بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد النبي الأمي الأمين أما بعد . .
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
العلم: العيد هو كل يوم فيه جمع وأصل الكلمة عن عاد يعود قال ابن الاعرابي:
سمي العيد عيدا لأنه يعود كل سنة بفرح مجدد (لسان العرب) وعيد الفطر سمي
كذلك لأن المسلمين يفطرون فيه بعد صيام رمضان.
قال جبير بن
نفير: كان أصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم اذا التقوا يوم العيد يقول
بعضهم لبعض تقبل الله منا ومنك أما الآن فقد جرت العادة في كثير من الدول
العربية بالتهنئة بقول: عيدكم مبارك أو كل عام وأنت بخير.
وعيد الفطر
هو أول أعياد المسلمين الذي يحتفل فيه المسلمون في أول يوم من أيام شهر
شوال ثم يليه عيد الأضحي في شهر ذي الحجة وعيد الفطر يأتي بعد صيام شهر
رمضان ويكون أول يوم يفطر فيه المسلمون بعد صيام الشهر كله ولذلك سمي بعيد
الفطر ويحرم صيام أول يوم من أيام عيد الفطر ويستمر العيد مدة ثلاثة أيام
ويوم العيد هو يوم فرح وسرور وأفراح المؤمنين في دنياهم وأخراهم إنما هي
بفضل مولاهم كما قال الله تعالي: «قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو
خير مما يجمعون» (يونس: 58).
ويتميز عيد
الفطر بأنه آخر يوم يمكن قبله دفع زكاة الفطر الواجبة علي المسلمين ويؤدي
المسلمون في صباح العيد بعد شروق الشمس بثلث ساعة تقريبا صلاة العيد ويلتقي
المسلمون في العيد ويتبادلون التهاني ويزورون أهلهم وأقرباءهم وهذا ما
يعرف بصلة الرحم كما يزور المسلم أصدقاءه ويستقبل أصحابه وجيرانه ويعطفون
علي الفقراء وقد جرت العادة في كثير من البلدان الاسلامية بأن يأكل
المسلمين في العيد بعض التمرات أو كعك العيد الطيب المحشو بالتمر.
لقد تميزت
أعياد المسلمين عن غيرها من أعياد الجاهلية بأنها قربة وطاعة لله وفيها
تعظيم لله تعالي وذكره كالتكبير في العيدين وحضور الصلاة في جماعة وتوزيع
زكاة الفطر مع إظهار الفرح والسرور علي نعمة العيدين ونعمة اتمام الصيام في
الفطر والمسلمون يتسامون بأعيادهم ويربطونها بأمجادهم ويتحقق في العيد
البعد الروحي للدين الإسلامي ويكون للعيد من العموم والشمول ما يجعل الناس
جميعا يشاركون في تحقيق هذه المعاني واستشعار آثار المباركة ومعايشة أحداث
العيد كلما دار الزمن وتجدد العيد، فالعيد في الإسلام ليس ذكريات مضت أو
مواقف خاصة لكبراء وزعماء بل كل مسلم له بالعيد صلة وواقع متجدد علي مدي
الحياة.
وفي العيد
تتجلي الكثير من معاني الإسلام الاجتماعية والإنسانية ففي العيد تتقارب
القلوب علي الود ويجتمع الناس بعد افتراق ويتصافون بعد كدر، وفي العيد
تذكير بحق الضعفاء في المجتمع الإسلامي حتي تشمل الفرحة بالعيد كل بيت،
وتعم النعمة كل أسرة وهذا هو الهدف من تشريع «صدقة الفطر» في عيد الفطر،
أما المعني الإنساني في العيد فهو أن يشترك أعداد كبيرة من المسلمين بالفرح
والسرور في وقت واحد فيظهر اتحادهم وتعلم كثرتهم باجتماعهم فإذا بالأمة
تلتقي علي الشعور المشترك وفي ذلك تقوية للروابط الفكرية والروحية
والاجتماعية جعل الله تعالي كل أيامكم أعيادا.