من الاُمور المتّفق عليها لدى الجميع أنّ السيّدة خديجة (عليها السلام) هي أوّل امرأة أسلمت وآمنت برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).
وقد بقيت تصلّي مع رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)سرّاً ما شاء الله، فعن عفيف الكندي قال: جئت في الجاهلية إلى مكة وأنا اُريد أن ابتاع لأهلي من ثيابها وعطرها، فنزلت على العباس بن عبدالمطّلب، قال: فأنا عنده وأنا أنظر إلى الكعبة وقد حلّقت الشمس، فارتفعت إذ أقبل شاب حتى دنا من الكعبة فرفع رأسه إلى السماء فنظر ثم استقبل الكعبة قائماً مستقبلها، فما لبثت إلاّ يسيراً حتى جاء غلام حتى قام عن يمينه ثم ما لبثت إلاّ يسيراً حتى جاءت امرأة فقامت خلفهما ثم ركع الشاب، فركع الغلام وركعت المرأة، ثم رفع الشاب رأسه ورفع رأسه الغلام ورفعت المرأة رأسها، ثم خرّ الشاب ساجداً وخرّ الغلام ساجداً وخرّت المرأة، قال: فقلت: يا عباس إنّي أرى أمراً عظيماً.
فقال العباس: أمر عظيم، هل تدري مَن هذا الشاب؟
قلت: لا ما أدري.
قال: هذا محمد بن عبد الله بن عبد المطّلب ابن أخي، هل تدري مَن هذه؟
قلت: لا أدري.
قال: هذه خديجة بنت خويلد زوجة ابن أخي هذا، إنّ ابن أخي هذا الذي ترى حدّثنا إنّ ربّه ربّ السماوات والأرض، أمره بهذا الدين الذي هو عليه، والله ما علمت على ظهر الأرض كلّها على هذا الدين غير هؤلاء الثلاثة(57).
وكان رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)يقول لخديجة (عليها السلام) ويخبرها بما يأتيه من قبل أن ينبأ به، وما يراه في منامه، وتخبره هي بقول ورقة، فلمّا أتاه الوحي من عند الله عزوجل بالرسالة أخبرها بذلك ودعاها إلى الإسلام، فأسلمت، كما أسلم علي (عليه السلام) فكانا أوّل مسلمين به(58).
[img]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [/img]