استغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه
من منا قد من الله عليه بهذه النعمة العظيمة..النعمة التي قلما نشاهد أحدا قد تحلىبها..
أتعلمون لماذا؟؟
لأنها..لفتة معينه ..اختارها الله بفضل منه ..
يقول تعالى: (وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا)
وقال : (ولنجزين الذين صبرواأجرهم بأحسن ما كانوا يعملون)
وقال : (أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون)
قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم : (ما أعطي أحد عطاء خيرا وأوسع من الصبر)
قال الحسن البصري :الصبر كنز من كنوز الخير لا يعطيه الله عز وجل إلا لعبد كريم عنده ..
فالصبر إمابدني::
وهو الصبر على الأعمال الشاقة الجسدية
وإما صبر نفساني::
وهو لا يخرج عن هذه الصور:
سمي صبر عفه:إذا كان صبرا عن شهوة
شجاعة :صبرا في القتال
حلما :الصبر في كظم الغيظ
سعه صدر:إن كان الصبر في النائبات
كتمان سر: إن كان في إخفاءالسر
زهدا :إن كان صبرا في فضول العيش
قناعه :إن كان صبر على قدريسير من حظوظ الدنيا..
أكثر أخلاق الإيمان داخله في الصبر..فالإيمان أساسهالصبر
المشكلةأننا::
قد نصبر على الابتلاء لكن لا نصبر علىالعافية..
يقول بعض العارفين::المؤمن يصبر على البلاء ..ولا يصبرعلى العافية إلا صدّيق
يقول تعالى ) : يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله
)إن من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم فاحذروهم(
فالمؤمن من يصبر علىالعافية بالشكر ومخافة الله ..أن يزيل تلك النعمة ..فلا يسرف بالشهوات
ولا يسرف بالملذات ..
الصبر المخالف للهوى 3 أقسام :إما صبر على القيام بالعبادة..
أو صبر عن المعاصي وما أحوجنا إليه ..فهنا نرى إشكالا عظيما تراه يمتنع عن لبس الحرير
ويومه كله قائم علىالغيبة..
أو صبر على الابتلاءات
من موت الأحبة أو هلاك الأموال أو زوال الصحة ..الصبر على ذلك من أعلىالمقامات..
قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (من يرد الله به خيرا يصب منه)
أو الصبر على أذى الناس..قال تعالى : (وإن تصبرواوتتقوا فإن ذلك من عزم الأمور)
وقال : (ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون)
وقال : (ولئن صبرتم لهو خير للصابرين)
أخيرا ثقي أختي الغالية ما إن تبتلي بأي ابتلاء فهو خير لك..قد يزيد الابتلاء وينقص بقدرإيمانك
وفي حديث قال الرسول صلى الله عليه وسلم : (لا يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في جسده وماله وفي ولده
حتى يلقى الله وما عليه خطيئة)
اختتم بأقوال من سبقونا جمعناالله وإياكم بهم في جنات النعيم::
قال علي رضي الله عنه : من إجلال الله ومعرفة حقه أن لا تشكو وجعك ولا تذكرمصيبتك
قال الأحنف : لقد ذهبت عيني منذ أربعين سنة ما ذكرتهالأحد
قال شقيقي البلخي : من شكا مصيبة به إلى غير الله لم يجد في قلبه لطاعة الله حلاوة أبدا..
قال بعض الحكماء: من كنوزالبر كتمان المصائب,وقد كانوا يفرحون بالمصائب نظرا إلىثوابها..
أخيرا أخواتي من فينا تتصف بالصبر عند الحديث وعندالعبادات وعند المعاصي ...
فالصبر نصف الإيمان ..وتجدين فيه لذة رائعة ممن صبر ابتغاء الأجر والمثوبة
أجزل الله لنا ولكم المثوبة وتقبل الله منا ومنكم صالحالأعمال..