أبو أحمد المشرف العام للمنتديات
عدد المساهمات : 87 تاريخ التسجيل : 05/11/2016
| موضوع: إنما يوفى الصابرون أجرهم الخميس ديسمبر 08, 2016 7:31 pm | |
| الحمد لله رب العالمين، وعد الصابرين أن يوفيهم أجرهم بغير حساب، أحمده سبحانه حمدا يليق بجلال وجهه وعظيم سلطانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبد الله ورسوله، وصفيه من خلقه وحبيبه، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد: فأوصيكم عباد الله ونفسي بتقوى الله جل وعلا، قال الله تعالى يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون) وقال سبحانه ( فبشر عباد* الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه﴾
أيها المؤمنون: خلق الله تعالى الإنسان، وقد يبتليه في هذه الدنيا، قال عز وجل ( إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا) فأمره ونهاه، ووعده بالجنة إن أطاع، وحذره من النار إن عصى، وجعل الطريق إلى الجنة محفوفا بالمكاره، والطريق إلى النار محفوفا بالشهوات، ولا يقوى الإنسان على ما تكره نفسه إلا بالصبر، ولا يصبر إلا إذا امتلأ قلبه بحب الله عز وجل، ومن صبر نال المراد وبلغ المنزلة، قال تعالى والله يحب الصابرين)
والصبر هو منع النفس من الجزع، وكفها عن الشكوى من ألم البلوى، وقيل هو : الوقوف على البلاء بحسن الأدب، وسمي الصبر صبرا لأن مرارته على النفس تشبه مرارة دواء الصبر المعروف، والصبر خلق رفيع، وقد جعل الله سبحانه الصبر حصنا لا يهدم، وملاذا لا يثلم, وأمر الله تعالى به عباده، فالصبر هو العطاء الذي لا ينتهي ثوابه، قال تعالى (إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب) وقد كتب الله عز وجل الخير للصابرين، فقال سبحانه وتعالى وأن تصبروا خير لكم) وقال سبحانه (ولئن صبرتم لهو خير للصابرين) وهو خير عطاء يعطاه العبد في الدنيا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « ما أعطى أحد عطاء خيرا وأوسع من الصبر» أيها المسلمون: من اتخذ الصبر طريقا له بلغ منازل الآخرة، فهو كما قال صلى الله عليه وسلم :« والصبر ضياء» وللصبر أنواع، فصبر عن المعاصي، وصبر على الطاعة، وصبر عند الشدائد، وقد قال الله تعالى آمرا بالصبر على الطاعات يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين) والصلاة فريضة متكررة تحتاج إلى صبر وجهد, قال تعالى (وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسألك رزقا نحن نرزقك والعاقبة للتقوى)
وقد قيل : الصبر عن معصية الله أهون من الصبر على عذاب الله. فطوبى لمن اجتهد فيما أمره الله تعالى، واجتنب ما نهاه عنه، وآثر الآخرة على الدنيا، ونهى النفس عن الهوى، وأمسك عن الشهوات، وقهر النفس بترك الزلات والسيئات، فيكون متصفا بالصبر عن معاصي الله تعالى.
عباد الله: وأما الصبر على البلاء والابتلاء، فالسعيد من اغتنم الحكمة من الابتلاء فصبر، قال تعالى (ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين) وليس ذلك إلا لمن آمن بربه، ورضي بما قدر له، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « عجبا لأمر المؤمن، إن أمره كله خير، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له» ولذا كان الجزاء لمن صبر على ما أصابه المغفرة من الله والرحمة، قال تعالى الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون* أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون) فاللهم ارزقنا الصبر وجملنا به، ووفقنا جميعا لطاعتك وطاعة رسولك محمد صلى الله عليه وسلم وطاعة من أمرتنا بطاعته, عملا بقولك يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم)
نفعني الله وإياكم بالقرآن العظيم، وبسنة نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم
| |
|