ثروت Admin
عدد المساهمات : 1166 تاريخ التسجيل : 18/06/2014 الموقع : خى على الفلاح
| موضوع: حبس القطر الجمعة سبتمبر 19, 2014 6:42 pm | |
|
حبس القطر إن الحمدَ للهِ نحمدُهُ ونستعينُهُ ونستغفرُهُ ، ونعوذُ به من شرورِ أنفسِنا ومن سيئاتِ أعمالِنا ، من يهدِهِ اللهُ فلا مضلَّ له ومن يضللْ فلا هاديَ له ، وأشهدُ أن لا إله إلا اللهُ وحده لا شريكَ له وأشهدُ أن محمداً عبدُهُ ورسولُهُ (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ) (يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ) (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا*يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً): أما بعدُ :أيها الأخوةُ في الله من حِكمَتِ اللهِ تَبَاركَ وتعالى ، أن لا يُديمَ عبادَهُ على حالةٍ واحدةٍ ، بل يبتليهِم بالسراءِ والضراءِ ، ويتعاهدُهم بالشدةِ والرَّخَاءِ ، ويمتحنُهم ، خيراً وشراً، نِعَماً ونِقَماً، مِحَناً ومِنَحاً،يقولُ سُبحانه (وَنَبْلُوكُم بِٱلشَّرّ وَٱلْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ) ويقول (وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْء مّنَ ٱلْخَوفْ وَٱلْجُوعِ وَنَقْصٍ مّنَ ٱلأمَوَالِ وَٱلأنفُسِ وَٱلثَّمَرٰتِ وَبَشّرِ ٱلصَّـٰبِرِينَ) وَمِنْ ابتلاءِ اللهِ لعبادِهِ ، حَبسُ القَطرِ عنهُم ، أو تأخيرِهِ عليهم ، أو نزعِ بركتِهِ منهم ، مع ما للمطرِ من المنافعِ العظيمةِ ، للناسِ والبهائمِ ، والزروعِ ، والثِّمَارِ، وما في تأخيرِهِ ، من كثيرٍ من المضارِّ. وللغيثِ أسباباً جالبةً وأُخرى مانعةً ، فهل سألنا أنفسَنا ونحنُ في مواسمِ الغيثِ: هل أخذنا بأسبابِنزولِهِ ، أم قد نكونُ نحنُ بأفعالِنا سبباً في منعِهِ ؟ يقولُ سبحانه: ( وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ ٱلْقُرَىٰ ءامَنُواْ وَٱتَّقَوْاْ لَفَتَحْنَاعَلَيْهِم بَرَكَـٰتٍ مّنَ ٱلسَّمَاء وَٱلأرْضِ وَلَـٰكِن كَذَّبُواْفَأَخَذْنَـٰهُمْ بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ)ويقولُ سُبحانه(وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقاً) فَلنحاسبَ أنفسَنا ، ألم نقصِّرْ في تحقيقِ الإيمانِ والتقوى؟!كيفَ أحوالُنا مع التوحيدِ ؟ الذي هو حقُّ اللهِ على العبيد ،كيفَ يدعي التوحيدَ ؟ من يذهبُ إلى الكهنةِ والمنجمين والعرافينَ والمشعوذينَ والسحرة ، ما مِيزانُ الصلاةِ عِندنا ، وهي ثاني أركانِ الإسلامِ ، والفارقُ بينَ الكُفرِ والإيمانِ؟! لقد خَفَّ مِقْدَارُها، وطاشَ ميزانُها، عندَ كثيرٍ من الناسِ اليوم ، إلاَّ من رحمَ اللهُ ، وقليلٌ ما هُم ، وإذا سألتَ عن الزكاةِ المفروضةِ وإخراجِها ، ترى العجبَ العجابَ، مِنْ بُخلِ بعضِ الناسِ وتقصيرِهم في أدائِها ، مِمَّا نَزَعَالبركةَ من الأموالِ ، وكان سبباً كبيراً في منعِ القطرِ من السماءِ ، أخرجَ البيهقيُّ والحاكمُ وصححَهُ من حديثِ ابنِ عمرَ رضي اللهُ عنهما أن رسولَ الله ِe قالَ : { ولم ينقصْ قومٌ المكيالَ والميزانَ إلاَّ أُخذوا بالسنينَ وشدةِ المئونةِ وجورِ السلطانِ عليهم ، ولم يمنعوا زكاةَأموالِهم إلا مُنعوا القطرَ من السماءِ، ولولا البهائمُ لم يمطروا} وفي المسندِ من حديث أم سلمة: { إِذَا ظَهَرَتِ الْمَعَاصِى فِى أُمَّتِى عَمَّهُمُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِعَذَابٍ مِنْ عِنْدِهِ }فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَمَا فِيهِمْ يَوْمَئِذٍ أُنَاسٌ صَالِحُونَ ؟ قَالَ { بَلَى } قَالَتْ فَكَيْفَ يَصْنَعُ أُولَئِكَ قَالَ { يُصِيبُهُمْ مَا أَصَابَ النَّاسَ ثُمَّ يَصِيرُونَ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ } لقد ظهرتِ المنكراتُ ، وعَمَّتِ المحرماتُ، فيكثيرٍ من المجتمعاتِ، فلم يتمعَّرْ منها وجهٌ ، ولم يشمئزَّ منها قلبٌ ، إلاَّ مَنْ عَصَمَ اللهُ ، قَتلٌ وزِنا ، وظُلمٌ ورِبَا ، وسحرٌ وعطفٌ ، وسَحَرةٌ ومُشعوذِون ، وخمُورٌ ومسكراتٌ ، ومجونٌ ومخدراتٌ ، وفي مجالِ المعاملاتِ ، غشٌ وتزويرٌ، وبخسٌ ومماطلةٌ ورَشَاوي ، في انتشارٍ رهيبٍ للمكاسبِ المحرمةِ ، والمعاملاتِ المشبوهةِ ، وتساهلٌ في حقوقِ العبادِ ،ومُماطَلةٌ في رواتِب العُمَّالِ والخدَم ، والنبي eيقول{ أعْطُوا الأَجِيرَ أَجْرَهُ قَبْلَ أَنْ يَجِفَّ عَرَقُهُ } وعلى الصعيدِ الاجتماعي ، هُناكَ مُشْكِلاتٌ أُسريةٌ معقدةٌ ، وعِلاقاتٌ اجتماعيةٌ مفككةٌ ، سادَ كثيرٌ من القلوبِ ، العقُوقَ والقطيعة ، والحقدَ والضغينةَ ، والحسدَ والبغضاءَ ،والحقدَ والشحناءَ ، وقُلْ مِثلَ ذلك ، في مظاهرِ التبرجِ والسفورِ والاختلاطِ ، وما أفرزتْهُ موجاتُ التغريبِ ، من مساوئَ في النساءِ والشبابِ ، مما يثيرُ الفتنةَ ، ويشحذُ الغريزةَ ، من مظاهرَ محرمةٍ ،وصورٍ ماجنةٍ ، وأفلامٍ وقنواتٍ فضائيةٍ خَليعةٍ ، حتى ضَعُفتْ الغَيرةُ في النفوسِ ، وقلَّ التآمرُ بالمعروفِ ، والتناهي عن المنكرِ، مع أنه قِوامُ هذا الدينِ ، وبهِ نالتْ هذهالأمةُ الخيريةَعلى العالمينَ ، يُروى عن مالكِ بنِ دينارٍ أنه قالَ : أصابَ بني إسرائيلَ بلاءٌ ، فخرجوا مخرجاً ، فأوحىاللهُ عزَّ وجل ، إلى نبيِّّهم أن أخبِرْهُم ، أنَّكم تَخرجونَ إلى الصعيدِ ،بِأبدانٍ نجِسةٍ ، وترفَعُونَ إليَّ ، أكُفاً قد سفكتُم بها الدِّماءَ ، وملأتم بهابُيوتَكم من الحرامِ ، الآن اشتدَّ غضبي عليكم ، ولن تزدادوا منِّي إلىَّ بُعداً ،فلنحذرْ أيها الأخوةُ من الذنوبِ والمعاصي ، فإنَّها ، هي سببُ خرابِ الدُّنيا والآخرةِ ، وهي سببُ الشّقاءِ في العاجلِ والآجلِ ،لها شُؤمٌ عظيمٌ ، وخَطبٌ جسيمٌ ، ولا نجاةَ من شُؤمِها ، ولا سلامةَ من شرِّها ،إلاَّ بالإقلاعِ عنها ، والتوبةِ مِنهَا ، وردِّ المظالمِ إلى أهلِها ، ( إِنَّ اللهَ لا يُغَيّرُ مَا بِقَومٍ حَتَّى يُغَيِّروا مَا بِأنفُسِهِم ، وَإِذَا أَرَادَ اللهُ بِقَومٍ سُوْءاً ، فَلاَ مَرَدَّ لَه ، وَمَالَهُم مِن دُونِهِ مِنْ وَالٍ ) ألا فلنتَقِ اللهَ أيها الإخوةُ في الله ، ولنتبْ إليهِ من جميعِ الذنوبِ والمعاصي ، بارك الله لي ولكم في القران العظيم ونفعني وإيّاكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول ما تسمَعون، وأستغفر الله لي ولكم ولسائرِ المسلمين من كلّ ذنب وخطيئة فاستغفِروه يغفر لكُم ، فقد فاز المستغفِرون
| |
|