغفره تعالى لما كان من خطأ أو تقصير واسأله أن يرزقنا الإخلاص وأن يتقبل منا العمل ويرزقنا حسن الانتفاع
فاللهم صل وسلم وبارك على سيد الخلق وعلى أصحابه وأزواجه وآل بيته أجمعين