ثروت Admin
عدد المساهمات : 1166 تاريخ التسجيل : 18/06/2014 الموقع : خى على الفلاح
| موضوع: رحل رمضان بما فيه، الأحد يونيو 18, 2017 11:12 pm | |
|
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
أما بعد:
فإن أصدق الحديث كلام الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
عباد الله! أوصيكم ونفسي بتقوى الله، حيث أمرنا في كتابه الكريم: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ [آل عمران:102] وأعطانا الأمان النفسي والمعيشي في التقوى، فقال سبحانه: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ [الطلاق:2-3] وأعطانا الضمان لذريتنا من بعدنا في التقوى والدعوة إلى الله، فقال سبحانه: وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافاً خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً [النساء:9].
اللهم لك الحمد بما خلقتنا، ورزقتنا، وكفيتنا، وآويتنا، وهديتنا، وعلَّمتنا، وفرَّجت عنا.
لك الحمد بالإيمان، ولك الحمد بالإسلام، ولك الحمد بالقرآن.
لك الحمد بالأهل والمال والمعافاة، كبتَّ عدونا، وأظهرت أمننا، وجمعت فرقتنا، وبسطت رزقنا، وأحسنت معافاتنا، ومِن كل ما سألناك ربنا أعطيتنا، فلك الحمد على ذلك حمداً كثيراً.
لك الحمد بكل نعمة أنعمت بها علينا في قديم أو حديث، أو سر أو علانية، أو خاصة أو عامة، أو شاهد أو غائب، أو حي أو ميت.
لك الحمد حتى ترضى، ولك الحمد على الرضا، ولك الحمد على حمدنا إياك.
اللهم لا نحصي ثناءً عليك، أنت كما أثنيت على نفسك.
أما بعد:
أيها المسلمون! ونحن في اليوم الأخير من رمضان نودع شهر الصيام، نسأل الله أن يجعل لنا في أوله رحمة، وفي أوسطه مغفرة، وفي آخره عتقاً من النار.
رحل رمضان بما فيه، ولا ندري أي العمل قُبِل، وأي العمل رُدَّ، ولكن ظننا بالله حسن، فما فرض علينا وكتب علينا إلا ليجزينا.
اللهم إنا صمناه إيماناً واحتساباً، فتقبله منا يا أرحم الراحمين! ولا تقطعنا ولا تمنعنا عن صيام غيره، وأعدنا على كل رمضان باليُمن والإيمان والسلامة والإسلام.
اللهم اجعل هذا الشهر شاهداً لنا لا علينا، ثقِّل به ميزاننا، وحقق به إيماننا، واخسأ به شيطاننا، واغفر به خطايانا، واقبل حسناتنا يا أرحم الرحمين!
اللهم أنت ذو الفضل العظيم، بقوتك وتثبيتك وحولك استطعنا أن نصوم، واستطعنا أن نقوم، ولولاك ما فعلنا.
واللهِِ لولا اللهُ ما اهتدينا وما تصدَّقنا وما صلينا
فأنزلن سكينة علينا وثبت الأقدام إن لاقَينا
وداعاً يا شهر الصيام! وداعاً أيها الحبيب القريب! إن القلب ليحزن على فراقك، والعين تدمع!
كيف لا! وفيك صُفِّدت الشياطين، وفُتِّحت أبواب الجنان، وغُلِّقت أبواب النيران؟!
كيف لا نحزن على فراقك وقد أحيي الليل بالقرآن؛ خشعت العيون، واقشعرت الأبدان، وكأننا نسمع الملائكة ونحس بهم وبالسكينة والرحمة تغشانا بين الحين والحين؟!
كيف لا نحزن على فراقك وفيك ليلة لو عاش أحدنا عمره كله في طاعة أو عبادة دون أن يصيب فضل هذه الليلة، فإنها تفوق على العمر كله مهما كان طويلاً، إنها ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان.
أيها الأحبة: الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وتمشياً مع روح رمضان المشبَّع بالمغفرة والرحمة من الله، سأقف معكم ومع الرحمة في كتاب الله؛ لنعلم أن الله سبحانه أول ما خلق خلق القلم، فقال له: (كتب، قال: ماذا أكتب يا رب؟ قال: اكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة، فكتب القلم بإذن ربه في كتاب، وكتب الله أول ما كتب بيده في هذا الكتاب: أن سبقت رحمتي غضبي) فالكتاب عنده على العرش، ولولا أن رحمته سبقت غضبه لما بقيت دابة على وجه الأرض.
مَن الذي سترنا في خطاينا؟!
من الذي سترنا في دنيانا، ويسترنا في أخرتنا
إنه الله.
| |
|