إنه الصحابي الجليل أنس بن مالك بن النضر الأنصاري الخزرجي -رضي الله عنه-وأمه الرميصاء أم سليم بنت ملحان الأنصارية -رضي الله عنها ، وُلد قبل الهجرة بعشر سنوات,وكان عمره لما قدم النبي محمد المدينة المنورة مهاجراً عشر سنين, وتوفي النبي محمد وهو ابن عشرين سنة
كنيته :
يقال له:أبو حمزة, كناه الرسول محمد ببقلة كان يجتنيها ، ويقال: أبو ثمامة الأنصاري النجاري.
خدمته لرسول الله:
عندما قدم الرسول محمد إلى المدينة ذهبت أم سليم مع أهل المدينة لاستقباله ثم قامت إليه فقالت«يا رسول الله أن رجال الأنصار ونساءهم قد أتحفوك غيري ولم أجد ما أتحفك إلا ابني هذا فاقبل مني يخدمك ما بدا لك» ،خدم أنس بن مالك الرسول محمد مدة مقامه بالمدينة عشر سنين، فما عاتبه على شئ أبدا، ولا قال لشئ فعله لم فعلته، ولا لشئ لم يفعله ألا فعلته. يقول أنس بن مالك:خدمت رسول الله عشر سنين فلم يضربني ضربة قط ولم يسبني ولم يعبس في وجهي وكان أول ما أوصاني به أن قال يا بني اكتم سري تكن مؤمنا فما أخبرت بسره أحدا.
مكانة عند رسول الله :
وكان أنس يحفظ سر رسول الله (، فها هو ذا -رضي الله عنه- يقول: أسر إليَّ رسول الله سرًا فما أخبرت به أحدًا بعد، ولقد سألتني عنه أم سليم فما أخبرتها به. وكان النبي يحب أنسًا ويقربه إليه ويمازحه.
حب العلم :
واشتهر أنس -رضي الله عنه- بالعلم والفقه والتبحر في علوم الدين، وروى كثيرًا من أحاديث الرسول وما يدل على علمه الغزير أنه قال لثابت البناني: يا ثابت خذ عني، فإنك لن تأخذ عن أحد أوثق مني، إني أخذته عن رسول الله عن جبريل، وأخذه جبريل عن الله
حياته بعد وفاة النبي :
شارك مع النبي في بيعة الرضوان ، أما حياته بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم فلما استخلف أبو بكر على المسلمين بعث إلى أنس بن مالك ليوجهه إلى البحرين على السعاية قال فدخل عليه عمر بن الخطاب فقال له أبو بكر إني أردت أن أبعث هذا إلى البحرين وهو فتى شاب قال فقال له عمر: ابعثه فإنه لبيب كاتب. وشارك أنس مع أبي بكر في حروب الردة،وكان ممن حضر موقعة اليمامة، وشهد الفتوحات في عهد عمر، وعثمان بن عفان، ومعاوية بن أبي سفيان.
وفاته :
طال عمر أنس بن مالك ، وقد كان حيث شهد تحول القبلة من البيت الحرام الى بيت المقدس ، وكان اخر الصحابة وفاة ، أبتلي أنس بن مالك في نهاية حياته بمرض البهاق, وضعف جسده حتى أنه لم يستطع الصيام فصنع جفنة من ثريد ودعا بثلاثين مسكيناً، فأطعمهم. توفي أنس بن مالك في يوم جمعة من سنة ثلاث وتسعين وهو يقول: لقنوني لا إله إلا الله فلم يزل يقولها حتى قبض , وكان ذلك في البصرة, وكان موته بقصره بالطف، ودفن هناك على فرسخين من البصرة، وصلى عليه صلاة الميت قطن بن مدرك الكلابي. وكان عنده عصية للرسول محمد، فمات فدفنت معه بين جيبه وبين قميصه. قال قتاده: «لما مات أنس بن مالك رضي الله عنه قال مورق: ذهب اليوم نصف العلم، قيل: كيف ذلك يا أبا المعتمر؟ قال: كان الرجل من أهل الأهواء إذا خالفنا في الحديث قلنا: تعالى إلى من سمعه من النبي ».