ثروت Admin
عدد المساهمات : 1166 تاريخ التسجيل : 18/06/2014 الموقع : خى على الفلاح
| موضوع: الخوف من الشرك الجمعة سبتمبر 12, 2014 4:31 pm | |
| الحمد لله أعزنا بتوحيده وطاعته، وحذرّنا الشرك ومعصيته، أحمده سبحانه وأشكره على جزيل نعمائه وسابغ عطائه ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له في أُلوهيته وفي ربوبيته وفي أسمائه وصفاته تقدس وتنزه عن شريك ووالد ولد وند ومثيل ونظير ( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) ، وأشهد أن محمده عبده ورسوله إمام الموحدين وقائد الغر المحجلين صلى الله عليه وعلى آله وصحبه الغر الميامين وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين أما بعد فأُوصيكم أيها الناس ونفسي بتقوى الله عز وجل فهي حصنكم من الشرك بعد الله وحِفظُ توحيدِكم ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون) . أيها الناس :إن الله سبحانه وتعالى أرسل الرسل؛ لدعوة الناس لتوحيده وعبادته، وتحذيرهم من الشرك ، فكل الأنبياء خافوا الشرك وحذروا أقوامهم منه قال الله عز وجل {إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء} قال النووي رحمه الله تعالى: أما دخول المشرك النار فهو على عمومه فيدخلها ويخلد فيها. ولا فرق بين الكتابي اليهودي والنصراني وبين عبدة الأوثان وسائر الكفرة. ولا فرق عند أهل الحق بين الكافر عنادا وغيره. ولا بين من خالف ملة الإسلام وبين من انتسب إليها ثم حكم بكفره بجحده وغير ذلك. وأما دخول من مات غير مشرك الجنة فهو مقطوع به لكن إن لم يكن صاحب كبيرة مصرا عليها ومات على ذلك فهو تحت المشيئة فإن عفي عنه دخل الجنة أولا وإلا عذب في النار ثم أخرج منها وأدخل الجنة.. ، وقال الخليل عليه السلام: {واجنبني وبني أن نعبد الأصنام} . أيها المسلمون :إن نبينا صلى الله عليه وسلم خاف على أمته من الشرك وحذّرهم قائلا: " أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر، فسئل عنه؟ فقال: " الرياء وعن ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: " من مات وهو يدعو من دون الله ندا دخل النار " رواه البخاري ". ولمسلم عن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: " من لقي الله لا يشرك به شيئا دخل الجنة، ومن لقيه يشرك به شيئا دخل النار " ، و قال صلى الله عليه وسلم فيما صح عنه: " إنه لم يكن نبي قبلي إلا كان حقا عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم، وينذرهم شر ما يعلمه لهم " إخوة العقيدة: إن الأمن على التوحيد وترك تعلمه طريقٌ للوقوع في الشرك وأدرانه؛ لأن الأنبياء خافوا الشرك على أنفسهم وعلى أتباعهم قال الأمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله: والدليل على ذلك أيضا ما حكى الله عن بني إسرائيل مع إسلامهم وعلمهم وصلاحهم، أنهم قالوا لموسى: اجعل لنا إلها كما لهم آلهة. وقول أناس من الصحابة: «اجعل لنا ذات أنواط فحلف النبي - صلى الله عليه وسلم - أن هذا نظير قول بني إسرائيل، اجعل لنا إلها» حكم من وقع من المسلمين في نوع من الشرك جهلا ثم تاب منه ولكن للمشركين شبهة يدلون بها عند هذه القصة، وهي أنهم يقولون: إن بني إسرائيل لم يكفروا، وكذلك الذين قالوا اجعل لنا ذات أنواط لم يكفروا. فالجواب أن نقول: إن بني إسرائيل لم يفعلوا ذلك، وكذلك الذين سألوا النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يفعلوا ذلك، ولا خلاف أن بني إسرائيل لو فعلوا ذلك لكفروا. وكذلك لا خلاف في أن الذين نهاهم النبي - صلى الله عليه وسلم - لو لم يطيعوه واتخذوا ذات أنواط بعد نهيه لكفروا، وهذا هو المطلوب، ولكن هذه القصة تفيد أن المسلم بل العالم قد يقع في أنواع من الشرك لا يدري عنها فتفيد التعلم والتحرز، ومعرفة أن قول الجاهل (التوحيد فهمناه) أن هذا من أكبر الجهل ومكائد الشيطان. وتفيد أيضا أن المسلم المجتهد إذا تكلم بكلام كفر وهو لا يدري فنبه على ذلك فتاب من ساعته أنه لا يكفر كما فعل بنو إسرائيل، والذين سألوا النبي - صلى الله عليه وسلم -. تفيد أيضا أنه لو لم يكفر فإنه يغلظ عليه الكلام تغليظا شديدا كما فعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم –
| |
|