منتديـــــــــات حى على الـــــــــــــــــفلاح الإســــلامى
 يزعمون أنه تفوح منه رائحة العطر ، فهل يعد ذلك من الكرامة ؟ 202011md12982104031

Uploaded with ImageShack.us
منتديـــــــــات حى على الـــــــــــــــــفلاح الإســــلامى
 يزعمون أنه تفوح منه رائحة العطر ، فهل يعد ذلك من الكرامة ؟ 202011md12982104031

Uploaded with ImageShack.us
منتديـــــــــات حى على الـــــــــــــــــفلاح الإســــلامى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى اسلامى متخصص فى الدعوه إلى الله والمناصحه بين المسلمين وعلوم القراءات العشر
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
سحابة الكلمات الدلالية
النبي وتبارك الحكمه العام سيّدنا محمد الدعوة إبراهيم وقال الديون متشابهات وراء الانبياء ابراهيم ألفاظ الله الحكمة الصالحين سيدنا عنتر حياته اسماء تمام الحديث رسول المسيح
المواضيع الأخيرة
» من أفضل شركات التشطيب في مصر
 يزعمون أنه تفوح منه رائحة العطر ، فهل يعد ذلك من الكرامة ؟ Icon_minitimeالأربعاء يناير 27, 2021 1:48 pm من طرف كاميرات مراقبة

» من أفضل شركات كاميرات المراقبة في مصر2021
 يزعمون أنه تفوح منه رائحة العطر ، فهل يعد ذلك من الكرامة ؟ Icon_minitimeالأربعاء يناير 27, 2021 1:47 pm من طرف كاميرات مراقبة

» تشطيب شقق وفيلل بأقل الاسعار واعلي مستوي 2021
 يزعمون أنه تفوح منه رائحة العطر ، فهل يعد ذلك من الكرامة ؟ Icon_minitimeالثلاثاء يناير 19, 2021 1:58 pm من طرف كاميرات مراقبة

» تخفيضات راس السنه من شركة دي سي اس مصر 2021
 يزعمون أنه تفوح منه رائحة العطر ، فهل يعد ذلك من الكرامة ؟ Icon_minitimeالثلاثاء يناير 19, 2021 1:56 pm من طرف كاميرات مراقبة

» تخفيضات راس السنه من شركة دي سي اس مصر 2021
 يزعمون أنه تفوح منه رائحة العطر ، فهل يعد ذلك من الكرامة ؟ Icon_minitimeالأحد يناير 10, 2021 2:35 pm من طرف كاميرات مراقبة

» تشطيب شقق وفيلل بأقل الاسعار واعلي مستوي 2021
 يزعمون أنه تفوح منه رائحة العطر ، فهل يعد ذلك من الكرامة ؟ Icon_minitimeالأحد يناير 10, 2021 2:33 pm من طرف كاميرات مراقبة

» تخفيضات راس السنة للتشطيبات والديكورات 2021
 يزعمون أنه تفوح منه رائحة العطر ، فهل يعد ذلك من الكرامة ؟ Icon_minitimeالثلاثاء ديسمبر 29, 2020 1:01 pm من طرف كاميرات مراقبة

» تخفيضات راس السنة للتشطيبات والديكورات 2021
 يزعمون أنه تفوح منه رائحة العطر ، فهل يعد ذلك من الكرامة ؟ Icon_minitimeالثلاثاء ديسمبر 29, 2020 12:59 pm من طرف كاميرات مراقبة

» شركة دي سي اس مصر لكاميرات المراقبة 2021
 يزعمون أنه تفوح منه رائحة العطر ، فهل يعد ذلك من الكرامة ؟ Icon_minitimeالسبت ديسمبر 19, 2020 2:40 pm من طرف كاميرات مراقبة

مايو 2024
الإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبتالأحد
  12345
6789101112
13141516171819
20212223242526
2728293031  
اليوميةاليومية
التبادل الاعلاني

انشاء منتدى مجاني




 

  يزعمون أنه تفوح منه رائحة العطر ، فهل يعد ذلك من الكرامة ؟

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
زائر
زائر




 يزعمون أنه تفوح منه رائحة العطر ، فهل يعد ذلك من الكرامة ؟ Empty
مُساهمةموضوع: يزعمون أنه تفوح منه رائحة العطر ، فهل يعد ذلك من الكرامة ؟    يزعمون أنه تفوح منه رائحة العطر ، فهل يعد ذلك من الكرامة ؟ Icon_minitimeالخميس مايو 22, 2014 10:45 am


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وصحبه والتابغين وبعد

هل هناك أي واقعية بأن هناك رجل تفوح منه رائحة العطر على الدوام كل ما ارتبط بعمل او يقومون بالاعنكاف ؟ وهل تخرج من الناس الصالحين المداومين على العبادة رائحة تنبئ عن صلاحهم وأنهم صالحين جداً ؟

ليس هناك ارتباط من حيث الأصل بين صلاح الرجل وطاعته وعبادته ، وأن يحصل له ريح طيبة في الدنيا ، كريح العطر والطيب ونحو ذلك .

وقد كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، وهم سادات الأولياء والصالحين من هذه الأمة ، خدام أنفسهم ، وربما عمل الواحد منه في مهنته ، فتعرق ، فتغير ريحه ؛ كما روى البخاري (2071) ، ومسلم (847) قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: " كَانَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عُمَّالَ أَنْفُسِهِمْ ، وَكَانَ يَكُونُ لَهُمْ أَرْوَاحٌ ، فَقِيلَ لَهُمْ : ( لَوِ اغْتَسَلْتُمْ ) !! " .

لكن إن كان المخبر بذلك عن بعض من رآه ، واستوثق بحاله ، من أهل الصدق والصلاح والأمانة في النقل والديانة ، فلا ينكر حصول مثل ذلك كرامة لبعض الصالحين ، متى كان النقل بذلك ثابتا ، كما قلنا .
وحصول الكرامة من الله تعالى لعباده الصالحين أمر ثابت شرعا وقدرا ، وهو من كريم منته وعاجل مثوبته لعباده المؤمنين .

غير أنه ليس كل ما خرق العادة وجاء على خلافها يعدّ من الكرامات ، بل لا بد من النظر في العبد وما هو عليه من حال : فإن كان من المؤمنين الصالحين المستقيمين على سنة النبي صلى الله عليه وسلم ، غير المبدلين ولا المحرفين ، وكان ما يقع له لا يخالف الشرع : فيرجى أن يكون ذلك كرامة من الله تعالى له ، ورزقا من الله لمن شاء من عباده الصالحين .

أما إن كان من الجاهلين المبدلين المنحرفين عن سنة النبي صلى الله عليه وسلم : فليس من الكرامة في شيء ؛ بل إما أن يكون الناقل كاذبا ، كما هو حال كثير من الدجاجلة ، وأتباع المحرفين المفتونين ، أو يكون ما يرى منه إنما هو من قبيل المخاريق وحيل الكاذبين .
وأشد ما يكون من ذلك أن يمكر الله بصاحبه ، فيسوق على يديه من الخوارق ، ما يكون فتنة ، وفتنة لكل مفتون ، يختبر بها إيمانه وصدقه ، ويظهر بها مكنون صدره ، وسوء طويته .
ومن ذلك ما حصل للحارث بن سعيد الدمشقي الكذاب الذي كان يعبد الله ، ثم فتن في دينه وادعى النبوة حتى دعا الناس إلى تصديقه فتبعه خلق كثير ، قال ابن كثير رحمه الله :
" قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ : ثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ نَجْدَةَ الْحَوْطِيُّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُبَارَكٍ ، ثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَسَّانَ ، قَالَ: كَانَ الْحَارِثُ الْكَذَّابُ مِنْ أَهْلِ دِمَشْقَ ، فَعَرَضَ لَهُ إِبْلِيسُ وَكَانَ رَجُلًا مُتَعَبِّدًا زَاهِدًا ، لَوْ لَبِسَ جُبَّةً مِنْ ذَهَبٍ لَرُئِيَتْ عَلَيْهِ الزَّهَادَةُ وَالْعِبَادَةُ ، وَكَانَ إِذَا أَخَذَ فِي التَّحْمِيدِ لَمْ يَسْمَعِ السَّامِعُونَ مِثْلَ تَحْمِيدِهِ ، وَلَا أَحْسَنَ مِنْ كَلَامِهِ ، فَكَتَبَ إِلَى أَبِيهِ : يَا أَبَتَاهُ ، أَعْجِلْ عَلَيَّ، فَإِنِّي قَدْ رَأَيْتُ أَشْيَاءَ أَتَخَوَّفُ أَنْ يَكُونَ الشَّيْطَانُ قَدْ عَرَضَ لِي ، قَالَ : فَزَادَهُ أَبُوهُ غَيًّا عَلَى غَيِّهِ ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ أَبُوهُ : يَا بُنَيَّ ، أَقْبِلْ عَلَى مَا أُمِرْتَ بِهِ فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ : (هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ * تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ) وَلَسْتَ بِأَفَّاكٍ وَلَا أَثِيمٍ ، فَامْضِ لِمَا أُمِرْتَ بِهِ ، فَكَانَ يَجِيءُ إِلَى أَهْلِ الْمَسْجِدِ رَجُلًا رَجُلًا فُيُذَاكِرُهُمْ أَمْرَهُ ، وَيَأْخُذُ عَلَيْهِمُ الْعَهْدَ وَالْمِيثَاقَ ، إِنْ هُوَ يَرَى مَا يَرْضَى : قَبِلَ ، وَإِلَّا كَتَمَ عَلَيْهِ .
قَالَ : وَكَانَ يُرِيهِمُ الْأَعَاجِيبَ ; كَانَ يَأْتِي إِلَى رُخَامَةٍ فِي الْمَسْجِدِ ، فَيَنْقُرُهَا بِيَدِهِ فَتُسَبِّحُ تَسْبِيحًا بَلِيغًا ، حَتَّى يَضِجَّ مِنْ ذَلِكَ الْحَاضِرُونَ.
قُلْتُ [ القائل هو الحافظ ابن كثير] : وَقَدْ سَمِعْتُ شَيْخَنَا الْعَلَّامَةَ أَبَا الْعَبَّاسِ ابْنِ تَيْمِيَةَ ، رَحِمَهُ اللَّهُ ، يَقُولُ: كَانَ يَنْقُرُ هَذِهِ الرُّخَامَةَ الْحَمْرَاءَ الَّتِي فِي الْمَقْصُورَةِ : فَتُسَبِّحُ ، وَكَانَ زِنْدِيقًا.
قَالَ ابْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ فِي رِوَايَةٍ : وَكَانَ الْحَارِثُ يُطْعِمُهُمْ فَاكِهَةَ الشِّتَاءِ فِي الصَّيْفِ ، وَفَاكِهَةَ الصَّيْفِ فِي الشِّتَاءِ ، وَكَانَ يَقُولُ لَهُمْ : اخْرُجُوا حَتَّى أُرِيَكُمُ الْمَلَائِكَةَ ، فَيَخْرُجُ بِهِمْ إِلَى دَيْرِ الْمُرَّانِ ، فَيُرِيهِمْ رِجَالًا عَلَى خَيْلٍ ، فَتَبِعَهُ عَلَى ذَلِكَ بِشْرٌ كَثِيرٌ " .
انتهى من "البداية والنهاية" (12/ 286-287) .

ولذلك قال الإمام الشافعي رحمه الله : " إذا رأيتم الرجل يمشي على الماء ويطير في الهواء فلا تغتروا به حتى تعرضوا أمره على الكتاب والسنة " .
انتهى من"البداية والنهاية" (13 /251) .
فحقيقة الكرامة وغايتها : لزوم الاستقامة .

وقوع الكرامات لصلحاء هذه الأمة أمر ثابت لا شك فيه ، وهو من تثبيت الله لعبده المؤمن ، ومن عاجل مثوبته له .
قال الطحاوي رحمه الله في "عقيدته" (ص84) :
" ونؤمن بما جاء من كراماتهم ، وصح عن الثقات من رواياتهم " انتهى .

لكن لا بد أن يُتناول هذا الأمر بحذر وفهم صحيح ، فإنه قد يقع لبعض أهل الضلال من خوارق العادات ما يظنه الجاهل أنه من الكرامات ، وإنما هو من تلبيس الشياطين .
قال شيخ الإسلام رحمه الله :
" كرامات الأولياء حق باتفاق أئمة أهل الإسلام والسنة والجماعة ، وقد دل عليها القرآن في غير موضع ، والأحاديث الصحيحة والآثار المتواترة عن الصحابة والتابعين وغيرهم ، وإنما أنكرها أهل البدع من المعتزلة والجهمية ومن تابعهم ، لكن كثيرا ممن يدعيها أو تدعى له يكون كذابا أو ملبوسا عليه " انتهى من "مختصر الفتاوى المصرية" (2 /63) .

وليعلم أن الكرامة الحقيقية عند عباد الله ، وخاصة أوليائه ، إنما هي لزومهم طريق الاستقامة إلى ربهم , وثباتهم على ذلك .
قال شيخ الإسلام :
" إنما غاية الكرامة لزوم الاستقامة ، فلم يكرم الله عبدا بمثل أن يعينه على ما يحبه ويرضاه ويزيده مما يقربه إليه ويرفع به درجته " انتهى من "مجموع الفتاوى" (11 /298) .

قد وقع لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله من هذه الخصائص ، ما حكاه عنه بعض تلامذته والعارفين به .
قال ابن القيم رحمه الله :
" وَلَقَدْ شَاهَدْتُ مِنْ فِرَاسَةِ شَيْخِ الْإِسْلَامِ ابْنِ تَيْمِيَّةَ رَحِمَهُ اللَّهُ أُمُورًا عَجِيبَةً ، وَمَا لَمْ أُشَاهِدْهُ مِنْهَا أَعْظَمُ وَأَعْظَمُ ، وَوَقَائِعُ فِرَاسَتِهِ تَسْتَدْعِي سِفْرًا ضَخْمًا .
أَخْبَرَ أَصْحَابَهُ بِدُخُولِ التَّتَارِ الشَّامَ سَنَةَ تِسْعٍ وَتِسْعِينَ وَسِتِّمِائَةٍ ، وَأَنَّ جُيُوشَ الْمُسْلِمِينَ تُكْسَرُ ، وَأَنَّ دِمَشْقَ لَا يَكُونُ بِهَا قَتْلٌ عَامٌّ وَلَا سَبْيٌ عَامٌّ ، وَأَنَّ كَلَبَ الْجَيْشِ وَحِدَّتَهُ فِي الْأَمْوَالِ ، وَهَذَا قَبْلَ أَنْ يَهُمَّ التَّتَارُ بِالْحَرَكَةِ .
ثُمَّ أَخْبَرَ النَّاسَ وَالْأُمَرَاءَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِمِائَةٍ لَمَّا تَحَرَّكَ التَّتَارُ وَقَصَدُوا الشَّامَ : أَنَّ الدَّائِرَةَ وَالْهَزِيمَةَ عَلَيْهِمْ ، وَأَنَّ الظَّفَرَ وَالنَّصْرَ لِلْمُسْلِمِينَ ، وَأَقْسَمَ عَلَى ذَلِكَ أَكْثَرَ مِنْ سَبْعِينَ يَمِينًا ، فَيُقَالُ لَهُ : قُلْ إِنْ شَاءَ اللَّهُ ، فَيَقُولُ: إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَحْقِيقًا لَا تَعْلِيقًا ، وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ ذَلِكَ .
وَكَانَتْ فِرَاسَتُهُ الْجُزْئِيَّةُ فِي خِلَالِ هَاتَيْنِ الْوَاقِعَتَيْنِ مِثْلَ الْمَطَرِ .
وَلَمَّا طُلِبَ إِلَى الدِّيَارِ الْمِصْرِيَّةِ ، وَأُرِيدَ قَتْلُهُ بَعْدَمَا أُنْضِجَتْ لَهُ الْقُدُورُ ، وَقُلِّبَتْ لَهُ الْأُمُورُ ،اجْتَمَعَ أَصْحَابُهُ لِوَدَاعِهِ ، وَقَالُوا: قَدْ تَوَاتَرَتِ الْكُتُبُ بِأَنَّ الْقَوْمَ عَامِلُونَ عَلَى قَتْلِكَ ، فَقَالَ: وَاللَّهِ لَا يَصِلُونَ إِلَى ذَلِكَ أَبَدًا ، قَالُوا: أَفَتُحْبَسُ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، وَيَطُولُ حَبْسِي ، ثُمَّ أَخْرُجُ وَأَتَكَلَّمُ بِالسُّنَّةِ عَلَى رُءُوسِ النَّاسِ ، سَمِعْتُهُ يَقُولُ ذَلِكَ .
وَلَمَّا تَوَلَّى عَدُوُّهُ الْمُلَقَّبُ بِالْجَاشِنْكِيرِ الْمُلْكَ أَخْبَرُوهُ بِذَلِكَ ، وَقَالُوا: الْآنَ بَلَغَ مُرَادَهُ مِنْكَ ، فَسَجَدَ لِلَّهِ شُكْرًا وَأَطَالَ ، فَقِيلَ لَهُ : مَا سَبَبُ هَذِهِ السَّجْدَةُ ؟ فَقَالَ : هَذَا بِدَايَةُ ذُلِّهِ وَمُفَارَقَةُ عِزِّهِ مِنَ الْآنِ ، وَقرب زَوَالِ أَمْرِهِ . فَقِيلَ: مَتَى هَذَا ؟ فَقَالَ: لَا تُرْبَطُ خُيُولُ الْجُنْدِ عَلَى الْقُرْطِ حَتَّى تُغْلَبَ دَوْلَتُهُ . فَوَقَعَ الْأَمْرُ مِثْلَ مَا أَخْبَرَ بِهِ ، سَمِعْتُ ذَلِكَ مِنْهُ .
وَقَالَ مَرَّةً : يَدْخُلُ عَلَيَّ أَصْحَابِي وَغَيْرُهُمْ فَأَرَى فِي وُجُوهِهِمْ وَأَعْيُنِهِمْ أُمُورًا لَا أَذْكُرُهَا لَهُمْ .
فَقُلْتُ لَهُ أَوَ غَيْرِي لَوْ أَخْبَرْتَهُمْ ؟ فَقَالَ: أَتُرِيدُونَ أَنْ أَكُونَ مُعَرِّفًا كَمُعَرِّفِ الْوُلَاةِ ؟
وَقُلْتُ لَهُ يَوْمًا: لَوْ عَامَلْتَنَا بِذَلِكَ لَكَانَ أَدْعَى إِلَى الِاسْتِقَامَةِ وَالصَّلَاحِ ، فَقَالَ: لَا تَصْبِرُونَ مَعِي عَلَى ذَلِكَ جُمُعَةً ، أَوْ قَالَ: شَهْرًا .
وَأَخْبَرَنِي غَيْرَ مَرَّةٍ بِأُمُورٍ بَاطِنَةٍ تَخْتَصُّ بِي مِمَّا عَزَمْتُ عَلَيْهِ ، وَلَمْ يَنْطِقْ بِهِ لِسَانِي .
وَأَخْبَرَنِي بِبَعْضِ حَوَادِثَ كِبَارٍ تَجْرِي فِي الْمُسْتَقْبَلِ ، وَلَمْ يُعَيِّنْ أَوْقَاتَهَا ، وَقَدْ رَأَيْتُ بَعْضَهَا وَأَنَا أَنْتَظِرُ بَقِيَّتَهَا .
وَمَا شَاهَدَهُ كِبَارُ أَصْحَابِهِ مِنْ ذَلِكَ أَضْعَافُ أَضْعَافِ مَا شَاهَدَتْهُ " .


وأحسن من هذا ما حكاه عنه ابن القيم رحمه الله في كتابه " الوابل الصيب" (ص 67) حيث قال:
" وعلم الله ما رأيت أحدا أطيب عيشا منه قط ، مع ما كان فيه من ضيق العيش وخلاف الرفاهية والنعيم بل ضدها ، ومع ما كان فيه من الحبس والتهديد والإرهاق ، وهو مع ذلك من أطيب الناس عيشا ، وأشرحهم صدرا ، وأقواهم قلبا ، وأسرهم نفسا ، تلوح نضرة النعيم على وجهه ، وكنا إذا اشتد بنا الخوف ، وساءت منا الظنون ، وضاقت بنا الأرض : أتيناه ، فما هو إلا أن نراه ونسمع كلامه فيذهب ذلك كله ، وينقلب انشراحا وقوة ويقينا وطمأنينة ، فسبحان من أشهد عباده جنته قبل لقائه ، وفتح لهم أبوابها في دار العمل ، فآتاهم من روحها ونسيمها وطيبها ما استفرغ قواهم لطلبها والمسابقة إليها "


أما حصول الكرامات لصلحاء هذه الأمة من علمائها وعبادتها وزهادها فشيء كثير جدا ، ونحن نذكر طرفا يسيرا مما وقع من ذلك مما ذكره أهل العلم في كتبهم ، وننبه على أن كثيرا مما يحكى في هذا الباب لا يصح ، فينبغي التثبت مما يروى في هذا الباب قبل الاعتداد به ، والتعويل عليه :

عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، قَالَ: " شَهِدْتُ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِالْحِيرَةِ أُتِيَ بِسُمٍّ ، فَقَالَ : مَا هَذَا ؟ قَالُوا : سُمُّ سَاعَةٍ قَالَ : " بِسْمِ اللَّهِ " ثُمَّ ازْدَرَدَهُ – يعني ابتلعه ولم يصبه سوء – " .
"شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة" (6/498) ، "البداية والنهاية" (6 /382) .

وعَنْ ثَابِتٍ البُنانيّ قَالَ : كُنْتُ مَعَ أَنَسٍ فَجَاءَ قَهْرَمَانُهُ فَقَالَ : " يَا أَبَا حَمْزَةَ قَدْ عَطِشَتْ أَرْضُنَا ، قَالَ : فَقَامَ أَنَسٌ فَتَوَضَّأَ وَخَرَجَ إِلَى الْبَرِيَّةِ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ دَعَا ، فَرَأَيْتُ السَّحَابَ يَلْتَئِمُ ، قَالَ : ثُمَّ مَطَرَتْ حَتَّى مَلَأَتْ كُلَّ شَيْءٍ ، فَلَمَّا سَكَنَ الْمَطَرُ بَعَثَ أَنَسٌ بَعْضَ أَهْلِهِ فَقَالَ : انْظُرْ أَيْنَ بَلَغَتِ السَّمَاءُ ؟ فَنَظَرَ فَلَمْ تَعْدُ أَرْضُهُ إِلَّا يَسِيرًا " .
انتهى من "شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة" (7 /11) ، "البداية والنهاية" (9 /107) .

وعَنْ جَعْفَرِ بْنِ زَيْدٍ الْعَبْدِيِّ قَالَ: " خَرَجْنَا غُزَاةً إِلَى كَابُلَ وَفِي الْجَيْشِ صِلَةُ بْنُ أَشْيَمَ ، فَلَمَّا دَنَوْنَا مِنْ أَرْضِ الْعَدُوِّ قَالَ الْأَمِيرُ: لَا يَشُذَّنَّ مِنَ الْعَسْكَرِ أَحَدٌ ، فَذَهَبَتْ بَغْلَةُ صِلَةَ بِثِقْلِهِا فَأَخَذَ يُصَلِّي فَقِيلَ : إِنَّ النَّاسَ قَدْ ذَهَبُوا فَقَالَ : إِنَّمَا هِيَ خَفِيفَتَانِ ، قَالَ : فَدَعَا ثُمَّ قَالَ : اللَّهُمَّ إِنِّي أُقْسِمُ عَلَيْكَ أَنْ تُرَدَّ عَلَيَّ بَغْلَتِي وَثِقلَهَا ، قَالَ : فَجَاءَتْ حَتَّى قَامَتْ بَيْنَ يَدَيْهِ " .
انتهى من "شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة"

وعَنْ نَافِعِ بْنِ أَبِي نُعَيْمٍ قَالَ : " لَمَّا غُسِّلَ أَبُو جَعْفَرٍ يَزِيدُ بْنُ الْقَعْقَاعِ الْقَارِئُ بَعْدَ وَفَاتِهِ نَظَرُوا مَا بَيْنَ نَحْرِهِ إِلَى فُؤَادِهِ مِثْلَ وَرَقَةِ الْمُصْحَفِ قَالَ : فَمَا شَكَّ مَنْ حَضَرَهُ أَنَّهُ نُورُ الْقُرْآنِ " .
انتهى من "تهذيب الكمال" (33 /201) .

وعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ الْأَلْهَانِيِّ، عَنْ أَبِي مُسْلِمٍ الْخَوْلَانِيِّ : " أَنَّ امْرَأَةً خَبَّبتْ عَلَيْهِ امْرَأَتَهُ فَدَعَا عَلَيْهَا فَذَهَبَ بَصَرُهَا ، قَالَ : فَأَتَتْهُ ، فَقَالَتْ : يَا أَبَا مُسْلِمٍ إِنِّي قَدْ كُنْتُ فَعَلْتُ ، وَفَعَلْتُ وَلَا أَعُودُ لِمِثْلِهَا ، فَقَالَ : اللَّهُمَّ إِنْ كَانَتْ صَادِقَةً فَارْدُدْ عَلَيْهَا بَصَرَهَا ، قَالَ: فَأَبْصَرَتْ " .
انتهى من "حلية الأولياء" (5 /121) .

وعَنْ بِلَالِ بْنِ كَعْبٍ الْعَكِّيِّ قَالَ: " رُبَّمَا قَالَ الصِّبْيَانُ لِأَبِي مُسْلِمٍ الْخَوْلَانِيِّ إِذَا مَرَّ الظَّبْيُ: ادْعُ اللَّهَ يَحْبِسُ عَلَيْنَا هَذَا الظَّبْيَ ، فَيَدْعُو اللَّهَ فَيَحْبِسُهُ حتّى يأخذُوه بأيدِيهم " .
انتهى من "تاريخ دمشق" (27 /215) .

وعَنْ شَقِيقٍ قَالَ: " كُنْتُ فِي زَرْعٍ لِي إِذْ أَقْبَلَتْ سَحَابَةٌ تُزْهِي قَالَ : فَسَمِعْتُ فِيهَا صَوْتًا أَمْطِرِي زَرْعَ فُلَانٍ ، قَالَ : فَأَتَيْتُ الرَّجُلَ فَسَأَلْتُهُ مَا تَصْنَعُ بِزَرْعِكَ ؟ قَالَ: أبَذْرُ ثُلُثَهُ ، وَآكُلُ ثُلُثَهُ ، وَأَتَصَدَّقُ بِثُلُثِهِ " انتهى من "شرح أصول اعتقاد أهل السنة" (7/94) .

وعَنْ أَبِي الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ : " أَنَّ عَامِر بن عَبد قَيْس كَانَ يَأْخُذُ عَطَاءَهُ فَيَجْعَلُهُ فِي طَرَفِ رِدَائِهِ ، فَلَا يَلْقَى أَحَدًا مِنَ الْمَسَاكِينِ يَسْأَلُهُ إِلَّا أَعْطَاهُ ، فَإِذَا دَخَلَ عَلَى أَهْلِهِ رَمَى بِهِ إِلَيْهِمْ فَيَعُدُّونَهَا فَيَجَدِوُنَهَا سَوَاءً كَمَا أُعْطِيَهَا " .
انتهى من "تاريخ دمشق" (26 /29) ، "الإصابة" (5/77) .

وعَنْ يُونُسَ قَالَ : " كَانَ مُطَرِّفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ إِذَا دَخَلَ بَيْتَهُ سَبَّحَتْ آنِيَةُ بَيْتِهِ ".
انتهى من "تاريخ دمشق" (58 /323) ، "حلية الأولياء" (2 /206) .

وعَنْ قَتَادَةَ قَالَ: " كَانَ مُطَرِّفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَصَاحِبٌ لَهُ سَرَيَا فِي لَيْلَةٍ مُظْلِمَةٍ فَإِذَا طَرَفُ سَوْطِ أَحَدِهِمَا عِنْدَهُ ضَوْءٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ : إِنَّا لَوْ حَدَّثَنَا النَّاسَ بِهَذَا كَذَّبُونَا ، فَقَالَ مُطَرِّفٌ : الْمُكَذِّبُ أَكْذَبُ " انتهى من "حلية الأولياء" (2/205) ، "سير أعلام النبلاء" (4 /193) .

وعَنِ الْجُرَيْرِيِّ، قَالَ : " كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَقِيقٍ مُجَابَ الدَّعْوَةِ فَكَانَتْ تَمُرُّ بِهِ السَّحَابَةُ فَيَقُولُ : اللَّهُمَّ لَا تَجُوزُ كَذَا وَكَذَا حَتَّى تُمْطِرَ ، فَمَا تَجُوزُ ذَلِكَ الْمَوْضِعَ حَتَّى تُمْطِرَ ".
انتهى من "تاريخ دمشق" (29 /161) .

وعن الْحَارِثُ بْنُ النُّعْمَانِ قَالَ : " كَانَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ يَجْتَنِي الرُّطَبَ مِنْ شَجَرِ الْبَلُّوطِ " .
انتهى من " تاريخ دمشق" (6 /326) ، "سير أعلام النبلاء" (7 /393) .
وعن يحيى بن كثير البصري قال : " اشترى كَهمس بن الحسن دقيقا بدرهم فأكل منه ، فلما طال عليه كَاله ، فإذا هو كما وضعه " انتهى من "سير أعلام النبلاء" (6 /317) .

وتجد كثيرا من ذلك في كتب أهل العلم التي عنيت بتراجم السلف وذكر أحوالهم ، ككتاب الزهد للإمام أحمد ، وحلية الأولياء لأبي نعيم الأصبهاني ، وسير أعلام النبلاء للذهبي ، والبداية والنهاية لابن كثير ، وغير ذلك كثير ، إلا أن منها ما لا يصح ، وفي بعضها مغالاة وإسراف في الوصف ، وخاصة ما يذكره أهل التصوف في كتبهم عن أشياخهم ، ولذلك قال الطحاوي رحمه الله – كما تقدم -
" ونؤمن بما جاء من كراماتهم ، وصح عن الثقات من رواياتهم " .
قال الشيخ الألباني في تعليقه على الطحاوية :
" لقد أحسن المؤلف صنعا بتقييد ذلك بما صح من الروايات ؛ ذلك لأن الناس وبخاصة المتأخرين منهم قد توسعوا في رواية الكرامات إلى درجة أنهم رووا باسمها الأباطيل التي لا يشك في بطلانها من له أدنى ذرة من عقل ، بل إن فيها أحيانا ما هو من الشرك الأكبر في الربوبية " انتهى من " تخريج العقيدة الطحاوية " ( ص 84) .
ونرجو أن تقرأ الكتاب النفيس في هذا الباب : "الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان" ، لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله .


وقد يبتلى العبد الصالح بشيء من ذلك فيرى فيه خلاف الشرع ، فيعلم أنه من الشيطان ؛ كما حصل للشيخ عبد القادر الجيلاني رحمه الله ، فحكى عنه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أنه قال : " كُنْت مَرَّةً فِي الْعِبَادَةِ ، فَرَأَيْت عَرْشًا عَظِيمًا وَعَلَيْهِ نُورٌ ، فَقَالَ لِي : يَا عَبْدَ الْقَادِرِ ؛ أَنَا رَبُّك ، وَقَدْ حَلَلْت لَك مَا حَرَّمْت عَلَى غَيْرِك !!
قَالَ : فَقَلَتْ لَهُ أَنْتَ اللَّهُ الَّذِي لَا إلَهَ إلَّا هُوَ ؟! اخْسَأْ يَا عَدُوَّ اللَّهِ !!
قَالَ : فَتَمَزَّقَ ذَلِكَ النُّورُ ، وَصَارَ ظُلْمَةً ؛ وَقَالَ : يَا عَبْدَ الْقَادِرِ ، نَجَوْت مِنِّي بِفِقْهِك فِي دِينِك ، وَعِلْمِك ؛ لَقَدْ فَتَنْت بِهَذِهِ الْقِصَّةِ سَبْعِينَ رَجُلًا !!
فَقِيلَ لَهُ : كَيْفَ عَلِمْت أَنَّهُ الشَّيْطَانُ ؟
قَالَ بِقَوْلِهِ لِي : " حَلَلْت لَك مَا حَرَّمْت عَلَى غَيْرِك " ، وَقَدْ عَلِمْت أَنَّ شَرِيعَةَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا تُنْسَخُ وَلَا تُبَدَّلُ ، وَلِأَنَّهُ قَالَ : أَنَا رَبُّك وَلَمْ يَقْدِرْ أَنْ يَقُولَ : أَنَا اللَّهُ الَّذِي لَا إلَهَ إلَّا أَنَا !! " انتهى من "مجموع الفتاوى" .


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ثروت
Admin



عدد المساهمات : 1166
تاريخ التسجيل : 18/06/2014
الموقع : خى على الفلاح

 يزعمون أنه تفوح منه رائحة العطر ، فهل يعد ذلك من الكرامة ؟ Empty
مُساهمةموضوع: رد: يزعمون أنه تفوح منه رائحة العطر ، فهل يعد ذلك من الكرامة ؟    يزعمون أنه تفوح منه رائحة العطر ، فهل يعد ذلك من الكرامة ؟ Icon_minitimeالأربعاء يونيو 18, 2014 8:21 pm

السلام عليكم


جزاكم الله الخير

وصل الله على رسول الله
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
يزعمون أنه تفوح منه رائحة العطر ، فهل يعد ذلك من الكرامة ؟
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» اشم رائحة رمضان فكل عام وأنتم بخير

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديـــــــــات حى على الـــــــــــــــــفلاح الإســــلامى :: منتدى العقيده الاسلاميه والتوحيد-
انتقل الى: