منتديـــــــــات حى على الـــــــــــــــــفلاح الإســــلامى
 إِنَّ السَّعِيدَ لَمَن جُنِّبَ الفِتَنَ  202011md12982104031

Uploaded with ImageShack.us
منتديـــــــــات حى على الـــــــــــــــــفلاح الإســــلامى
 إِنَّ السَّعِيدَ لَمَن جُنِّبَ الفِتَنَ  202011md12982104031

Uploaded with ImageShack.us
منتديـــــــــات حى على الـــــــــــــــــفلاح الإســــلامى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى اسلامى متخصص فى الدعوه إلى الله والمناصحه بين المسلمين وعلوم القراءات العشر
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
سحابة الكلمات الدلالية
اسماء حياته الحديث الديون الحكمه تمام الانبياء وراء عنتر وقال العام الصالحين متشابهات الدعوة الحكمة رسول محمد ابراهيم المسيح ألفاظ الله سيّدنا النبي إبراهيم سيدنا وتبارك
المواضيع الأخيرة
» من أفضل شركات التشطيب في مصر
 إِنَّ السَّعِيدَ لَمَن جُنِّبَ الفِتَنَ  Icon_minitimeالأربعاء يناير 27, 2021 1:48 pm من طرف كاميرات مراقبة

» من أفضل شركات كاميرات المراقبة في مصر2021
 إِنَّ السَّعِيدَ لَمَن جُنِّبَ الفِتَنَ  Icon_minitimeالأربعاء يناير 27, 2021 1:47 pm من طرف كاميرات مراقبة

» تشطيب شقق وفيلل بأقل الاسعار واعلي مستوي 2021
 إِنَّ السَّعِيدَ لَمَن جُنِّبَ الفِتَنَ  Icon_minitimeالثلاثاء يناير 19, 2021 1:58 pm من طرف كاميرات مراقبة

» تخفيضات راس السنه من شركة دي سي اس مصر 2021
 إِنَّ السَّعِيدَ لَمَن جُنِّبَ الفِتَنَ  Icon_minitimeالثلاثاء يناير 19, 2021 1:56 pm من طرف كاميرات مراقبة

» تخفيضات راس السنه من شركة دي سي اس مصر 2021
 إِنَّ السَّعِيدَ لَمَن جُنِّبَ الفِتَنَ  Icon_minitimeالأحد يناير 10, 2021 2:35 pm من طرف كاميرات مراقبة

» تشطيب شقق وفيلل بأقل الاسعار واعلي مستوي 2021
 إِنَّ السَّعِيدَ لَمَن جُنِّبَ الفِتَنَ  Icon_minitimeالأحد يناير 10, 2021 2:33 pm من طرف كاميرات مراقبة

» تخفيضات راس السنة للتشطيبات والديكورات 2021
 إِنَّ السَّعِيدَ لَمَن جُنِّبَ الفِتَنَ  Icon_minitimeالثلاثاء ديسمبر 29, 2020 1:01 pm من طرف كاميرات مراقبة

» تخفيضات راس السنة للتشطيبات والديكورات 2021
 إِنَّ السَّعِيدَ لَمَن جُنِّبَ الفِتَنَ  Icon_minitimeالثلاثاء ديسمبر 29, 2020 12:59 pm من طرف كاميرات مراقبة

» شركة دي سي اس مصر لكاميرات المراقبة 2021
 إِنَّ السَّعِيدَ لَمَن جُنِّبَ الفِتَنَ  Icon_minitimeالسبت ديسمبر 19, 2020 2:40 pm من طرف كاميرات مراقبة

نوفمبر 2024
الإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبتالأحد
    123
45678910
11121314151617
18192021222324
252627282930 
اليوميةاليومية
التبادل الاعلاني

انشاء منتدى مجاني




 

  إِنَّ السَّعِيدَ لَمَن جُنِّبَ الفِتَنَ

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
زائر
زائر




 إِنَّ السَّعِيدَ لَمَن جُنِّبَ الفِتَنَ  Empty
مُساهمةموضوع: إِنَّ السَّعِيدَ لَمَن جُنِّبَ الفِتَنَ     إِنَّ السَّعِيدَ لَمَن جُنِّبَ الفِتَنَ  Icon_minitimeالأحد يناير 26, 2014 7:30 pm

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله


أَمَّا بَعدُ
، فَأُوصِيكُم ـ أَيُّهَا النَّاسُ ـ وَنَفسِي بِتَقوَى اللهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ

" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا استَجِيبُوا للهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحيِيكُم وَاعلَمُوا أَنَّ اللهَ يَحُولُ بَينَ المَرءِ وَقَلبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيهِ تُحشَرُونَ . وَاتَّقُوا فِتنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنكُم خَاصَّةً وَاعلَمُوا أَنَّ اللهَ شَدِيدُ العِقَابِ "


لا تُنكِرُ عَينٌ مَبصِرَةٌ وَلا تَجحَدُ أُذُنٌ وَاعِيَةٌ ، مَا يُحِيطُ بِالأُمَّةِ مِن فِتَنٍ قَد وَقَعَ عَدَدٌ مِنهَا وَأُخرَى مُحتَمَلَةُ الوُقُوعِ ، فِتَنٌ يَشُبُّ أُوَارَهَا كَفَرَةٌ وَمُنَافِقُونَ ،

وَيُذكِي نَارَهَا جَهَلَةٌ مَفتُونُونَ ، وَيَقَعُ في سَعِيرِهَا أَغرَارٌ مُغَفَّلُونَ ، وَلأَنَّ السَّعِيدَ مَن وَعِظَ بِغَيرِهِ ، فَإِنَّ المُؤمِنَ الَّذِي أُعطِيَ بَصِيرَةً وَتَوفِيقًا ، يَسعَى جُهدَهُ

أَن يَجتَنِبَ الفِتَنَ وَيَبتَعِدَ عَن مَوَاقِعِهَا ، فَإِذَا وَقَعَت وَبُلِيَ بها ، حَرِصَ عَلَى مَا يُخَلِّصُهُ مِنهَا ، لا أَن تَكُونَ الأُخرَى كَمَا يَفعَلُ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ اليَومَ ، حَيثُ

يَتَصَرَّفُونَ في أَوقَاتِ الفِتَنِ وَعِندَ حُلُولِهَا قَاصِدِينَ أَو عَن غَيرِ قَصدٍ ، تَصَرُّفَاتٍ تَدفَعُهُم إِلى مُوَاقَعَتِهَا وَالارتِكَاسِ في أَوحَالِهَا ، بَل قَد تَجعَلُهُم أَوَّلَ وَقُودٍ لِمَا

أَضرَمُوا ، وَلِنَاصِحٍ لِنَفسِهِ وَمَن حَولَهُ أَن يَتَأَمَّلَ قَولَهُ ـ عَلَيهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ ـ :

" إِنَّ السَّعِيدَ لَمَن جُنِّبَ الفِتَنَ ، إِنَّ السَّعِيدَ لَمَن جُنِّبَ الفِتَنَ ، إِنَّ السَّعِيدَ لَمَن جُنِّبَ الفِتَنَ ، وَلَمَنِ ابتُلِيَ فَصَبَرَ فَوَاهًا " رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ . إِنَّ في هَذَا الحَدِيثِ العَظِيمِ لَتَنبِيهًا إِلى أَنَّ الوُقُوعَ في الفِتَنِ وَالتَّعَرُّضَ لها شَقَاءٌ ، وَأَنَّ لِلمُسلِمِ مَعَ الفِتَنِ مَوقِفَينِ لا ثَالِثَ لَهُمَا : إِمَّا اجتِنَابُهَا وَالبُعدُ عَنهَا وَالعَمَلُ عَلَى تَلافِيهَا ، وَهُوَ الأَولى بِالمُسلِمِ وَالآكَدُ في حَقِّهِ ، وَإِمَّا الصَّبرُ عَلَيهَا إِذَا وَقَعَت ، وَأَمَّا المُسَارَعَةُ إِلَيهَا وَالتَّعَرُّضُ لها ، فَمِمَّا لا يَصِيرُ إِلَيهِ إِلاَّ جَاهِلٌ مُتَسَرِّعٌ أَو مُنَافِقٌ مُغرِضٌ .


إِنَّ لِلمُسلِمِ في أَزمِنَةِ الفِتَنِ مَنهَجًا ثَابِتًا ، لا تَحكُمُهُ الأَهوَاءُ وَالرَّغَبَاتُ ، وَلا تُسَيِّرُهُ النَّزَعَاتُ وَلا النَّزَغَاتُ ، وَلَكِنَّهُ مَنهَجٌ ذُو مَبَادِئَ رَاسِخَةٍ وَأُصُولٍ عَمِيقَةٍ ، يُمِدُّهُ الكِتَابُ وَالسُّنَّةُ ، وَيَضبِطُهُ هَديُ سَلَفِ الأُمَّةِ ، وَمِن سِمَاتِ هَذَا المَنهَجِ القَوِيمِ ، الحِرصُ عَلَى جَمعِ القُلُوبِ وَلَمِّ الشَّملِ وَتَوحِيدِ الوُجهَاتِ ، وَتَجَنُّبُ مَا يُثِيرُ الاختِلافَ أَو يَدعُو لِلفُرقَةِ وَالشَّتَاتِ ، عَمَلاً بِأَمرِ اللهِ ـ جَلَّ وَعَلا

ـ حَيثُ قَالَ : " وَاعتَصِمُوا بِحَبلِ اللهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا " وَلأَجلِ تَحقِيقِ هَذَا الهَدَفِ النَّبِيلِ وَالوُصُولِ إِلى تِلكَ الغَايَةِ السَّامِيَةِ ، فَإِنَّ المُؤمِنَ المُتَّقِيَ لِرَبِّهِ ، لا يُرَى في حَالِ الفِتَنِ إِلاَّ حَلِيمًا مُتَأنِيًّا ، غَيرَ مُتَعَجِّلٍ وَلا طَائِشٍ ، حَرِيصًا عَلَى الرِّفقِ في تَعَامُلِهِ مَعَ مَن حَولَهُ ، سَوَاءٌ في ذَلِكَ المُحِبُّونَ المُوَالُونَ أَوِ الشَّانِئُونَ المُبغِضُونَ ، وَهُوَ في ذَلِكَ يَنطَلِقُ مِن نَحوِ قَولِ رَبِّهِ ـ

جَلَّ وَعَلا ـ : " فَقُولَا لَهُ قَولًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَو يَخشَى " وَقَولِهِ : " فَبِمَا رَحمَةٍ مِنَ اللهِ لِنتَ لَهُم وَلَو كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ القَلبِ لَانفَضُّوا مِن حَولِكَ "

وَقَولِ نَبِيِّهِ ـ عَلَيهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ ـ كَمَا في صَحِيحِ مُسلِمٍ : " إِنَّ الرِّفقَ لا يَكُونُ في شَيءٍ إِلاَّ زَانَهُ , وَلا يُنزَعُ مِن شَيءٍ إِلاَّ شَانَهُ " مُتَذَكِّرًا مَدحَهُ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ ـ لأَشَجِّ عَبدِ القَيسِ حَيثُ قَالَ لَهُ :
" إِنَّ فِيكَ لَخَصلَتَينِ يُحِبُّهُمَا اللهُ وَرَسُولُهُ : الحِلمُ وَالأَنَاةُ " رَوَاهُ مُسلِمٌ . وَمِن سِمَاتِ مَنهَجِ المُسلِمِ في أَوقَاتِ الفِتَنِ لُزُومُ العَدلِ وَالإِنصَافِ في الأَمرِ كُلِّهِ ، مَعَ المُوَافِقِ وَالمُخَالِفِ ، وَالصَّدِيقِ وَالعَدُوِّ ، يَفعَلُ ذَلِكَ انطِلاقًا مِن عِلمٍ بِأَنَّ الجَورَ وَالظُّلمَ سَبَبٌ في الخِذلانِ ، وَيَقِينًا بِأَنَّ العَدلَ سَبَبٌ لِبَقَاءِ الأُمَمِ وَارتِفَاعِهَا وَانتِصَارِهَا ، وَامتِثَالاً لِلتَّوجِيهِ الرَّبَّانيِّ في ذَلِكَ حَيثُ قَالَ ـ
تَعَالى ـ : " وَإِذَا قُلتُم فَاعدِلُوا وَلَو كَانَ ذَا قُربى " وَقَالَ ـ سُبحَانَهُ ـ :
" وَلا يَجرِمَنَّكُم شَنَآنٌ قَومٍ عَلَى أَلاَّ تَعدِلُوا اعدِلُوا هُوَ أَقرَبُ لِلتَّقوَى " وَإِنَّ المُسلِمَ وَهُو يَحرِصُ عَلَى العَدلِ لَيَعلَمُ أَنَّ الحُكمَ عَلَى الشَّيءِ فَرعٌ عَن تَصَوُّرِهِ ، وَمِن ثَمَّ فَإِنَّهُ في سَبِيلِ اكتِمَالِ التَّصَوُّرِ الصَّحِيحِ لِلأَشيَاءِ في ذِهنِهِ وَرُؤيَتِهَا عَلَى حَقِيقَتِهَا ، يَحرِصُ عَلَى التَّثَبُّتِ وَالتَّبَيُّنِ وَاستِجلاءِ الحَقَائِقِ مِن مَصَادِرِهَا ، وَكَشفِ القِنَاعِ عَن كُلِّ مَا يُنقَلُ إِلَيهِ مُصَوَّرًا أَو مَسمُوعًا ، عَمَلاً

بِقَولِ اللهِ ـ جَلَّ وَعَلا ـ :
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُم فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَومًا بِجَهَالَةٍ فَتُصبِحُوا عَلَى مَا فَعَلتُم نَادِمِينَ " وَقَولِهِ : " وَلا تَقفُ مَا لَيسَ لَكَ بِهِ عِلمٌ " وَمِن سِمَاتِ مَنهَجِ المُسلِمِ في وَقتِ الفِتَنِ التَّخَلُّقُ بِالصَّبرِ ، إِذْ هُوَ العُدَّةُ في الشَّدَائِدِ وَالمِحَنِ ، وَالسِّلاحُ الَّذِي تُوَاجَهُ بِهِ الابتِلاءَتُ وَالفِتَنُ ، قَالَ ـ سُبحَانَهُ ـ : " وَلَنَبلُوَنَّكُم بِشَيءٍ مِنَ الخَوفِ وَالجُوعِ وَنَقصٍ مِنَ الأَموَالِ وَالأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ "

وَقَالَ ـ تَعَالى ـ : " وَاصبِرْ وَمَا صَبرُكَ إِلاَّ بِاللهِ وَلَا تَحزَنْ عَلَيهِم وَلَا تَكُ في ضَيقٍ مِمَّا يَمكُرُونَ . إِنَّ اللهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوا وَالَّذِينَ هُم مُحسِنُونَ "

وَقاَل َ: " وَاصبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهجُرْهُم هَجرًا جَمِيلاً " وَقَالَ : " وَإِن تَصبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُم كَيدُهُم شَيئًا إِنَّ اللهَ بما يَعمَلُونَ مُحِيطٌ "

وَإِنَّ مِن أَعظَمِ الصَّبرِ وَأَثقَلِهِ عَلَى النُّفُوسِ في أَوقَاتِ الفِتَنِ ، الكَفَّ عَنِ الخَوضِ فِيهَا في أَمرِ العَامَّةِ ، وَتَركَ التَّصَدُّرِ وَالتَّرُؤُّسِ ، والإِقبَالَ عَلَى النَّفسِ وَاستِصلاحَهَا

وَتَربِيَتَهَا ، قَالَ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ ـ :
" سَتَكُونُ فِتَنٌ القَاعِدُ فِيهَا خَيرٌ مِنَ القَائِمِ ، وَالقَائِمُ فِيهَا خَيرٌ مِنَ المَاشِي ، وَالمَاشِي فِيهَا خَيرٌ مِنَ السَّاعِي ، مَن تَشَرَّفَ لها تَستَشْرِفْهُ ، فَمَن وَجَدَ مَلجَأً أَو مَعَاذًا فَلْيَعُذْ بِهِ " مُتَّفَقٌ عَلَيهِ ،

وَعَن عبدِ اللهِ بنِ عَمرٍو ـ رَضِيَ اللهُ عَنهُمَا ـ قَالَ : بَينَمَا نَحنُ حَولَ رَسُولِ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ ـ إِذْ ذَكَرَ الفِتنَةَ فَقَالَ :
" إِذَا رَأَيتُمُ النَّاسَ قَد مَرِجَت عُهُودُهُم وَخَفَّت أَمَانَاتُهُم وَكَانُوا هَكَذَا ـ وَشَبَكَ بَينَ أَصَابِعِهِ ـ " قَالَ : فَقُمتُ إِلَيهِ فَقُلتُ : كَيفَ أَفعَلُ عِندَ ذَلِكَ جَعَلَنِي اللهُ فِدَاكَ ؟! قَالَ : " اِلزَمْ بَيتَكَ ، وَابكِ عَلَى نَفسِكَ ، وَاملكْ عَلَيكَ لِسَانَكَ ، وَخُذْ مَا تَعرِفُ وَدَعْ مَا تُنكِرُ ، وَعَلَيكَ

بِأَمرِ خَاصَّةِ نَفسِكَ وَدَعْ عَنكَ أَمرَ العَامَّةِ " رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائيُّ ، وَقَالَ الأَلبَانيُّ : حَسَنٌ صَحِيحٌ . وَمِن سِمَاتِ مَنهَجِ المُسلِمِ في أَوقَاتِ الفِتَنِ وَكَثرَتِهَا

وَاشتِدَادِهَا ، الاشتِغَالُ بِالعِبَادَةِ وَالاستِكثَارُ مِنَ العَمَلِ الصَّالِحِ ، وَالحَذَرُ مِمَّا عَلَيهِ كَثِيرٌ مِنَ الهَمَجِ الرَّعَاعِ ، الَّذِينَ تَصرِفُهُم الفِتَنُ عَن عِبَادَةِ رَبِّهِم ، وَتَشغَلُهُم عَنِ التَّزَوُّدِ لأَنفُسِهِم ، وَتُوقِعُهُم في المِرَاءِ وَالجَدَلِ وَالخُصُومَاتِ وَالمُلاسَنَاتِ ، وَالَّتي لا تَزِيدُهُم إِلاَّ ضَلالاً وَغَيًّا ،

وَلِذَا قَالَ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ ـ : " العِبَادَةُ في الهَرجِ كَهِجرَةٍ إِليَّ " رَوَاهُ مُسلِمٌ .

وَقَالَ ـ عَلَيهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ ـ : " مَا ضَلَّ قَومٌ بَعدَ هُدًى كَانُوا عَلَيهِ إِلاَّ أُوتُوا الجَدَلَ " رَوَاهُ التِّرمِذِيُّ وَابنُ مَاجَهْ وَحَسَّنَهُ الأَلبَانيُّ . وَمِن سِمَاتِ مَنهَجِ المُسلِمِ في أَوقَاتِ الفِتَنِ كَثرَةُ الدُّعَاءِ وَالتَّضَرُّعِ وَسُؤَالِ اللهِ ـ تَعَالى ـ بِإِلحَاحٍ أَن يَكشِفَ الكُربَةَ وَيُزِيلَ الغُمَّةَ ، وَأَن يُعِيذَهُ مِنَ الفِتَنِ مَا ظَهَرَ مِنهَا وَمَا بَطَنَ ، وَهُوَ في هَذَا يَستَصحِبُ مَا صَحَّ عَنِ الإِمَامِ المَعصُومِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ ـ

حَيثُ قَالَ : " تَعَوَّذُوا بِاللهِ مِنَ الفِتَنِ مَا ظَهَرَ مِنهَا وَمَا بَطَنَ ، تَعَوَّذُوا بِاللهِ مِن فِتنَةِ الدَّجَالِ " رَوَاهُ مُسلِمٌ وَغَيرُهُ . أَلا فَاتَّقُوا اللهَ ـ أَيُّهَا المُسلِمُونَ ـ فَإِنَّكُم في وَقتٍ أَطَلَّت

فِيهِ الفِتَنُ بِرُؤُوسِهَا ، وَتَعَدَّدَت مَصَادِرُهَا وَتَنَوَّعَت أَشكَالُهَا " فَمَن أَحَبَّ أَن يُزَحزَحَ عَنِ النَّارِ وَيُدخَلَ الجَنَّةَ ، فَلْتَأتِهِ مَنِيَّتُهُ وَهُوَ يُؤمِنُ بِاللهِ وَاليَومِ الآخِرِ ،

وَلْيَأتِ إِلى النَّاسِ الَّذِي يُحِبُّ أَن يُؤتَى إِلَيهِ ، وَمَن بَايَعَ إِمَامًا فَأَعطَاهُ صَفقَةَ يَدِهِ وَثَمرَةَ قَلبِهِ ، فَلْيُطعِهِ إِنِ استَطَاعَ " اللَّهُمَّ إِنَّا نَسأَلُكَ عَمَلاً بِالحَسَنَاتِ ،

وَتَركًا لِلمُنكَرَاتِ ، وَإِذَا أَرَدتَ في قَومٍ فِتنَةً وَنَحنُ فِيهِم فَاقبِضْنَا إِلَيكَ غَيرَ مَفتُونِينَ .

أَمَّا بَعدُ ، فَاتَّقُوا اللهَ ـ تَعَالى ـ وَأَطِيعُوهُ وَلا تَعصُوهُ " وَاعلَمُوا أَنَّ اللهَ يَعلَمُ مَا في أَنفُسِكُم فَاحذَرُوهُ " وَأَنَّهُ لا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزرَ أُخرَى ، وَأَنَّ كُلَّ نَفسٍ بما

كَسَبَت رَهِينَةٌ ، وَسَيَتَبَرَّأُ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا حِينَ يَرَونَ العَذَابَ ، فَالحَذَرَ الحَذَرَ مِن مُثِيرِي الفِتَنِ وَمُؤَجِّجِي نِيرَانِهَا ، مِمَّن رَكِبُوا في ذَلِكَ وَسَائِلَ

الإِعلامِ وَالقَنَوَاتِ ، وَبَرَامِجَ التَّوَاصُلِ في الشَّبَكَاتِ ، فَنَشَرُوا الكَذِبَ بِلا رَوِيَّةٍ ، وَرَوَّجُوا لِلشَّائِعَاتِ بِلا تَثَبُّتٍ ، وَشَرَّقُوا في كُلِّ قَضِيَّةٍ وَغَرَّبُوا بِلا زِمَامٍ وَلا

خِطَامٍ ، فَمَا أَحسَنَهُ بِالمَرءِ وَأَجمَلَهُ ، أَن يَضَعَ قَولَ الحَبِيبِ النَّاصِحِ ـ عَلَيهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ ـ أَمَامَ عَينَيهِ حَيثُ قَالَ :

" مِن حُسنِ إِسلامِ المَرءِ تَركُهُ مَا لا يَعنِيهِ " وَلْيَترُكْ قَضَايَا الأُمَّةِ الكَبِيرَةَ لِكِبَارِ عُلَمَائِهَا وَقَادَتِهَا ، وَلْيَبتَعِدْ عَنِ اتِّخَاذِ العَاطِفَةِ الجَيَّاشَةِ مُوَجِّهًا لِكُلِّ مَا يَقُولُ أَو يَكتُبُ أَو يَفعَلُ ، وَلْيَأخُذِ المُعَافَونَ العِبرَةَ مِنَ الفِتَنِ الَّتي عَصَفَت بِبَعضِ بِلادِ المُسلِمِينَ ، فَاختَلَفَت فيها الرَّايَاتُ وَتَنَوَّعَتِ المَنَاهِجُ وَتَعَدَّدَتِ المَشَارِبُ ، وَانفَلَتَ الزِّمَامُ وَاختَلَطَتِ الأُمُورُ وَالتَبَسَ الحَقُّ ، حتى وَصَلَ الخِذلانُ بِبَعضِ الأَحزَابِ إِلى السِّبَاحَةِ في دِمَاءِ المُسلِمِينَ وَتَركِ العَدُوِّ الظَّاهِرِ ، فَاتَّقُوا اللهَ ـ رَحِمَكُمُ اللهُ ـ وَاعلَمُوا أَنَّ جِمَاعَ الخَيرِ وَسَبِيلَ النَّجَاةِ في أَوقَاتِ الفِتَنِ ، التَّسَلُّحُ بِالعِلمِ الشَّرعِيِّ وَالحِرصُ عَلَيهِ اكتِسَابًا لَهُ وَإِنفَاقًا مِنهُ ،

فَاحرِصُوا عَلَى ذَلِكَ وَالزَمُوهُ ، فَمَن لم يَستَطِعْ أَن يَكُونَ مِن أَهلِ العِلمِ فَلْيَتَمَسَّكْ بِأَهلِهِ الرَّاسِخِينَ ، وَلْيَصدُرْ عَن رَأيِهِم وَلْيَعتَمِدْ أَقوَالَهُم ، وَخَاصَّةً مَن

عُرِفَ مِنهُم بِتَقوَاهُ وَخَشيَتِهِ وَاتِّبَاعِهِ الكِتَابَ وَالسُّنَّةَ ، وَالحَذَرَ الحَذَرَ مِنِ اتِّخَاذِ الجَهَلَةِ رُؤُوسًا أَوِ اتِّبَاعِ المَجَاهِيلِ

، فَقَد قَالَ ـ عَلَيهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ ـ :

" إِنَّ اللهَ لَا يَقبِضُ العِلمَ انتِزَاعًا يَنتَزِعُهُ مِنَ العِبَادِ ، وَلَكِنْ يَقبِضُ العِلمَ بِقَبضِ العُلَمَاءِ ، حَتَّى إِذَا لم يُبقِ عَالمًا اتَّخَذَ النَّاسُ رُؤُوسًا جُهَّالًا فَسُئِلُوا فَأَفتَوا بِغَيرِ عِلمٍ فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا " مُتَّفَقٌ عَلَيهِ . اللَّهُمَّ رَبَّ جِبرَيلَ وَمِيكَائِيلَ وَإِسرَافِيلَ ، فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرضِ عَالِمَ الغَيبِ وَالشَّهَادَةِ ، أَنتَ تَحكُمُ بَينَ عِبَادِكَ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَختَلِفُونَ ، اِهدِنَا لما اختُلِفَ فِيهِ مِنَ الحَقِّ بِإِذنِكَ ، إِنَّكَ تَهدِي مَن تَشَاءُ إِلى صِرَاطٍ مُستَقِيمٍ .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
إِنَّ السَّعِيدَ لَمَن جُنِّبَ الفِتَنَ
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» إِنَّ ٱللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ
»  شرح حديث أبي هريْرَةَ رضي اللَّه عنه "إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَغَارُ"
» تفسيرقوله تعالى: إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ
» إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ
» « إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ لاَ يَرَى بِهَا بَأْسًا يَهْوِي بِهَا فِي النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا »

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديـــــــــات حى على الـــــــــــــــــفلاح الإســــلامى :: المنتدى العام-
انتقل الى: