زائر زائر
| موضوع: سيظلكم شهر عظيم الأحد يوليو 07, 2013 3:03 am | |
| إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له،وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله, صلى الله وسلم عليه, وعلى آله وصحبه أجمعين. أمّا بعد: فاتقوا الله ربكم واعبدوه، واشكروه على ما أنعم عليكم به وأطيعوه، واعرفوا نعمته عليكم بمواسم الخيرات, وجدوا لاكتساب الصالح من العمل واجتنبوا السيئات. عباد الله: سيظلكم شهر عظيم، وموسم كريم, تضاعف فيه الحسنات، وتعظم فيه السيئات، شهر الصيام والقيام، وموسم الصدقات والبر والإحسان، أوله رحمة، وأوسطه مغفرة، وآخره عتق من النار، إنه شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن. أيها المؤمنون: روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (قال الله تعالى: كل عمل ابن آدم له إلا الصيام، فإنه لي، وأنا أجزي به، والصيام جُنّة، وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابّه أحد أو قاتله فليقل: إني امرؤ صائم. والذي نفس محمد بيده لَخَلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، للصائم فرحتان يفرحهما: إذا أفطر فرح بفطره، وإذا لَقِيَ ربه فرح بصومه). عباد الله: بصيام رمضان وقيامه إيماناً واحتسابا, تكفر الذنوب وتمحى السيئات فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من صام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدّم من ذنبه) متفق عليه. و كان صلى الله عليه وسلم يُرغِّب في قيام رمضان من غير أن يأمرهم بعزيمة, ثم يقول: (من قام رمضان إيماناً واحتساباً غُفِر له ما تقدّم من ذنبه) متفق عليه. أيّها المسلمون، إنّ مقصودَ الصيام تربيةُ النفس على طاعةِ الله وتزكيتُها بالصبر، وكما يمنَع الجسدُ عن بعض المباحاتِ, فمِن باب أولى منعُ الجوارِحِ عنِ الحرام, فيترك كل فعل محرم من الغش والظلم ومنع الحقوق, والنظر المحرم, وسماع الأغاني المحرمة، وأن يدع كل قول محرم من الكذب والغيبة والنميمة فلا تجعل أيها المسلم يوم صومك ويوم فطرك سواء، قال ابن رجب رحمه الله: "واعلَم أنه لا يتِمّ التقربُ إلى الله بتركِ هذه الشهواتِ المباحَة أصلاً في غيرِ حالِ الصيام, إلاَّ بعد التقرُّب إليه بتركِ ما حرّم الله في كلّ حالٍ, كالكذب والظلمِ والعدوان على الناس في دمائِهم وأموالهم وأعراضهم، ولهذا قال النبيّ صلى الله عليه وسلم: ((من لم يدَع قولَ الزورِ والعملَ به والجهلَ فليس لله حاجةٌ أن يدَع طعامه وشرابَه)) أخرجه البخاري". عباد الله: إن من أعظم الخسران, وأكبر الحرمان, أن يدرك المرء هذا الشهر الكريم المبارك, فلا تغفر له فيه ذنوبه، لكثرة إسرافه وعدم توبته، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أتاني جبريل فقال يامحمد من أدرك شهر رمضان فلم يُغفر له فأدخل النار فأبعده الله, قل آمين, فقلت: آمين", رواه الطبراني في معجمه بإسناد صحيح. فيا من أوجَعته الذنوبُ, وأزرَى بهِ العِصيان، بادِر ولا تقنَط من رحمةِ الله الكريم, الذي يقول بين آيات الصيام: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِي إِذَا دَعَانِي فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) [البقرة:186]. بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم, ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم. أقول ما تسمعون, واستغفر الله تعالى لي ولكم, ولسائر المسلمين من ذنب, فاستغفروه, وتوبوا إليه إنه هو الغفور الرحيم
|
|