زائر زائر
| موضوع: هل أنت متوكل الجمعة مايو 16, 2014 5:11 pm | |
| الحمدُ للهِ الواحدِ القهارِ، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ، مقلبِ القلوبِ والأبصارِ، وأشهد أن سيدَنا ونبيَّنا محمدًا عبدُهُ ورسولُهُ المصطفى
المختارُ، صلى الله عليه وعلى آلهِ الطيبينَ الأطهارِ وعلى جميعِ أصحابِهِ الأبرارِ ومن سارَ على نهجِهم واهتدى بهديهم ما أظلمَ الليلُ وأضاءَ النهارُ.أما
بعد:أيُّها الأخوةُ في الله ، فإنَّ اللهَ بسطَ الأرضَ ، (فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ) والرَّجُلَ المباركُ ، يسعى على نفسِهِ وأهلِهِ
وولدِهِ ، فَيكتُبُ اللهُ له أجرَ السعيِّ والعملِ، والعملُ ليس بِعَارٍ، فقد عَمِلَ أنبياءُ اللهِ صلواتُ اللهِ وسلامُهُ عليهم أجمعين ، كان نبيُّ اللهِ داودُ يعملُ صُنعةَ
لبوسٍ ، فكانَ يَعمَلُ في الحدادةِ ، فكانتْ مِنةٌ مِن اللهِ على عِبَادِهِ ، ليس بِعَارٍ أَنْ تكونَ حَدادًا أو نجارًا، ولكن العارَ كلَّ العارِ ، في معصيةِ العزيزِ
الجبّار ، والخمولُ والكسلُ والبطالةُ ، حين يعيشُ الإنسانُ على فُتَاتِ غيرِهِ، حين يعيشُ الرجلُ على فُتاتِ غيرِهِ ، مع أنه صحيحُ البدنِ ، قويُّ الْجَسد ،
فهذا من مَحقِ البركةِ في الأجسادِ، فخذوا رحمَكم اللهُ بأسبابِ البركةِ ، بالعملِ المباحِ والكسبِ المباحِ ، فلن يضيقَ الرِّزقُ بإذنِ اللهِ على من اكتسبَ,
قال صل الله عليه وسلم: { لَوْ أَنَّكُمْ تَتَوَكَّلُونَ عَلَى اللَّهِ حَقَّ تَوَكُّلِهِ لَرَزَقَكُمْ كَمَا يَرْزُقُ الطَّيْرَ تَغْدُو خِمَاصاً وَتَرُوحُ بِطَاناً } فأخبرَ أنها تَغدُو ، وأخبَرَ أنها تذهبُ، فمن ذهبَ
للرزقِ ، يَسرَّ اللهُ أمرَهُ ، وبارك لهُ في سعيِهِ ، أَمَّا أن يَجلسَ الإنسانُ في مَسجدِهِ ، ويقول أنا مُتوكلٌ على الله ، فهذا من الحُمقِ والْجَهْل ، فلابُدَّ من
بَذلِ الأسبابِ والعملِ... ، أَرهبانيةٌ هي ؟
لا رهبانيةَ في الإسلامِ ، والسَّمَاءُ لا تُمطرُ ذهبًا ولا فِضةً ، فخذوا بالأسبابِ ، واطلبوا الرِّزقَ الحلالَ من أبوابِهِ ، يَفتحِ اللهُ لكم من رحمتِهِ ، وينشرْ لكم
من بركاتِهِ وخيراتِهِ ، ألاَ وصلوا رحمني اللهُ وإيَّاكم ، على الهادي البشيرِ ، والسراجِ المنيرِ ، كما أمرَكم بذلك اللطيفُ الخبيرُ ، فقال سبحانه قولاً كريما
( إِنَّ اللهَ وَملاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبيْ يَا أَيُّهَا الَّذِيْنَ آمَنُواْ صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً ) وقد قال عليه الصلاةُ والسلامُ { حيثما كنتم فصلوا عليَّ فإنَّ
صلاتَكم تبلغني }وقال{ من صلى علي صلاةً صلى اللهُ عليه بها عشراً } اللهم صلِّ وسلمْ وأنعمْ وأكرمْ وزدْ وباركْ ، على عبدِك ورسولِكَ محمدٍ ،
وارضَ اللهم عن أصحابِهِ الأطهارِ ، ما تعاقبَ الليلُ والنهارُ ، أبي بكرٍ وعمرَ وعثمانَ وعليٍّ ، وعن سائرِ أصحابِ نبيِّك أجمعين ، وعن التابعينَ
وتابعِيهم بإحسانٍ إلى يومِ الدينِ ، وعنَّا معَهم بمنِّكَ وفضلِكَ ورحمتِكَ يا أرحمَ الراحمينَ .اللهم أعزَّ الإسلامَ المسلمينَ ، ودمرْ أعداءَ الدينِ من اليهودِ
والنصارى ، وجميعِ الكفرةِ الملحدينَ ، اللّهُم يا عظيمَ العفوِ ، ويا وسعَ المغفرةِ ، ويا قريبَ الرّحمةِ ، ويا ذا الجلالِ والإكرامِ ، هبْ لنا العافيةَ ، في
الدُنيا والآخرةِ ، اللّهُم اجعلْ رزقَنَا رغداً ، ولا تُشمتْ بنا أحداً ، اللهم إنا نسألُكَ ، بعزِّكَ الذي لا يرامُ ، وملكِكَ الذي لا يُضامُ ، وبنورِكَ الذي ملأ
أركانَ عرشِكَ ، أن تكفيَنا شرَّ ما أهمَنا وما لا نهتمُ به ، وأن تعيذَنا من شرورِ أنفسِنا ومن سيئاتِ أعمالِنا ، اللهم رَغّبْنا فيما يبقى ، وَزَهّدْنا فيما يفنى ،
وهبْ لنا اليقينَ ، الذي لا تسكنْ النفوسُ إلا إليهِ ، ولا يُعوَّلُ في الدينِ إلا عليهِ ، اللهم اجعلْ بَلدَنا هذا آمناً مطمئناً ، وسائرَ بلادِ المسلمينَ ، اللهم
أرحمْ موتانا ، وعافي مُبتلانا ، واقضِ الدينَ عن مدينِنا ، وردَّ ضالَنا إليكَ رداً جميلاً ، ( رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ
الْخَاسِرِينَ) (ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار) ، عبادَ اللهِ ، ( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْأِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ
الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) ( وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ
|
|