زائر زائر
| موضوع: لما الأمل طريق العظماء السبت فبراير 25, 2012 5:48 am | |
| الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله
وبعد
أحبتى فى الله
علي طريق الرسالة يتصل العظماء من الانبياء والمرسلين والتابعين بربهم أملا وعملا ، و علي طريق الدعوة والدعاة ، تتكاثر أسباب العمل ،
و تتسع بوارق الأمل ، لكشف الظلم ونهضة الامم و بلوغ القمم..!!
طلب إبراهيم عليه السلام الولد وهو شيخ كبير " رب هب لي من الصالحين "(الصافات/10) فاستجاب الله له وبعث إليه الملائكة تبشره ليس بغلام عادي وإنما بنبي
عليم " إنا نبشرك بغلام عليم "(الحجر/53)
ويعقوب عليه السلام بعد أن طالت غيبة يوسف عنه كان جديرا أن يفقد الأمل في لقائه ، إلا انه لم يتسرب إليه اليأس بل قال " فصبر جميل عسي الله أن يأتيني بهم
جميعا انه هو العليم الحكيم "(يوسف/83) . ثم وضح جليا ثقته في ربه أن يجمع شمله مع أبنائه فقال " يا بني اذهبوا فتحسسوا من يوسف وأخيه ولا تيأسوا من
روح الله إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون "(يوسف/87
وأيوب أصابه المرض العضال – الذي ألم بالكثيرين الآن - فأمل فيما عند الله من شفاء في أدب جم وصبر جميل " وأيوب إذ نادي ربه أنى مسني الضر وأنت أرحم
الراحمين * فاستجبنا له وكشفنا ما به من ضر " فأتيناه أهلة ومثلهم معهم رحمة من عندنا وذكري للعابدين "(الأنبياء/84:83) .
ويونس عليه السلام أبتلعه الحوت وكان محاصر بظلمات ثلاث ولكنه لم يفقد الأمل حتي انكشفت هذه الظلمات " فنادي في الظلمات أن لا اله إلا أنت سبحانك إني
كنت من الظالمين * فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين "(الأنباء/88:87)
وموسي عليه السلام يسري بقومه لينجوا بهم من فرعون وجنوده فكان العدو من خلفه والبحر من أمامه " فاتبعوهم مشرقين فلما تراءي الجمعان قال أصحاب
موسي إنا لمدركون "(الشعراء/60"61) لكن موسي لم يفزع ولم ييأس تحلي بالأمل قائلا " كلا إن معي ربى سيهدين " (الشعراء/62) فنجي الله موسي وأصحابه ،
لم يذهب أملة سدي "فأوحينا إلي موسي أن اضرب بعصاك البحر فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم * وأزلفنا ثم الآخرين * وانجينا موسى ومن معه أجمعين
* ثم أغرقتا الآخرين * إن في ذلك لأيه " (الشعراء/67:63) .
ومحمد صلى الله عليه وسلم في الهجرة يطمئن أبو بكر في الغار ما ظنك باثنين الله ثالثهما "لا تحزن إن الله معنا "(التوبة/40) وهو الذي قال لابنته فاطمة رضي الله
عنها :إن الله مانع أباك وقال لزيد بن حارثة عندما أراد أن يعود إلي مكة بعد أحداث الطائف فقال زيد في دهشة أترجع إليهم وقد أخرجوك قال: إن الله جاعل لما تري
فرجا ومخرجا إن الله ناصر دينه ومظهر نبيه .
ويتكالب الأعداء علي الدعوة ويتألم الشرك الوثني بكل عناصره ،والغدر اليهودي بكل تاريخه ،ويشتد الأمر علي النبي وأصحابه ،قريش وغطفان من خارج المدينة
،اليهود والمنافقين من الداخل ،القران يصور هذا الموقف " إذ جاءوكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذ ذابت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنون *
هنالك ابتلى المؤمنون وزلزلوا زلزالا شديدا " (الأحزاب/11:10) .
في هذه الساعات العصيبة التي يتلاشي فيها عود الأمل ، ويخبوا فيها شعاع الرجاء ،ولا يفكر المرء إلا في الخلاص والنجاة ،النبي يشارك مع أصحابة في حفر
الخندق لصد الغزاة وتعويق الطغاة الطامعين العتاة ،يحدث النبي أصحابة عن الغد المأمول والمستقبل المرجو حين يفتح الله عليهم بلاد كسري بفارس ،وبلاد قيصر
بالشام ،وبلاد اليمن بالجزيرة حديث الواثق المطمئن المؤمل فيما عند الله حتي أثار المنافقين : إن محمدا يعدنا كنوز كسري وقيصر ،وأحدنا لايأمن أن يذهب إلي
الخلاء وحده " وإذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا "(الأحزاب/12) .
، و في الهجرة من مكة ،والنبي خارج من بلده خروج المطارد المضطهد الذي يغير الطريق ،ويأوي إلي الغار ،ويسير بالليل ،ويختفي بالنهار ... وفي الطريق يلحقه
الفارس المغامر سراقة بن مالك وفي رأسه أحلام سعيدة بمائه ناقة من حمر النعم -
جائزة قريش لمن يأتي برأس محمد حيا أو ميتا –
ولكن قوائم جواده تسوخ في
الأرض ويدركه الوهن ،وينظر إليه الرسول ،ويكشف الله له عن الغيب المستور لدينه فيقول له:
(يا سراقة ؛ كيف بك إذا ألبسك الله سواري كسري ) ؟فيعجب الرجل
ويبهت ويقول :كسري بن هرمز ؟فيقول :
((نعم)) .فيتحول قلب سراقة من طالب لمحمد صلي الله عليه وسلم إلي حارس له يعمي القوم عنه "واعلموا ان يحول بين
المرء وقلبه وانه إليه ترجعون " الأنفال ، والدعاة يسلكون نفس طريق الانبياء ، لايبدلونولا يحيدون أملا وعملا ، تضحية وجهادا ، سلوكا واخلاقا ، وهذا قول أحد دعاة
القرن وشهداء الدعوة الامام الشهيد حسن البنا رحمه الله ": لا تيأسوا فليس اليأس من أخلاقالمسلمين ...
وحقائق اليوم أحلامالأمس وأحلام اليوم حقائق الغد ...
ولا زال في الوقت متسع ..
ولا زالت عناصر السلامة قوية عظيمة في نفوسشعوبكم المؤمنة رغم طغيان مظاهر الفساد ..
والضعيف لا يظل ضعيفا طول حياته ..
والقوي لا تدوم قوته أبد الأبدين ..
وبدأت – بفضل الله –أحلام الامس تتحقق علي أرض اليوم ..إ
نما تحتاج لمزيد من العمل و الأمل ...!!
أصحاب الثورات الآن يتعرضون إلي مؤامرات في نطاق واسع ، لذلك فهم في حاجة الي تنظيم دقيق وجهاد متصل وكذلك متسع من الأمل بالتوازي مع الثورات
المضادة والمؤامرات الحاقدة ...!! اللهم اجعل بلادنا وسائر بلاد المسلمين في امن وسلام ، اللهم ارفع مقتك وغضبك عنا ولا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا اللهم اجعلنا مهاجرين إليك متوكلين عليك
واثقين في معيتك ، مستعينين بك ...
اللهم احشرنا مع المهاجرين والأنصار والصالحين والأخيار ، والمرسلين الأطهار ،،والشهداء الإبرار اللهم فقهنا في ديننا ، وفهمنا شرعة ربنا، اللهم ارزقنا الإخلاص في
القول والعمل ،ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ،وصلي اللهم علي سيدنا محمد وعلي أهله وصحبه وسلم،والحمد لله رب العالمين .
|
|