زائر زائر
| موضوع: هل يدعو في وليمته الفقراء فقط ، دون الأقارب والأصدقاء ؟ الأربعاء ديسمبر 19, 2012 10:21 pm | |
| هل يدعو في وليمته الفقراء فقط ، دون الأقارب والأصدقاء ؟
السؤال: ما حكم أن تُقام الوليمة فيُطعَم فيها الأيتام والمساكين بدلاً من دعوة الأصدقاء والأقارب ، هل تحل البركة في النكاح إن فُعلت الوليمة بهذه الصورة ؟ وهل يجب في الوليمة دعوة الأصدقاء والأقارب ؟ أرجو التفصيل في هذا الموضوع مع ذكر الخيارات البديلة المتاحة.
الجواب : الحمد لله روى البخاري (5177) ومسلم (1432) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عن النبيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قال : ( شَرُّ الطَّعَامِ طَعَامُ الْوَلِيمَةِ يُدْعَى لَهَا الْأَغْنِيَاءُ وَيُتْرَكُ الْفُقَرَاءُ ) إلا أن البخاري أوقفه على أبي هريرة . قال الحافظ رحمه الله : " أَيْ أَنَّهَا تَكُون شَرّ الطَّعَام إِذَا كَانَتْ بِهَذِهِ الصِّفَة , وَلِهَذَا قَالَ اِبْن مَسْعُود " إِذَا خُصَّ الْغَنِيّ وَتُرِك الْفَقِير أُمِرْنَا أَنْ لَا نُجِيب " انتهى من "فتح الباري " (245/9) .
والمشروع دعوة الكافة ، من الأقارب والأصدقاء والصالحين ، ومن أمكن دعوتهم من الفقراء والمساكين ونحوهم ، وبذلك تحصل البركة وتعم المصلحة .
وكما أنه لا يشرع قصرها على الأغنياء أو الأصدقاء ، فكذا لا يشرع قصرها على الفقراء ؛ لأن الوليمة طعام شكر وسرور ، وهذا يقتضي أن لا يمنع منها قدر المستطاع من يحزنه المنع من الأقارب والمعارف ؛ فإن مثل ذلك قد يؤدي إلى قطيعة الرحم وسوء الجوار والهجر والمعاداة .
" ولما غزا بسطام بن قيس الشيباني مالك بن المنتفق الضبي، وأثبته عاصم بن خليفة الضبيّ، شدّ عليه فطعنه وهو يقول: هذا وفي الجَفَلَى لا يدعوني . كأنه حقد عليه حين كان يدعو أهل المجلس ويدعه " . انتهى من "البخلاء" للجاحظ (ص: 278) . ودعوة الجفلى هي الدعوة العامة إلى الطعام من غير تخصيص .
كما لا يمنع منها الفقراء والمحتاجون حتى لا يكون طعامها شر الطعام .
فالمشروع دعوة الأهل والأقارب والجيران والأصحاب وأهل الخير والصلاح والفقراء والمساكين ، قدر المستطاع ، وإنما تتم البركة بذلك ، لا بفعل ما قد يؤدي إلى الهجران والمقاطعة . قال ابن بطال رحمه الله : " دعا ابن عمر فى دعوته الأغنياء والفقراء ، فجاءت قريش والمساكين معهم " . "شرح صحيح البخارى" (7 /289) .
وجاء في "الفتاوى الهندية" (5 /343) : " وَوَلِيمَةُ الْعُرْسِ سُنَّةٌ ، وَفِيهَا مَثُوبَةٌ عَظِيمَةٌ وَهِيَ إذَا بَنَى الرَّجُلُ بِامْرَأَتِهِ ؛ يَنْبَغِي أَنْ يَدْعُوَ الْجِيرَانَ وَالْأَقْرِبَاءَ وَالْأَصْدِقَاءَ ، وَيَذْبَحَ لهم وَيَصْنَعَ لهم طَعَامًا " انتهى .
وقال الرملي في "نهاية المحتاج" (6/ 373): " يَدْعُوَ جَمِيعَ عَشِيرَتِهِ وَجِيرَانِهِ أَغْنِيَائِهِمْ وَفُقَرَائِهِمْ دُونَ أَنْ يَخُصَّ الْأَغْنِيَاءَ " انتهى .
وذكر الشيخ الألباني رحمه الله أن من السنة في الوليمة أن يدعو الصالحين إليها ، فقراء كانوا أو أغنياء ، لقوله صلى الله عليه و سلم : ( لا تصاحب إلا مؤمنا ولا يأكل طعامك إلا تقي ) رواه الترمذي (2395) وحسنه الألباني في " صحيح الجامع " (7341) . "آداب الزفاف" (ص 74) .
والله أعلم . |
|