ثروت Admin
عدد المساهمات : 1166 تاريخ التسجيل : 18/06/2014 الموقع : خى على الفلاح
| موضوع: هل يمكن لأرواح الأنبياء والصحابة وآل البيت التواصل مع البشر الجمعة فبراير 09, 2018 10:18 pm | |
| هل يمكن لأرواح الأنبياء والصحابة وآل البيت التواصل مع البشر
السؤال : كنت أريد اخذ رأي حضرتكم في أمر بالغ الأهمية نحن أسره على خلق وتدين ملتزمون بقراءة القرآن والصلاة والتسبيح دائما ومنذ فتره تعرفنا على رجل من أسرة بني هاشم وأخذ يحدثنا عن كرامات لأخيه الذي دخل الخلوة منذ ثلاثون عاما ولا يأكل ولا يشرب وكان يحدث القطط ويرى الرؤى وتتحقق وأخبرته أمي أنها رأت السيدة نفيسة في الرؤيا فنصحها بزيارتها وأخذ يحثنا على زيارة قبور آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم .. السيدة نفيسة رضي الله عنها والحسين رضي الله عنه .. مع الحفاظ على آداب زيارة القبور بإلقاء السلام عليهم وقراءة الفاتحة وأن تخبر السيدة نفيسة أنها لبت دعوتها وعندما ذهبت أمي سمعت من يهمس في إذنها وأخبرتها أنها السيدة نفيسة ونصحتها بأن تتقي الله وتقرأ سورة الصافات والدخان والمؤمنين وخرجت أمي وبعدها بفترة قليله بدأت تحدث مثل هذه الأشياء في منزلنا وزيارة من الأنبياء والصحابة وآل بيت رسول الله ونشعر بهم وانأ فقط رأيت السيدة نفيسة يقظة مرتين وأنا أبلغ من العمر 32 عاما وأم لطفلين وأمي 55 عاما وأختي 20 عاما وهم يتواصلون معنا بالهمس وينصحوننا بأشياء عديدة كالصلاة وقراءة القرآن أو عمل الخير أو غيرها من الأمور وعندما سألنا الرجل الذي سبق وأخبرتكم عنه أخبرنا بأن ما يحدث معنا صحيح وأخذ يخبرنا عن مواقف ومعجزات عاصرها مع أخيه وبعض شيوخ الصوفية ولكن بقي في القلب شك وريبه لعلمي أن لايمكن للأرواح أن تتواصل مع البشر والأمر بدأ في التطور وعند زيارة أمي قبور ذويها بدؤوا بالتواصل معها أيضا وأخيرا أمرونا بالاختلاء ساعة في اليوم وعبادة الله ولا أعلم من هم هل يمكن لأرواح الأنبياء والصحابة وآل البيت التواصل مع الناس ؟
الجواب : الحمد لله رؤية الأنبياء والصالحين بعد موتهم، وتواصل أرواحهم مع الأحياء، ومحادثتهم بالهمس، من بدع الصوفية وضلالاتهم. قال شيخ الإسلام رحمه الله في "مجموع الفتاوى" (27/391-393) : "وَالضُّلَّالُ مَنْ أَهْلِ الْقِبْلَةِ يَرَوْنَ مَنْ يُعَظِّمُونَهُ: إمَّا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإِمَّا غَيْرُهُ مِنْ الْأَنْبِيَاءِ يَقَظَةً وَيُخَاطِبُهُمْ وَيُخَاطِبُونَهُ. وَقَدْ يَسْتَفْتُونَهُ وَيَسْأَلُونَهُ عَنْ أَحَادِيثَ فَيُجِيبُهُمْ. وَمِنْهُمْ مَنْ يُخَيَّلُ إلَيْهِ أَنَّ الْحُجْرَةَ قَدْ انْشَقَّتْ ، وَخَرَجَ مِنْهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَعَانَقَهُ هُوَ وَصَاحِبَاهُ. وَمِنْهُمْ مَنْ يُخَيَّلُ إلَيْهِ أَنَّهُ رَفَعَ صَوْتَهُ بِالسَّلَامِ ، حَتَّى وَصَلَ مَسِيرَةَ أَيَّامٍ ، وَإِلَى مَكَانٍ بَعِيدٍ. وَهَذَا وَأَمْثَالُهُ أَعْرِفُ مِمَّنْ وَقَعَ لَهُ هَذَا وَأَشْبَاهَهُ عَدَدًا كَثِيرًا. وَقَدْ حَدَّثَنِي بِمَا وَقَعَ لَهُ فِي ذَلِكَ ، وَبِمَا أَخْبَرَ بِهِ غَيْرَهُ مِنْ الصَّادِقِينَ ، مَنْ يَطُولُ هَذَا الْمَوْضِعُ بِذِكْرِهِمْ. وَهَذَا مَوْجُودٌ عِنْدَ خَلْقٍ كَثِيرٍ ، كَمَا هُوَ مَوْجُودٌ عِنْدَ النَّصَارَى وَالْمُشْرِكِينَ . لَكِنْ كَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ يُكَذِّبُ بِهَذَا ، وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ إذَا صَدَّقَ بِهِ يَظُنُّ أَنَّهُ مِنْ الْآيَاتِ الْإِلَهِيَّةِ ، وَأَنَّ الَّذِي رَأَى ذَلِكَ رَآهُ لِصَلَاحِهِ وَدِينِهِ. وَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّهُ مِنْ الشَّيْطَانِ ، وَأَنَّهُ بِحَسَبِ قِلَّةِ عِلْمِ الرَّجُلِ يُضِلُّهُ الشَّيْطَانُ. وَمَنْ كَانَ أَقَلَّ عِلْمًا ، قَالَ لَهُ مَا يُعْلَمُ أَنَّهُ مُخَالِفٌ لِلشَّرِيعَةِ خِلَافًا ظَاهِرًا. وَمَنْ عِنْدِهِ عِلْمٌ مِنْهَا : لَا يَقُولُ لَهُ مَا يُعْلَمُ أَنَّهُ مُخَالِفٌ لِلشَّرِيعَةِ ، وَلَا مُفِيدًا فَائِدَةً فِي دِينِهِ؛ بَلْ يُضِلُّهُ عَنْ بَعْضِ مَا كَانَ يَعْرِفُهُ ؛ فَإِنَّ هَذَا فِعْلُ الشَّيَاطِينِ ، وَهُوَ ، وَإِنْ ظَنَّ أَنَّهُ قَدْ اسْتَفَادَ شَيْئًا ؛ فَاَلَّذِي خَسِرَهُ مِنْ دِينِهِ أَكْثَرُ. وَلِهَذَا لَمْ يَقُلْ قَطُّ أَحَدٌ مِنْ الصَّحَابَةِ: إنَّ الْخَضِرَ أَتَاهُ ، وَلَا مُوسَى وَلَا عِيسَى ، وَلَا أَنَّهُ سَمِعَ رَدَّ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيْهِ. وَابْنُ عُمَرَ كَانَ يُسَلِّمُ إذَا قَدِمَ مِنْ سَفَرٍ ، وَلَمْ يَقُلْ قَطُّ إنَّهُ يَسْمَعُ الرَّدَّ. وَكَذَلِكَ التَّابِعُونَ وَتَابِعُوهُمْ ؛ وَإِنَّمَا حَدَثَ هَذَا مِنْ بَعْضِ الْمُتَأَخِّرِينَ . وَكَذَلِكَ لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ مِنْ الصَّحَابَةِ - رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ - يَأْتِيهِ فَيَسْأَلُهُ عِنْدَ الْقَبْرِ عَنْ بَعْضِ مَا تَنَازَعُوا فِيهِ ، وَأَشْكَلَ عَلَيْهِمْ مِنْ الْعِلْمِ ؛ لَا خُلَفَاؤُهُ الْأَرْبَعَةُ ، وَلَا غَيْرُهُمْ. مَعَ أَنَّهُمْ أَخَصُّ النَّاسِ بِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؛ حَتَّى ابْنَتُهُ فَاطِمَةُ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - لَمْ يَطْمَعْ الشَّيْطَانُ أَنْ يَقُولَ لَهَا: اذْهَبِي إلَى قَبْرِهِ فَسَلِيهِ : هَلْ يُورَثُ أَمْ لَا يُورَثُ" انتهى . فهذه المرئيات من وساوس الشيطان، ومن تلاعب الجن بالإنس ، وإضلالهم لمن يطيعهم من بني آدم . قال شيخ الإسلام في "الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان" (1/174) : "ومنهم من يرى أشخاصا في اليقظة ، يدعي أحدهم أنه نبي أو صديق أو شيخ من الصالحين . وقد جرى هذا لغير واحد ، وهؤلاء منهم من يرى ذلك عند قبر الذي يزوره، فيرى القبر قد انشق وخرج إليه صورة، فيعتقدها الميت، وإنما هو جني تصور بتلك الصورة . ومنهم من يرى فارسا قد خرج من قبره ، أو دخل في قبره، ويكون ذلك شيطانا . وكل من قال: أنه رأى نبيا بعين رأسه فما رأى إلا خيالا" انتهى . وقد أنكر العلماء على من ادعى رؤية النبي صلى الله عليه وسلم في اليقظة ، فكيف بغيره من الأنبياء والصالحين.
قال القرطبي في "المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم" (6/23): "اختلف في معنى الحديث، فقال قوم من القاصرين: هو على ظاهره، فمن رآه في النوم رآه على حقيقته، كمن يراه في اليقظة سواء . وهو قول يُدْرَك فساده ببادئ العقل ؛ إذ يلزم عليه أن لا يراه أحد إلا على صورته التي مات عليها، وأن لا يراه اثنان في وقت واحد في مكانين ، وأن يحيا الآن، ويخرج من قبره ، ويمشي في الأسواق، ويخاطب الناس ويخاطبوه، ويخلو قبره عنه ، فيزار مجرد القبر، ويسلم على غائب، لأنه يُرى ليلا ونهارًا ، على اتصال الأوقات !! وهذه جهالات ، لا يلتزمها من له أدنى مسكة من عقل ؛ وملتزم ذلك مختل مخبول" انتهى . وقال ابن الجوزي في "صيد الخاطر" (ص 534): "من ظن أن جسد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- المودعَ في المدينة خرج من القبر، وحضر في المكان الذي رآه فيه : فهذا جهل ؛ لا جهلَ يُشبهه. فقد يراه في وقتٍ واحدٍ ألفُ شخص، في ألف مكان، على صور مختلفة، فكيف يتصور هذا في شخص واحد" انتهى .
وينظر أيضا حول ضلالات مخاطبي الأرواح ، والمتواصلين معهم : كتاب "الروحية الحديثة" ، لفضيلة الدكتور محمد محمد حسين ، رحمه الله . والنصيحة في ذلك : البعد عن البدع وأهلها ، والتمسك بما كان عليه سلف الأمة ، ومطالعة كتب العقيدة الصحيحة فمن ذلك كتب شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم ، وسماع شروح الشيخ ابن باز وابن عثيمين وأمثالهم. والله أعلم
| |
|