تغرير المرأة

زائر

تغرير المرأة
تغرير المرأة Mod153zk

إِنَّ
الحَمْدَ للهِ؛ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ
بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ
يَهْدِهِ اللهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لهُ.
وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ -وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ-.
وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران:102].
(يَا
أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ
وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا
وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ
إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) [النساء:1].
(يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا
يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ
يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) [
الأحزاب:70-71].
أَمَّا بَعْدُ:
فَإِنَّ
أَصْدَقَ الحَدِيثِ كِتَابُ اللهِ تعَالَى، وَخيرَ الهَدْيِ<الهَدْي:
السيرة والهيئة والطريقة.> هَدْيُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، وشر
الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة. وكل بدعة ضلالة.
ثم أما بعد
عباد الله إن الله عز وجل خلق العباد جميعًا ليعبدوه، وأبان لهم الطريق فأرسل رسلًا {رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ}. [النساء: 165].
وجعل ربنا تبارك وتعالى
الدنيا جعلها دار عمل، وختم الرسل برسالة نبينا محمد صلي الله عليه وعلى
آله وسلم، وأبان لنا الطريق بلا عوج، وأوضح لنا السبيل على الجادة، ختمت به
الرسالات، وأوضح لنا الطريق.
أنزل الله عز وجل عليه
قرآنًا يتلى، جعله سبحانه وتعالى منهج حياة، وأعني بالحياة الدنيا والآخرة،
لأن غالب الناس قد عكف على حياة الدنيا وغفل على حياة الآخرة، وعلم ظاهرًا
من الحياة الدنيا، وأعرض عن الآخرة، فتمسك بالدون وانشغل به، ثم خرج من
الدنيا مع من خرج وما حصل من الآخرة شيئًا.
أنزل قرآنًا يتلى، والذي
يقرأ كتاب الله عز وجل يجد أنه جاء بأمور، أصولها أن يأمر العباد جميعًا
بتوحيده، أن يوحدوه، وجعل لهذا التوحيد وسائل أن يعبدوه، أن يقيموا أمره،
وأن يجتنبوا نهيه، ثم ذكر ربنا تبارك وتعالى في كتابه مآل الموحدين في
الدنيا والآخرة، أنهم في الدنيا سعداء، وفي الآخرة هم أشد سعادة، وذكر مآل
المخالفين الذين وقعوا في الشرك والكفر والنفاق وما حققوا التوحيد وما
وصلوا إليه، أنهم أشقياء في الدنيا وأشد شقوة في الآخرة.
فجعل ربنا تبارك وتعالى
كتابه منهج حياة للدنيا والآخرة، ولكن الشيطان قعد لابن آدم بأطرقه وما جعل
له سبيلًا يريد أن يصل به إلى الله عز وجل إلا وثبطه وعطله وأقعده وحال
بينه وبين السير إلى الله عز وجل، وما من سبيل لأمر خسيس إلا وزينه وصوره
وحلاه في نفسه وقلبه، ولا يزال به حتى يواقعه.
ومن ثم كانت الدنيا دار
مجاهدة لا وقت فيها ولا زمان إلا بعمل أو لعمل، إن عملت لله عز وجل وجاهدت
نجوت لأن أعدائك كثر، وأن المعين لك على طاعة ربما يندور، وربما لا تجده
البتة، ربما تريد أمرًا لله عز وجل فتجد قطاع الطرق قد حالوا بينك وبين هذا
الأمر، وربما تريد أمرًا فيه معصية يغضب الرب سبحانه وتعالى، إلا ورأيت
الدنيا تزينه لك.
فالأمر في هذه الدنيا صعب، وشديد، والعمل فيه جهد، ولذلك قال عز وجل {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا}. [العنكبوت: 69]. والمجاهدة هنا هو أن تغلب نفسك، أن تضع الدنيا في موضعها وأن تضع الآخرة في موضعها.
احذر أن تغلب عليك نفسك،
فتتعلق بالدنيا ثم تنسى الآخرة، واحذر أن يعطلك الشيطان، ويأسر نفسك، فلا
ترى الآخرة، إنما همك يومك يومك، فإذا بالموت قد هجم عليك، وخرجت من الدنيا
بلا زاد.
فالعاقل من جمع بين
الدنيا وبين الآخرة، وجعل الدنيا مطية -مركب- يركبها ليصل إلى جنة عرضها
السموات والأرض، والغبي من انشغل بالدنيا ونسى الآخرة، ولا يزال يتمنى
ويتمنى حتى يخرج من الدنيا.
ومن أعظم أسباب كيد
الشيطان لهذا الإنسان أنه لا يهجم على قلبه مرة، ولا يزين له المعصية مرة،
ولا يعطله عن الطاعة مرة، إنما نفسه طويل وأمده بعيد، ربما يظل مع العبد
السنين، يظل يمنيه بالمعصية وربما العبد لا يواقعها سنوات طوال إلى أن
يوقعه، فإن هذا الشيطان قابع على قلب ابن آدم يضع خيشومه أو خرطومه على قلب
ابن آدم، يشم منه رائحة الضعف وزمان العجز ووقت الفترة، فإن وجد منه غرة
ووجد منه وقت ضعف وعجز هجم على هذا القلب فلا يزال به حتى يسقطه، وإن وجد
منه قوة لا يمل ولا يكل إلى آخر رمق، حتى وهو على فراش الموت لا يزال به
يشغله ويمنيه بالدنيا حتى يخرج منها.
أيها الأحباب ربنا تبارك
وتعالى أنزل كتابه وبين فيه الطريق، طريق التوحيد، طريق العبادة، كيف تصل
إلى الله عز وجل بلا شريك، كيف تعرف الله عز وجل معرفة تفوق كل المعارف، أن
تعرف الله عز وجل عن طريق نبيه لا باب إلا هو.
ولكن نرى أن الأمة
غُرِّبَت، ووقعت في أوحال الشيطان، ونال منها العدو كيده، وأوقعها في مقتل،
نرى أن الزمان قد تغير، وأن الحال قد تبدل، وأن الطاعات صارت رموزًا عند
البعض، وأن الذنوب والمعاصي ألِفها الكثير.
نرى أن الأمة صارت في
حالة من الضياع، ربما نسمع أقوالًا ربما من العوام، وربما من المتعلمين،
وأعني بالمتعلمين علمًا شرعيًا، نرى أن العوام رأوا أهل الفضل وأهل الخير
يسوِّفون، وأن الحال يخالف المقال، وأن الكلام جميل له وقع في الأذان، ولكن
ما خالط بشاشة القلب، فمن ثم وقع الناس في حيرة، بل وقع الغالب في قضايا
التغريب، وأعني بالتغريب أن هذا الدين صار غريبًا.
وهناك تغريب آخر أن
أعداء الإسلام حينما فشلوا في غزو بلاد الإسلام بالسلاح وبالبطش والقوة،
لجأوا إلى سلاح أفتك وأعظم هو سلاح التغريب، سلاح الشهوات، سلاح الشبهات،
حتى ذاب الإسلام عند غالب المسلمين وما بقي منه إلا الاسم.
سمعت منذ أيام سمعت
رجلًا من أهل الفضل وأصحاب المنزلة والمكانة، ولكنه عن دين الله عز وجل
غافل، ولا يعلم من دنياه إلا ظاهرًا من الحياة الدنيا، قال هذا الرجل إن
هذا الدين هو علاقة بين العبد وبين ربه لا دخل لشيخ ولا متدين ولا لأحد أن
يدل الناس عليه، فالناس أحرار في دين الله عز وجل، ثم ساق {فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ}. [الكهف: 29].
تعجبت من هذه المقولة
حاولت أن أكلمه فكان جدلًا معرضًا غافلًا قد احمر وجهه وضاق صدره، فما كان
مني إلا وأن انصرفت، فهيج قلبي قضايا التغريب لهذه الأمة، وقضايا التغريب
قديمة من قبل أعداء الإسلام، ولكنها زادت في القرن الماضي ووصلت إلى قمتها
وأوج قوتها في بداية هذا القرن الحالي.
أن المسلمين صار عندهم
انهزامية، يشعر أن هذا الدين معرة، وأن الإلتزام بأصوله وفروعه يدعوه إلى
نوع من الخسة في نفسه، فيريد أن يتملص وأن يجد لنفسه المبررات حتى ينسلخ
ويواكب ما عليه الناس.
وفكرت كثيرًا فرأيت أن
هذا التغريب كان في الفروع أولًا ثم انتهى إلى الأصول، ثم وجدت أن أشد
أنواع التغريب فتكًا هو التغريب بالنسبة للمرأة المسلمة، فرجعت بعقلي إلى
الوراء، أرى صياحًا وأصواتًا عالية، المرأة المرأة نريد تحرير المرأة،
المرأة قعيدة البيت مذمومة، والمرأة المحجبة لا مكان لها في هذا المجتمع إذ
هي منتقدة غريبة، فإذا بالأمر منذ وقت طويل قد بُيِّتَ بليل.
رأيت أن في أول القرن
الماضي أن هناك حملات ساقها الغرب لتصوير المرأة الغربية أنها متحضرة، وأن
المرأة الشرقية ويعنون بالشرقية المسلمة، لأن الإسلام ملك الغرب والشرق،
إلا أن أوروبا لها مقتطع وجانب من الغرب، فأطلقوا على بلاد الإسلام الشرق،
فصار التغريب يأتي بصور عجيبة.
أذكر أولًا أن محمد على
أستاذ التغريب في العالم الإسلام، صنعه أعداء الإسلام على أعينهم، حتى أنه
قرأ كتاب الأمير لمكيافللي وهذا الرجل لمكيافللي صنف كتابًا في أصول الحكم،
كيف يكون الحاكم مع شعبه، جمع فيه كل خسيسة، دنس هذا الكتاب بكل مساوئ
الأخلاق، حتى جعل أن من ينشغل بالسياسة لآبد أن يكون فيه هذه الصفات، وصار
هذا الكتاب الأمير كتابًا لكل ساسة العالم إلى يومنا هذا.
محمد على كان لا يقرأ
ولا يكتب، فقال لأحد مستشاريه اجلس واقرأ علىَّ هذا الكتاب كتاب مكيافللي،
فقرأ فصولًا من أول الكتاب -كتاب الأمير- إلى أن وصل إلى الفصل الثالث، ثم
قال لمن يقرأ عليه أغلق الكتاب، لو أن مكيافللي هذا حي لعلمته أنا أصول
السياسة.
بدأ محمد على في أول
قضايا التغريب جاء بكثير من علماء الأزهر ورمى بهم إلى باريس في وسط فرنسا،
وكان أول من أغرى بهم رفاعة رافع الطهطاوي، كان من علماء الأزهر وكان
رجلًا بليغًا له مكانة، كان من الصعيد، خرج هذا الصعيدي فرأى أنوار باريس
فانبهر بها، فإذا به بعد أن ذهب مع البعثة المصرية للصلاة بهم، جروه وأخذوه
إلى صالات الرقص في باريس، رجع من باريس مبهورًا بحضارة أوروبا، حتى صنف
كتابًا الإبريز فيما يتعلق بباريز -أي باريس- وصف فيه حال الرقص، في هذا
الكتاب وهو رجل أزهري، والكتاب إلى وقتنا هذا مرجع إلى التغريب.
قال بأنه رأى في باريس
أمورًا يتمنى أن يراها في مصر، رأى رقصًا ليس بالعيب، رأى أن الرجل والمرأة
يقفان يضع يده اليمنى على كتفها الأيسر ويده اليسرى على خاصرتها ولا يقترب
أحدهما من الآخر، ويظلان في رقص جميل بديع، ظل هذا الرجل يطنطن ويدندن إلى
أن تابعه علماء التغريب بداية من علماء الأزهر.
بعض علماء الأزهر من
الغيورين رأوا أن الأمر قد اتسع وأن الفجوة قد زادت بين الإسلام وبين
الغرب، فأرادوا عملًا من التوفيق بين الإسلام وبين الغرب، وكان على رأسهم
الشيخ محمد عبده، ونحسبه أنه لم يكن من هذا الصنف الأول الذي انبهر ولكن
أراد بحسن نية أخطأ فيها أن يجمع بين الشرق وبين الغرب، فبدأ في عملية نزول
وعملية موائمة بين الإسلام وبين الغرب.
إلى أن جاء تلميذه قاسم
أمين فكان هناك صالون في مصر من صالونات النساء كان يحضره فعُرض عليه أن
يصنف كتابًا لإقناع المرأة الشرقية بالخروج، فصنف كتابه المشهور "تحرير
المرأة" هذا الكتاب كان له صدى عظيم، رده جميع علماء مصر بلا استثناء، بل
قام شيخ الإزهر المصري بإرسال مندوب إلى بيت قاسم أمين وقال اذهب إلى بيت
قاسم واطرق علي زوجه الباب وقل لها أريد أن أراك كما يزعم زوجك.
فذهب فأبت، حتى جاء قاسم أمين فقال له أردت أن أرى زوجتك، أما تدعو أنت إلى السفور وترك الحجاب، فسكت.
قاسم أمين حاول محاولات
مع زوجته أن يكون البيان عمليًا وتكشف عن وجهها فأبت، قيل بأن قاسم أمين
مات أو انتحر، وترك زوجه بعده لمدة عشر سنوات وما زالت محجبة، غطاء الوجه
على وجهها.
حتى الصحافي المشهور
مصطفي أمين أخو على أمين، الذي كان يومًا ما رئيسًا لصحيفة الأخبار، أي
أخبار اليوم، كتب كتابًا فيه رجالًا عرفتهم منهم ذكر قاسم أمين، قال أنه
ذهبت زوجته مرة إلى بيت سعد زغلول قال فكنا عند سعد فإذا بالرجال يأكلون في
جانب والنساء يأكلون في جانب، فقال مصطفي أمين فسألت سعد أليس من الحق أن
نأكل جميعًا؟ فقال إن زوجة قاسم ترفض هذا، وظلت على حجابها وغطاء وجهها إلى
أن ماتت.
الأمر مستمر، وحث المرأة
على خلع عفتها مستمر، واستنثار الأمة لهذا مستمر، وجد أعداء الإسلام أن
ينشأوا أول مدرسة للبنات، وهي مدرسة السنية التي في السيدة زينب إلى يومنا
هذا، أول مدرسة للبنات في القرن الماضي، هذه المدرسة كان لها شروط هي لبنات
الطبقات العليا، كل كل من فيها كنا نساء، وكان يأتي الحنطور المعروف،
الحنطور ومغطى من جميع الجوانب ويوضع شاشات وتأتي البنت تخرج من بيت أهلها
إلى المدرسة لا ترى رجلًا البتة، حتى الفرَّاشة كل من كان في المدرسة كلهن
جميعًا نساء، إلى أن تقضي مدتها ثم تعود إلى البيت، وكان التعليم الكتابة
والقرأة وبعض أعمال البيت، إلى أن تطور الحال.
أول امرأة خرجت من
الجامعات المصرية -امرأة- هذه المرأة تعلمت في مصر ثم سافرت إلى باريس،
عادت متبرجة متهتكة، كان اسمها "درية شفيق" كانت من طنطا ثم تغيرت وأعجبت
بأوروبا، صار الغرب جميعًا يتكلمون بها، من بريطانيا إلى فرنسا إلى إيطاليا
المرأة الشرقية المثالية، عادت إلى مصر بمظاهرات وبندوات وبدعوى لخروج
المرأة كانت ملابسها خليعة.
كان على الجانب الآخر
شاب صحفي مشهور كان يسمى بأحمد الصاوي، هذا الشاب كان يكتب في بعض المجلات
وبعض الجرائد ويدعو أيضًا لتحرير المرأة، أعجب بدرية أعجابًا شديدًا،
وأعجبت به أيضًا، حتى أتفقا على الزواج، وفعلًا تزوجها بعد شهر من الزواج
كانت تخرج معه إلى الصالونات وكان أحمد الصاوي صعيدي، ولكنه صبغ بصبغة
باريس، فرأى عيون الرجال تخترق جسد امرأته فغار، وأخذته النخوة الصعيدية،
فقال لدرية شفيق إلى هنا انتهت مهمتك -البيت- قالت لا، فما زال بها وما
زالت به حتى طلقها.
أول مظاهرة مصرية عام 1948م نسائية كانت على يد المرأة درية شفيق، أول من خاطب أول رئيس لمصر محمد نجيب هي درية، وقالت له أريد أن أكون في الجندية.
قال مصطفى أمين فابتسم محمد نجيب ابتسامة وأعجب بها، أول امرأة شاركت في البرلمان درية شفيق.
يقول مصطفى أمين فما زال
بها الحال حتى أحست بوحشة تركت الرجل الذي كانت تحبه، ثم اعتزلت في بيتها
في عمارة في وسط القاهرة، وسكنت في الدور السادس، قال مصطفى أمين كنت في
مكان ما ثم عدت فوحدت جثة في الأرض حولها الرجال، فأسرعت وقلت من هذه؟ أو
من هذا؟ قالوا هذه درية شفيق سقطت من الدور السادس منتحرة، بعد عزلة ثماني
عشرة سنة.
أيها الأحباب ربما البعض
يقول هذا الكلام ما يهمنا، ولا يشغلنا وما هو إلا قصص وسير، أقول والله
الذي لا إله غيره إن التنازل خطوة من هذا الدين أو التراجع خطوة عن هذا
الدين هو الهلاك كله، حينما سكت الكل وصفق لعمليات التغريب لبلاد الإسلام
وصل بنا الحال أن تارك الصلاة لا يلام.

زائر

أذكر من عشرين سنة أخبرني
الشيخ دياب من الجزيرة -الجزيرة الخضراء من قري مطوبس- أن رجلًا من
بالجزيرة كان لا يصلي ما خرج في جنازته إلا بعض أهله فقط، دفن وما صلوا
عليه، في الجزيرة هنا في مطوبس.
اليوم تغير الحال ذهبت
من أيام إلى الجزيرة وجدت الحال تقلب تمامًا، غالب الشباب لا يصلي، وقد بين
النبي صلي الله عليه وعلى آله وسلم كما روى أحمد عَنْ
أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : لَتُنْقَضَنَّ عُرَى الإِِسْلاَمِ عُرْوَةً
عُرْوَةً". < أحمد (5/251) >.
لا يأتي التغريب مرة أو
دفعة، لن ترى شخصًا مرة متدينًا ثم ينقلب، لابد من التغير، والحرب مستعرة،
حينما ترى أن الشباب مخدرات، قنوات، انترنت، شهوات، البنات هن اللاتي يشغلن
الشباب، تغير كلي في بلاد الإسلام، حينما ترى هذا أي خطواط يتقدمها العبد
في هذا الدين.
فالتغريب قديم، ومستمر
ويزداد يومًا بعد يوم في بلاد الإسلام، حتى صار عند الغالب وأعني بالصفوة،
صور فقط، ومن داخله خرب، مدمر محطم، بعض الشباب أجلس معه يبكي لا أدري ماذا
أفعل، يجد صراعًا في نفسه، يريد الخير ولكن الشر غالب، وصلوا بالمرأة رؤوس
للتعليم ، ثم صار التعليم صورة وصبغة، حتى صار الآن أول سؤال لمن يتقدم
إلى امرأة نوع التعليم، ثم المرأة تسأل نوع التعليم.
وإني لأذكر الطبيبة
التعسة كما قال بعض أهل العلم، امرأة طبيبة كانت غير جميلة تقدم إليها
الخُطَّاب تريد طبيبًا جميلًا، ما جاءها أحد كان يتقدم إليها دون هذا،
وأهلها يأبون ويرفضون، إلى أن صارت عانس وحالتها يرثى لها حتى قالت خذوا
شهادتي وأعطوني كناسًا زبالًا وأكون أمًا وزوجة.
أيها الحبيب نحن في حاجة إلى تغير {إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ}. [الرعد: 11].
عودوا إلى ربكم واستغفروه ......

الخطبة الثانية
تغرير المرأة Mod153zk

الحمد
لله رب العلمين،والعاقبة للمتقين،ولا عدوان إلا على الظالمين،وأشهد أن لا
اله إلا الله وحده لا شريك له،وأشهد أن محمد عبده ورسوله.
أيها الأحباب لقد كانت الكفاءة بالدين وفي الحديث عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ لأَرْبَعٍ لِمَالِهَا وَلِحَسَبِهَا وَلِجَمَالِهَا وَلِدِينِهَا فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ ». < البخاري (5090)، مسلم (1466) >.
فصار الزواج إلى حد ما
شبه مصالح، ومن دعوات التغريب ترك الزواج، لأن الزواج تكليف، وأن الحب قد
يكون أعلى وأسمى من الزواج، وكما نقلب في صفحات الكُتَّاب المشاهير، كنجيب
محفوظ وإحسان عبد القدوس وغيرهم، بأن الزواج يفسد الحب، في كل روايتهم
طنطنة على هدم الأسرة وهدم الزواج، أسهل شيء أن يتعلق شاب بامرأة أو بشابة،
أما الزواج تكاليف، وقيود، ولولا أن الله عز وجل وضع له ضوابط لصار الناس
أخس من البهائم، قال عز وجل {وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنْطَارًا}. [النساء: 20].
هذا عند الفراق لا عند الزواج {وَآتَيْتُمْ
إِحْدَاهُنَّ قِنْطَارًا فَلَا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئًا أَتَأْخُذُونَهُ
بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا (20) وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ
أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا
(21)}. [النساء].
أما الدعوة إلى انتقال
الشباب من فتاة إلى فتاة ومن صديقة إلى صديقة هجم إلى بلادنا، الغرب الآن
يستعر، كل مستشرقي الغرب الذين يريدون تغريب بلاد الإسلام يحذرون بلادهم
احذروا أن الأسرة سيقضى عليها في بلاد أوروبا، لن تكون هناك أسر.
بل كما يذكر أن الاتحاد
السوفيتي الذي أباح أن يأتي الرجل أي امرأة بلا ضوابط وبلا قيود، الأن
ملاجئ الذين من أبناء الزنا -من أطفال غير شرعيين- امتلأت الملاجئ وضجت بهم
الشوارع، وانتشرت الجرائم.
فالأمة الأن في خطر، خطر
عظيم، وأعني الخطر ليس في أمر الدنيا فقط، كثرة الجرائم القتل الخطف، هذا
لا يعني، ولكن الخطر هو ضياع هذا الدين، هو تذويب هذا الدين، هو تغريب
الأمة، وانشغال الأمة إلى أن تخرج من دينها بلا هوية وبلا أصل.
فأيها الأحباب علينا أن
نراجع أنفسنا، لا تنظر في وقتك وزمانك ارجع إلى الخلف، ارجع إلى أصحاب
النبي صلى الله عليه وسلم كيف أقاموا دينهم؟ إلى من بعدهم كيف ثبت من
بعدهم؟ ارجع إلى عظمة دينك وأن دينك هذا يربطك، الدنيا بالآخرة، أن تنسلخ
عن الآخرة هو الجهل بعينه، وإني لأتعجب أن العربي خاصة، الشخص العربي يختلف
عن الأوروبي تمامًا، العربي عنده نخوة وغيرة إلى آخره.
فمن ثم إن ترك دينه كان
أخس من الذئب، وأشرس من الأسد، هذا العربي، بخلاف الأوروبي لا يغار،
الأوروبي إن سكر يعمل، وإن زنى يجتهد في العمل، أما العربي فلا إن سكر لا
يفيق من السكر، إن أدمن المخدرات لا يتركها البتة، تراه مجنون، إن وقع في
الفواحش تراه كالكلب لا يقلع عنها أبدًا، فمن ثم لا يصلح العربي إلا
الإسلام فقط، الدين.
الذين ينادون بالقومية
والوطنية إلى آخره، أي قومية ؟! العرب كانوا أشد قومية مما نحن عليه الأن،
العرب قومية كان العربي يفتخر بأبيه وأرضه ووطنه، وكانت الفرس والروم
ينظرون إلى العرب أنهم كلاب، كلاب لا وزن ولا ريح، فلما جاء الدين الإسلام
زلزل عروش فارس وعروش الروم، وصار العرب هم سادة الدنيا.
بعض المستشرقين يقول يا
قومي يقول لأوروبا يا قومي انظروا إلى حال هؤلاء العرب كمثل قوم في بنما
-مدن من مدن أمريكا- قاموا فجأة فأخذوا أوروبا وأمريكا، ما الذي دفعهم
لهذا، هذا مستحيل طبعًا، ولكن الذي دفع العرب إلى أن ملكوا الدنيا الإسلام
فقط.

أسأل الله الكريم المنان أن يغفر ذنوبنا وأن يرحم

ضعفنا وعجزنا وأن يبصرنا بديننا اللهم حبب
إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا وكره إلينا
الكفر والفسوق والعصيان اللهم
إنا نسألك الجنة وما يقرب
إليها من قول أو عمل
ونعوذ بك من النار
وما يقرب إليها
من قول أو
عمل

زائر

السلام عليكم

جزاكم الله خير

وبارك لكم

وانار قلبكم

نلتم مرضات ربكم

لكم شكرى وتقديرى

وودى لكم

وصل الله على رسول الله

» إذا أجبر ولي المرأة المرأة على النكاح فالنكاح فاسد ، إلا أن تُقِرّه .
» من خصال المرأة الصالحة
» أحكام المرأة المعتدة
» من خصال المرأة الصالحة
» المرأة في مجتمعنا