ثروت Admin
عدد المساهمات : 1166 تاريخ التسجيل : 18/06/2014 الموقع : خى على الفلاح
| موضوع: حوار مع طفل فلسطيني الجمعة أغسطس 08, 2014 1:14 am | |
| رأيت طفلا جريحا ساقطا على الأرض، مغميا عليه، فأخذته وداويته، فلما شفي وفتح عينيه قلت له: من أنت؟ قال: أنا طفل فلسطيني، قلت: ماذا أصابك؟ قال: سقطت قذيفة على بيتنا فاستشهد والدي ووالدتي وجميع أخواني، فحسبي الله ونعم الوكيل، وأنا سأستمر بالمقاومة حتى نحرر أرضنا ونرفع راية النصر -بإذن الله-، ولو كلفنا ذلك أن نقدم كل أرواحنا فنحن جيل الفتح الثالث، قلت باستغراب: ثالث!! ماذا تقصد بالثالث؟ قال: لقد حرر عمر الفاروق فلسطين فهذا هو الفتح الأول، ثم الفتح الثاني بقيادة صلاح الدين، ونحن إن شاء الله جيل الفتح الثالث.
قلت: ولكن الصهاينة يملكون أقوى الجيوش في العالم، فكيف تنتصرون عليهم؟ قال: هل مر عليك بالدنيا من يملك بقوة جيشه يخاف من شعب أعزل، سلاحه من صنع يده وقوته بإيمانه وقرآنه؟ ومع ذلك يستنجدون ويطلبون الدعم من القوى الكبرى، ويخافون من المواجهة فيقتلون الأطفال والنساء ويهدمون المساجد والمدارس والمستشفيات، فنحن على الرغم من حصارنا لمدة ثماني سنوات، إلا إننا قاومنا الظلم وتعايشنا مع الواقع، مستعينين بالله تعالى، فصنعنا الصواريخ وحفرنا الأنفاق وقدمنا الشهداء، ونفتخر بأن لدينا أعلى نسبة حفاظ للقرآن، وأعلى نسبة خصوبة بالعالم، ففي العام الماضي تم انجاب (57804) أطفال، بينما نسبة الوفيات مقارنة بالمواليد من (1 إلى 25) وهذا كله يعطينا قوة وشجاعة لمقاومة الصهاينة، ففي شهر يوليو من عام 2010 كان عدد المواليد 4006، يعني بواقع 129 طفلا يوميا، مقابل 5 حالات وفاة يوميا، فإن كانوا هم يملكون (القنبلة الذرية فنحن نملك الذرية وهي أهم).
قلت: عجيب أمرك فعمرك صغير وكلامك كبير، قال: إن الحقيقة لا تعرف العمر، وغزة هي بلد المعجزة، ولعلك تتابع وسائل الإعلام، فهل مر عليك في حياتك ما تشاهده اليوم من جبن اليهود وخوف الصهاينة!! فنحن أكثر بلد في العالم قدم أطفالا شهداء، وقدوتنا قصة الطفل الذي قال لأمه في حادثة أصحاب الإخدود: يا أماه أصبري فإنك على الحق، فنحن كلنا مثل ذلك الطفل، وهل تعلم أن الشهر الماضي غادر تل أبيب أكثر من مليون شخص؛ خوفا من صواريخنا، وأن اقتصاد اسرائيل بدأ يتأرجح بسبب خسائرها للسياحة الصيفية، وأنها خسرت سمعتها الأخلاقية عالميا.
قلت: ما شاء الله لديك وعي سياسي واضح، فأنت طفل مميز، قال: نعم أنا طفل تفرحني اللعبة وتسعدني الشوكالاته، ولكني أصبح كل يوم على أسلاك شائكة وأصوات المدافع، ولا أعرف ماذا سآكل أو أتعلم أو هل سأعيش باقي يومي أم لا؟ فاليهود أشد الناس عداوة، وقد وصفهم الله بقوله «لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا»، واليهود لعبتهم الإعلام فلديهم القدرة على اقناعك بأن الحق معهم، وهم أكثر الشعوب كذبا وخداعا، ولهذا أعطى الله موسى -عليه السلام- تسع معجزات؛ لإقناعهم، ومع هذا لم يؤمنوا به «ولقد آتينا موسى تسع آيات».
قلت: أنا سعيد بقوة ايمانك ووضوح رؤيتك، قال: نحن من صغرنا نتعلم أن أرضنا هي أرض رباط وأن الله قد اختارنا لأشرف مهمة، وهي: تحرير المسجد الأقصى، وبالمناسبة فإن الصهيونية هي حركة سياسية عنصرية تهدف لإقامة دولة اليهود في فلسطين، فنحن نعمل لتحرير أرضنا وكذلك نحن نحميكم في بلدانكم من زحف اليهود إليكم، قلت: كلامك صحيح، وأنا لم أفكر بهذه الزاوية لأن الصهاينة لهم تطلعات استراتيجية.
قال: نحن ألفنا الدموع والآلام والجراح والدماء حتى صرنا نشاهدها كل يوم، ولكن دمنا عند الله أطيب من ريح المسك، وآلامنا هي آمالنا، فقد كنا (أطفال الحجارة) لكننا اليوم نحن (أطفال الصواريخ) وقريبا ستسمع لنا مسمى جديدا وهو (أطفال الفتح)، فقد تم ولادة فلسطيني جديد لا يعرفه الناس، ولهذا نحن مستهدفون من قبل الصهاينة لأننا نحن جيل الفتح، وقد سمانا الحاخام (يسرائيل) رئيس معهد تسوميت (عملاق هذا العصر)، والفضل كله يعود لتربية أمهاتنا الفلسطينيات المتميزات وآبائنا الأبطال، فهم يستحقون الدرع الذهبية؛ على حسن تربيتهم لنا.
قلت: والله أخجلتني وأنا أقارن بين همة الطفل الفلسطيني وطموحه واهتمامه، وبين همة أطفالنا وطموحهم، قال: تعلموا منا فنحن تجربة عملية تربوية لصناعة الطفل القائد، ثم ابتسم وقال: هل تعرف كم نسبة الأطفال في المجتمع الفلسطيني؟ قلت له: لا، قال: حسب احصائية عام 2000 فإن الذين تقل أعمارهم عن 18 سنة على مستوى فلسطين 50% وعلى مستوى غزة 56%، أما الآن فهي بازدياد وهذا الذي يرعب اسرائيل لأنهم يستوردون البشر ونحن ننتج البشر وبخصوبة عالية كذلك والحمد لله.
قلت: أصارحك القول، لقد كنت أحدث نفسي وأنا أعالج جراحك وأقول في نفسي هذا طفل يتيم ومسكين ولكني اكتشفت بعد حواري معك، أني أنا اليتيم المسكين، فقد تعلمت منك دروسا لا تدرس بالجامعات، فنسأل الله أن يوفقكم وينصركم، فنحن معكم ندعمكم بكل ما نملك حتى نساهم بالفتح معكم إن شاء الله، فابتسم ونظر إليّ بنظرة اعجاب، وقال: كن مطمئنا (إن معي ربي سيهدين) وأبشر.. فإن النصر قريب، لأن الله معنا، وإن تخلى كل الناس عنا (حوار تخيلته مع طفل فلسطيني)
د. جاسم المطوع | |
|