زائر زائر
| موضوع: هل قيام الليل كل ليلة بدعة ؟ الأحد مارس 18, 2012 4:49 am | |
| هل قيام الليل كل ليلة بدعة ؟
السؤال: هل كان الرسول صلى الله عليه وسلم يقوم كل ليلة أم فقط بعض الليالي ؟ وما هو حكم قيام كل ليلة دون ترك واحدة منها حتى الممات ؟ وهل السلف الصالح كانوا يقومون كل ليلة أم فقط بعض الليالي ؟ ، أم أن قيام كل ليلة هو بدعة ؟
الجواب :
الحمد لله
الأصل أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقوم كل ليلة، سواء قلنا بوجوبه عليه صلى الله عليه وسلم أو استحبابه .
عن عائشة رضي الله عنها قالت :
" كَانَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا صَلَّى صَلَاةً أَحَبَّ أَنْ يُدَاوِمَ عَلَيْهَا وَكَانَ إِذَا غَلَبَهُ نَوْمٌ أَوْ وَجَعٌ عَنْ قِيَامِ اللَّيْلِ صَلَّى مِنْ النَّهَارِ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً .."
رواه مسلم (746) من حديث طويل .
وفي لفظ لها :
" كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا عَمِلَ عَمَلًا أَثْبَتَهُ وَكَانَ إِذَا نَامَ مِنْ اللَّيْلِ أَوْ مَرِضَ صَلَّى مِنْ النَّهَارِ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً قَالَتْ وَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَامَ لَيْلَةً حَتَّى الصَّبَاحِ وَمَا صَامَ شَهْرًا مُتَتَابِعًا إِلَّا رَمَضَانَ " رواه مسلم (764 ) .
ثانياً: قيام الليل عبادة من أجل العبادات وأفضلها وقد رغب الشرع المطهر بها وحث عليها ورتب الأجر الجزيل لفاعلها وأجمعت الأمة على استحبابها، والمداومة عليها . عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
( أَفْضَلُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الْفَرِيضَةِ صَلَاةُ اللَّيْلِ ) رواه مسلم (1163
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
( يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الْآخِرُ يَقُولُ مَنْ
يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ ) رواه البخاري (1145) ومسلم (758) .
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَنْزِلُ رَبُّنَا كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا حَتَّى يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الْآخِرُ فَيَقُولُ مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ مَنْ يَسْأَلُنِي
فَأُعْطِيَهُ مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ ) رواه أبو داود(4733).
وعن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
يَا عَبْدَ اللَّهِ لَا تَكُنْ مِثْلَ فُلَانٍ كَانَ يَقُومُ اللَّيْلَ فَتَرَكَ قِيَامَ اللَّيْلِ ) رواه البخاري (1152) ومسلم (1159) .
قال النووي رحمه الله: " فَأَمَّا الْأُمَّة فَهُوَ تَطَوُّع فِي حَقّهمْ بِالْإِجْمَاعِ " انتهى من شرح مسلم.
وإذا كان قيام الليل من التطوعات ، فالسنة المداومة عليه وعدم تركه، تأسياً بالنبي - صلى الله عليه وسلم -، قال الله تعالى:
( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ ) سورة الأحزاب/21.
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: "القيام مشروع كل ليلة ، فقد قال الله عز وجل في وصف أهل الجنة:
( كَانُوا قَلِيلاً مِنْ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ) الذاريات/17-18 ، وقال تعالى:
( إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَي اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنْ الَّذِينَ مَعَكَ ) المزمل/20 ،
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقوم من الليل حتى تتورم قدماه ، وثبت عنه صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال:
( ينزل الله تعالى إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر، فيقول: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له وذلك كل ليلة ).
إذاً: فقيام الليل لم ينته بانتهاء قيام رمضان ، بل هو مستمر دائم في كل ليلة، فينبغي للإنسان أن يجعل لنفسه حظاً من آخر الليل يقوم فيه ولو نصف ساعة حسب
ما يتيسر له، وإذا قام الليل فليستمر؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
( لا تكن مثل فلان كان يقوم من الليل فترك قيام الليل ) ثم إنه لا يحقر شيئاً من العمل الصالح، فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
( أحب العمل إلى الله أدومه وإن قل ) وليختم صلاة الليل بالوتر، فإن كان يرجو آخر الليل فليوتر آخره ، وإن كان لا يرجو فليوتر أوله قبل أن ينام " انتهى من فتاوى "نور على الدرب" . والله أعلم
|
|