زائر زائر
| موضوع: هل ننصحه بالتزوج من زميلته في الدراسة مع وجود معوقات ؟ الأربعاء مايو 02, 2012 10:45 pm | |
| هل ننصحه بالتزوج من زميلته في الدراسة مع وجود معوقات ؟
السؤال: أنا شاب في السادسة والعشرين ، من أصل باكستاني ، ولكني مقيم في " بريطانيا " حيث أدرس لنيل شهادة الدكتوراة في " الهندسة الميكانيكية " . إني أحاول التمسك بديني قدر المستطاع ، وأحاول دعوة كل من حولي سواءً كانوا مسلمين أم غير مسلمين بمن في ذلك زملائي الذين في المعمل ، ومن ضمن هؤلاء الزملاء فتاة مسلمة تعرفت عليها منذ ثلاث سنوات وليست بذاك القدر من الالتزام ، ولا ألومها على ذلك ، فليست إلا مجرد نتاج لبيئة صاخبة يصعب معها التمسك بمبدأ أو خُلق ، إلا أني أؤمل أن اُحدث تغييراً . ومن خلال دعوتي لها بالطرق الشرعية الصحيحة اتضح لي أنها كانت ملتزمة في الماضي ، وأن حياتها تغيرت عندما انتقلت وعاشت في مكان آخر فتأثرت بتلك البيئة والرفقاء الجدد ، وأن والدها أيضاً رجل غير ملتزم وأن والدتها توفيت عندما كانت صغيرة لذا فوالدها هو من تولى تربيتها ، وقد قالت إنها تسعى جاهدة للعودة إلى ما كانت عليه من تدين والتزام ، وقالت أيضا إنها هي من يعتني بأبيها الآن ، وإنها تحاول أن تأخذ بيده إلى المسار الصحيح . وأتذكر أني سألتها في إحدى المرات ما إذا كانت تفكر بالزواج فقالت " نعم " ، ولكنها لم تجد الشخص المناسب حتى الآن ، ومن ضمن الشروط أن يكون من نفس خلفيتها الثقافية والمحلية . هذا الأمر جعلني أفكر بالزواج بها رغم اختلال شرط الخلفية الثقافية والمحلية ، ولكني أحب فقط أن أكون سبباً في عونها ومساعدتها إلى العودة إلى التمسك بدينها . في الحقيقة لم أتعرف عليها بعمق حتى يتسنى لي أخذ قرار صحيح ، فكل ما في الأمر أنها مجرد فكرة خطرت ببالي فأحببت استشارتكم ، ولم أظهر لها مطلقاً أني أسعى لأمر كهذا حتى وإن أقدمتُ عليه فلن يكون قبل أن أنتهي من دراستي . بالنظر إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم ( تُنكح المرأة لأربع لمالها ونسبها وجمالها ودينها فاظفر بذات الدين تربت يداك ) إذا ما أتيتُ لإنزال هذه الصفات عليها وجدت نفسي غير قادر على معرفة ذلك بالتفصيل ، فالدين - كما أشرت سابقاً - ليس بتلك الصلابة ، ولكنه هو الأمر الذي دفعني للتفكير بالزواج بها أساساً ، حتى الجمال لا أستطيع البتّ فيه لأني أتجنب النظر إلى وجهها وأحاول غض بصري باستمرار ، إذن فكيف أتوصل إلى القرار الصحيح ؟ حتى والدتي لا أظن أنها ستتفاعل مع زواج كهذا ؛ فهي تريد فتاة " باكستانية " تشاطرنا لغتنا وعاداتنا وتقاليدنا ... الخ ، فماذا لو تخطيت والدتي وخالفت رغبتها أتظنون أن الأمر من النُبل بحيث يبيح لي مثل ذلك ؟ فبماذا تشيرون عليَّ إجمالاً ؟ أرجو منكم النصح والتوجيه .
الجواب : الحمد لله الذي نراه أن هناك معوقات كثيرة أمامك حتى تقدم على الزواج من تلك الفتاة ، وأول تلك المعوقات : عدم اقتناعك بصلاحيتها زوجةً لك ! وهذا واضح من تعابير ألفاظك وليس شيئاً نستنتجه بصعوبة ، فهي – عندك – ليست متدينة بالقدر الكافي ، وليس بذات جمال يلفت انتباهك إليها – وإن كنتَ تقول إنك لم تدقق النظر فيها - ، وثاني المعوقات : رفض والدتك للزواج من خارج بيئتكم الأصلية ، وثالثها : أنك لن تتزوج الآن بل قد يطول بك الأمر ، ولو حصل الزواج فيما بعد ، فقد يصعب عليك الرجوع بها إلى بلدك ، إما رفضاً من أهلك أو رفضاً منها هي نفسها .
والذي يبدو لنا أنك مررت بلحظة عاطفية مشوبة بشفقة على تلك الفتاة ، فخطر لك أنك قد تكون الزوج الذي يحفظ لها دينها ويعيدها إلى سالف عهدها ، ولذا لم تكن جازماً برغبتك في الزواج منها ، وقد ذكرت من المعوقات ما يجعل المشورة بالانصراف عن ذلك الزواج أقرب ، وربما كنت تريد أن تسمع ذلك منا ، في حقيقة الأمر !! والواقع أن هذا هو ما نميل إليه فعلا ـ الآن على الأقل ـ في ضوء ما شرحت لنا من ملابسات ، لا سيما والتجارب المتكاثرة تشجع على اعتبار أمر وحدة البيئة والثقافة في اختيار الزوجين ؛ فكلما كان الزوجان من بيئة ثقافية واحدة ، أو متقاربة على أقل تقدير ، كان ذلك أدعى إلى نجاح الزواج واستمراره . لكن إذا كنت تلمس منها صدقا في الاستقامة على أمر دينها ، وإقبالا على الطاعة ، ورغبة فيها ، وأمكنك إقناع والدتك بقبولها ، وغلب على ظنك أن بإمكانكما تجاوز الفروق الثقافية والبيئية بينكما : فلا مانع من التفكير الجدي في الزواج بها . للزوجة دور بالغ الأهمية في بيتها ، وبصلاحها تصلح – إن شاء الله – ذريتها ، ولا يمكن تخيل مدى السوء الذي سيكون في بيت الزوجية في حال فساد تلك الزوجة ، فالزوج لن يجد في بيته السكن ، ولا المودة والمحبة ، كما أنها ستؤثر سلباً على أولادها ، من ذكور وإناث ، وهذا مشاهد لا يخالف فيه أحد . وقد أوصانا الناصح الأمين صلى الله عليه وسلم بالتزوج بذات الدِّين ، فقَالَ : ( تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ لِأَرْبَعٍ : لِمَالِهَا ، وَلِحَسَبِهَا ، وَجَمَالِهَا ، وَلِدِينِهَا ، فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ ) رواه البخاري ( 4802 ) ومسلم ( 1466 ) ، فعليك بهذه الوصية المباركة ، ولا تفرِّط فيها ، واعلم أن الزوجة ستكون عرض الإنسان وشرفه ، وستكون مربيةً لأولاده ، ومؤتمنة على ماله وبيته ، ولا خير في امرأة لا تحفظ هذه الوظائف ولا تقوم عليها حق القيام ، والإنسان ابن بيئته ، وابن بيته ، وإذا كان هذا الأمر يظهر في الرجال فإن ظهوره في الإناث آكد وأقوى ، فمن تربت في بلد أجنبي ، وفي بيت لا يعرف الاستقامة والالتزام فإنه ستظهر آثار تلك البيئة وذلك البيت على المرأة ولا شك ، إلا أن يرحم الله تعالى بعض الأفراد فيوفقهم للهداية والاستقامة ، ولو أنها كانت مقبلة على الهداية ، وترغب بالتخلص من ماضيها ، وتريد من يأخذ بيدها للاستقامة : لنصحناك بها ، ولرغبناك في التزوج منها ، أما وحالها ليس كذلك : فإننا لا ننصحك بالتزوج منها ، وابحث عن غيرها ، ولعلك أن توفق لذات الدين عاجلاً غير آجل . وهذه فتاوى من علمائنا تؤيد ما قلناه لك ، ونصحناك به : 1. سئل علماء اللجنة الدائمة للإفتاء : لي أخ سيتزوج من فتاة متبرجة ، فما واجبي نحوه ؟ وبماذا تنصحه بعد أن خطبها ؟ وما الواجب عليَّ فعله إذا استعملت آلات اللهو والغناء داخل البيت احتفالاً بالعرس ؟ فأجابوا : " عليك أن تنصحه أن يتزوج بذات الدين ؛ امتثالا لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( فاظفر بذات الدِّين ) ولا تحضر حفلة الزواج التي تستعمل فيها آلات اللهو والغناء إلا إذا كنت قادراً على إنكار المنكر ، فإن لم تكن قادراً على ذلك : وجب عليك اجتناب المنكر على الأقل " انتهى . الشيخ عبد العزيز بن باز ، الشيخ عبد الرزاق عفيفي ، الشيخ عبد الله بن غديان ، الشيخ عبد الله بن قعود . " فتاوى اللجنة الدائمة " ( 17 / 182 ، 183 ) . 2. وسئلوا – أيضاً - : ما حكم الإسلام في رجل تزوج بامرأة لا ترتدي الزي الإسلامي ، وهل يحمل سيئات أم لا على أنها متبرجة ، وبالرغم أنه نصحها وأمرها به هل يجوز له أن يطلقها ؛ لأنها لا ترتدي هذا الزي ؟ بالرغم أنها معترفة به وتقول : إنه فرض . فأجابوا : " على الزوج أن يستمر في نصحها وحسن توجيهها ؛ لعل الله أن يهديها ويوفقها ، وإذا بذل وسعه في نصحها : فليس عليه إثم ، فإن أصرَّت على البقاء على المنكر : فواجب عليه أن يطلقها " انتهى . الشيخ عبد العزيز بن باز ، الشيخ عبد الرزاق عفيفي ، الشيخ عبد الله بن غديان ، الشيخ عبد الله بن قعود . " فتاوى اللجنة الدائمة " ( 17 / 181 ) . 3. وقال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله وهو يذكر صفات الزوجة : ( ديِّنَةٍ ) ، أي : صاحبة دين ، لقول النبي صلّى الله عليه وسلّم : ( تُنكح المرأة لأربع : لمالها وحسبها وجمالها ودينها ، فاظفر بذات الدين تربت يداك ) ، فالديِّنة تعينه على طاعة الله ، وتُصلح مَن يتربى على يدها من أولاده ، وتحفظه في غيبته ، وتحفظ ماله ، وتحفظ بيته ، بخلاف غير الديِّنة فإنها قد تضره في المستقبل ، ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام : ( فاظفر بذات الدين ) ، فإذا اجتمع مع الدِّين جمالٌ ومالٌ وحسبٌ : فذلك نور على نور ، وإلا فالذي ينبغي أن يختار الديِّنة . فلو اجتمع عند المرء امرأتان : إحداهما جميلة ، وليس فيها فسق أو فجور ، والأخرى دونها في الجمال لكنها أدين منها ، فأيهما يختار ؟ يختار الأدين . ... وقد يقول بعض الناس : أتزوج امرأة غير ديِّنة لعل الله أن يهديها على يدي ، ونقول له : نحن لا نكلَّف بالمستقبل ، فالمستقبل لا ندري عنه ، فربما تتزوجها تريد أن يهديها الله على يدك ، ولكنها هي تحولك إلى ما هي عليه فتشقى على يديها " ومع كل ما ذكرناه لك فلا يفوتنا أن ننبهك إلى حرمة البقاء على علاقة بتلك الفتاة ؛ لأنها أجنبية عنك ، فلا يحل لك محادثتها ولا مراسلتها ولا مقابلتها ، فإن تمَّ عقد الزواج الشرعي بينكما بشروطه وأركانه حلَّ لك ذلك كله . وقد بيَّنا حكم المراسلة والمحادثة بين الجنسين في فتاوى متعددة ، والله أعلم
|
|
بسمة بسمة
عدد المساهمات : 268 تاريخ التسجيل : 27/12/2011
| موضوع: رد: هل ننصحه بالتزوج من زميلته في الدراسة مع وجود معوقات ؟ السبت مايو 05, 2012 6:56 pm | |
| | |
|