زائر زائر
| موضوع: يوم عاشوراء بين أهل السنة وأهل البدعة الأحد ديسمبر 04, 2011 7:39 am | |
| الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه أما بعد.
فإن يوم عاشوراء يوم يُميز به بين أهل السنة وأهل البدعة؛ فأهل السنة يتبعون هدي سيد الأولين والآخرين رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا اليوم وفي كل يوم، فيصومون هذا اليوم اتباعا لهديه صلى الله عليه وسلم، فقد جاء عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قدم المدينة فوجد اليهود صياما يوم عاشوراء فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما هذا اليوم الذي تصومونه". فقالوا: هذا يوم عظيم أنجى الله فيه موسى وقومه وأغرق فرعون وقومه فصامه موسى شكرا فنحن نصومه!
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فنحن أحق وأولى بموسى منكم" فصامه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمر بصيامه. (رواه الشيخان).
ولكن يتعين على من صام يوم عاشوراء صيام يوم قبله (أي تاسوعاء) أو بعده (الحادي عشر) مخالفة لليهود والنصارى، وذلك لما ثبت عن عبدالله بن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال: حين صام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عاشوراء وأمر بصيامه قالوا: ثم يا رسول الله إنه يوم تعظمه اليهود والنصارى!! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فإذا كان العام المقبل ـ إن شاء الله ـ صمنا اليوم التاسع". قال: فلم يأت العام المقبل حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم. (رواه مسلم).
وصيام يوم عاشوراء فيه فضل عظيم؛ فعن أبي قتادة قال: قال رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده وصيام يوم عاشوراء أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله". (رواه مسلم).
هذا باختصار حال أهل السنة؛ لا إفراط ولا تفريط، وأما ما يفعله أهل البدع هداهم الله في هذا اليوم، فقد سئل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عن الاغتسال والتعييد بالمصافحة وإعداد بعض ألوان الطعام الخاصة كأكلة "عاشوراء": فأجاب:
"الحمد لله رب العالمين لم يرد في شيء من ذلك حديث صحيح عن النبي ولا عن أصحابه ولا استحب ذلك أحد من أئمة المسلمين لا الأئمة الأربعة ولا غيرهم، ولا روى أهل الكتب المعتمدة في ذلك شيئا لا عن النبي ولا الصحابة ولا التابعين لا صحيحا ولا ضعيفا لا في كتب الصحيح ولا في السنن ولا المسانيد ولا يعرف شيء من هذه الأحاديث على عهد القرون الفاضلة، ولكن روى بعض المتأخرين في ذلك أحاديث مثل ما رووا: إن من اكتحل يوم عاشوراء لم يرمد من ذلك العام ومن اغتسل يوم عاشوراء لم يمرض ذلك العام وأمثال ذلك.
ورووا فضائل في صلاة يوم عاشوراء ورووا أن في يوم عاشوراء توبة آدم على الجودي ورد يوسف على يعقوب وإنجاء إبراهيم من النار وفداء الذبيح بالكبش ونحو ذلك. ورووا في حديث موضوع مكذوب على النبي أنه من وسع على أهله يوم عاشوراء وسع الله عليه سائر السنة.. ورواية هذا كله عن النبي صلى الله عليه وسلم كذب ولكنه معروف من رواية سفيان بن عيينة عن إبراهيم بن محمد بن المنتشر عن أبيه قال بلغنا أنه من وسع على أهله يوم عاشوراء وسع الله عليه سائر سنته، وإبراهيم بن محمد بن المنتشر من أهل الكوفة وأهل الكوفة كان فيهم طائفتان". أ هـ.
وأما ما يفعله الشيعة الإمامية (الرافضة) في يوم عاشوراء من لطم للخدود وشق للجيوب وضرب الصدور وتطبير للقامات زعماً منهم أن هذا حزن على مقتل الحسين بن علي رضي الله عنهما فهذا أمر مخالف لهديه صلى الله عليه وسلم: "ليس منا من شق الجيوب، وضرب الخدود، ودعا بدعوة الجاهلية" (صحيح سنن الترمذي).
وما تفعله نساء الشيعة اليوم فهو من النياحة: وهو أمر زائد على البكاء، قال ابن العربي: النوح ما كانت الجاهلية تفعل؛ كان النساء يقفن متقابلات يصحن ويحثين التراب على رؤوسهن ويضربن وجوههن. لذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أربعٌ في أمتي من أمر الجاهلية لا يتركوهن: الفخر في الأحساب والطعن في الأنساب، والاستسقاء بالنجوم، والنياحة". وقال: "النائحة إذا لم تتبْ قبل موتها تُقام يوم القيامة وعليها سربال من قطران، ودرعٌ من جَرَبَ". (أي يسلط على أعضائها الجرب والحكة بحيث يغطي بدنها تغطية الدرع وهو القميص)، من حديث أبي موسى الأشعري.
وما يفعله الرافضة من الشعائر الحسينية في أيام محرم وتحديداً في اليوم العاشر لم يأمر بها رسولنا وقدوتنا صلى الله عليه وسلم ولا حتى الأئمة الاثنا عشر الذي يدعي الشيعة اتباعهم والسير على منهجهم، وقد اعترف شيخهم المعروف بـ"الحلي" بهذا عندما قال إن الجلوس للتعزية لم ينقل عن أحد من الصحابة أو الأئمة، وهذا اعتراف ببدعية هذا الأمر وأنه أمر محدث أحدثته الدولة البويهية الرافضية في القرن الثالث.
ومن بدع عاشوراء أيضا ما يعرف بصلاة عاشوراء وفيه نص مكذوب عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من صلى يوم عاشوراء ما بين الظهر والعصر أربع ركعات يقرأ في كل ركعة بفاتحة الكتاب مرة، وآية الكرسي عشر مرات، وقل هو الله أحد عشر مرات، والمعوذتين خمس مرات فإذا سلم استغفر الله سبعين مرة أعطاه الله في الفردوس قبة بيضاء" (رواه الجوزاني وهذا الحديث موضوع فيه مجاهيل كما قال الشوكاني في الفوائد المجموعة).
فبعد المقارنة بين النظرتين السنية والرافضية في يوم عاشوراء، وانطلاقا من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وسيرة أصحابه وسيرة أهل بيته؛ يظهر واضحاً أن وجود هذه البدع جاء متأخرا، ويدل على أن الرافضة يختلقون ما يشاؤون مما تمليه عليه أهواؤهم؛ لأن ما تركه رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته والمقتضي قائم فلا يجوز فعله لأن الترك في ذاته نص.
فالقضية تتعلق بأوامر الشرع ونواهيه؛ فما أمرنا فعلناه، وما نهي عنه تجنبناه، والأصل فيه قوله
تعالى {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ}.
وأخيراً نختم بعبارة تكتب بماء الذهب نوجهها إلى الرافضة الذين ابتعدوا عن الصراط المستقيم بهذه المحدثة من بطل الملحمة وصاحب المحنة "الحسين بن علي رضي الله عنهما" عندما نصح أخته قائلاً لها بعد أن لطمت وجهها وشقت جيبها: "يا أختاه اتقي الله وتعزي بعزاء الله، واعلمي أن أهل الأرض يموتون وأهل السماء لا يبقون، وأن كل شيء هالك إلا وجه الله الذي خلق الخلق بقدرته، وبعث الخلق بقدرته، ويبعث الخلق ويعودون وهو فرد وحده، أبي خير مني وأمي خير مني وأخي خير مني، ولي ولكل مسلم برسول الله صلى الله عليه وآله أسوة، فعزاها بهذا ونحوه، وقال لها: يا أخيه إني أقسمت فأبري قسمي، لا تشقي علي جيباً ولا تخمشي علي وجها، ولا تدعي علي بالويل والثبور، إذا أنا هلكت. (كتاب الإرشاد لشيخهم المفيد 2 / 94).
فهل بعد هذا الكلام كلام؟! وهل بعد هذا الصبر عزاء؟! ولكن الرافضة قوم لا يعقلون ولا يفهمون!!
نسأل الله أن يهدي ضال المسلمين، وأن يثبتنا على هدي سيد المرسلين محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم، وأن يجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
|
|
بسمة بسمة
عدد المساهمات : 268 تاريخ التسجيل : 27/12/2011
| موضوع: رد: يوم عاشوراء بين أهل السنة وأهل البدعة الأربعاء يناير 18, 2012 5:03 am | |
| | |
|