| البر لايبلى والذنب لايُنسى | |
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
زائر زائر
| موضوع: البر لايبلى والذنب لايُنسى الجمعة مارس 09, 2012 5:42 am | |
| الحمدُ لله الملِكِ القدّوس السّلام، رفع مَنارَ الإسلام، وعمَّ خَلقَه بالنّعَم العِظام، أحمدُ ربِّي وأشكُره، وأتوبُ إليه وأستَغفِره، وأشهَد أن لا إلهَ إلا الله وَحدَه لا شَريكَ له ذُو الجلالِ والإكرَام، وأشهَد أنّ نبيَّنا وسَيِّدَنا محمّدًا عبده ورسوله، كشف الله به دَيَاجيرَ الظَّلام، اللهمّ صلِّ وسلّم وبارِك على عبدك ورسولك محمَّد، وعلى آله وصحبِه الأئمة الأعلام. أمّا بعد: فاتّقوا الله تعالى وأطيعوه، وتقرَّبوا إليه بما يُرضِيه. واعلَموا ـ‘حبتى فى الله ـ أنَّ مَنزِلةَ العَبدِ عِندَ ربِّه هِيَ بِإيمانِه وخُلُقِه، وقيمَةَ الإنسانِ عندِ الله وعند الخَلقِ هي بهذا الإيمانِ والعَمَل الصَّالح، لا بمالِه ولاَ بقوَّته ولاَ بجاهِهِ قال تعالى: وَمَا أَمْوالُكُمْ وَلاَ أَوْلَادُكُمْ بِالَّتِى تُقَرِّبُكُمْ عِندَنَا زُلْفَى إِلاَّ مَنْ ءَامَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ لَهُمْ جَزَاءُ الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُواْ وَهُمْ فِى الْغُرُفَاتِ ءامِنُونَ
ألاَ وإنَّ الأعمَالَ الصَّالحةَ تتفَاضَلُ في الثَّواب والصِّفات الحميدة، يَزيدُ بعضُها على بعضٍ في الأجرِ والمنازل بحَسَب عُمومِ نَفعِها لِصَاحبِها وللخَلقِ، كمَا أنَّ الأعمالَ السيِّئةَ والأفعالَ والصِّفاتِ القبيحةَ يعظُم عقابها وجزاؤُها الأليم بحسَب ضَررِها وطَيَران شرَرِها لصاحبِها وللخَلق
قال الله تعالى: وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مّمَّا عَمِلُواْ وَلِيُوَفّيَهُمْ أَعْمَالَهُمْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ
ألا وإنَّ الصِّدقَ خُلُقٌ كَريم ووَصفٌ حسنٌ عَظيم، لاَ يتَّصِفُ به إلا ذو القَلبِ السّليم، أمَرَ الله تَعَالى به في كتابِه فقال تبَارَك وتعَالى:
يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ
الصّدقُ يَكشِف عن مَعدنِ الإنسان وحُسنِ سَريرَتِه وطيبِ سيرتِه، كما أنَّ الكذِبَ يكشِف عن خُبثِ الطويَّة وقُبح السيرة. الصدقُ مَنجاة والكذِب مَرداة. الصّدقُ محبوبٌ ممدوحٌ في العقول السليمَة والفِطَر المستقيمة. حثَّ على الصِّدقِ رسول الهدَى ، فعن ابن مَسعودٍ رضي الله عنه قال: قال رسول اللهِ : ((عَلَيكم بالصِّدق، فإنَّ الصِّدقَ يهدِي إلى البرِّ، وإنَّ البرَّ يهدِي إلى الجنَّة، ولا يزال الرجُلُ يصدُق ويتحرَّى الصدقَ حتى يُكتَبَ عند الله صدّيقًا، وإيّاكم والكذبَ، فإنَّ الكذِبَ يهدي إلى الفجورِ، وإنَّ الفُجورَ يهدي إلى النَّار، ولا يزال الرَّجل يكذِب ويتحرَّى الكذبَ حتى يُكتَبَ عند الله كذّابًا))
وقَد وَعَدَ الله علَى الصِّدقِ ثوابه العظيمَ وجزاءَه الكبيرَ في الدنيا والآخرة، ففي الدّنيا يَرزُق اللهُ صاحبَ الصدق حُسنَ الأُحدوثَة ومحبَّةَ الله ومحبَّة الخَلقِ، وتُثَمَّن أقوالُه، ويُؤمَنُ جانِبُه، ويُريحُ النّاسَ من شَرِّه، ويحسِن إلى نفسِه، ويحسِن إلى غَيره، ويُعافى منَ الشرورِ والمهالك التي تصيب الكَذّابين، ويطمئنُّ بالُه وقلبه، فلا يمزِّقه القَلق والخوفُ، ففي الحديثِ عن الحَسنِ بنِ عليٍّ رضي الله عنهما قال: حَفِظتُ مِن رَسولِ الله صبلا الله عليه وسلم : ((دَع مَا يَريبُك إلى ما لا يَريبك، فإنَّ الصّدقَ طمأنينة والكذبَ ريبة))
وتكونُ عواقبُ الصّادِقِ في حَيَاتِه إلى خَيرٍ، كما في حديثِ كَعب بنِ مالكٍ رضي الله عنه في قِصّةِ تخلُّفِه عن غزوةِ تَبوك: قلت: يا رسولَ الله، إني ـ والله ـ لو جَلَستُ عند غيرِك من أهلِ الدنيا، لرَأيتُ أني سأخرُج من سخَطِه بعُذر، لقد أُعطِيتُ جدلاً، ولكني ـ والله ـ لقد عَلِمتُ لئن حدّثتُك اليومَ حديثَ كذبٍ تَرضَى به عنِّي، ليوشِكنَّ الله يُسخِطُك عَليَّ، وإن حدّثتُك حَديثَ صِدقٍ تجِدُ عليَّ فيهِ، إني لأرجُو فيه عُقبى الله عزّ وجلّ. أي: أرجو مِنَ الله العاقبةَ الحَميدةَ في صدقي، وقد كان ذلك في شأنه رضي الله تعالى عنه. وأمّا ثوابُ الصّدقِ في الآخرة فرضوانُ الله تبارك وتعالى والدّرجاتُ العُلى في الجنّة التي فيها مَا لاَ عينٌ رَأَت ولا أُذُن سمِعت ولا خَطَر على قلبِ بَشَر، ففي القُرآنِ العظيم
قال الله تعالى:
هَاذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَّضِىَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ ذالِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ
وقَالَ سبحانه تَعَالى: وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا
فَما حقيقةُ هذا الصِّدقِ الذي وَعَد الله عليه أحسَنَ الثوابِ ونجَّى صاحبَه من العذاب؟ الصدقُ صِدقُ أقوالٍ وصِدق أفعال: فصِدق القولِ أن يَقولَ الحقَّ بِتَبلِيغ كَلامِ الله تعالى أو كَلامِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، أَو يَأمُر بحَقٍّ، أو يَنهَى عن باطل، أو يخبِر بما يُطابِقُ الوَاقِعَ
قال الله تعالى: وَالَّذِى جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ
وفي الحدِيثِ عَنِ النَّبي صلى الله عليه وسلم :
((المؤْمِنُ إذا قالَ صدَق، وإذا قيلَ له يُصَدِّق)) والصِّدقُ في الفِعلِ هوَ مُعامَلةُ الله تَعَالى بِصِدقِ نيَّةٍ وإِخلاصٍ ومحبَّةٍ لله ويَقينٍ، ومُعاملةُ الخَلق بصدقٍ ورَحمةٍ ووَفاءٍ قال الله تبارك وتعالى: لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَاكِنَّ الْبِرَّ مَنْ ءَامَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلَئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَءَاتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِى الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصلاةَ وَءاتَى الزكاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَالصَّابِرِينَ فِى الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ وَقَالَ تعَالى: مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُواْ مَا عَاهَدُواْ اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُواْ تَبْدِيلاً
والصِّدقُ هو موافقةُ الظاهر للباطنِ في الخير، وهو موافقة الأقوال والأعمال بعضها لبَعضٍ، والكذبُ هو مخالفةُ الباطنِ للظاهر في الشرّ والمخادَعةُ والمكر. والإيمانُ أَصلُهُ الصِّدقُ والتَّصدِيق، فالصِّدقُ إذًا يكونُ بالأقوالِ ويكون بالأفعالِ. وقَد كانَ السَّلفُ رضي الله عنهم أشدَّ الناسِ تمسُّكًا بخُلُق الصّدق مع ربِّهم ومع عِبادِ الله، عن كعبِ بن مالك رضي الله عنه قال: قلتُ: يا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، إنَّ اللهَ تعالى إنما أنجَاني بالصِّدق، وإنَّ مِن تَوبَتي أن لا أحَدِّثَ إلاّ صِدقًا ما بَقِيتُ، فواللهِ مَا علِمتُ أحدًا منَ المسلمين أبتلاه الله تَعَالى في صِدقِ الحديثِ مُنذُ ذَكَرتُ ذلك لرسولِ الله أحسَنَ ممَّا أبتلاني، واللهِ مَا تَعَمَّدتُ كذبَة منذ قلتُ ذلك لرسولِ الله إلى يومِي هَذَا، وإنِّي لأَرجُو أن يحفظَني اللهُ تعالى فيما بقِي.
ووصَفَ اللهَ المهاجرينَ الأوَّلين بخُلُقِ الصِّدقِ فقَال تعالى:
لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُواْ مِن دِيَارِهِمْ وَأَمْوالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوانًا وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ
بَارَك الله لي ولَكم في القرآنِ العَظيم، ونَفَعني وإيّاكم بما فيهِ مِنَ الآياتِ والذِّكر الحكيم، ونفَعَنا بهديِ سيِّد المرسلين وبِقَوله القويم. أقول قَولي هذا، وأستغفِر الله العَظيم الجَليلَ لي ولكم ولسائر المسلمين مِن كلِّ ذنب فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.ونو سبحانه وتعالى ولى ذلك والقادر عليه نسأله جل فى علاه أن يسكنا وإياكم الجنة ويباعدنا عن النار هذا ولله الحمد والمنة وصلى الله على رسول الله
|
|
| |
فاطمة بوقسى
عدد المساهمات : 114 تاريخ التسجيل : 14/11/2011
| موضوع: رد: البر لايبلى والذنب لايُنسى الجمعة مارس 09, 2012 10:30 am | |
| البر رحمة وتذلل وخضوع وهوامر ديني وضع الاسلام اهميته بعدالصلاة (وقضى ربك ان لاتعبد الا اياه وبالوالدين احسانا)
الذنب تعاطي الذنب بعد الذنب يورث ظلمة في القلب وبؤس في الحياة ( ياعبادي الذين اسرفواعلى انفسهم لاتقنطو من رحمة الله )
الدين قال حكيم حملت الاثقال كلها فلم اجد اثقل من الدين وكل الاعمال تبقى دين يجازى عليه صاحبه سواء الطيبه ام الظالمه وعمل ابن آدم مجازى به ومردودة عليه
استغفرالله الذي لااله الاهو واتوب اليه | |
|
| |
زائر زائر
| موضوع: رد: البر لايبلى والذنب لايُنسى الجمعة مارس 09, 2012 8:37 pm | |
| اللهم ارزقنا الصدق فى القول والعمل وارزقنا الجنان مع الصاديقين يارب وجعلكم منهم امين |
|
| |
زائر زائر
| موضوع: رد: البر لايبلى والذنب لايُنسى الإثنين مارس 19, 2012 9:02 pm | |
| - فاطمة بوقسى كتب:
- البر رحمة وتذلل وخضوع وهوامر ديني وضع
الاسلام اهميته بعدالصلاة (وقضى ربك ان لاتعبد الا اياه وبالوالدين احسانا)
الذنب تعاطي الذنب بعد الذنب يورث ظلمة في القلب وبؤس في الحياة ( ياعبادي الذين اسرفواعلى انفسهم لاتقنطو من رحمة الله )
الدين قال حكيم حملت الاثقال كلها فلم اجد اثقل من الدين وكل الاعمال تبقى دين يجازى عليه صاحبه سواء الطيبه ام الظالمه وعمل ابن آدم مجازى به ومردودة عليه
استغفرالله الذي لااله الاهو واتوب اليه السلام عليكم اشكركم حفظكم ربى وانار قلبكم وقوى يقينكم وجعل لكم يقين بقلبكم وصل الله على رسول الله |
|
| |
زائر زائر
| موضوع: رد: البر لايبلى والذنب لايُنسى الإثنين مارس 19, 2012 9:03 pm | |
| - حياتى دينى كتب:
- اللهم ارزقنا الصدق فى القول والعمل وارزقنا الجنان مع الصاديقين يارب وجعلكم منهم امين
السلام عليكم اشكركم حفظكم ربى وانار قلبكم وقوى يقينكم وجعل لكم يقين بقلبكم وصل الله على رسول الله |
|
| |
اروه احمد
عدد المساهمات : 363 تاريخ التسجيل : 26/11/2011
| موضوع: رد: البر لايبلى والذنب لايُنسى الخميس مارس 22, 2012 4:43 am | |
| السلام عليكم
جزاكم الله الخير
وانار قلبكم
اشكركم
موضعاتكم طيبه طيب الله لكم الجنه
وصل الله على رسول الله | |
|
| |
nadia_sami
عدد المساهمات : 42 تاريخ التسجيل : 21/11/2011 الموقع : الجزائر
| موضوع: رد: البر لايبلى والذنب لايُنسى الجمعة مارس 23, 2012 1:35 pm | |
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بارك الله فيك وجزاك كل خير أخي الفاضل ماشاء الله موضوع قيم نسأل الله النفع للجميع
| |
|
| |
rama
عدد المساهمات : 122 تاريخ التسجيل : 05/11/2011
| موضوع: رد: البر لايبلى والذنب لايُنسى الجمعة مارس 23, 2012 6:05 pm | |
| السلام عليكم بارك الله فيك وجزاك خيرا | |
|
| |
زائر زائر
| موضوع: رد: البر لايبلى والذنب لايُنسى الأحد مارس 25, 2012 5:48 am | |
| - اروه احمد كتب:
السلام عليكم
جزاكم الله الخير
وانار قلبكم
اشكركم
موضعاتكم طيبه طيب الله لكم الجنه
وصل الله على رسول الله
السلام عليكم
اشكركم
حفظكم ربى
وانار قلبكم
وقوى يقينكم وجعل لكم يقين بقلبكم
وصل الله على رسول الله
|
|
| |
زائر زائر
| موضوع: رد: البر لايبلى والذنب لايُنسى الأحد مارس 25, 2012 5:52 am | |
| - nadia_sami كتب:
- السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك وجزاك كل خير أخي الفاضل ماشاء الله موضوع قيم نسأل الله النفع للجميع
السلام عليكم
اشكركم
حفظكم ربى
وانار قلبكم
وقوى يقينكم وجعل لكم يقين بقلبكم
وصل الله على رسول الله
|
|
| |
زائر زائر
| موضوع: رد: البر لايبلى والذنب لايُنسى الأحد مارس 25, 2012 5:54 am | |
| - rama كتب:
- السلام عليكم
بارك الله فيك وجزاك خيرا
السلام عليكم
اشكركم
حفظكم ربى
وانار قلبكم
وقوى يقينكم وجعل لكم يقين بقلبكم
وصل الله على رسول الله
|
|
| |
بسمة بسمة
عدد المساهمات : 268 تاريخ التسجيل : 27/12/2011
| موضوع: رد: البر لايبلى والذنب لايُنسى السبت مايو 05, 2012 10:35 pm | |
| | |
|
| |
| البر لايبلى والذنب لايُنسى | |
|