زائر زائر
| موضوع: هل يجوز أن ينام الإنسان وهو محتضن المصحف ليحفظه الله من الشيطان ؟ السبت يونيو 29, 2013 1:35 am | |
| [b style="color: rgb(85, 44, 17); font-family: Arial; font-size: 20px; font-weight: bold; text-align: -webkit-center;"]هل يجوز أن ينام الإنسان وهو محتضن المصحف ليحفظه الله من الشيطان ؟[/b][b style="color: rgb(254, 6, 7); font-family: Arial; font-size: 16px; font-weight: bold; text-align: right; background-color: rgb(255, 255, 255);"]السؤال: أنا فتاة مسحورة وذلك منذ قرابة شهر - والحمد لله - ، محافظة ومواظبة على الصلاة ، والرقية والأذكار ، وتعودت أن أنام وأنا حاضنة للقرآن ، والمسجل على سورة البقرة ، خوفا من التعدي من قبل العارض أثناء نومي ؛ لأني ولله الحمد وأنا مستيقظة أتمكن منها ، حيث إنها تحاول التحرش بي ، لكن رب العالمين قواني عليها ، لكني أخاف كثيرا أن أنام ويحصل تحرش أثناء نومي ، ويكون خارجا عن سيطرتي ، لذلك أنام على الرقية ، أو سورة البقرة ، وأكون حاضنة للقرآن طوال فترة النوم .[/b] [b style="color: rgb(254, 6, 7); font-family: Arial; font-size: 16px; font-weight: bold; text-align: right; background-color: rgb(255, 255, 255);"]فهل يجوز لي لمس القرآن ، والقراءة منه أثناء فترة الحيض ؟[/b] [b style="color: rgb(254, 6, 7); font-family: Arial; font-size: 16px; font-weight: bold; text-align: right; background-color: rgb(255, 255, 255);"]علما أني بالبيت تكون لي فرصة لبس القفازات أثناء القراءة ، ولكن أثناء العمل لا أستطيع ، لأني في عمل مختلط ، ولبسي للقفازات أثناء القراءة قد يسبب لي حرجا ، فأضطر للقراءة من القرآن ؛ لأني أقرأ بشكل متواصل بسبب السحر ، وأخاف إن توقفت بشكل كلي عن القراءة أثناء العمل ، تزداد حالتي ، ويتقوى العارض ، وأحيانا أقرأ من حفظي ، ولكن لا أشعر كارتياحي بمسك المصحف والقراءة منه .[/b] [b style="color: rgb(254, 6, 7); font-family: Arial; font-size: 16px; font-weight: bold; text-align: right; background-color: rgb(255, 255, 255);"]هل أبتعد أيضا عن حضن القرآن وقت الحيض ؟[/b] [b style="color: rgb(254, 6, 7); font-family: Arial; font-size: 16px; font-weight: bold; text-align: right; background-color: rgb(255, 255, 255);"]لأني توقفت حاليا لأتأكد منه قبل أن أقع في الخطأ . [/b] [rtl] [b class="answer" style="font-family: Arial; font-size: 16px; line-height: 25px; color: rgb(46, 80, 146); direction: rtl; text-align: right; font-weight: bold; background-color: rgb(255, 255, 255);"]الجواب : الحمد لله أولا : لا يشرع للإنسان أن يحتضن المصحف عند نومه ، خاصة إذا كانت امرأة حائضا ؛ لأنه يحرم على الحائض مس المصحف ، كما يحرم على المحدث حدثا أكبر أو أصغر مسه أيضا ؛ لأن القرآن لا يمسه إلا طاهر . والنوم المستغرق كنوم الليل من نواقض الوضوء ولأن احتضان المصحف في هذه الحال وأمثالها : مظنة لامتهانه بالسقوط ، أو التقلب عليه والنوم فوقه من حيث لا يشعر المرء . سئل الشيخ صالح الفوزان حفظه الله عن امرأة تضع المصحف بجانب طفلها الصغير بقصد حمايته من الجن ، عند انشغالها وتركه وحده ؟ فأجاب : " هذا لا يجوز لأن فيه إهانة للمصحف الشريف ولأنه عمل غير مشروع " انتهى من "المنتقى من فتاوى الفوزان" (40 /9) . ثانيا : يجوز للمرأة الحائض قراءة القرآن ، وخاصة إذا احتاجت إليه خشية النسيان أو للمراجعة أو للاستشفاء به ، بشرط عدم مساسه ؛ لأنه لا يمسه إلا طاهر كما تقدم ، فإن احتاجت إلى القراءة من المصحف مسته بحائل ، بخرقة نظيفة أو منديل أو قفاز أو نحو ذلك . ومن الممكن التغلب على مشكلة الحرج في لبس القفاز عند التلاوة ، بأن تتعودي لبس القفاز بصورة دائما ، فتغطي كفيك بهما ، وهذا أمر معتاد في المحجبات . ثالثا : لا حرج عليك في تشغيل القرآن أثناء النوم ، أو وضع المسجل ونحوه من الوسائط الإلكترونية على فراشك ، أو حتى احتضانها ؛ فلا حرج فيها من هذه الحيثية ، وإن كان نرى أن ذلك قليل الجدوى ، وأن غيره أنفع منه ، وهو المحافظة على الأذكار والأوراد والرقى الشرعية ، وملازمة قراءة آية الكرسي عند النوم ، والاجتهاد في قراءة ما تحفظين من القرآن . نسأل الله أن يحفظك ويحفظ أهل الإسلام من كيد الشيطان ووساوسه وهواجسه .. من أصيب بالسحر ليس له أن يتداوى بالسحر فإن الشر لا يزال بالشر ، والكفر لا يزال بالكفر، وإنما يزال الشر بالخير، ولهذا لما سئل عليه الصلاة والسلام عن النُّشرة قال : (هي من عمل الشيطان) والنشرة المذكورة في الحديث : هي حل السحر عن المسحور بالسحر . أما إن كان بالقرآن الكريم والأدوية المباحة والرقية الطيبة فهذا لا بأس به ، وأما بالسحر فلا يجوز كما تقدم ، لأن السحر عبادة للشياطين ، فالساحر إنما يسحر ويعرف السحر بعد عبادته للشياطين ، وبعد خدمته للشياطين ، وتقربه إليهم بما يريدون ، وبعد ذلك يعلمونه ما يحصل به السحر ، لكن لا مانع والحمد لله من علاج المسحور بالقراءة وبالتعوذات الشرعية ، بالأدوية المباحة ، كما يعالج المريض من أنواع المرض من جهة الأطباء ، وليس من اللازم أن يشفى ، لأنه ما كل مريض يشفى ، فقد يعالج المريض فيشفى إن كان الأجل مؤخراً وقد لا يشفى ويموت في هذا المرض ، ولو عرض على أحذق الأطباء ، وأعلم الأطباء ، متى نزل الأجل لم ينفع الدواء ولا العلاج ، لقول الله تعالى : ( ولن يؤخر الله نفساً إذا جاء أجلها ) المنافقون/11 ، وإنما ينفع الطب وينفع الدواء إذا لم يحضر الأجل وقدر الله للعبد الشفاء ، كذلك هذا الذي أصيب بالسحر قد يكتب الله له الشفاء ، وقد لايكتب له الشفاء ، ابتلاء وامتحاناً وقد يكون لأسباب أخرى الله يعلمها جل وعلا ، منها : أنه قد يكون الذي عالجه ليس عنده العلاج المناسب لهذا الداء ، وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( لكل داء دواء فإذا أصيب دواء الداء برئ بإذن الله عز وجل ) وقال عليه الصلاة والسلام : ( ما أنزل الله داءً إلا أنزل له شفاء ، علمه من علمه وجهله من جهله ) . ومن العلاج الشرعي أن يعالج السحر بالقراءة ، فالمسحور يقرأ عليه أعظم سورة في القرآن : وهي الفاتحة ، تكرر عليه ، فإذا قرأها القارئ الصالح المؤمن الذي يعرف أن كل شيء بقضاء الله وقدره ، وأنه سبحانه وتعالى مصرف الأمور ، وأنه متى قال للشيء كن فإنه يكون فإذا صدرت القراءة عن إيمان ، وعن تقوى وعن إخلاص وكرر ذلك القارئ فقد يزول السحر ويشفى صاحبه بإذن الله ، وقد مر بعض الصحابة رضي الله عنهم على بادية قد لدغ شيخهم ، يعني أميرهم وقد فعلوا كل شيء ولم ينفعه ، فقالوا لبعض الصحابة : هل فيكم من راق ؟ قالوا : نعم فقرأ عليه أحدهم سورة الفاتحة ، فقام كأنه نشط من عقال في الحال ، وعافاه الله من شر لدغة الحية ، والنبي عليه الصلاة والسلام قال : ( لا بأس بالرقي ما لم تكن شركاً ) وقد رقى ورقي عليه الصلاة والسلام ، فالرقية فيها خير كثير ، وفيها نفع عظيم ، فإذا قرئ على المسحور بالفاتحة ، وبآية الكرسي ، وبـ ( قل هو الله أحد ) ، والمعوذتين ، أو بغيرها من الآيات ، مع الدعوات الطيبة الواردة في الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ، مثل قوله صلى الله عليه وسلم لما رقى بعـض المرضى : ( اللهم رب الناس ، أذهب البأس ، واشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقماً ) يكرر ذلك ثلاث مرات أو أكثر ، ومثل ما ورد عنه صلى الله عليه وسلم أن جبريل عليه السلام رقاه صلى الله عليه وسلم بقوله : ( بسم الله أرقيك ، من كل شيء يؤذيك ، ومن شر كل نفس أو عين حاسد الله يشفيك ، بسم الله أرقيك ) ثلاث مرات فهذه رقية عظيمة وثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم ، يشرع أن يرقى بها اللديغ والمسحور والمريض ، ولا بأس أن يرقى المريض والمسحور واللديغ بالدعوات الطيبة ، وإن لم تكن منقولة عن النبي صلى الله عليه وسلم إذا لم يكن فيها محذور شرعي لعموم قوله صلى الله عليه وسلم : ( لا بأس بالرقي ما لم تكن شركاً ) ، وقد يعافي الله المريض والمسحور وغيرهما بغير الرقية وبغير أسباب من الإنسان ، لأنه سبحانه هو القادر عل كل شيء ، وله الحكمة البالغة في كل شيء ، وقد قال سبحانه في كتابه الكريم ( إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون ) يس /82 ، فله سبحانه الحمد والشكر على كل ما يقضيه ويقدره ، وله الحكمة البالغة في كل شيء عز وجل . وقد لا يشفى المريض لأنه قد تم أجله وقدر موته بهذا المرض ، ومما يستعمل في الرقية آيات السحر تقرأ في الماء ، وهي آيات السحر في الأعراف ، وهي قوله تعالى ( وأوحينا إلى موسى أن ألق عصاك فإذا هي تلقف ما يأفكون فوقع الحق وبطل ما كانوا يعملون فغلبوا هنالك وانقلبوا صاغرين) /117-119 ، وفي يونس وهي قوله تعالى ( وقال فرعون ائتوني بكل ساحر عليم ) إلى قوله جل وعلا ( ويحق الله الحق بكلماته ولو كره المجرمون ) من أية 79 إلى أية 28، وكذلك آيات طه ( قالوا يا موسى إما أن تلقي وإما أن نكون أول من ألقى ) ... إلى قوله سبحانه ( ولا يفلح الساحر حيث أتى ) من أية 65 إلى أية 69 ، وهذه الآيات مما ينفع الله بها في رقية السحر ، وإن قرأ القارئ هذه الآيات في الماء وقرأ معها سورة الفاتحة ، وآية الكرسي وبـ ( قل هو الله أحد ) والمعوذتين في ماء ثم صبه على من يظن أنه مسحور ، أو محبوس عن زوجته فإنه يشفى بإذن الله ، وإن وضع في الماء سبع ورقات من السدر الأخضر بعد دقها كان مناسباً ، كما ذكر ذلك الشيخ عبد الرحمن بن حسن رحمه الله في ( فتح المجيد ) عن بعض أهل العلم في باب ( ما جاء في النشرة ) . ويستحب أن يكرر قراءة السور الثلاث ، وهي ( قل هو الله أحد ) و( قل أعوذ برب الفلق ) ( وقل أعوذ برب الناس ) ثلاث مرات . والمقصود أن هذه الأدوية وما أشبهها هي مما يعالج به هذا البلاء : وهو السحر ويعالج به أيضاً من حبس عن زوجته ، وقد جرب ذلك كثيراً فنفع الله به ، وقد يعالج بالفاتحة وحدها فيشفى ، وقد يعالج بـ ( قل هو الله أحد ) والمعوذتين وحدها ويشفى . والمهم جداً أن يكون المعالِج والمعالَج عندهما إيمان صادق ، وعندهما ثقة بالله ، وعلم بأنه سبحانه مصرف الأمور ، وأنه متى شاء شيئاً كان وإذا لم يشأ لم يكن سبحانه وتعالى ، فالأمر بيده جل وعلا ، ماشاء الله كان وما لم يشأ لم يكن فعند الإيمان وعند الصدق مع الله من القارئ والمقروء عليه يزول المرض بإذن الله وبسرعة ، وتنفع الأدوية الحسية والمعنوية . نسأل الله أن يوفقنا جميعاً لما يرضيه إنه سميع قريب .
والله تعالى أعلم . [/b][/rtl] |
|