وقيل: إن عمره(صلى الله عليه وآله وسلم)كان خمساً وعشرين سنة(51).
وقد أقامت معه أربعاً وعشرين سنة وشهراً. ولم يتزوّج عليها غيرها، إلاّ بعد أن توفيت (عليها السلام)(52).
والظاهر أن السيدة خديجة (عليها السلام) لم تتزوج بغير رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)حيث إنها قد بشرت بزواجها من الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم)فلم تقبل أي واحد كزوج لها.
هذا وقد ذكر جماعة من المؤرخّين أنه(صلى الله عليه وآله وسلم)لم يتزوّج بكراً غير عائشة، ولكن خالفهم في ذلك جمهرة منهم: أبو القاسم الكوفي وأحمد البلاذري في كتابيهما، وعلم الهدى في الشافي، وأبو جعفر في التلخيص، على ما حكاه عنهم في البحار، فقالوا: أنّها كانت عندما تزوّجها رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)عذراء. وإنه لم يبق من أشراف قريش ومن ساداتهم وذوي الجدة منهم إلاّ وخطب السيّدة خديجة ورام تزويجها فامتنعت على جميعهم من ذلك.
فلمّا تزوّج بها رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)غضبن عليها نساء قريش وهجرنها وقلن لها: خطبك أشراف قريش واُمرائهم فما تزوّجت أحداً منهم وتزوّجت محمداً يتيم أبي طالب فقيراً لا مال لـه؟
فكيف يجوز في نظرهم أن تكون خديجة يتزوّجها يتيم لا مال لـه وتمتنع من سادات قريش وأشرافها على أموالهم الكثيرة.
المهر القليل
المهر القليل مما أكد عليه الإسلام، وذلك تسهيلاً لأمر الزواج، وقد ورد أن خير نسائكم أقلهن مهراً(53)، وهكذا كان زواج رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)وأهل البيت (عليهم السلام)بمهر قليل.
فإن رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)تزوج خديجة (عليها السلام) ومهرها ـ حسب بعض الروايات ـ اثنتا عشرة أوقية ونش(54).
عن حماد بن عيسى قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: «قال أبي: ما زوج رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)شيئاً من بناته ولا تزوج شيئاً من نسائه على أكثر من اثنتي عشرة أوقية ونش، يعني نصف أوقية»(55).
وفي حديث آخر: «ما تزوج رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)شيئاً من نسائه، ولا زوج شيئاً من بناته على أكثر من اثنتي عشرة أوقية ونش، والأوقية أربعون درهما والنش عشرون درهما»(56).
[img]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [/img]