زائر زائر
| موضوع: يصومون رمضان على كُره ، وهم يتمنون أن تنتهي أيامه ؛ لما يصيبهم فيه من المشقة ! السبت ديسمبر 22, 2012 7:51 pm | |
| يصومون رمضان على كُره ، وهم يتمنون أن تنتهي أيامه ؛ لما يصيبهم فيه من المشقة !
السؤال: نصوم رمضان ، ولكن نتمنى أن تنتهي أيامه ؛ لما نجد من مشقة الصيام ؛ فهل يعتبر هذا ذنبا تلزم منه التوبة ؟ وما هي إرشاداتكم لنا ؟
الجواب : الحمد لله الصوم من أجلّ العبادات ، وأفضل القربات إلى الله ، وقد روى البخاري (1904) ومسلم عن أبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( قَالَ اللَّهُ : كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلَّا الصِّيَامَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ ، وَالصِّيَامُ جُنَّةٌ ، وَإِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلَا يَرْفُثْ وَلَا يَصْخَبْ فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ ، لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا : إِذَا أَفْطَرَ فَرِحَ ، وَإِذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بِصَوْمِهِ ) . وفي هذا دليل واضح على مكانة الصوم في شريعة الله وعظم منزلته ، وعلى فضيلة الصائمين وحسن جزائهم . قال الشيخ ابن سعدي رحمه الله : " هذان ثوابان: عاجل، وآجل. فالعاجل: مشاهد إذا أفطر الصائم فرح بنعمة الله عليه بتكميل الصيام ، وفرح بنيل شهواته التي منع منها في النهار . والآجل : فرحه عند لقاء ربه برضوانه وكرامته ، وهذا الفرح المعجل نموذج ذلك الفرح المؤجل، وأن الله سيجمعهما للصائم . وفيه : الإشارة إلى أن الصائم إذا قارب فطره ، وحصلت له هذه الفرحة ، فإنها تقابل ما مر عليها في نهاره من مشقة ترك الشهوات ، فهي من باب التنشيط، وإنهاض الهمم على الخير" انتهى من "بهجة قلوب الأبرار" (96) ، وينظر أيضا : "فتح الباري" لابن حجر (4/118) .
ولذلك تجد المسلم الذي يشق عليه الصوم مشقة محتملة يفرح ساعة فطره لا بزوال المشقة ولكن لأن الله تعالى أعانه على تحملها وإكمال طاعته سبحانه ، فَعَيْنُه لا على المشقة كي تزول ، ولكن على الطاعة كي تتم ، وفي الحديث الصحيح عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( أَتُحِبُّونَ أَنْ تَجْتَهِدُوا فِي الدُّعَاءِ ؟ قُولُوا اللَّهُمَّ أَعِنَّا عَلَى شُكْرِكَ وَذِكْرِكَ وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ ) رواه أحمد (7922) وصححه الألباني في "الصحيحة" (844)
ولا تكاد تجد من يضيق صدره بهذا الشهر المبارك ، إلا من رغب في الدنيا فانغمس في شهواتها وملذاتها ، فهو يكره البعد عنها .
والذي تصيبه المشقة والتعب بسبب الصيام أحد رجلين : إما رجل صاحب عذر من مرض أو سفر ونحوه ، فهو يترخص برخصة الله في الفطر . وإما رجل تصيبه المشقة المحتملة ، فهو يتم صومه ، ويصبر على تحمل هذه المشقة ابتغاء وجه الله . أما رجل تصيبه المشقة فيكره الصوم ويتمنى انتهاء الشهر وودّ لو لم يعاود المجيء – فهذا حال لا شك غير مرضي ، وهذه نفس تكره العبادة ، ولا تصبر لأمر الله . والله أعلم . |
|