بسمة بسمة
عدد المساهمات : 268 تاريخ التسجيل : 27/12/2011
| موضوع: دواء القلوب الأحد مايو 06, 2012 10:28 pm | |
|
أجمع العلماء من أهل الإسلام على أن أكبر دواء وأحسن شفاء هو: ذكر الله. فتعالوا نتعاهد على ذكر الله صباح مساء، قياماً، وقعوداً، وعلى جنوبنا، قال تعالى: ((الَّذِينَ يَذْكُرُونَ الله قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ))، ((أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ)). دخل أبو مسلم الخولاني ، أحد الصالحين من التابعين، على الأسود العنسي الذي ادعى النبوة في صنعاء اليمن ، فقال له الأسود : أتشهد أني رسول الله؟ قال: كذبت يا عدو الله، رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم. فقال الأسود : لأحرقنك بالنار. فجمعوا له الحطب وأرادوا أن يلقوه، فجمعوه وكتّفوه وحملوه فقال: حسبي الله ونعم الوكيل. فوقع في النار فإذا هي برد وسلام، ثم خرج منها. فقال الأسود العنسي : هذا ساحر، أخرجوه من اليمن لا يسحر علينا الناس!. فذهب أبو مسلم إلى المدينة ، جعله الله كالخليل إبراهيم في هذه الأمة. دخل أبو مسلم على معاوية بن أبي سفيان ، و معاوية : خليفة، ومعه وجهاء الناس. فأخذ أبو مسلم يتمتم بذكر الله عزّ وجل، قال معاوية : إنك مجنون يا أبا مسلم ؟ ولذلك يقولون في بعض السير والتفاسير أن موسى عليه السلام لما أتى يطرق الباب على فرعون ضرب الباب بقوة. فقال له الحارس: أمجنون أنت؟ قال: عندي دواء المجانين، أنا لست مجنوناً لكن أتيت أحمل دواء المجانين! فقالوا لـفرعون : عندنا مجنون عند الباب، يضرب الباب، ويقول: يريد أن يدعوك إلى الله ومعه أخ له. فقال فرعون : أدخلاه نضحك عليه ذلك اليوم! فدخل فكانت القصة المعروفة. فالشاهد: أن دواء الجنون ودواء الإعراض هو ذكر الله عزّ وجل. يقول الله سبحانه وتعالى: ((وَالذَّاكِرِينَ الله كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ)). ولو سألنا: متى يكون الإنسان المسلم من الذاكرين الله كثيراً؟ يجيب على ذلك ابن الصلاح ونقل جوابه النووي في كتابه الأذكار ، قال رحمه الله: مَنْ ذكر الله بالأذكار الشرعية صباحاً ومساء، وأدبار الصلوات، وعند الطعام، وعند القيام من الطعام، وعند النوم، وعند الاستيقاظ من النوم، وعند دخول المسجد والخروج منه، وذكر السفر والأذكار الشرعية الثابتة فهو من الذاكرين الله كثيراً. وقال بعضهم ونُسب إلى ابن عباس : [أن تذكر الله حضراً وسفراً، وفي حلك وإقامتك، وفي السراء والضراء]، وقال بعضهم وهو اختيار الغزالي : لا يزال لسانك رطباً من ذكر الله دائماً أبداً. وفي حديث عبد الله بن بسر : (أن رجلاً قال: يا رسول الله، إن شرائع الإسلام قد كثرت علي فأخبرني بشيء أتشبث به، قال: لا يزال لسانك رطباً من ذكر الله) (1) . وهذا أحسن الكلام وأجمع العبادة، وقال ابن تيمية كما في فتاويه لما سئل عن أفضل الأعمال قال: يختلف باختلاف الأشخاص والأحوال. لكن فيما أعلم -أفضل الأعمال- وهو شبه إجماع بين أهل العلم أنه: ذكر الله عزّ وجل، قال تعالى: ((أَلا بِذِكْرِ الله تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ))، ويقول سبحانه: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا الله ذِكْرًا كَثِيرًا * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا))، ويقول سبحانه: ((وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا))، ويقول تعالى: ((وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ)). فوصيتي لنفسي ولكم أن تدخلوا ذكر الله بيوتكم. ما هي الأذكار الشرعية؟ أدلّكم على كتاب الأذكار للنووي ، وكتاب الوابل الصيب من الكلم الطيب لـابن القيم ، وكتاب الكلم الطيب لـابن تيمية . هذه الكتب الثلاثة سوف تدلكم -بإذن الله- على الأذكار صباح مساء، وإذا أخذها الواحد منا فسوف يتعلم منها الذكر، وسوف يكون -إن شاء الله- على بصيرة، ولا بأس أن أذكر بعض الأذكار لأن فيكم من يأخذ هذا الكتاب، ويقرأه على أهله، وقرابته، وإخوانه وجيرانه.. فمن الأذكار الثابتة عنه صلى الله عليه وسلم التي كان يقولها ويرددها كثيراً.. سيد الاستغفار وهو أن يقول أحدكم: (اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني، وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك علي وأبوء بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت) (1) . ومنها: (اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك شيئاً وأنا أعلمه، وأستغفرك لما لا أعلمه) (1) . ومنها الحديث الثابت الصحيح الذي يجمع لك أفضل ما يقوله الناس في أيامهم ولياليهم: (سبحان الله وبحمده، عدد خلقه، ورضا نفسه، وزنة عرشه، ومداد كلماته) (1) . ومنها: (اللهم إني أصبحت (أمسيت) أشهدك وأشهد حملة عرشك وملائكتك ورسلك وجميع خلقك، أنك أنت الله الذي لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك وأن محمداً عبدك ورسولك) (1) ، تقوله أربع مرات إذا أصبحت وأربعاً إذا أمسيت. وتقول إذا أصبحت ثلاثاً: (أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق) (1) ، وتقول إذا أصبحت وإذا أمسيت-ثلاثاً-: (بسم الله الذي لا يضرُّ مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم) (1) . وتقول إذا أصبحت ثلاثاً: (رضيت بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد نبياً) (1) صلى الله عليه وسلم. وتقول إذا أصبحت ثلاثاً: (اللهم بك أصبحنا، وبك أمسينا، وبك نحيا، وبك نموت، وإليك النشور)، وإذا أمسيت تقول: (اللهم بك أمسينا، وبك أصبحنا، وبك نحيا، وبك نموت، وإليك المصير) (1) . والدعاء الثابت الصحيح: (اللهم فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة، أشهد أن لا إله إلا أنت، أعوذ بك من شر نفسي وشر الشيطان وشركه، وأن أقترف على نفسي سوءاً أو أجره إلى مسلم) (1) . ومن الذكر أن تقول: (أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه) (1) ، ثلاث مرات. ومنها أن تقول: (لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين) (1) . أما من القرآن: فأوصيكم بآيات أذكرها لكم -صباح مساء- يعصمكم الله من الصرع (صرع الجان) الذي يتلبس بكثير من الناس بقلة ذكرهم، ويعصمكم من الحوادث المزرية والانقلابات، ويعصمكم من المعاصي التي يقع فيها كثير من الناس بقلة ذكرهم، ومن الهموم والغموم والأحزان والمشكلات وغير ذلك. فعليكم بالفاتحة والخمس آيات من البقرة ((الم * ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاة وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ * وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالآخرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ * أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)). وآية الكرسي، وآخر آيتين من سورة البقرة ((آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ..))، و ((قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ)) ثلاثاً، ((قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ)) ثلاثاً، و((قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ)) ثلاثاً. إذَا فعلت ذلك حفظك الله سراً وظاهراً وعلانية وحفظ عليك إيمانك، لا يمسك جان ولا يأتيك إن شاء الله مصيبة.لا اله الا الله والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم اللهم اغفر لي وللمؤمنين وللمؤمنات الاحياء والاموات
| |
|